Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

شركة طيران تنسحب من اتفاق مع الحكومة البريطانية لترحيل لاجئين إلى رواندا

شركة الرحلات المستأجرة "بريفيليج ستايل" ترضخ للضغوط الشعبية وتعلق رحلاتها إلى رواندا

لن تقوم الشركة بتسيير أي رحلات جوية إلى رواندا في المستقبل (رويترز)

أعلنت شركة طيران "بريفيليج ستايل" Privilege Style للرحلات المستأجرة عن انسحابها من اتفاق كانت قد عقدته مع الحكومة البريطانية، يقضي بتسييرها رحلات لترحيل طالبي لجوء إلى رواندا، وذلك بعد موجة من الضغوط والاعتراضات الشعبية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبموجب العقد المبرم في شأن المخطط الحكومي لترحيل لاجئين، كانت الشركة قد وافقت مسبقاً على تزويد الحكومة البريطانية بطائرة لتسيير الرحلة الأولى إلى رواندا، والتي تم إيقافها في اللحظات الأخيرة قبل إقلاعها في شهر يونيو (حزيران) الماضي بعد صدور حكم عن "المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان" European Court of Human Rights.

ومنذ تاريخ إيقاف الرحلة، لم يكف ناشطون حقوقيون عن استهداف شركة الطيران المعنية بنقل اللاجئين، لحضها على الانسحاب من مخطط الترحيل الحكومي المثير للجدل، الأمر الذي حدا بها أخيراً إلى توجيه رسالة خطية إلى جمعية حقوق الإنسان "الحرية من التعذيب" Freedom From Torture أكدت فيها تراجعها عن العقد.

وجاء في تلك الرسالة ما يأتي: "إلى عناية جمعية (الحرية من التعذيب)، ترغب شركة طيران (بريفيليج ستايل) الإسبانية للرحلات الجوية المستأجرة التي تتخذ من بالما دي مايوركا مقراً لها، إبلاغكم الآتي: ستتوقف الشركة عن تسيير رحلات جوية مستقبلية إلى رواندا، علماً بأنها لم تنظم أي رحلة إلى ذلك البلد منذ تعليق رحلتها التي كان من المقرر تسييرها في يونيو الماضي (والتي هي السبب وراء هذا الجدل)".

 

يشار إلى أن الحكومة البريطانية كانت قد توصلت إلى عقد اتفاق تجريبي مدته خمس سنوات مع رواندا تقوم بموجبه بترحيل بعض طالبي اللجوء الذين يصلون إلى المملكة المتحدة، إلى تلك الدولة الواقعة في شرق أفريقيا، وبرحلة ذهاب من دون عودة.   

وتزعم وزارة الداخلية أن هذه السياسة ستردع الأفراد الذين يصلون إلى المملكة المتحدة عبر "طرق غير قانونية أو خطيرة أو غير ضرورية"، لكن جمعيات خيرية عدة كان لها رأي آخر حيث رأت أن هذه السياسة هي بادرة نظرية لن تفلح بالحد من الهجرة غير الشرعية إلى المملكة المتحدة. ويأتي ذلك بعد وصول ما يقرب من 37 ألف مهاجر إلى بريطانيا هذه السنة على متن قوارب صغيرة عبرت القنال الإنجليزي إلى بر المملكة المتحدة.

وفي هذا السياق، أشارت جمعية "الحرية من التعذيب" إلى أن شركتي طيران أخريين سبق لهما أن قامتا برحلات إبعاد مهاجرين لحساب الحكومة البريطانية - وهما "تايتان إيرويز" Titan Airways و"إيرتانكر" Airtanker - قد نأتا بنفسيهما أيضاً عن التزامهما تنفيذ عمليات الترحيل إلى رواندا.

كولباسيا هاوسو، إحدى الناجيات سابقاً من التعذيب التي تتولى حالياً منصباً إدارياً في جمعية "الحرية من التعذيب" علقت على الأمر بالقول: "يعد هذا انتصاراً لسلطة الشعب - ولآلاف الأشخاص من مختلف أنحاء البلاد الذين اتخذوا موقفاً حيال هذه المسألة، وكذلك للناجين من التعذيب الذين وقفوا ضد خطة (المال مقابل البشر) القاسية التي أقرتها حكومة المملكة المتحدة بالاتفاق مع رواندا".

وأضافت أنه "مع انسحاب شركة (بريفيليج ستايل)، يكون العد العكسي قد بدأ لخروج صفقة الحكومة المخادعة مع رواندا عن مسارها: ويتعين على من سيخلف ليز تراس في رئاسة الوزراء أن يضع حداً لهذه الخطة غير الإنسانية بشكل نهائي".

قرار "بريفيليج ستايل" الانسحاب من المخطط، يأتي بعد عدد من الحملات المعارضة التي قام بها ناشطون حقوقيون ضدها، كان من بينهم شخصان اقتحما منصة مؤتمر مهرجان الطيران الدولي في أمستردام في الخامس من أكتوبر (تشرين الأول) الحالي [حيث اتهما الشركة بالتنفع من آلام اللاجئين].

إلى ذلك، نظمت جمعية "الحرية من التعذيب" احتجاجات أمام مقر شركة الطيران نفسها في بالما حيث قدمت لها جائزة "أسوأ شركة طيران لهذه السنة".

وتعليقاً على ما تقدم، قال متحدث باسم وزارة الداخلية البريطانية: "سنواصل التزام شراكتنا العالمية الرائدة مع رواندا في مجال الهجرة، التي تقضي بترحيل أشخاص وافدين إلى المملكة المتحدة عبر طرق خطيرة وغير قانونية وغير ضرورية إلى رواندا، لإعادة بناء حياتهم هناك".

وختم بالقول: "إن رواندا هي بلد آمن ولديها سجل حافل في دعم ملف طالبي اللجوء. نحن نعتزم المضي قدماً في الدفاع بلا هوادة عن هذه الشراكة أمام المحاكم، ولا تعليق لدينا على المسائل التشغيلية."

© The Independent

المزيد من متابعات