Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"سينما الأعياد"... بعيدا من التعقيد قريبا من البهجة

موازنات متواضعة وحبكات ضعيفة وقصص مكررة من أجل العطلات ولا أحد يحاكمها فنياً

هناك ما يشبه الاتفاق الضمني بين صناعها والجمهور على أنها أفلام مناسبات (حساب فيلم "نهاية الهالوين" على "إنستغرام")

بدأت شركات الإنتاج حملاتها الترويجية للأفلام المنتظر عرضها خلال الأسابيع المقبلة احتفالاً بـ"الهالوين"، وكذلك بمناسبة قرب احتفالات نهاية العام، وهي عادة دأبت عليها السينما العالمية، إذ إن هناك مواسم كثيرة ارتبطت بطرح أفلام جديدة وبينها "فالنتاين" ورأس السنة، وعلى رغم أن عدداً لا بأس به من تلك الأعمال يبدو جيداً، لكن الجانب الأكبر منها يكون تجارياً بحتاً بل وتصاعده الدرامي متوقع للغاية حتى لو شارك به نجوم كبار، واللافت أن تلك الأعمال توضع في خانة "المشاركة المجتمعية" ولا أحد يقف لها بالمرصاد على الأغلب، إذ تمر من دون إثارة جدل وانتقادات، بخاصة أن هناك ما يشبه الاتفاق الضمني بين صناعها والجمهور على أنها أفلام صنعت فقط للاستهلاك في أعياد معينة.

أخيراً حقق فيلم Halloween Ends عوائد في شباك التذاكر العالمي تقترب من 60 مليون دولار أميركي حول العالم خلال أسبوع واحد، وه فيلم موازنته 20 مليون دولار يأتي بأرباح تفوق كلفته بمراحل بعد طرحه في موسم الرعب السنوي، حيث الجمهور المتشوق لتلك النوعية من الأعمال بالتزامن مع احتفالات "الهالوين"، مثله مثل مناسبات عدة كرأس السنة وأعياد "الكريسماس" وحتى أعياد الحب والأم وغيرها، وعادة ما تكون قصص أفلام المناسبات متشابهة كثيراً، وإن كان بعضها يتمتع بجودة فنية عالية، لكن معظمها أعمال للتسلية وإن كان هذا لا ينقص منها شيئاً، بخاصة أن لها جمهوراً عريضاً ينتظرها.

كلفة قليلة وإيرادات ضخمة

الملاحظ أن أفلام المناسبات في السينما العالمية في كثير منها ذات طابع خفيف، وملائمة أكثر للجلسات العائلية وليست هي نوع السينما الذي يصنع تاريخ الفنان، ومع ذلك يقدم على المشاركة بها كبار النجوم الحاصلين على أرفع الجوائز، إذ يفضلون دوماً التنويع وتقديم أعمال تستقطب جمهوراً أعرض، كما أن الاستقبال النقدي لتلك الأفلام عادة ما يكون له طابع خاص، فهي توضع في سياقها كحكايات ممتعة ليس أكثر، وفي فيلم "نهاية الهالوين" نجد النجمة جيمي لي كرتيس (64 سنة) حريصة كل الحرص على المشاركة في أجزاء السلسلة التي انطلقت منذ نهاية سبعينيات القرن الماضي، وعلى مدار أكثر من 40 عاماً بات وجود جيمي طقساً أساسياً فيها، وعلى رغم أن الفيلم الجديد يعتبر نهاية عهدها بتلك السلسلة، فإن اسم الممثلة البارزة الحاصلة على "بافتا" و"غولدن غلوب" سيظل ملتصقاً بها، إذ قدمت تسعة أعمال من بين 13، وعرفت بأداء شخصية "لوري سترود" الشهيرة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويتضمن موسم "الهالوين" هذا العام أيضاً فيلم smile الذي ينتمي لعالم الرعب النفسي، وحقق إيرادات عالمية في ثلاثة أسابيع تجاوزت المليون دولار أميركي، فيما لم تتجاوز موازنته 17 مليوناً، إذ تمتلئ جعبة هوليوود بكثير من أفلام "الهالوين" التي ينتظرها المشاهد عاماً بعد عام، وبعضها أصبح من علامات هذا الموسم، ومنها "Halloweentown - 1998" لكيمبرلي جي براون وديبي رينولدز، و"The Rocky Horror Picture Show- 1975"، والأخير قامت ببطولته سوزان سارندون الحاصلة على "بافتا" و"أوسكار".

