دانت مجموعة الدول السبع الصناعية قيام روسيا بخطف مسؤولين كبار بمحطة زابوريجيا للطاقة النووية في أوكرانيا، ودعت إلى عودة سيطرة أوكرانيا الكاملة على المحطة فوراً.
وقالت المجموعة في بيان بتاريخ، السبت 22 أكتوبر (تشرين الأول)، "ندين خطف روسيا المتكرر لقيادات وموظفي محطة زابوريجيا الأوكرانية للطاقة النووية".
وأضافت "ندعو روسيا إلى إعادة السيطرة الكاملة على المحطة إلى مالكها الشرعي، أوكرانيا بشكل فوري".
وتسيطر القوات الروسية على المحطة النووية، الأكبر في أوروبا، منذ الأيام الأولى للحرب على أوكرانيا التي بدأت في فبراير (شباط).
واتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي موسكو أمس السبت بشن "هجوم كثيف" عبر إطلاق 36 صاروخاً على بلاده ليل الجمعة - السبت.
وقال زيلينسكي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إن "المعتدي يواصل ترهيب بلادنا. خلال الليل، شن المعتدي هجوماً كثيفاً بإطلاق 36 صاروخاً".
مليون منزل بلا كهرباء
إلى ذلك، قال نائب الرئيس الأوكراني، السبت، إن أكثر من مليون منزل من دون كهرباء في أوكرانيا إثر ضربات روسية على مرافق الطاقة في جميع أنحاء البلاد.
وأعلن كيريلو تيموشينكو على مواقع التواصل الاجتماعي "اعتباراً من الآن بات 672 ألف مشترك في منطقة خميلنيتسكي من دون كهرباء وكذلك 188,400 في منطقة ميكولايف و102 ألف في منطقة فولين و242 ألفاً في منطقة تشيركاسي و174,790 في منطقة ريفني و61,913 في منطقة كيروفوغراد و10500 في منطقة أوديسا".
كما أبلغ مسؤولون محليون في مناطق عبر أوكرانيا عن ضربات على منشآت الطاقة وانقطاع للتيار الكهربائي، وسارع مهندسون لإصلاح الشبكة المدمرة. ونصحت السلطات السكان بتخزين المياه تحسباً لحدوث انقطاعات.
وبعد إطلاق الموجة الأولى من الصواريخ في وقت مبكر من صباح السبت، دوت صفارات الإنذار مرة أخرى في جميع أنحاء البلاد في الساعة 11.15 صباحاً بالتوقيت المحلي (0815 بتوقيت غرينتش).
وقالت شركة تشغيل الشبكة الحكومية أوكرنيرجو، إن الهجمات استهدفت البنية التحتية لنقل الطاقة في غرب أوكرانيا، لكن تم فرض قيود على إمدادات الطاقة في 10 مناطق في جميع أنحاء البلاد، منها العاصمة كييف.
وكتبت أوكرنيرجو على تطبيق "تيليغرام" "حجم الضرر قد يوازي أو يتجاوز أضرار الهجمات بين 10 و12 أكتوبر"، في إشارة إلى الموجة الأولى من الضربات على نظام الطاقة الأوكراني، الأسبوع الماضي.
إخلاء خيرسون "فوراً"
من جهتها، دعت السلطات الموالية لروسيا في منطقة خيرسون التي ضمتها موسكو في جنوب أوكرانيا، السبت، كل المدنيين إلى مغادرة العاصمة الإقليمية "فوراً" أمام تقدم قوات كييف.
وقالت إدارة المنطقة الموالية لموسكو على "تيليغرام": "على جميع سكان خيرسون المدنيين مغادرة المدينة فوراً"، مشيرة إلى "وضع متوتر على الجبهة وخطر متزايد بوقوع قصف مكثف". وبدأت عمليات الإجلاء إلى الضفة اليسرى لنهر دنيبر عند حدود خيرسون، الأربعاء.
"هجوم أوكراني"
كذاك قالت وزارة الدفاع الروسية، السبت، إن قواتها صدت هجمات أوكرانية محتملة على منطقتي لوهانسك ودونيتسك في الشرق وخيرسون في الجنوب.
وأضافت أن القوات الروسية تصدت لمحاولة من أوكرانيا لاختراق خط دفاعها عن منطقة خيرسون عند مستوطنات بياتيخاتكي وسوهانوف وسابلوكيفكا وبزفودن.
ولم يتسن لوكالة "رويترز" التحقق على نحو مستقل من الأنباء الواردة من جبهة القتال.
