Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

المحتجون يعودون إلى شوارع إيران بكثافة وإضرابات تعم البلاد

الأمن يطلق الرصاص والغاز على المتظاهرين والسلطات تحذر عائلة مهسا أميني من إقامة الأربعين

عاد المتظاهرون إلى شوارع إيران بكثافة فيما عمت الإضرابات البلاد في اليوم الأربعين لوفاة مهسا أميني.

وقالت منظمة هنكاو الحقوقية، إن قوات الأمن الإيرانية أطلقت النار والغاز المسيل للدموع على متظاهرين في سقز، مسقط رأس مهسا أميني، بعد إحياء ذكرى وفاتها الأربعاء.

وقالت جمعية هنكاو النرويجية، التي تراقب انتهاكات الحقوق في محافظة كردستان على "تويتر"، "قوات الأمن أطلقت الغاز المسيل للدموع وفتحت النار على الناس في ساحة زندان ببلدة سقز".

 

انتشار مكثف لشرطة مكافحة الشغب

وفي السياق، كان شهود عيان في إيران ذكروا أنه تم نشر شرطة مكافحة الشغب بأعداد كبيرة في بلدة سقز، اليوم الأربعاء 26 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، بعد أن دعا نشطاء إلى احتجاجات في أنحاء البلاد بمناسبة مرور 40 يوماً على وفاتها إثر احتجازها لدى شرطة الأخلاق بسبب ارتدائها "ملابس غير لائقة".

وأفاد شهود في العاصمة طهران ومدينتي تبريز ورشت في الشمال أن هناك وجوداً مكثفاً لقوات الأمن في الشوارع، الأمر الذي لم يمنع عشرات الآلاف من المتظاهرين من الاحتجاجات، وفقاً لما ظهر من مقاطع فيديو عبر الإنترنت.

وتحولت الاحتجاجات التي أشعلتها وفاة مهسا (22 سنة) في 16 سبتمبر (أيلول) إلى واحدة من أجرأ التحديات التي تواجه القيادة الدينية للجمهورية الإسلامية منذ ثورة 1979.

وخرج عدد كبير من الإيرانيين إلى الشوارع، ودعا بعضهم إلى سقوط الجمهورية الإسلامية وهتفوا "الموت لخامنئي".

الأمن يحذر من ذكرى الأربعين

وقال شاهد في سقز، إن المقبرة التي دفنت فيها أميني اكتظت بقوات الباسيج والشرطة.

وأضاف "حاولوا منعنا من دخول المقبرة، لكنني تمكنت من الدخول، لم أر والدي مهسا بعد".

وأفاد شاهد آخر أن السكان يتجهون صوب المكان، وقال "يتحدى الناس تحذيرات قوات الأمن ويتوافدون إلى المقبرة، لكن هناك العشرات من عناصر شرطة مكافحة الشغب والباسيج".

وقالت منظمات حقوقية إن شرطة الأمن حذرت عائلة أميني من تنظيم مراسم للأربعينية، خشية أن تؤدي الذكرى إلى مزيد من الاحتجاجات العنيفة.

وأفادت وسائل إعلام رسمية إيرانية بأن السلطات أغلقت اليوم الأربعاء جميع المدارس والجامعات في إقليم كردستان "بسبب موجة إنفلونزا".

وبينما كان للطلاب دور محوري في الاحتجاجات، مع الإضراب في عشرات الجامعات، أظهرت تقارير غير مؤكدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي انضمام عمال في مصفاة بطهران، ونفى مسؤول في المصفاة هذه التقارير.

وأظهرت مقاطع فيديو انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي أشخاصا في مقبرة سقز وهم يهتفون "الموت لخامنئي"، وأظهرت مقاطع أخرى قوات الأمن تغلق الطرق المؤدي إلى البلدة، ولم يتسن لـ"رويترز" التحقق من صحة مقاطع الفيديو.

 

الأكراد والبلوش يصعدون مطالبهم

ووقعت بعض من أعنف الاضطرابات في المناطق التي تقطنها أقليات عرقية لها مظالم مع الحكومة منذ زمن طويل، بما في ذلك الأكراد في الشمال الغربي والبلوش في الجنوب الشرقي.

وقالت منظمات حقوقية، إن ما لا يقل عن 250 محتجاً قتلوا، بينهم فتيات في مقتبل العمر، إضافة إلى اعتقال الآلاف.

ولم تعلن السلطات الإيرانية، التي اتهمت الولايات المتحدة وغيرها من الدول الغربية بإثارة ما تسميه "أعمال الشغب"، عن حصيلة للقتلى، لكن وسائل إعلام رسمية قالت إن حوالى 30 من أفراد قوات الأمن لقوا حتفهم.

عقوبات إيرانية على كيانات بالاتحاد الأوروبي

وفي سياق التصعيد، أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية الأربعاء، إدراج كيانات وأفراد في الاتحاد الأوروبي على قائمتها للعقوبات رداً على إجراء مماثل قام به التكتل بحق مسؤولين في الجمهورية الإسلامية على خلفية الاحتجاجات التي أعقبت وفاة الشابة مهسا أميني.

وكانت أطراف غربية عدة فرضت في الآونة الأخيرة، عقوبات على طهران على خلفية "قمع" السلطات للاحتجاجات. وأعلن الاتحاد الأوروبي في 17 أكتوبر (تشرين الأول) سلسلة خطوات تقييدية شملت شرطة الأخلاق الإيرانية وعدداً من المسؤولين بينهم وزير الاتصالات والتكنولوجيا عيسى زارع بور.

