Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"أم الأطفال" أميناً مساعداً للأمم المتحدة...وهؤلاء أشهر العرب في المنظمة الدولية

وقف على هرمها "كسنجر مصر" وشهدت إحدى مؤسساتها "هزيمة القصيبي" الوحيدة

لقطات من لحظة أداء نجاة معلا القسم أمام أمين عام الأمم المتحدة (التلفزيون المغربي-القناة المغربية)

بأداء الطبيبة المغربية نجاة معلاّ اليمين، الثلاثاء 3 يوليو (تموز)، أميناً عاماً مساعداً لشؤون الطفل في الأمم المتحدة، يكون العرب أضافوا إلى سجلهم في المنظمة الأممية رقماً جديداً، تتسابق إليه دول العالم. 

ومع أن العرب كانوا أسعد حظاً من أعراق وأمم كثيرة في المناصب الأممية، إلا أنهم حتى الآن لم يصلوا في نظر أكثرهم إلى المرتبة التي يستحقون، بما يوازي تأثيرهم الحضاري والاقتصادي والسياسي. فعلى الرغم من ترشحهم لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) مرات عدة، إلا أنهم لم ينجحوا حتى الآن في ذلك. وقد غدت المؤسسة الثقافية الأممية عقدة العرب لا يكاد يطمع فيها عربي بعدما باءت محاولة الوزير السعودي الشهير غازي القصيبي بالفشل، وهو الذي فاز في معاركه كلها، بحسب قول مواطنيه ومحبيه الخليجيين والعرب. 

أما المنظمة الأم، فإن العرب فكوا عقدتها باكراً، في تسعينيات القرن الماضي عندما اُختير المصري الراحل بطرس غالي الأمين العام السادس لها، من 1992 حتى 1996. 

وكان غالي الذي وصف بأنه "كيسنجر مصر"، دفع ثمن انحيازه للموقف العربي في الأمم المتحدة، فرفضت الولايات المتحدة الأميركية التجديد له فترة ثانية كما هو شأن آخرين سبقوه وخلفوه. والموقف الذي تسبب بحرمانه ولاية ثانية على رأس المنظمة الدولية هو تبني الأمم المتحدة تقريراً شديد اللهجة ضد إسرائيل بعد مجزرة قانا في 18 أبريل (نيسان) 1996. ما أثار حنق الإسرائيليين وأغضب الأميركيين.

أزمات العرب تلاحقهم 

لكن، على الرغم من ذلك، لم تخل المنظمة حتى اليوم من ممثلين للأمين العام، وموظفين من العرب. لعل أشهرهم في العقد الحالي ثلة من الحاضرين في الأزمات المزدهرة في بلدان العرب، وهم: 

محمد البرادعي الحاصل على جائزة نوبل للسلام الذي كان على رأس الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تعمل تحت إشراف الأمم المتحدة. وكان تقرير مندوبيه عن الأسلحة في العراق قبل الغزو 2003 مشرفاً في تقدير العرب، إذ لم يعط ذريعة للأميركيين الذين بيتوا النية لحربٍ ظلت نتائجها كارثية حتى اليوم على العراقيين والعرب كافة. 

الأخضر الإبراهيمي الدبلوماسي الجزائري المخضرم الذي اختير مبعوثاً للأمين العام للأمم المتحدة في بداية الأزمة السورية، ويحظى باحترام في بلاد العرب والعالم. 

وسيتذكر اليمنيون بشكل خاص مبعوثي الأمم المتحدة العربيين إلى اليمن الموريتاني إسماعيل ولد الشيخ، وسلفه جمال بنعمر، وهما اللذان نشطا في الملف اليمني بعد سيطرة ميليشيات الحوثي على صنعاء، وتجرعا مرارات العتاب العربي، وكذلك صعوبة إحداث اختراق في شأن اليمن المعقد. 

وحتى اللحظة، ليس مضموناً أن يكون رئيس البعثة الأممية في ليبيا اللبناني غسان سلامة أسعد حظاً، فالسهام على خريج جامعة "السوربون" من كل حدب وصوب، لكونه عربياً وبسبب صعوبة المهمة التي أُنيطت به في ذاك البلد الشائك الممزق. 

أما المفوض السامي لحقوق الإنسان الأردني الأمير زيد بن رعد الحسين، فإن مهمته التي بدأت عام 2014 في المنظمة كانت أقل خطراً، لكنها هي الأخرى ليست مفروشة بالورد. وهو الذي لم يشأ البقاء فيها لأكثر من ولاية واحدة، واختتمها العام الماضي بإبداء النصائح إلى الرئيس الأميركي دونالد ترمب، داعياً إياه إلى الكف عن استعداء الإعلام وإثارة جو من الضجر منه عالمياً، خشية أن يتأسى به زعماء من بلدان أخرى.

الأطفال صوتوا لأمهم! 

آخر أولئك الموظفين العرب الساميين تعييناً في المنظمة الدولية، الطبيبة المغربية نجاة معلاّ. ووصولها إلى برج الأمم في مانهاتن كان غريباً بعض الشيء، إذ رشحها لذلك المنصب "الأطفال" قبل بلادها وأي جهة أخرى. 

وتعود القصة إلى نهاية الألفية الماضية، إذ كانت الطبيبة في مستشفى الحي الحسني في الرباط، تُعرف بـ"أم الأطفال" لكفاحها دفاعاً عن حقوق الطفل في بلادها، ومن أجل حمايته بالقوانين والإجراءات. وقد رفعت الصوت لـ"محاربة الأذى والظلم الموجه للطفل بالوعي والقانون". 

وإذ تقر معلا بأنها "مدينة للأطفال في كل شيء وبأنها تعلمت منهم أكثر مما علمتهم"، تلفت إلى العنف الذي يتعرض له الأطفال في بلادها وفي عدد من الدول العربية. ولا تتردد في القول صراحة إنه "سلوك تجده في كل الطبقات. ومهمتنا الأولى أن نقول لأي شخص، سواء أكان مسؤولاً أو إنساناً عادياً: السكوت وأنت ترى طفلاً أمامك يعنّف عار".  

وتخلف نجاة التي تم تعيينها في المنصب نهاية مايو (أيار) الماضي، البرتغالية مارتا سانتوس بايس، التي كانت الممثلة الأولى الخاصة بقضايا العنف ضد الأطفال. 

كرست حباتها

وكتبت صحيفة "هبة برس" المغربية أن "طبيبة الأطفال كرست حياتها خلال العقود الثلاثة الماضية لتعزيز حقوق الطفل وحمايته، وشغلت منصب رئيسة قسم طب الأطفال ومديرة مستشفى الحي الحسني للأم والطفل في الدار البيضاء، وهي عضو في المجلس الوطني لحقوق الإنسان، ومؤسسة جمعية "بيتي" لحماية الطفل". 

وعملت معلا بين عامي 2008 و2014 مقررة خاصة للأمم المتحدة في معالجة ملف الاتجار بالأطفال واستغلالهم جنسياً. 

وكانت المنظمة الدولية أعلنت عبر موقعها الرسمي في يونيو (حزيران) الماضي فتح باب التقديم لبرنامج توظيف المهنيين الشباب من مواطني الدول التي لا تتمتع بتمثيل متناسب بين موظفيها. 

وتضم قائمة الدول التي ترغب الأمم المتحدة في توظيف مواطنين منها كلاً من البحرين، جزر القمر، الكويت، ليبيا، عمان، قطر، السعودية، سوريا، الإمارات، فيما يبلغ عدد موظفيها نحو 40 ألف شخص من معظم دول العالم. 

المزيد من دوليات