مشروع جديد عبارة عن خط أنابيب تحت الماء أطلق عليه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ممر الطاقة الخضراء، يربط شبه الجزيرة الأيبيرية بفرنسا، وبالتالي بسوق الطاقة الأوروبية بين برشلونة ومرسيليا.
الإعلان عن المشروع جاء على هامش القمة الأوروبية التي عقدت في بروكسل أخيراً، وتم التوافق عليه بين الرئيس الفرنسي ورئيس الوزراء الإسباني بدرو سانشيز والبرتغالي أنطونيو كوستا.
وصرح رئيس الوزراء الإسباني قائلاً "اتفقنا على إطلاق مشروع جديد عوضاً عن مشروع ’ميدكات‘ يدعى ممر الطاقة الخضراء لربط شبه الجزيرة الإيبيرية بفرنسا ثم بالسوق الأوروبية للطاقة بين برشلونة ومرسيليا".
أعلن عن "ميدكات" عام 2003
ممر الطاقة "ميدكات" الذي واجه عقبات عدة أعلن عنه عام 2003، وهو عبارة عن ممر بطول 190 كيلومتراً، حظي بدعم ألمانيا، وكان من المتوقع أن يربط إسبانيا عبر كاتالونيا بفرنسا ويمر عبر جبال ألبيرنيه، لكنه لم يحظ بموافقة فرنسا نظراً لآثاره البيئية وكلفته العالية وللفائدة المتوسطة المتوخاة من المشروع. "ميدكات" كان سيسمح لإسبانيا التي تتمتع بـ 30 في المئة من القدرات الأوروبية لإعادة الغاز الطبيعي المسيل إلى حاله الغازية وتصدير الغاز المستورد بالبواخر من الولايات المتحدة ومن قطر إلى باقي الدول الأوروبية.
وعلى المدى الطويل كان سيسمح بنقل الهيدروجين الأخضر، إذ تسعى إسبانيا لتبؤو الصدارة في هذا الميدان.
"ميدكات" (اختصار كلمتي ’ميدي‘ جنوب فرنسا و’كاتالونيا‘) كان يحظى بدعم ألمانيا التي وعدت بإيجاد التمويل الأوروبي له لكن فرنسا عارضته بشدة، إعلان التوافق الأوروبي جاء بعد خلافات متتالية في المواقف بين مختلف الدول لا سيما بين فرنسا وإنكلترا، وجسد أول توافق بين الثنائي الألماني - الفرنسي في القمة الأوروبية المخصصة لقضايا الطاقة، وانعقدت في بروكسل في الـ 20 والـ 21 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي.
الهدف الذي تسعى إليه الدول الأوروبية لمواجهة أزمة الطاقة الناجمة عن الحرب الأوكرانية هو تكثيف تشابك الطاقة وتوزيعها بين الدول الأوروبية لمواجهة نقص الطاقة.
وخط الأنابيب البحري بين برشلونة ومرسيليا يهدف إلى نقل الغاز في المرحلة الأولى والهيدروجين الأخضر في المرحلة الثانية.
وسيلتقي الرئيس الفرنسي ورئيس الوزراء البرتغالي في أليكانت بإسبانيا يومي الثامن والسابع من ديسمبر (كانون الأول) لدرس المشروع.
وفي هذا الخصوص قال ماكرون "سنعمل نحن الثلاثة بشكل مكثف خلال الأسابيع المقبلة على المشروع".
وأشار الرئيس الفرنسي إلى أن "الهدف هو العمل على تكثيف تشابك شبكات الكهرباء والعمل على تشابكات هيدروجين متجدد بين برشلونة ومرسيليا، مما يعني أن نكون متصلين بباقي القارة عبر إسبانيا والبرتغال، وبأن نواصل سياستنا الاستراتيجية بالتحول البيئي، وهذا المشروع يدخل في إطار خطة التحول المناخي".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
المشروع سيستغرق ما بين 3 و7 سنوات
ومن المتوقع أن يتناول الرؤساء خلال اجتماعهم المقبل في ديسمبر مراحل التمويل.
وقدمت إسبانيا دراسة أولية حول الموضوع، وستنكبّ فرنسا على بحث مدى إمكان تطبيق المشروع، ومن المتوقع أن يتم الإسراع بتقديم طلب التمويل من اللجنة الأوروبية للاستفادة من الموازنة المخصصة لتمويل مشاريع تشابك شبكات الكهرباء و"بارمار" كما أطلق عليه.
وأشارت الرئاسة الفرنسية إلى أنه مخصص أساساً للهيدروجين لكنه يتناسب مع أنواع الغاز المتجددة وبنسبة محدودة للغاز الطبيعي قدرها 15 في المئة، كمصدر طاقة موقت ولفترة انتقالية، بحسب بيان الإليزيه، وسيسهم ممر الطاقة الجديد في ربط إسبانيا بوسط أوروبا.
وعلقت وزيرة البيئة الإسبانية أن المشروع سيسمح بوصل شبكات الطاقة في إسبانيا والبرتغال بتلك الموجودة في وسط أوروبا.
ومن المتوقع أن يستغرق العمل بهذا الأنبوب ما يتراوح بين خمس وسبع سنوات، ولكن يبقى التوصل إلى الاتفاق على خطة طاقة تلقى الإجماع معضلة أمام أعضاء الاتحاد.
ومن بين العقبات كذلك الاتفاق على تحديد سعر الطاقة والشراء بالإجماع للحصول على أفضل الأسعار، وهذه نقطة محط خلاف، إذ إن ألمانيا التي تعتمد بنسبة 50 في المئة على الغاز تعتبر أن تحديد الأسعار يمكن أن يؤثر في أمن الإمدادات، كما أن خفض الأسعار سيسهم في زيادة الاستهلاك وبالتالي التسبب بارتفاع الأسعار، مما يعطي النتائج العكسية.
كما أن ذلك يؤدي إلى تسرب كأن تستفيد من انخفاض الأسعار بلدان مثل بريطانيا العظمى وسويسرا والنرويج، ناهيك عن أن ذلك لا يضع الجميع على قدر واحد من المساواة، وهي نقاط ستكون محط اجتماع وزراء الطاقة يوم الـ 25 من الشهر الحالي.