كانت جلسة الاستماع التي عقدتها، الخميس، اللجنة المختارة التابعة لمجلس النواب، والتي تحقق في هجوم السادس من يناير (كانون الثاني) 2021، آخر جلسة علنية لها قبل انتخابات منتصف الولاية الرئاسية في نوفمبر (تشرين الثاني)، والفرصة الأخيرة لها لتقديم الحجة إلى الناخبين قبل توجههم إلى صناديق الاقتراع في غضون بضعة أسابيع (على رغم أن عديداً من الناخبين سيدلون بأصواتهم قبل ذلك التاريخ، سواء شخصياً، أو بالبريد).
كانت سلوكيات الرئيس السابق دونالد ترمب التي أدت إلى اندلاع أعمال الشغب النقطة المحورية لجلسات الاستماع التي عقدت حتى الآن، وغطت كل جانب من جوانب محاولته سرقة انتخابات عام 2020، حتى مع إبلاغ عديد من أعضاء إدارته إياه صراحة بخسارته.
وما أوضحته جلسات الاستماع أيضاً هو أن أحد الأسباب الحاسمة وراء فشل جهود ترمب كان أن موظفي الخدمة العامة على المستويات الحكومية كلها – من وزيرة شؤون الولاية في ميشيغان جوسلين بنسون ونظيرتها في أريزونا كاتي هوبس، وكلتاهما ديمقراطيتان، إلى نظراء جمهوريين لهما، مثل راستي باورز (أريزونا) وبراد رافينسبرغر (جورجيا) – رفضوا الإذعان إلى مطالبه.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وعلى رغم المأسوية والدموية اللتين سادتا السادس من يناير، بعد أن انقشع الغبار، فشل مغتصبو السلطة المحتملون، وصادق الكونغرس على انتخاب جو بايدن رئيساً للبلاد. في النهاية، تمكن الأوصياء اليقظين على الديمقراطية من أن "يوقفوا السرقة" فعلاً، إذا استعرنا عبارة الترمبيين.
لكن حتى الآن، يتوجه اهتمام عام أقل إلى تهديد آخر: تتقدم الولايات المتحدة ببطء، لكن بثبات نحو الانقلاب التالي.
على رغم أمل الجمهوريين كله بألا يكون هذا الحدث دموياً بقدر أحداث السادس من يناير 2021، قد يكون أكثر نجاحاً. ويرجع هذا إلى أن عدداً صادماً من المرشحين الجمهوريين المناهضين للديمقراطية يخوضون الانتخابات للفوز بالسلطة على المستويات الحكومية كلها، بما في ذلك المناصب التي شكل شاغلوها الحاليون حصناً ضد السيد ترمب ومصاحبيه.
من المرجح أن يبدو الكونغرس مختلفاً تمام الاختلاف في يناير. من المرجح عموماً أن يستعيد الجمهوريون الأغلبية في مجلس النواب في نوفمبر، بالسيطرة على المجلس، يصبح بوسعهم بسهولة منع المصادقة على انتخاب رئيس ديمقراطي.
سبق لهم أن تمرنوا على ذلك. حتى بعد تعرض الكابيتول إلى هجوم عنيف من أنصار ترمب، أدلى 147 جمهورياً بأصوات معترضة على نتائج الانتخابات. وكذلك فعل كل قيادي جمهوري في مجلس النواب تقريباً، بما في ذلك كيفن ماكارثي، الاستثناء البارز كان النائبة ليز تشيني، نائبة رئيس لجنة السادس من يناير التي ستترك مجلس النواب نهاية هذا العام بعد أن أنهت خسارتها في الانتخابات التمهيدية لصالح منافسة يدعمها ترمب مسعاها إلى إعادة انتخابها.
كذلك سيرحل زميلها الجمهوري الوحيد في اللجنة المختارة، آدم كينزينغر، بعد أن قرر عدم السعي إلى إعادة انتخابه، بينما سيغادر الكونغرس ستة من الجمهوريين الثمانية الآخرين الذين صوتوا لصالح اتهام السيد ترمب في ما يخص أعمال الشغب بعد أن خسروا الانتخابات التمهيدية أو اختاروا التقاعد. ومن المؤكد أن جمهوريين كانوا سيصوتون بالطريقة الأخرى سيحلون محلهم.
لا تتوقف التغيرات المقبلة في الكونغرس. إذا كان هناك بصيص أمل واحد، فهو في جورجيا، حيث يبدو أن السيد رافينسبرغر والحاكم برايان كيمب، اللذين رفضا محاولات السيد ترمب، من المرجح أن ينتخبا من جديد، لكن في أريزونا، تخوض السيدة هوبس المذكورة أعلاه سباقاً محموماً على الحاكمية ضد كاري لايك، وهي مؤيدة متشددة جديدة لترمب، دعت إلى سحب المصادقة على نتائج الانتخابات الرئاسية في كل من ولايتها وويسكنسن (وضع زميلي أندرو بونكومب نبذة عنها هنا).
وفي نيفادا، من ناحية أخرى، يحظى المرشح المتأثر بحركة "كيو آنون" جيم مارشانت بفرصة حقيقية للفوز بوظيفة وزير شؤون الولاية، هو يروج مراراً وتكراراً أكاذيب حول نتيجة الانتخابات الرئاسية. ومن ناحية أخرى، خسر راستي باورز، رئيس مجلس النواب في أريزونا، الذي رفض عروض السيد ترمب، الانتخابات التمهيدية للحصول على مقعد في مجلس الشيوخ في الولاية.
إن العواقب المترتبة على تولي هذه المجموعة من الناس للسلطة خطرة إلى حد كبير، لكن مع الجهود التي تبذلها لجنة السادس من يناير، ليس من السهل تركيز انتباه الناخبين على تطور ثقيل مثل السيطرة على بيروقراطيات الولايات، ولطالما دارت انتخابات منتصف الولاية الرئاسية في أغلب الأحيان حول مسائل أخرى، إذ يسلط الديمقراطيون المرشحون إلى مناصب فيدرالية الضوء على انقلاب المحكمة العليا على تصويتها في قضية رو في مقابل وايد [الذي اعتبر عام 1973 قيود الولايات على الإجهاض غير دستوري] في حين يحاول الجمهوريون التركيز على التضخم.
تتعرض الآليات التي تتخذ الولايات المتحدة من خلالها القرارات في شأن الإجهاض والجريمة والتضخم وتغير المناخ وكل مسألة أخرى، إلى تقويض بطيء من قبل متمردين بيروقراطيين محتملين. لقد بدأت محاولة الانقلاب التالية بالفعل – وقد يكون الأميركيون سائرين باتجاهها وهم غير واعين.
© The Independent