Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

النفط يتراجع... والهجمات الإيرانية تقفز بأسعار شحن الناقلات العملاقة

خسائر فادحة تطال طهران... والصادرات تبحث عن مشترين في عرض البحر

تراجعت الأسعار أكثر من 0.5% خلال تعاملات اليوم (رويترز)

في الوقت الذي تحوّلت فيه سوق النفط إلى الخسائر، رغم قرب صادرات النفط الإيراني من مستوى "صفر"، قال مسؤولون ومحللون بقطاع النفط إن "شركات تكرير النفط الآسيوية تضررت جراء ارتفاع رسوم النقل البحري، وتكاليف التأمين لشحنات النفط الخام المقبلة من منطقة الشرق الأوسط، بعد هجمات على سفن في الخليج الشهر الماضي".

ويشكل الشرق الأوسط ما يزيد على ثلثي إمدادات النفط إلى آسيا، وأبرزت الهجمات على ناقلات بخليج عمان في 13 يونيو (حزيران) مخاوف أمنية بين شركات النفط وشركات النقل البحري العاملة بالمنطقة.

وفي سوق النفط، تراجعت الأسعار بأكثر من 0.5% خلال تعاملات الخميس، تحت وطأة بيانات تظهر انخفاضاً دون المتوقع في مخزونات الخام الأميركية ومخاوف بشأن الاقتصاد العالمي.

وقال متعاملون في القطاع إن "علاوة التأمين من مخاطر الحرب للسفن التي تبحر في الخليج ارتفعت بمقدار عشرة أمثالها نتيجة لذلك". وفي غضون ذلك، قفزت رسوم الشحن للناقلات العملاقة من المرافئ النفطية في الخليج إلى الموانئ الآسيوية بنحو 30% منذ الهجمات، حسب بيانات رفينيتيف.

وقال مسؤول بمؤسسة النفط الهندية "في وقت سابق، كانت علاوة التأمين من مخاطر الحرب لا تُذكر، حينما كنا ندفع ما يتراوح بين 15 و20 ألف دولار، والآن قفزت إلى 150 و200 ألف دولار".

وأضاف المسؤول، أن "تلك العلاوة ارتفعت إلى 0.4% من 0.04%"، بينما قال اتحاد صناعة البترول في اليابان أواخر الشهر الماضي إن "نسبة التأمين زادت إلى 0.25% من 0.025%".

وقالت مصادر تجارية وفقاً لوكالة "رويترز"، إن "علاوة التأمين من مخاطر الحرب يتم تحديدها كنسبة مئوية من قيمة السفينة"، مضيفة أنها "ترتفع كلما كانت السفينة أحدث".

ارتفاع تكلفة نقل الخام تضغط الأسعار
وأظهرت بيانات "رفينيتيف"، أنه منذ 12 يونيو (حزيران)، ارتفعت تكلفة نقل النفط الخام من ميناء رأس تنورة السعودية بالخليج إلى نينغبو في الصين على ناقلة عملاقة 27% إلى 1.24 دولار للبرميل.

وفي الفترة نفسها وباستخدام نفس هذا النوع من الناقلات، فإن تكلفة نقل الخام من دولة الإمارات العربية المتحدة إلى ميناء فيساخاباتنام في الهند زادت 37%، بينما ارتفعت 24% من الكويت إلى سنغافورة، حسب البيانات.

وقال متعامل في مصفاة صينية إن "القفزة في تكلفة الشحن لا تزال في المتناول حالياً".

وقال جورجي إس. سلافوف رئيس البحوث لدى "ماريكس سبكترون" للوساطة ببريطانيا "في الأمد القصير، من المستبعد أن تشهد أسعار الشحن مزيداً من الارتفاع، نظراً إلى أن الطلب على الشحن ضعيف".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

رغم أنه من غير المتوقع حدوث مزيد من الصعود في تكلفة الشحن، لا يزال قطاعا النفط والنقل البحري يتوخيان الحذر من احتمال تنامي الصراع في الشرق الأوسط.

وقال تاكاشي تسوكيوكا رئيس اتحاد صناعة البترول في اليابان "إذا استمر الموقف الحالي لفترة طويلة أو تدهور، فسيؤثر في نهاية المطاف على التكلفة بشكل عام".

وقال مسؤول في شركة تكرير بكوريا الجنوبية، "نراقب الموقف، وننوع مصادر النفط الخام لتحل محل نفط الشرق الأوسط".

وأضاف، "أسعار الشرق الأوسط مرتفعة، لكن من الصعب خفض كميات النفط الخام من هناك، لأننا نحتاج إلى بعض درجات الخام الثقيل من الشرق الأوسط".

خسائر طفيفة و"برنت" يسجل 63 دولاراً
وفي سوق النفط وخلال تعاملات الخميس، وفي الوقت الذي كانت فيه العقود الآجلة لشهر أقرب استحقاق في خام القياس العالمي برنت منخفضة بنحو 1% عند 63.21 دولار للبرميل، كان برنت أغلق منخفضاً بنسبة 2.3% في تعاملات يوم الأربعاء.

ونزلت عقود الخام الأميركي غرب تكساس الوسيط بنسبة 1% أيضاً إلى 56.78 دولار للبرميل بعد أن أغلقت مرتفعة 1.9% في جلسة يوم الأربعاء.

ونزلت مخزونات الخام الأميركية 1.1 مليون برميل الأسبوع الماضي، حسبما قالت إدارة معلومات الطاقة، بينما توقّع المحللون انخفاضها ثلاثة ملايين برميل.