وردت الخارجية الإيرانية بإدراج ثماني مؤسسات وكيانات و12 شخصاً من الاتحاد الأوروبي على قائمتها للعقوبات "لما قاموا به من إجراءات متعمدة في دعم الإرهاب والجماعات الإرهابية والتحريض على الإرهاب والعنف وبث الكراهية التي تؤدي إلى أعمال الشغب والعنف والممارسات الإرهابية وانتهاك حقوق الإنسان ضد الشعب الإيراني".

وشملت قائمة الكيانات مجموعة "أصدقاء إيران الحرة" وأعضاءها في البرلمان الأوروبي، واللجنة الدولية للبحث عن العدالة، إضافة إلى الخدمة الفارسية لقناة "دويتشه فيله" الألمانية وإذاعة فرنسا الدولية.

وشملت قائمة الأفراد برلمانيين في أوروبا وفرنسا، واثنين من المسؤولين في صحيفة "بيلد" الألمانية.

وتتضمن العقوبات المفروضة على هؤلاء، حظر إصدار تأشيرات سفر ومنع دخول، و"تجميد أموالهم وممتلكاتهم الخاضعة لولاية الجمهورية الإسلامية الإيرانية".

وكانت طهران أدرجت في 19 أكتوبر، كيانات وأفراداً بريطانيين على قائمتها السوداء رداً على عقوبات فرضتها لندن على شرطة الأخلاق الإيرانية على خلفية الاحتجاجات.

مهاجمة طالبات

تأتي التظاهرات المتواصلة بعد اتهام ناشطين عناصر أمن بضرب تلميذات في مدرسة الصدر المهنية للبنات في طهران، الإثنين.

وأفادت قناة "1500 تصوير" أن "تلميذات من ثانوية الصدر هوجمن وجردن من ملابسهن لتفتشيهن وضربن".

ونقلت تلميذة واحدة على الأقل، هي سنا سليماني البالغة 16 عاماً إلى المستشفى بحسب "1500 تصوير" التي ترصد انتهاكات قوات الأمن الإيرانية.

وأضافت "احتج أهال في ما بعد أمام المدرسة. هاجمت القوات الأمنية الحي وأطلقت الأعيرة على منازل أشخاص".

وقالت وزارة التعليم الإيرانية، إن خلافاً وقع بين تلميذات وأهاليهن، وموظفي المدرسة بعدما طلب المدير منهن التزام قواعد استخدام الهواتف النقالة. ونقلت وكالة إيسنا الإيرانية للأنباء عن ناطق باسم الوزارة "النفي الشديد لوفاة تلميذة في هذه المواجهة".

 

ويمكن رؤية عائلات وهي تصرخ مطالبة بمعلومات أمام المدرسة الواقعة في حي سلسبيل في طهران، وفق ما يظهر في تسجيل نشر على الإنترنت.

تأجيج الغضب

وقد أججت تقارير مماثلة الغضب لدى إيرانيين إزاء القمع الذي أدى حتى الثلاثاء بحسب "إيران هيومن رايتس" التي تتخذ في أوسلو مقراً إلى مقتل 141 شخصاً على الأقل.

وهزت اضطرابات دامية محافظة كردستان (غرب)، مسقط رأس أميني، وكذلك زاهدان في أقصى جنوب شرقي إيران حيث قالت "إيران هيومن رايتس" إن 93 شخصاً قتلوا في التظاهرات التي اندلعت في 30 سبتمبر بسبب الإبلاغ عن اغتصاب قائد في الشرطة لفتاة مراهقة.

وأفادت وكالة تسنيم الإيرانية أن مسلحين مجهولين قتلوا اثنين من الحرس الثوري في زاهدان، الثلاثاء، ليرتفع العدد الإجمالي لأفراد الأمن الذين قتلوا في سيستان وبلوشستان إلى ثمانية.

رغم "حملة قمع وحشي بلا هوادة" بحسب منظمة العفو الدولية، نزلت شابات وشبان مجدداً في تظاهرات كما يظهر في تسجيلات نشرت على الإنترنت، الثلاثاء.

وتظهر شابات في محطات مترو في طهران يهتفن "الموت للديكتاتور" و"الموت للحرس الثوري".

"لا نريد قاتلاً"

وقاطع طلاب كلمة للناطق باسم الرئيس المتشدد إبراهيم رئيسي، في جامعة خوجه نصير بطهران، بحسب تسجيلات مصورة نشرتها صحيفة "هم هيمان" الإصلاحية.

وسُمع الطلاب وهم يصرخون بوجه علي بهدوري جهرمي "أيها المتحدث انصرف من هنا" و"لا نريد نظاماً فاسداً، لا نريد قاتلاً".

وشارك أساتذة في إضراب في أنحاء البلاد، الأحد والإثنين، احتجاجاً على القمع، فيما تحدثت تقارير عن إضراب آخر في محافظة كردستان الثلاثاء.

تقول منظمة العفو، إن القمع أدى إلى مقتل 23 طفلاً على الأقل بينما قالت "إيران هيومن رايتس" الثلاثاء، إن 29 طفلاً على الأقل قتلوا.

وشنت قوات الأمن حملة اعتقالات جماعية بحق المتظاهرين ومؤيديهم، من بينهم أكاديميون وصحافيون ونجوم موسيقى البوب.

وأعلنت السلطة القضائية، الإثنين، توجيه الاتهام إلى أكثر من 300 شخص على خلفية الاحتجاجات التي أعقبت وفاة أميني، مضيفة أن أربعة منهم وجهت إليهم اتهامات قد تفضي إلى عقوبة الإعدام.

والثلاثاء، أفاد الإعلام الرسمي بتوجيه الاتهام إلى أكثر من 210 أشخاص على صلة بالاحتجاجات في كردستان وقزوين وأصفهان.

المزيد من الشرق الأوسط