Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

السينما السعودية ضيف شرف مهرجان "أيام قرطاج"

فيلم عن فاطمة المرنيسي يفتتح الدورة الـ33 وتكريم الإيطالي فيديريكو فلليني

في اللقاء الصحافي لإطلاق المهرجان (خدمة المهرجان)

تنطلق الدورة الـ33 من "أيام قرطاج" السينمائية في 29 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، وتستمر حتى 5 نوفمبر (تشرين الثاني) بحضور 72 دولة وعدد كبير من الممثلين والمخرجين الذين سيرسخون العروض السينمائية وحلقات النقاش. وقد اختار القائمون على المهرجان السعودية ضيف شرف في هذا المهرجان السينمائي الكبير. وبهذه المناسبة سيتم الاحتفاء بالسينما السعودية الجديدة من خلال عرض عدد من الأفلام السينمائية التي تمثل التجربة السعودية في تنوعها وتعددها واختلافها. وستنعقد على هامش هذه الأفلام ندوة فكرية كبرى تنعطف على "دور الجمعيات غير الربحية في المجال السينمائي السعودي" بالنظر والتأمل. وسيحضر المهرجان وفد من السعودية يضم 40 ضيفاً في اختصاصات الإخراج والإنتاج والتمثيل.

وكانت تونس، قبل أسبوعين، ضيف الشرف في معرض الكتاب الدولي في الرياض، وقد مثلها وفد كبير من المبدعين ورجال الفن والثقافة أسهموا إسهاماً فاعلاً في فعاليات المعرض الثقافية والفنية.

افتتاح مغربي

اختارت الهيئة المديرة لأيام قرطاج السينمائية الفيلم المغربي "فاطمة السلطانة التي لا تنسى" لافتتاح هذه الدورة، وهذا االفيلم الذي أخرجه محمد عبدالرحمن تازي، ويعد تحية وفاء وعرفاناً للكاتبة وعالمة الاجتماع الراحلة فاطمة المرنيسي. وقد عرفت هذه الكاتبة بجرأتها الفكرية ونضالها السياسي، والتزامها الاجتماعي، وتركت بعد وفاتها 15 عملاً فكرياً مهماً، كتبتها بالعربية والفرنسية والإنجليزية، لعل أهمها "ما وراء الحجاب، ديناميكيات الذكور والإناث في المجتمع الإسلامي". وهذا الكتاب كان في الأصل أطروحة دكتوراه، إضافة إلى "الحريم السياسي" و"الإسلام والديمقراطية"، وقد أطلقت عليها الصحافة العالمية لقب "شهرزاد الثائرة" لنضالها في سبيل المساواة بين الجنسين، ودفاعها عن حقوق المرأة في كل المجتمعات الإسلامية.

 

 

وفي هذا الفيلم الذي دام التحضير له أكثر من خمس سنوات، تناول المخرج بحساسية عالية السيرة الذاتية لهذه المناضلة النسوية التي جسدت شخصيتها، باقتداركبير، الممثلة المغربية مريم الزعيمي. و أوضح المخرج أنه لم يفكر وهو ينكب على تحويل حياة المرنيسي إلى السينما في الربح المادي، فهذا النوع من الأشرطة ذات الطابع الثقافي لا تدر على مخرجها ربحاً وفيراً، فالغاية من تصوير الشريط إزجاء التحية لروح هذه المرأة الاستثنائية التي تركت بصمتها واضحة على الفكر والمجتمع المغربيين.

جديد "أيام قرطاج"

