Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"الوعود الفارغة" سبب تخلف العالم عن هدف منع إزالة الغابات

تحليل ينبه إلى "عدم وجود سبيل للوفاء بكبح ارتفاع درجة الحرارة العالمية عند 1.5 درجة مئوية " من دون وقف عمليات قطع الأشجار

إزالة الغابات في ولاية ماتو جروسو ، البرازيل (رويترز)

نبه تحليل رئيس جديد، إلى وجود حاجة ملحة لاتخاذ إجراءات دولية عاجلة، لوقف المستويات الهائلة من عمليات إزالة الغابات في مختلف أنحاء العالم وعكس مسارها، بهدف الوصول إلى الأهداف البيئية الحاسمة لحماية مناخ الأرض.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكانت 145 دولة وقعت في "مؤتمر الأمم المتحدة الـ 26 لمواجهة تغير المناخ"  Cop26 الذي انعقد في اسكتلندا في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، على "إعلان قادة العالم في غلاسكو" Glasgow Leaders’ Declaration الذي يقضي بـ "وقف إزالة الغابات وتدهور الأراضي، وعكس هذا المسار  بحلول عام 2030".

لكن بعد مرور نحو عام على تلك القمة، لاحظ "تقييم لإعلان الغابات" The Forest Declaration Assessment  (جهد يقوده المجتمع المدني لتقييم التقدم الجماعي نحو الأهداف المتعلقة بغابات العالم)، أنه "ما من مؤشر عالمي واحد يدل على أن الدول تسلك المسار الصحيح" نحو تحقيق هذا الهدف.

يشار إلى أن المعدل الإجمالي لإزالة الغابات في مختلف أنحاء العالم، كان بلغ في عام 2021 نحو 6.8 مليون هكتار، أي ما يوازي مساحة جمهورية إيرلندا. وتسبب القضاء على تلك المساحات بانبعاثات لغازات الاحتباس الحراري، وصلت إلى ثلاثة مليارات و800 مليون طن، الأمر الذي أدى إلى تفاقم أزمة تغير المناخ، إضافة إلى تهديد النظم البيئية وتقليص التنوع البيولوجي.

فرانسيسكا هاوبت، الشريكة الإدارية لمنظمة "كلايميت فوكوس" Climate Focus ، وهي إحدى المنظمات التي شكلت ائتلاف الخبراء الذين أجروا التحليل، قالت إنه "لا يمكن للعالم أن يكرر في عام 2030 الفشل الذي شهده الكوكب مع ’إعلان نيويورك في شأن الغابات‘ عام 2020".

ورأت أنه "يتعين على الحكومات ومؤسسات القطاع الخاص، تبني إصلاحات جريئة لتقييم الغابات القائمة، بما يتناسب وقيمتها. ويتوجب عليها التشارك مع المجتمع المدني، لتسريع الخطى في مجال الغابات، وتعزيز العمل في هذا الاتجاه باعتماد الشفافية والمساءلة".

هذه الدعوات إلى العمل، تأتي في الوقت الذي تحذر فيه دراسات عدة من أن إزالة الغابات تعني فقدان الكوكب لغابات قديمة لا يمكن تعويضها، في الوقت الذي يمكن أن تساعد، على نحو فريد، في معالجة أزمة تغير المناخ.

تجدر الإشارة إلى أن البشر قاموا على مدى الأعوام الستة آلاف الماضية بقطع نحو ثلث مساحة الغابات الموجودة على سطح الكوكب، ما انعكس سلباً على قدرة عالمنا على امتصاص غازات ثاني أوكسيد الكربون.

التقييم الجديد لمنظمات المجتمع المدني، الذي استعان ببيانات إزالة الغابات في الفترة الممتدة من عام 2018 إلى عام 2020، لإنشاء قاعدة أساسية تمكن المحللين من إجراء مقارنة، وجد أن الخفض في إزالة الغابات العالمية في عام 2021، لا يتناسب والوتيرة المطلوبة للوصول إلى هدف عام 2030 المتعلق بوقف إزالة الغابات، والمنصوص عليه في تعهد غلاسكو. ومع ذلك، أشار فريق البحث إلى "تحقيق تقدم استثنائي من جانب بعض الدول".

وتبين من التقييم أن مناطق آسيا الاستوائية كانت الوحيدة التي تسير في الوقت الراهن على الطريق الصحيح لوقف إزالة الغابات بحلول عام 2030، وهذا يعتمد إلى حد كبير على التقدم الذي أحرزته إندونيسيا التي أشار التحليل إلى أنها الدولة الوحيدة التي خفضت معدل إزالة الغابات، في كل عام من الأعوام الخمسة الأخيرة، حالها حال جارتها ماليزيا.

لكن فريق البحث لفت الانتباه إلى أنه فيما انخفض معدل إزالة الغابات في إفريقيا الاستوائية وأميركا اللاتينية في الأعوام الأخيرة، فإن هذه التخفيضات لا تزال غير كافية لتحقيق هدف عام 2030.

في غضون ذلك، ساهمت برامج إعادة تحريج الغابات المفقودة، في موازاة عمليات الإزالة الهائلة للغابات، في تحقيق زيادات في الغطاء الحرجي في أماكن أخرى من العالم بنحو 130.9 مليون هكتار، بين عامي 2000 و2020، وهي مساحة تعد أكبر بقليل من مساحة البيرو - مع تحقيق مكاسب صافية في 36 دولة.

إلا أن الباحثين يرون أن تلك المكاسب "لن تعوض أبداً خسائر الغابات لجهة تخزين الكربون والتنوع البيولوجي وخدمات النظم البيئية".

وأفاد التقرير بأنه "لا يمكن استبدال خسارة الغابات الأولية ببساطة، من خلال إعادة التحريج أو عبر أنشطة تحويل الأراضي الزراعية المهجورة والمتدهورة إلى غابات"، مشدداً على أن "الغابات التي لا تزال سليمة في الوقت الراهن يجب أن تظل كذلك".

وأكد فران برايس المسؤول عن الممارسات الحرجية العالمية في "الصندوق العالمي للحياة البرية" World Wildlife Fund، الذي كان أيضاً من بين المنظمات التي ساهمت في إجراء التقييم، أنه ما لم تتخذ إجراءات عاجلة للحد من إزالة الغابات، ستظل الأهداف المناخية صعبة التحقيق.

وأوضح أن "’تقييم إعلان الغابات‘ يبعث بإشارة تحذير أخرى مفادها أن الجهود المبذولة لوقف إزالة الغابات ليست كافية، وأننا لسنا على المسار الصحيح لتحقيق أهدافنا الموضوعة لعام 2030".

وختم برايس بالقول إنه "لا يوجد مسار لتحقيق هدف 1.5 درجة مئوية من الانبعاثات الحرارية، المنصوص عليه في ’اتفاق باريس‘ أو عكس فقدان التنوع البيولوجي، من دون وقف إزالة الغابات وتحويل الأراضي. لقد حان الوقت لنشوء قيادة عالمية كفؤة وقوية وطرح حلول جريئة، من أجل عكس هذا الاتجاه المثير للقلق".

© The Independent

المزيد من بيئة