Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

شيلا أتيم: لا يمكن اختزال قضية تجارة الرقيق في فيلم

تتحدث النجمة عن فيلم الأكشن التاريخي الجديد "المرأة الملك" والذي تلعب بطولته، وكذلك عن الموازنة بين عملها الناجح في مسارح ويست إيند وبين أفلام "ديزني"، وعن مسلسل يستند إلى "صراع العروش" لم ير النور أبداً

شيلا أتيم: "إنها قصة محاربات أفارقة من إخراج جينا برينس-بيثوود وبطولة فيولا ديفيس. هل هنالك أفضل من ذلك؟ (غيتي)

شيلا أتيم سعيدة بلعب دور الحمقاء، إنها أكثر من سعيدة بذلك. في الواقع قد يكون هذا الدور حلمها ببساطة. في محاولة لجس نبضها، سألت الممثلة الحائزة مرتين على جائزة أوليفييه Olivier Award ما هي الشخصيات التي ترغب في أدائها من بين الأدوار التي لا تعد ولا تحصى في أعمال شكسبير، في اختبار ثقافي يعادل تقريباً قراءات النجوم أو تصنيف الشخصيات وفقاً لمؤشر مايرز بريغز.

توقعت أن تكون إجابتها إحدى تلك الشخصيات الكبيرة، ربما بروسبيرو، هاملت أو حتى ليدي ماكبث. لكن لا، إنها ترغب في أداء الشخصيات الهامشية الحكيمة والغريبة التي تقدم النصح في مسرحيات مثل ’الملك لير’ King Lear أو ’الليلة الثانية عشرة’ Twelfth Night. تقول أتيم "إنهم يرون كل شيء، وبطريقة أوضح من أي شخص آخر عادة، لكن يتم تجاهلهم لأنهم حمقى ببساطة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

التقينا في أحد فنادق لندن قبل أيام من إطلاق فيلمها الجديد "المرأة الملك" The Woman King. الممثلة البريطانية المولودة في أوغندة التي يبلغ طولها حوالى 180 سنتيمتراً صاحبة الشعر الأزرق الياقوتي والبدلة الرمادية الأنيقة، تشع بالأناقة والثقة. إنها تتحدث بدماثة ولكن بدقة، إجاباتها متقنة ودبلوماسية إلى حد بعيد.

بالطبع، لدى أتيم ما يبرر ثقتها. خلال السنوات الخمس الماضية برزت الممثلة البالغة من العمر 31 عاماً كواحدة من أفضل المؤدين في مسارح ويست إند. فازت الشخصية المساندة التي لعبتها في المسرحية الغنائية "فتاة من بلاد الشمال" Girl From the North Country المستندة إلى أعمال الفنان بوب ديلان بجائزة أوليفييه عام 2018، مما يدل على حضور مرهف معقد على خشبة المسرح، وليس فقط على قدرتها الغنائية المتجلية في أدائها المتقن والدقيق لأغنية ديلان "ارتباط وثيق بقلبي" Tight Connection to My Heart .

تمكنت بسلاسة من تحويل هذه المهارة إلى عملها في السينما، سواء كان مشهد موت مأسوياً أو علاقة حب حميمة، يشعر المشاهد دائماً بوجود كم هائل من المشاعر المتضاربة المتراقصة في مكان ما خلف عينيها. في وقت سابق من هذا العام فازت بجائزة أوليفييه مرة أخرى، هذه المرة في فئة أفضل ممثلة، عن دورها الذي تعاقبت عليه ممثلات عدة في المعالجة الجديدة لمسرحية ’أبراج‘  Constellations.

بالنسبة إلى الأشخاص الذين ليسوا على دراية بمسيرتها المسرحية، ربما تعرفوا عليها من خلال المسلسل الدرامي اللاذع عن العبودية "سكك الحديد تحت الأرض" The Underground Railroad للمخرج باري جينكينز، أو الفيلم الدرامي الرياضي الذي تعرضه نتفليكس "مكدومة" Bruised الذي تشاركت بطولته مع هالي بيري. أو ربما مسلسل "الحصان الأشهب" The Pale Horse الذي أصدرته "بي بي سي" BBC عام 2020 والمقتبس عن رواية بوليسية بالعنوان نفسه لأغاثا غريستي.

