Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل يؤثر تقليص موسكو قواتها في سوريا في الاستراتيجيات الإسرائيلية؟

شددت القيادة الإسرائيلية على أنها قد تزود كييف بأنظمة إنذار مبكر من الضربات المقبلة، لكنها لن ترسل أسلحة إلى كييف

موسكو تراقب من كثب تطور العلاقات بين كييف وتل أبيب. وفي الصورة أعلاه الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي ونظيره الإسرائيلي، إسحق هرتزوغ، في أوكرانيا العام الماضي (غيتي)

نقلت "نيويورك تايمز" عن مسؤولين قولهم إن موسكو سحبت نظام دفاع جوي رئيس وبعض القوات من سوريا لتعزيز أعمالها الحربية في أوكرانيا، مما قد يغير حسابات إسرائيل في شأن ضرب سوريا أو تسليح أوكرانيا. وأضافت أن روسيا أعادت نشر عتاد وقوات عسكرية مهمة من سوريا، وفق ثلاثة مسؤولين بارزين في الشرق الأوسط، مما يؤكد أن غزوها المتعثر لأوكرانيا أدى إلى تآكل نفوذها في أماكن أخرى وإزالة واحدة من عقبات عدة أمام الدعم الإسرائيلي لأوكرانيا.

وأضافت: "لا تزال روسيا التي كانت قوة عسكرية مهيمنة في سوريا منذ عام 2015 وتساعد في إحكام قبضة النظام السوري على السلطة، تحتفظ بوجود كبير هناك. لكن التغيير قد ينذر بتحولات أوسع في ميزان القوى في واحدة من أكثر مناطق الصراع تعقيداً في العالم، ويسمح لإسرائيل، عدو سوريا والجار الجنوبي، بإعادة التفكير في نهجها تجاه كل من سوريا وأوكرانيا. ووفق دبلوماسيين غربيين رفيعي المستوى ومسؤول دفاعي إسرائيلي بارز، تحدثوا شرط عدم الكشف عن هوياتهم من أجل التحدث بحرية أكبر، نقلت موسكو أخيراً بعض القوات ونظام دفاع جوي روسياً من سوريا، مما أدى إلى إزالة أحد القيود الرئيسة على الجيش الإسرائيلي في سوريا".

وبحسب الصحيفة، كانت تقديرات المسؤولين متباينة حول عدد القوات التي تم سحبها – قال اثنان منهم إن السحب طاول كتيبتين، أو ما بين ألف و200 وألف و600 جندي، بينما ذكر الثالث أن القوات المسحوبة أكبر بكثير. وأوضح المسؤول الإسرائيلي أيضاً أن عدداً من القادة الروس نقلوا من سوريا إلى أوكرانيا، بينما أصبحت القيادة العسكرية الروسية في موسكو أقل مشاركة في الإدارة اليومية للعمليات في سوريا، بما في ذلك التنسيق العسكري مع إسرائيل. "وتأتي هذه التحركات في أعقاب تقلص النفوذ الروسي في دول الاتحاد السوفياتي السابق في آسيا الوسطى، إذ يقول القادة إن الحرب في أوكرانيا صرفت انتباه روسيا عن دورها القيادي التقليدي هناك، مما يقوض نفوذ موسكو وسيطرتها".

