Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تداعيات إرسال إيران طائرات مسيرة في الحرب الروسية الأوكرانية

"تسعى طهران إلى إبراز قوتها لعلها تكسبها نقاطاً أثناء جولات التفاوض لإحياء الاتفاق النووي ورفع العقوبات عنها"

القائد العام للجيش الإيراني الجنرال عبد الرحيم موسوي مستعرضاً طائرات مسيرة محلية الصنع (أ ف ب)

أفاد البيت الأبيض أخيراً بأن إيران نشرت خبراء عسكريين في شبه جزيرة القرم لمساعدة روسيا في شن هجمات بطائرات دون طيار على أوكرانيا، سبق هذا الإعلان الحديث عن إمداد طهران موسكو بطائرات مسيرة تعرف باسم "كاميكازي" و"شاهد"، ما دفع بريطانيا إلى فرض عقوبات على الشركات الإيرانية والأفراد المسؤولين عن التزويد بطائرات من دون طيار.

وهنا يثار تساؤل حول كيف تحولت روسيا، المورد الرئيس للأسلحة إلى إيران، إلى متلق منها خلال الحرب الأوكرانية؟ ولماذا تدعم إيران روسيا في الحرب الأوكرانية على رغم أن العلاقات بينهما ليست استراتيجية لتسير في هذا المسار، لا سيما في توقيت مرتبط بمحاولات إحياء الاتفاق النووي مع الغرب، وما دلالات السلوك الإيراني؟
المفارقة هي أنه عند النظر إلى العلاقات الروسية – الإيرانية، دائماً ما كان ينظر إلى موسكو باعتبارها المورد الرئيس للأسلحة إلى طهران، أما أخيراً، فقد رصدت رحلات النقل المتجهة من إيران إلى روسيا، وأشارت تقارير أميركية إلى أن استشاريين وفنيين إيرانيين من الحرس الثوري انتشروا في قاعدة بشبه جزيرة القرم لتعليم العسكريين الروس كيفية تشغيل الأنظمة.

 

ويكمن الدور الرئيس للطائرات المسيرة في ساحات المعارك حول العالم في المقام الأول في التحسين النوعي والكمي لقدرات جمع المعلومات الاستخباراتية والمراقبة والاستطلاع، وليس في القدرة على الهجوم الدقيق.
إن الإمداد الإيراني للطائرات المسيرة بأعداد كبيرة انتقل من الساحة الإقليمية إلى الساحة الدولية، فبعد انتشارها لدى وكلاء إيران الإقليميين، "حزب الله" في لبنان والحوثيين في اليمن وأخيراً "حركة حماس" في غزة، تغلغلت إيران في الحرب الروسية - الأوكرانية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لا تنشر إيران الطائرات المسيرة وحسب بين وكلائها وإنما تنقل معرفتها أيضاً، وتعتبر إسرائيل أن البرنامج الإيراني للطائرات من دون طيار هو أخطر تهديد محتمل لها، حيث هاجمت إيران أهدافاً مهمة في الشرق الأوسط في السنوات الأخيرة، في الوقت، ذاته، ساعدت طهران وكلاءها في المسارح الدولية المختلفة، حيث نسبت إلى هذه التنظيمات مجموعة من الهجمات التي جرت في الشرق الأوسط، من بينها الهجمات على القواعد الأميركية في سوريا والعراق إلى جانب مهاجمة أهداف في السعودية والإمارات.
وفي حين أنكرت إيران الاتهامات الأوروبية والأميركية، قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إن المزاعم حول قيام إيران بتزويد روسيا بطائرات مسيرة لاستخدامها في أوكرانيا لا صحة لها، كما نفى المتحدث باسم الكرملين نقل أنظمة قتالية من إيران.
من جهة ثانية، إن للتعاون بين إيران وروسيا، دلالات كثيرة على المستوى الإقليمى والدولي. إقليمياً، تعتبر إسرائيل أن في ذلك خطر على أمنها قد يتسبب في دعمها لأوكرانيا بما يؤثر في العلاقات بين روسيا وإسرائيل لا سيما فى سوريا.
كما أن وجود عناصر من "الحرس الثوري" على الأراضي الأوكرانية لتوجيه الجنود الروس حول كيفية تشغيل الطائرات من دون طيار، يقدم ميزة لإيران حيث يمكنها التحقق من أداء الأنظمة في الميدان وتحسينها إذا لزم الأمر، كما ترى طهران في مساعدة روسيا وسيلةً لتأمين وصولها مستقبلاً إلى الأسلحة الروسية بخاصة المقاتلات الروسية لاستبدال بعض الطائرات الحربية الأميركية القديمة التي حصلت عليها إيران منذ أكثر من 40 عاماً.
من جهة أخرى، تحاول إيران تسويق نفسها في السوق العالمية، فقد صرح مسؤول عسكري إيراني أن 22 دولة قدمت طلبات رسمية لشراء طائرات من دون طيار مسلحة إيرانية الصنع، وتسعى إيران إلى الإيحاء بأن الطائرات من دون طيار المنتَجة محلياً تكتسب شعبية في السوق العالمية، لا سيما لدى فنزويلا والجزائر وأرمينيا وطاجيكستان وصربيا، أي إن إيران تحاول أن تنافس الطائرات المسيرة التركية التي اكتسبت هي الأخرى ميزة تنافسية في السوق العالمية وتصدر إلى أوكرانيا.
كل ما سبق يوضح لماذا تدعم إيران روسيا في الحرب الأوكرانية بالطائرات المسيرة، فهي تصطف إلى الجانب المناوئ للقوى الغربية و"الهيمنة الأميركية"، فضلاً عن امتلاكها مزيداً من أوراق الضغط بمواجهة واشنطن، كما تسعى طهران إلى إبراز قوتها لعلها تكسبها نقاطاً أثناء جولات التفاوض لإحياء الاتفاق النووي ورفع العقوبات عنها.

المزيد من تحلیل