على كل حال ألتقيها اليوم للحديث عن الفيلم الملحمي المدوي والممتع "المرأة الملك" للمخرجة جينا برينس بيثوود المستوحى من فوج آغوجي المحارب (المعروف أيضاً بـ أمازونات داهومي)، وهو جيش حقيقي مكون بالكامل من النساء كان موجوداً في أفريقيا في القرن الـ 19. ينتمي العمل إلى فئة الأفلام الكبيرة والجادة التي نادراً ما تنتج حالياً: فيلم إثارة يتناول فترة تاريخية محددة يعتمد كثيراً على المؤثرات البصرية، شبيه بإنتاجات مثل ’قلب شجاع‘ Braveheart أو ’المصارع’ Gladiator.

تدور أحداث "المرأة الملك" في مملكة داهومي غرب أفريقيا (جمهورية بنين حالياً)، ويركز على القائدة نانيسكا (تجسدها الممثلة فيولا ديفيس) المقاتلة الموقرة وقائدة فوج آغوجي.

تقول أتيم "إنه فيلم عن محاربات أفريقيات من إخراج جينا برينس-بيثوود وبطولة فيولا ديفيس. هل هناك أفضل من ذلك؟".

 

تلعب أتيم دور أمينزا، مستشارة نانيسكا الموثوقة، والصديقة الواعية العارفة بكل الخبايا. إنها تذكرنا قليلاً بشخصيات الحمقى في أعمال شكسبير، لكنها أكثر فائدة بفضل قدرتها على استعمال الرمح. ليس من المستغرب أن تتطلب تسلسلات مشاهد المعارك المصممة بمهارة في الفيلم أسابيع من الاستعداد البدني. قالت أتيم "كان التدريب مستمراً وجزءاً لا يتجزأ من عملية تحضيرنا للعب أدوار المحاربات. كنت أتدرب عندما يسمح وقتي بذلك في شرفة منزلي. لا بد من أن جميع سكان الشقق المجاورة كانوا يقولون لأنفسهم ’ها هي المرأة المجنونة صاحبة العصا تظهر مرة أخرى‘".

فاق الفيلم التوقعات خلال الأسابيع التي تلت عرضه للمرة الأولى في الولايات المتحدة حيث تصدر شباك التذاكر خلال عطلة نهاية الأسبوع الافتتاحية، واسترد بالفعل موازنته البالغة 50 مليون دولار.

منحت الناقدة السينمائية في "اندبندنت" كلاريس لاغري الفيلم تقييماً بأربع نجوم ووصفته بأنه "احتفال نابض بالحياة وتجديد للأنوثة السوداء بكل عظمتها"، مضيفة أن أداء أتيم وبقية النجمات المشاركات، ديفيس وثوسو مبيدو ولاشانا لينش، كان "ملتزماً بشكل قياسي، ليس فقط بصلابة تلك الجنديات لكن أيضاً بلطفهن وروح الدعابة لديهن وآلامهن وعزيمتهن".

لكن على رغم الاستحسان الذي قوبل به "المرأة الملك"، إلا أنه أثار أيضاً رد فعل عنيف بسبب تحريفه الحقيقة التاريخية، والادعاءات هنا أن الفيلم يتجاهل تورط داهومي التاريخي في تجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي. تقول أتيم "أشجع الناس على مشاهدة الفيلم برحابة صدر. في الـ 30 ثانية الأولى منه يشرح التعليق الصوتي الظروف التي تجري فيها أحداث القصة، ويعترف بشكل مباشر بتجارة الرقيق. في الواقع، يدور السرد في جوهره حول هذه القضية، مدة الفيلم ساعتان. كما تعلم، من المستحيل تقديم التاريخ الكامل لأي موضوع في غضون ساعتين، لا سيما شيء مؤثر بشدة مثل تجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي التي استمرت لأجيال، وشملت جزءاً كبيراً من العالم. سيسلط الضوء دائماً على قصة ما من زاوية معينة"، فبقدر ما يمنح الفيلم أتيم مساحة كبيرة لتطور الشخصية وسط القتال، إلا أن غزواتها الأخرى في عالم هوليوود لم تكن كبيرة جداً دائماً، وعلى سبيل المثال لعبت دوراً صغيراً في الفيلم الرائج ’دكتور سترينج في الأكوان المتعددة المجنونة’ Doctor Strange in the Multiverse of Madness الذي أصدرته مارفل هذا العام، وهو الساحرة سارة وولف.