أفلام السعادة وتحقيق الأمنيات

عقب "الهالوين" يأتي موعد أفلام "الكريسماس" ورأس السنة، وهو موسم حافل بالأفلام التي تنتج عادة على عجل، وبعضها يكون موجهاً بشكل خاص للمنصات الإلكترونية فقط، إذ تكون ذات طابع تجاري بحت وتوجه للباحثين عن تمضية العطلة وهم يشاهدون حكاية لا تحتاج إلى تركيز ودقة في المتابعة، وذات نهاية سعيدة ينتصر فيها الخير على الشر وتتحقق فيها الأمنيات بكل بساطة إكراماً لروح الأعياد، وهي تنحاز دوماً لإعلاء قيم التواصل مع العائلة والبعد من النزعة المادية والانخراط في آلة العمل التي تستنزف الطاقة الروحية، إذ تصلح عادة للمشاهدة من قبل جميع الأعمار، لا سيما الأطفال الفئة الأكثر انتظاراً للأعياد بشكل عام، ومثلها Home Sweet Home Alone الذي عرضته منصة "ديزني" العام الماضي بقصة متواضعة ومستوى فني متوسط، لكنه ظهر في قوائم الأعلى مشاهدة وقتها نظراً إلى أنه منصوع خصيصاً لأجواء هذه الفترة من السنة، إذ إن اسمه كان يلعب على الحنين للفيلم الشهير الذي قام ماكولي كولكين ببطولة جزأيه أوائل تسعينيات القرن الماضي، واقتربت إيراداتهما من المليون دولار، فيما كان الموازنة أقل بكثير، وحققا نجاحاً هائلاً ولا يزالان.

 

شركات الإنتاج تتعامل مع موسم نهاية العام باعتباره حدثاً ضخماً لا يمكن تفويته، وكذلك يتنافس النجوم على الحضور بأفلام تدعو للأمل والتفاؤل، وهم يعلمون جيداً أن هناك ما يشبه "التواطؤ" بين كل الأطراف في ما يتعلق بطريقة استقبالها، فالأغلب أن المشاهدين لا يأخذونها على محمل الجد بل يستمتعون بها ويمضون الوقت معها، وهي أعمال تؤدي تلك المهمة بنجاح مهما كانت حبكتها مكررة، فعلى الخريطة هذا العام أسماء مشاهير كثر يتصدرون بطولات تلك النوعية من الأفلام، بينهم ريان رينولدز الذي يشارك في فيلم كوميدي موسيقي بعنوان

New Year's Eve، ويحكي قصة شاب أناني وحيد يحاول أن يتعلم القيم الحقيقية في الحياة في فترة الأعياد، وسيعرض الفيلم الشهر المقبل على منصة "أبل" بعد عرض قصير في دور السينما، ويشارك في بطولته أيضاً ويل فيرل الذي قدم عدداً كبيراً من أفلام الكريسماس.

وفي نوفمبر (تشرين الثاني) أيضاً تعرض "نتفليكس" فيلماً رومانسياً بعنوان "Falling for Christmas" من بطولة ليندسي لوهان، ومن أفلام هذا العام كذلك Christmas With You و"Violent Night" وThe Noel Diary.

قصص معتادة ونجوم بارزون

وعلى مدى سنوات ماضية حرص أشهر نجوم هوليوود على تقديم أفلام تكون حاضرة مع الجمهور في تلك المناسبات، وهي أعمال بشكل عام تنكشف أسرارها مع أول مشهد، كما تنتهي نهاية ترضي الجميع، وبينها "Office Christmas Party" لجينفير أنيستون وجيسون بيتمان (2016)، وHolidate من بطولة إيما روبرتس (2020)، ومن أشهر أفلام رأس السنة بالطبع New Year's Eve الذي عرض عام 2011 ويتحدث عن عدد من الأشخاص الذين يعيشون في شبكة اجتماعية متقاطعة ويحاولون اتخاذ قرارت مصيرية ليلة رأس السنة، ويضم الفيلم عشرات المشاهير البارزين ومن بينهم روبرت دي نيرو وسارة جيسيكا باركر وهيلاري سوانك وكاترين هيغل وميشيل فايفر وأشتون كوتشر وهالي بيري وجيسيكا بيل وزاك أيفرون.

وعلى رغم ذلك لم تزد موازنته على 52 مليون دولار، بينما تجاوزت إيراداته 140 مليوناً، وهو من إخراج جاري مارشال الذي برع في حشد أكبر نجوم السينما العالمية في أفلام ذات طابع احتفائي، وبينهاMother's Day (2016) الذي صنع بموازنة تزيد على 20 مليون دولار قليلاً، وفكرته كذلك لا تحمل أية مغامرة، إذ يحكي عن حواديت متشابكة حول أمهات من أجيال مختلفة يواجهن مشكلات ذات طابع خاص، وكان لافتاً أنه يضم نجوماً نادراً ما يجتمعون معاً في عمل واحد، وبينهم كيت هيدسون وبريت روبرتسون وجينيفر أنيستون وجوليا روبرتس، والأخيرتان اشتركتا كذلك في فيلم مناسبات آخر للمخرج نفسه هو Valentine's Day  2010، إذ تضمن قصة معتادة عن الحب والافتراق بالتزامن مع عيد العشاق، وكان من بين أبطاله كذلك برادلي كوبر وكوين لاتيفا وآن هاثاوي وجيمي فوكس وجيسيكا ألبا وجيسيكا بيل وتايلور سويفت وغيرهم كثر، وتكلف العمل نحو 50 مليون دولار، وتجاوزت عائداته 200 مليون في دور السينما، وبالتالي فالأرباح هنا تكون مضمونة بلا مغامرات، لأن الجمهور تعود على مشاهدة الجديد في تلك الفترات مهما كان مستواه.

إنها أفلام تحتفي بالبهجة والبساطة من دون تعقيدات وصارت من العلامات والطقوس الخاصة بالمواسم والعطلات.

المزيد من سينما