وهبطت المخزونات بأقل من المتوقع مع استهلاك مصافي التكرير الأميركية خاما أقل عن الأسبوع السابق ومعالجتها نفطاً أقل بنسبة 2% عنها قبل سنة، حسبما أظهرته أرقام إدارة المعلومات، رغم أنها في منتصف موسم الطلب الصيفي على البنزين.

وينبئ ذلك بأن الطلب على النفط في الولايات المتحدة، أكبر مستهلك للخام في العالم، قد يتباطأ وسط مؤشرات على اقتصاد آخذ بالضعف. وتراجعت طلبيات التوريد الجديدة لمنتجات المصانع الأميركية للشهر الثاني على التوالي في مايو (أيار)، وفقاً لبيانات حكومية صدرت يوم الأربعاء، مما زاد المخاوف الاقتصادية.

جاءت البيانات الأميركية الضعيفة عقب تقرير أفاد بنمو بطيء لأنشطة الشركات في أوروبا الشهر الماضي.

وقال ستيفن إينس العضو المنتدب في فانجارد ماركتس، "إذا نحينا جانباً الطبيعة قصيرة الأجل للتقلبات المحيطة ببيانات المخزون، فمن المستحيل أن نهرب من واقع اقتصادي بأننا وسط تباطؤ تصنيعي عالمي".

إنتاج الخام الصخري الأميركي يزيد حدة الضغوط
وحسب تحليل نشره موقع "أويل برايس"، فإن الزيادة المستمرة في إنتاج الخام الصخري الأميركي وضعت أسعار النفط تحت الضغط، خصوصاً بعد تراكم المخزونات بشكل غير متوقع في وقت سابق من هذا العام.

ولم تتمكن عوامل مثل عدم الاستقرار الجيوسياسي بالخليج والمواجهة العسكرية التي تلوح في الأفق بالشرق الأوسط والعقوبات على إيران وفنزويلا وحتى روسيا، في تهدئة دوامة الأسعار السالبة.

ومع ذلك، فإن أسعار النفط يبدو الآن أنه سيكون أمامها بعض المساحة للارتفاع مع اتفاق الولايات المتحدة والصين على إعادة التفاوض بشأن الاتفاق التجاري، كما لا يزال يبدو أن الطلب ينمو إضافة إلى إظهار أحجام المخزونات الأميركية إشارات على التراجع.

وذكر التحليل، أن المتفائلين بشأن النفط وجدوا بعض الأمل، لكن المحللين الماليين ما زالوا يحذّرون من تصحيح سلبي محتمل للسعر، اعتماداً على الوضع الصيني الأميركي، الذي لم يتم حله بعد.

استبعاد التداعيات السلبية الخاصة بمضيق هرمز
لكن الغريب، أن المحللين لا يضعون تداعيات سلبية محتملة من الوضع المستمر بمضيق هرمز، والصراع الذي يلوح بالأفق في ليبيا، والاقتصاد العالمي الذي لا يزال قوياً نسبياً.

وفي الوقت نفسه، فإن التفاؤل داخل (أوبك) نفسها آخذ في التراجع، مع حدوث خلافات بالمنظمة أثناء الاستعدادات لاجتماع هذا الأسبوع في فيينا.

وتبدي كل من إيران وفنزويلا معارضة على نحو متزايد، إذ يزعمان أن بقية الدول الأعضاء في أوبك تستغل العقوبات الأميركية.

وخلال الأسابيع الماضية، قامت السعودية وكذلك الإمارات بتوقيع اتفاقات رئيسية مع الصين واليابان وكوريا الجنوبية لتأمين الطلب النفطي مستقبلاً في تلك الدول.

ومن شأن العقوبات ضد إيران، حتى لو لم تؤدِ إلى وصول الصادرات إلى صفر كما يحب أن يزعم الرئيس الأميركي ترمب، أن تكون بمثابة نعمة بالنسبة إلى منتجي أوبك الآخرين، ليقوموا بسد فجوات المعروض، التي خلّفتها طهران في آسيا وأوروبا.

كما استغلت روسيا، وهي المؤيد الجيوسياسي الأول لإيران، المأزق الإيراني لصالحها، وهو ما أثار الغضب في طهران وكاراكاس.

ويظهر الواقع أن كثيراً من أعضاء أوبك انتهزوا الفرصة لتوسيع حصتهم السوقية، ما يعني أن إيران ستعاني في محاولة استعادة مركزها.

وفي الوقت نفسه، فإن فنزويلا تواجه التطورات نفسها ما يترك الدولة المنتجة النفط الثقيل دون فرصة لاستعادة تألقها السابق لفترة طويلة للغاية.

إيران في مأزق خطير
وفي الوقت الحالي، لا تملك إيران كثيراً من الأدوات لمواجهة تراجع حصتها السوقية لصالح المنتجين في (أوبك +)، فمع الحظر جراء العقوبات الأميركية لا توجد خيارات اقتصادية متاحة أمام النظام الإيراني.

ووفقاً لوكالة "رويترز"، أعلنت "كبلر" لبيانات الطاقة، أن تشديد العقوبات الأميركية أدى إلى خفض حاد لصادرات إيران من النفط الخام في يونيو (حزيران) الماضي.

وأضافت أن واشنطن أنهت إعفاءات من العقوبات كانت ممنوحة إلى كبار المشترين التقليديين للخام الإيراني، لكن قلة من تلك الدول تواصل استيراد كميات كبيرة.

وبلغ إجمالي كميات النفط الخام التي حملتها إيران في نهاية يونيو (حزيران) 532 ألف برميل يوميا فقط، ما يزيد على 95% منها تُرك على متن سفن في الخليج شرقي الإمارات، مقارنة مع 984 ألف برميل يومياً في مايو (أيار) الماضي.

اقرأ المزيد

المزيد من اقتصاد