سألتها عن التقارير التي تحدثت عن إزالة جزء كبير من المادة التي صورتها في عمليات ما بعد الإنتاج فأجابت "نعم، لكن هذا يحدث في الأفلام، بخاصة مع هذه الإنتاجات الملحمية ذات الموازنات الضخمة. أنا معجبة حقاً بالمخرجين الذين يصنعون أعمالاً بهذا الحجم. عليك الحفاظ على رؤية واضحة بينما تتطلع في الوقت نفسه إلى كل الآفاق، هذا ليس بالأمر السهل لكنني دائماً ممثلة متصالحة مع حذف المشاهد".

هل كان الوضع مشابهاً مع فيلم ’بينوكيو‘ Pinnochio؟ قامت أتيم بدور صغير جداً في المعالجة التي قدمها المخرج روبرت زيميكيس لقصة الأطفال الكلاسيكية على هيئة فيلم حركة حية وصور منشأة حاسوبية، وصل إلى منصة "ديزني+" الشهر الماضي، واتضح أنه بعد قضاء الممثلة بضعة أيام فقط في موقع التصوير طلبت منها تجزئة دورها لأنها كانت تتشارك مشهداً مع الرجل الذي يؤدي شخصية جيبيتو، توم هانكس.  

وتوضح "يقول الجميع إنه ألطف رجل في العالم. تبدو أنها عبارة مستهلكة لكنها الحقيقة. كنا نجري بروفات قراءة أدوارنا خلال وباء كورونا، لذلك كان علينا الدخول إلى الغرفة واحداً تلو الآخر للتأكد من التزامنا بالتباعد الاجتماعي. كان هانكس آخر شخص يدخل. سمعت صوته في الممر فقلت لنفسي ’إنه وودي من فيلم قصة لعبة’! Toy Story"

كان من المفروض أن تشارك أتيم أيضاً في سلسلة ’قمر الدم’ Bloodmoon  المستمدة من مسلسل ’صراع العروش’ Game of Thrones، التي ألغيت قبل أن تحول شبكة "إتش بي أو" HBO اهتمامها إلى إنتاج مسلسل ’بيت التنين’ House of the Dragon، ولكن ليس قبل تصوير حلقة تجريبية كلفت 30 مليون دولار بحسب ما تردد. اسألها عن العمل فتحيط أتيم عنقها بيدها وتقول، "اتفاقات عدم إفشاء المعلومات". تتابع بعد مزيد من التحريض، "كانت المرة الأولى التي أشارك فيها في مشروع بهذا الحجم، لذلك كنت أتعلم فعلياً كيف تجري الأمور في هذا الجانب من الصناعة في بعض الأحيان، ونعم استثمر مبلغ ضخم في الحلقة التجريبية لكن هناك العديد من المشاريع التي تكون في مراحلها النهائية ولا يتم إصدارها. لقد قضيت وقتاً رائعاً في الحلقة التجريبية".

عندما يقفز أي ممثل مسرحي مشهور إلى الأعمال السينمائية والتلفزيونية الرائجة فهنالك دائماً مخاطرة بتضارب المصالح. كيف يمكنه التوفيق بين احترافه وكل هذا الإنتاج الفائض على الشاشات الذي تحركه دوافع تجارية؟ تقول أتيم "أنا مدركة لهذا الواقع لكنني لست ممزقة جداً بين الخيارين بعد. أحاول دائماً التساؤل عن قيمة أي مشروع. طالما أنك صادق مع نفسك حيال سبب قبولك لدور ما في وقت معين، يمكنك أن تتصالح مع الأمر، لذلك إذا كنت تقوم بعمل ما في وقت ما لأن لديك التزامات مالية مستحقة، وعرض عليك دور في مسلسل تلفزيوني سيستمر لسنتين، اقبله. أنا لا أطلق أحكاماً على الناس لقيامهم بمشاريع معينة. أعتقد أنه شيء شخصي للغاية ويعتمد على المرحلة الزمنية، وكذلك أريد اختبار كثير من التجارب المختلفة".

ربما ما زالت أتيم تبني مسيرتها الفنية، لكن في رصيدها بالفعل عدد من الأدوار التي تحسد عليها. إنها بحاجة الآن فقط إلى العثور على دور الحمقاء المناسب الذي تريد تجسيده.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من سينما