ولفتت "نيويورك تايمز" إلى أن الرئيس السوري بشار الأسد اعتمد في احتواء المعارضة منذ اندلاع الحرب الأهلية في سوريا عام 2011 على الدعم العسكري من إيران ووكلائها وكذلك من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وتحتفظ روسيا بوجود عسكري في سوريا منذ السبعينيات، لكن بوتين عززه في شكل كبير عام 2015 بآلاف عدة من القوات والمقاتلات الروسية، مما قلب مجرى الحرب السورية لمصلحة الأسد. وتضرب إسرائيل، المعادية لكل من إيران وسوريا، أهدافاً في سوريا بانتظام ودورياً للحؤول دون ترسيخ طهران موطئ قدم لها بالقرب من الحدود الشمالية الشرقية لإسرائيل. وعام 2018، ازداد الخطر على الطيارين الإسرائيليين خلال تلك الغارات بعدما نقلت روسيا نظام دفاع جوي متطوراً يعرف باسم "إس-300" إلى سوريا.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وعلى رغم أن السيطرة على "إس-300" لم تنقل قط إلى الحكومة السورية، كان خطر استخدامه ضد المقاتلات الإسرائيلية سبباً رئيساً لرفض تل أبيب الطلبات الأوكرانية للحصول على عتاد عسكري منذ بدء الغزو الروسي في فبراير (شباط)، بحسب الصحيفة. ووفق المسؤولين الثلاثة، "أزالت روسيا الآن نظام ’إس-300‘ من سوريا لتعزيز غزوها المتعثر لأوكرانيا، مما قلل من النفوذ الروسي على إسرائيل في الشأن السوري، وغير الاعتبارات الإسرائيلية في ما يتعلق بأوكرانيا. وأدى الدعم العسكري الإيراني المتزايد لروسيا، إلى جانب الضربات الروسية المتزايدة على المدنيين الأوكرانيين، إلى إعادة ظهور الجدل في إسرائيل خلال الأيام الأخيرة حول ما إذا كان ينبغي عليها تزويد كييف بالسلاح. وتنتج إسرائيل عدداً من أنظمة الدفاع الجوي التي قد تكون مفيدة لأوكرانيا في إسقاط الصواريخ والمسيّرات، بما في ذلك صواريخ القبة الحديدية القصيرة المدى التي تستخدمها إسرائيل ضد الصواريخ التي تطلق من قطاع غزة، وصواريخ ’باراك 8‘ الأطول مدى".

ونقلت "نيويورك تايمز" عن الوزير الإسرائيلي ناشمان شاي قوله على وسائل التواصل الاجتماعي الأسبوع الماضي إن المساعدة العسكرية الإيرانية لروسيا أزالت "أي شك في الموقف الذي يجب أن تقفه تل أبيب في هذا النزاع الدموي. لقد حان الوقت لكي تتلقى أوكرانيا المساعدة العسكرية أيضاً، تماماً كما توفرها الولايات المتحدة ودول حلف شمال الأطلسي". لكن الأربعاء، شددت القيادة الإسرائيلية على أنها يمكن أن تزود كييف بأنظمة إنذار مبكر لتنبيه المدنيين الأوكرانيين في شأن الضربات المقبلة، لكنها لن ترسل أسلحة إلى كييف.

وأعرب مسؤولون إسرائيليون عن قلقهم من أن تعاظم الانسحابات الروسية في سوريا قد يسمح لإيران بتوسيع نفوذها هناك، وفق الصحيفة. كذلك تريد إسرائيل تجنب أي تعطيل للممارسات التي تسمح للقادة الإسرائيليين والروس بالتواصل مع بعضهم بعضاً وتجنب الصدام بين قواتهم. ومنذ 2017 ربط خط هاتفي مشفر قاعدة جوية روسية في غرب سوريا بمركز قيادة سلاح الجو الإسرائيلي تحت قاعدة عسكرية في تل أبيب. وتساعد الآلية الطرفين على تجنب التداخل بين الإجراءات الروسية والإسرائيلية، مما يمنع وقوع حوادث مثل تلك التي وقعت عام 2018، عندما أسقطت القوات السورية مقاتلة عسكرية روسية اعتقدت خطأ بأنها إسرائيلية، مما أسفر عن مقتل 15 روسياً.

والإثنين، وفق "نيويورك تايمز"، حذر ديمتري ميدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن الروسي والرئيس السابق، إسرائيل من أي إمداد "متهور" بالمساعدات العسكرية لأوكرانيا. وكتب على وسائل التواصل الاجتماعي: "سيدمر ذلك العلاقات كلها بين الدولتين". ومع ذلك، هناك مؤشرات إلى أن تل أبيب تقدم مساعدات إلى كييف أكثر مما قدمته في الأشهر الأولى من الحرب، عندما اقتصر دعمها على المساعدات الإنسانية في شكل أساسي، بما في ذلك مستشفى ميداني. فإسرائيل تزود أوكرانيا بمعلومات استخبارية أساسية عن المسيّرات الإيرانية التي تستخدمها روسيا، كما تعرض فحص بقايا المسيّرات التي تتحطم في أوكرانيا، وفق مسؤولين أوكرانيين وإسرائيليين بارزين.

المزيد من دوليات