انفجار "نورد ستريم"
بدوره أكد الكرملين، الجمعة، أن الأوروبيين "سيفاجأون" لدى معرفة "حقيقة" الانفجارات التي تسببت الشهر الفائت بتسرب من خطي أنابيب "نورد ستريم 1 و2" لنقل الغاز الروسي إلى أوروبا.
وطالبت روسيا مراراً بإشراكها في التحقيق الدولي حول هذا التسرب الذي حصل في ذروة النزاع في أوكرانيا، وعلى خلفية تجاذب على صعيد الطاقة بين روسيا والاتحاد الأوروبي.
واعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 12 أكتوبر أن ما حصل "إرهاب دولي" يصب في صالح الولايات المتحدة وبولندا وكذلك أوكرانيا، فيما دعت الدبلوماسية الروسية الرئيس الأميركي جو بايدن إلى أن يكشف ما إذا كانت بلاده مسؤولة عما جرى.
وأكد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، الجمعة، أن موسكو تعمل "بشكل كثيف" لإشراكها في التحقيق. وكان رأى في وقت سابق أن هذا التحقيق "تم تدبيره" لتحميل روسيا المسؤولية. وأضاف للصحافيين "هناك عمل يتم عبر القنوات الدبلوماسية".
وتدارك "ولكن حتى الآن، يصطدم (هذا الأمر) بجدار من التردد في العمل معاً على كشف الحقيقة التي ستفاجئ أكثر من طرف في الدول الأوروبية إذا أُعلنت"، من دون أن يدلي بتفاصيل إضافية. وتابع "لا الألمان ولا السويديون ولا الدنماركيون يتقاسمون المعلومات معنا".
تعزيز الدبلوماسية مع روسيا
من جانبه، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الجمعة، إنه لا يرى أدلة على أن روسيا مهتمة بإنهاء هجومها على أوكرانيا، وإن موسكو تدفع بدلاً من ذلك في الاتجاه المعاكس.
وأضاف بلينكن في مؤتمر صحافي، أن واشنطن ستنظر في جميع الوسائل لتعزيز الدبلوماسية مع روسيا إذا رأت أن هناك فرصة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
روسيا تعد خيرسون لتكون "حصناً"
ميدانياً، أعلن الانفصاليون الموالون لروسيا، الجمعة، أنهم يعملون على تحويل مدينة خيرسون في جنوب أوكرانيا إلى "حصن" فيما تواصل روسيا إجلاء السكان منها بمواجهة تقدم قوات كييف.
واتهم نائب مسؤول منطقة خيرسون الذي عينته روسيا كيريل ستريموسوف، الجمعة، القوات الأوكرانية بقتل أربعة أشخاص بقصف جسر أنتونوفسكي على نهر دنيبر الذي يستخدم لعمليات الإجلاء.
وأضاف على "تيليغرام" أن "مدينة خيرسون مثل حصن تعد دفاعاتها". وبث التلفزيون الروسي صوراً لسيارة متضررة وازدحام مروري للمركبات التي تنتظر عبور النهر.
وسرعان ما نفى الجيش الأوكراني استهداف المدنيين. وقالت المتحدثة باسمه ناتاليا غومينيوك "نحن لا نقصف البنى التحتية الأساسية، ولا نقصف البلدات المسالمة والسكان المحليين".
وحضت القوات الموالية لروسيا المدنيين على الانتقال إلى الضفة اليسرى لنهر دنيبر بينما تشن القوات الأوكرانية هجوماً مضاداً في منطقة خيرسون التي ضمتها موسكو أخيراً. وتخطط الإدارة الموالية لروسيا لإجلاء ما بين 50 و60 ألف شخص في غضون أيام قليلة.
زيلينسكي يشيد بـ"نتائج جيدة" يحققها جيشه
وأشاد الرئيس الأوكراني، الجمعة، بـ"نتائج جيدة" يحققها جيش بلاده في مواجهة القوات الروسية في منطقة خيرسون (جنوب)، حيث أعلنت كييف أنها استعادت السيطرة على عشرات البلدات واستولت على أسلحة روسية.
وقال زيلينسكي في مقطع مصور "شكراً أيضاً لجنود لواء المشاة الستين الذي تحقق وحداته نتائج جيدة في منطقة خيرسون"، معلناً الاستيلاء على أكثر من 30 عربة مصفحة وألف مقذوف للدبابات وثلاث قطع مدفعية.