من مظاهر التجديد في هذه الدورة تأسيس قسم جديد في الجائزة الرسمية أطلق عليه اسم "قرطاج أسبوع النقاد"، وهذا القسم مخصص للأعمال الروائية الأولى والثانية، وهو مفتوح لجميع صانعي الأفلام من مختلف الأقطار، واشتمل هذه السنة على سبعة أفلام روائية معاصرة من جميع القارات. وأطلقت الهيئة المديرة للمهرجان قسماً جديداً يعنى بسينما الأطفال، ويتضمن برنامجاً ثرياً موجهاً للأطفال واليافعين يستمر خمسة أيام، يشاهد خلالها أطفال تونس عدداً من الأفلام العالمية الموجهة للطفل، من أجل "ترسيخ حب السينما والروح النقدية في وجدان الناشئة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ومن مستجدات هذه الدورة أيضاً قسم جديد يضاف إلى برمجة الدورة أطلق عليه اسم "رؤى متوسطية"، ويدور هذه السنة حول المخرج الإيطالي الشهير "فيديريكو فلليني"، وحول "العالم كما كان يراه". وبهذه المناسية ستعرض أربعة أفلام حول المايسترو وشخصيته المتميزة، إضافة إلى ثلاثة أفلام من إخراجه. وسيعقب عرض الأفلام نقاش يتناول هذه الشخصية ومنجزاتها بالنظر والتأمل.

 

ويحتفي المهرجان بالسينما الفلسطينية والإسبانية، ضمن قسم "سينما تحت المجهر"، وغرض هذا القسم تسليط الضوء على إنجازات بعض البلدان في مجال الفن السابع. وفي هذا السياق يعرض المهرجان عدداً من الأفلام الفلسطينية القديمة، ومنها ما أعيد ترميمه، تسرد تاريخ السينما الفلسطينية ونضالها من أجل التحرر والانعتاق. وفي هذه المناسبة يقوم المهرجان بإحياء ذكرى السينمائيين الراحلين جوسلين صعب وبرهان علوية وشوقي الماجري الذين جعلوا من قضية فلسطين إيقاعاً متواتراً في أعمالهم السينمائية. ويتم عرض تجارب مخرجات إسبانيات اخترن السينما للتعبير عن مواقفهن الاجتماعية والسياسية. وبهذه المناسبة تهتم أيام قرطاج بإسهام المرأة قديماً وحديثاً في صناعة السينما وصياغة أساليبها وإنجاز نصوصها.

وحافظت "أيام قرطاج" على أقسامها القديمة ومنها على سبيل المثال قسم "سينما الشارع"، بحيث تعرض عدداً من الأفلام في الهواء الطلق للجمهور الواسع. وقد تم اختيار الشارع الرمز وهو شارع الحبيب بورقيبة، لاحتضان هذه الفعالية. ومن المنتظر أن تدور جميع الأفلام حول أساطير لعبة كرة القدم، في إطار الاحتفال بكأس العالم لكرة القدم في قطر 2022. وحافظت "الأيام" على عرض عدد من الأفلام داخل السجون التونسية ودعوة المساجين إلى مناقشتها وإبداء الرأي فيها، كما حافظ المهرجان على زيارة بعض الثكنات العسكرية للغرض نفسه.

السينما المناضلة

أما الندوة الفكرية التي تستقطب عدداً كبيراً من رجال الفكر والسينما، فحملت عنوان "السينما خلق طريق للمقاومة"، ويقدم خلالها عدد من الفنانين والأكاديميين وأهل الفكر مداخلات تهتم بالسينما بوصفها أداة مقاومة ونضال. فالغاية من مهرجان قرطاج كما أعلنت عن ذلك مديرته سنية الشامخي هو "الجمع بين السينما والفكر، ولكن أيضاً بين المتعة والعاطفة والتساؤل، مؤثرين تقاطع الرؤى على الرؤية الأحادية".ويتم خلال هذه الدورة تكريم عدد كبير من الممثلين والمخرجين من مختلف الدول العربية والأفريقية من بينهم الممثل التونسي الراحل هشام رستم الذي كان من صانعي الذاكرة السينمائية في بلده وفي العالم العربي.

وتقول مديرة الدورة "تمكنت (أيام قرطاج) السينمائية، بما أنها أقدم مهرجان في القارة الأفريقية، من ترسيخ تقليد رائع يتمثل في اكتشاف المواهب في سينما الجنوب وخلق فضاءات للنقاش والتعبير الحر"، لكن قبل ذلك وبعده أسهمت هذه "الأيام" مساهمة فاعلة في نشر ثقافة سينمائية في تونس، جعلت من هذه "الأيام" مناسبة ثقافية كبرى تعيش على إيقاعها البلاد من أقصاها إلى أقصاها.

اقرأ المزيد

المزيد من سينما