Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الفنان الرقمي Mathieu Le Sourd يبتكر عالما ثلاثي الأبعاد مبنيا على تفاعل الجمهور وإبداعه

استخدم فنّه في العروض المرئية لإنارة المباني التي تتيح للناس اكتشاف مدائنهم من منظار جديد

التقنيات التي تعتمد على استشعار الصوت والحركة والحرارة يستخدمها بطريقة فنية إبداعية (Beirut Design Week 2019)

ثمة تحوّل لافت اليوم في عالم التكنولوجيا لا يخفى على أحد، فقد قرّر الفنان الرقمي Mathieu Le sourd المعروف باسم Maotik الغوص في عالم التكنولوجيا والفن الرقمي من سنوات عديدة فكان مواكباً لتطوراته خطوة بخطوة.

تدريجاً اكتشف عشقه لهذا العالم وطال أقصى الحدود المتوافرة فيه ليقدم أعمالاً ينفرد بها، في لقاء معه ضمن Beirut Design Week 2019 الذي حمل عنوان Design And Nostalgia والذي شارك فيه، تحدث عن البداية وعن الطريق الذي سلكه ليقدم أعمالاً مذهلة في عروض يخلق فيها محيطاً ثلاثي الأبعاد معتمداً على تفاعل الناس وإبداعهم من خلال الفن الرقمي الذي غاص فيه إلى أقصى الحدود.

خطى ثابتة من البداية

لم يتجه الفنان Le Sourd إلى هذا المجال من طريق المصادفة بل بخطى ثابتة من البداية، حتى أن ثمة من كان يرسم له هذا الطريق من الطفولة عندما كان يستمتع باللعب على طريقته بألعاب الفيديو التي كانت موجودة في الثمانينيات والتي كان يعمل على برمجتها على الرغم من صغر سنه. هذا، إلى أن بلغ عامه الثامن اشترى له والداه الكمبيوتر الذي استخدمه ليبدأ بتفجير مواهبه في هذا الاتجاه ويعمل على برمجة Logiciels وسيارات صغيرة وصور مختلفة تظهر ميلاً إلى هذا الاتجاه وموهبة واضحة.

كان الكمبيوتر رفيقه في السنوات اللاحقة بحسب قوله وعرف أن هذا هو اختياره الأول والأخير ولا بد له من الغوص فيه أكثر فأكثر "سافرت إلى لندن للدراسة في مجال الـComputer Graphics  والـ Multimedia Production  واستطعت أن أتطور أكثر في ما اخترته، وكان عشقي لهذا العالم يبدو أوضح لي في كل خطوة أقوم بها فيما كنت أنمي موهبتي، في مرحلة لاحقة تخصّصت في الفن الرقمي في برشلونة وأعمل في هذا المجال منذ 15 سنة".

عشق سبق تطوّر التكنولوجيا

صحيح أن المرحلة التي اختار فيها Le Sourd هذا التخصّص لم تعرف هذا الكم من التطور في التكنولوجيا الذي نشهده اليوم، لكن هذا لم يمنعه من الغوص في المجال والتقدم خطوة خطوة فاستطاع أن يواكب التكنولوجيا شيئاً فشيئاً مع مرور السنوات "استطعت أن أذهب بعيداً في التكنولوجيا فيما كنت أغوص فيها وأستكشف أموراً متجددة ومعاصرة في مجال الفن الرقمي، هي أمور لم يكن لها وجود قبل سنوات عدة. اكتشفت أقصى حدود التكنولوجيا التي يمكن أن أصل إليها كفنان مستخدماً أدوات متوافرة اليوم".

لم يكتفِ Le Sourd باكتشاف هذا العالم بطريقة سطحية بل غاص أيضاً في عالم المسرح والموسيقى الاختبارية التي تعنى بتجربة أدوات متنوعة ووسائل فنية في الموسيقى بعيداً من الوسائل التقليدية والأدوات المعتمدة الشائعة بهدف خلق تلك الإنجازات السمعية البصرية المميزة برؤية فنية ولغة خاصة به، وفي مرحلة لاحقة تعامل مع علامات تجارية فرنسية فاخرة كشانيل وكارتييه، ومنذ ست سنوات انتقل إلى مونريال حيث استقر وتعاون مع كبار الفنانين العالميين في حفلاتهم في الولايات المتحدة.