تأخير صادرات الحبوب
واتهم زيلينسكي روسيا بـ"تعمد" تأخير عبور السفن المحملة حبوباً أوكرانية، التي تشكل إمداداً حيوياً لعديد من دول أفريقيا وآسيا.
وقال إن "أكثر من 150 سفينة لا تزال تنتظر الوفاء بالموجبات الواردة في العقود لشحن منتجاتنا الزراعية. إنه انتظار مصطنع سببه الوحيد أن روسيا تتعمد تأخير عبور السفن".
وأوضح أن الصين ومصر وبنغلاديش وإندونيسيا والعراق ولبنان ودول المغرب الغربي هي بين البلدان التي تتأثر بهذا التأخير الذي يطال "نحو ثلاثة ملايين طن من الأغذية".
واتفقت روسيا وأوكرانيا برعاية الأمم المتحدة وتركيا في يوليو (تموز) على استئناف تصدير الحبوب الأوكرانية التي ظلت عالقة منذ بداية الحرب. لكن روسيا انتقدت هذا الاتفاق لاحقاً، مؤكدة أن العقوبات الغربية التي فرضت عليها تحول دون شحن صادراتها.
المسيرات الإيرانية
دعت بريطانيا وفرنسا وألمانيا، الجمعة، الأمم المتحدة إلى التحقيق في الاتهامات بأن روسيا استخدمت طائرات مسيرة إيرانية الصنع لمهاجمة أوكرانيا، بما سيشكل انتهاكاً لقرار من مجلس الأمن الدولي.
وفي رسالة وقع عليها مبعوثو الدول الثلاث لدى الأمم المتحدة، أيدت الدول دعوة أوكرانيا، الإثنين، لإجراء مثل هذا التحقيق، قائلة إن استخدام الطائرات المسيرة ينتهك قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231 الذي أيد الاتفاق النووي الإيراني المبرم عام 2015، وفق "رويترز".
وتقول أوكرانيا، إن روسيا استخدمت طائرات مسيرة إيرانية الصنع من طراز "شاهد-136" لمهاجمتها.
وتنفي طهران إمداد موسكو بطائرات مسيرة، كما تنفي روسيا أن قواتها استخدمت طائرات مسيرة إيرانية لمهاجمة أوكرانيا.
وقالت الدول الأوروبية الثلاث في الرسالة "نرحب بتحقيق يجريه فريق الأمانة العامة للأمم المتحدة المسؤول عن مراقبة تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2231، ونحن على استعداد لدعم عمل الأمانة العامة في إجراء تحقيقها الفني والمحايد".
ويقدم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش تقريراً مرتين سنوياً إلى مجلس الأمن، عادة في يونيو (حزيران) وديسمبر (كانون الأول)، بشأن تنفيذ القرار الذي صدر عام 2015. ومن المرجح أن يوضع أي تقييم لاستخدام الطائرات المسيرة في أوكرانيا في ذلك التقرير.
وهناك احتمالية للجوء الدول المشاركة في الاتفاق النووي الذي أبرمته إيران مع بريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا والولايات المتحدة إلى استخدام آلية للأمم المتحدة تسمح بإعادة فرض العقوبات على طهران.
ورداً على سؤال حول ما إذا كانت إعادة فرض العقوبات ممكنة وما إذا كان سيتم طرح الأمر في محادثات الجمعة بين وزير الخارجية الأميركي ونظيرته الفرنسية كاثرين كولونا، قال مصدر دبلوماسي فرنسي "إنه ليس شيئاً مطروحاً على الطاولة بعد، لكن ستتم مناقشة الموضوع. نحن بحاجة إلى التنسيق بين الحلفاء لمعرفة الخطوات المقبلة".
ولإطلاق آلية إعادة فرض العقوبات يتعين على أحد أطراف الاتفاق، الذي كبحت إيران بموجبه برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية عليها، تقديم شكوى إلى المجلس بشأن انتهاك إيران بنود الاتفاق.
وسيتعين على المجلس بعد ذلك التصويت في غضون 30 يوماً على استمرار تخفيف العقوبات الإيرانية. وإذا لم يتم اعتماد مثل هذا القرار بحلول الموعد النهائي، فستتم تلقائياً إعادة فرض جميع عقوبات الأمم المتحدة التي كانت رفعت بموجب الاتفاق النووي.
ومن المرجح أن يقضي ذلك على الجهود المبذولة لإحياء الاتفاق النووي الذي انسحبت منه الولايات المتحدة في عهد الرئيس السابق دونالد ترمب ويسعى خليفته جو بايدن حالياً إلى محاولة إحيائه.