اكتشاف المدائن من منظار جديد

كما استخدم فنّه في العروض المرئية المعتمدة لإنارة المباني الضخمة التي تتيح للناس اكتشاف مدائنهم من منظور جديد، كذلك قدّم فنه في المطارات الكبرى من خلال الإنارة المعتمدة على الفن الرقمي.

وبين المعارض والعروض المتنوعة قدّم موسيقاه الخاصة والعروض البصرية إضافة إلى تلك التي ينقل فيها رسالة بطريقته الفنية الخاصة من خلال الوسائل السمعية البصرية التي ينفرد بها والتي يستخدمها كلغة خاصة به، ومن خلال هذه الوسائل المتطوّرة يخلق محيطاً مختلفاً تفاعلياً بعيداً من الموسيقى العادية والعروض التقليدية المتاحة "بالنسبة إليّ يمكن أن يستخدم الفن الرقمي في مجالات لا تُعدّ ليخلق عالماً خاصاً يعتمد على تفاعل الناس ويبرز إبداعهم".

وسيلة عصرية للتعبير

منذ سنوات خمس يعمل كفنان مستقل في ابتكار الأعمال التي تعكس عشقه بطريقة فنية مذهلة تولّد المتعة في كل مكان، ولعل في أعمال  Le Sourdعلامات عديدة استطاعت أن تميزها، أبرزها اعتمادها على أدوات فريدة لم تستخدم سابقاً، فبحسب قوله "إن الأدوات التي أستخدمها مبتكرة وفريدة وأتميز في ما أقوم به كوني أشرك الجمهور في العمل الذي أقدمه فلا يعود مشاهداً بل يشارك في العرض ليصبح عنصراً فاعلاً فيه من خلال الوسائل التفاعلية المعتمدة، يشارك الجمهور بفضل أجهزة متطورة عديدة لي تلتقط الصوت وأخرى تلتقط الحركة والوضعية والحرارة ليشعر الجمهور بالاندماج في هذا العمل المتعدد الذي يعتمد على التكنولوجيا المتطورة، أبتكر هنا تجربة فريدة لا سابق لها تحيا بفضل تفاعلنا، وهي طبعاً تنال إعجابهم لأنهم يرغبون في المشاركة في العروض التي تقدّم والتي يحضرونها".

أما عن الأجهزة التكنولوجية المتنوعة التي يستخدمها، فأبرزها التقنيات التي تعتمد على استشعار الصوت والحركة والحرارة، بطريقة فنية إبداعية ليقدم أجمل العروض فيكسر الحواجز الموجودة بين الإنسان والآلة، بحسب قوله، وتتحول الآلة إلى وسيلة للتعبير الفني. ويؤكد أنه يركز على العروض الحيّة التي لا تعتمد على التسجيل بعكس كثر يعملون على تسجيل العروض الثلاثية الأبعاد ليقدموها إلى الجمهور.

تقنيات متطورة تكنولوجياً

أما Le Sourd فيعتمد على تقنيات متطورة تكنولوجياً متميزة بأدائها بحيث تتفاعل الآلة مع ما يحصل في المحيط فتولد تلك العروض المميزة بطريقة تفاعلية مع الجمهور "كوني فناناً متخصصاً في العروض الرقمية أخلق هذا النوع من العروض بطريقة فنية تفاعلية مع الناس وهذا ما يميزني عن غيري من الأشخاص المتخصّصين في المجال. وتسعدني الطريقة التي يتفاعل فيها الناس مع ما أقدمه قيصبحون المؤدين في العرض، وهذا ما يروق لي فعلاً خصوصاً أنني أشهد طريقة تفاعلهم وردود فعلهم. كما يسمح ذلك بإبراز الجانب الإبداعي لدى كل شخص. فبالنسبة إلي يتمتع كل منا يتمتع بجانب إبداعي لكن المجتمع لا يفسح المجال أحياناً لإبرازه. وبالتالي نحتاج إلى الفرصة التي تسمح بإبراز الإبداع الذي لدينا".

منذ أن أصبح Le Sourd فناناً مستقلاً يخلق أعماله كاملة بنفسه من الألف إلى الياء بمختلف تفاصيلها من برمجة وعرض وإدارة الفنية، واستطاع أن يتوسع أكثر في عشقه هذا الفن ليقدم أعمالاً أكثر تميزاً ويغوص فيه أكثر فأكثر.

المزيد من فنون