Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

4 قتلى وعشرات المصابين في حريق سجن "إيفين" بإيران

تظاهرات احتجاجية أمام السفارة الإيرانية في لندن وطهران تقول إن "واشنطن حاولت تأجيج الاضطرابات تحت ذرائع مختلفة"

قتل أربعة سجناء وأصيب أكثر من 60 آخرين في الحريق الذي اندلع في سجن "إيفين" في طهران ليل السبت - الأحد 16 أكتوبر (تشرين الأول)، بحسب ما أعلنت السلطة القضائية على موقعها على الإنترنت، الأحد.

وقال موقع "ميزان أونلاين" إن "أربعة سجناء لقوا حتفهم بسبب استنشاق الدخان الناجم عن الحريق وأصيب 61"، مضيفاً أن أربعة من المصابين في "حالة خطيرة".

احتجاجات أمام السفارة الإيرانية في لندن

وتستمر التظاهرات الاحتجاجية أمام السفارة الإيرانية في لندن منذ أيام عدة للتضامن مع المحتجين في الداخل.

وتجمع عدد من أبناء الجالية الأحوازية في لندن، أمام السفارة وأطلقوا شعارات منددة بـ“الانتهاكات التي يمارسها النظام في البلاد” وأعلنوا دعمهم للحراك الاحتجاجي وطالبوا بالضغط على النظام لوضع حد للانتهاكات ضد المواطنين.

 

والأربعاء الماضي، أعلن عن مقتل الناشط الأحوازي عماد الحيدري بعد 10 أيام من استدعائه إلى فرع الأمن في الإقليم.

وحمل المحتجون صوراً للناشط عماد الحيدري وعدد آخر من مواطنين عرب قضوا في الأحواز وأكد الحاضرون تضامنهم مع بقية الشعوب في إيران وذكروا في بيانهم أن “هذه الانتفاضة المباركة على مشارف الانتقال إلى مرحلة ثورة عارمة سوف تطيح كيان الظلم والظالمين“.

كما نظم نشطاء بلوش وأكراد وقفة احتجاجية أمام السفارة إلى جانب معارضين إيرانيين أطلقوا شعارات ضد مرشد الجمهورية علي خامنئي والنظام الإيراني. 

رفض دعم بايدن للاحتجاجات

وكانت إيران رفضت، الأحد، دعم الرئيس الأميركي جو بايدن للاحتجاجات التي خرجت في شتى أنحاء البلاد، عقب وفاة شابة محتجزة لدى الشرطة، وذلك بحسب ما أفادت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية.

وقال بايدن، السبت، معلقاً على الاحتجاجات المناهضة للحكومة التي تشهدها إيران منذ أسابيع عقب وفاة مهسا أميني في 16 سبتمبر (أيلول)، إنه فوجئ بشجاعة الذين نزلوا إلى الشوارع للاحتجاج.

أكدت إيران، الأحد، على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية، أنها أقوى من أن تتأثر بتصريحات الرئيس الأميركي جو بايدن الداعمة للاحتجاجات التي أعقبت وفاة الشابة مهسا أميني.

وعلق المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني بالقول، إن بلاده "أقوى بكثير من أن تزعزع إرادتها تدخلات الرئيس الأميركي"، وذلك عبر حسابه على "إنستغرام".

ووصف كنعاني الرئيس الأميركي بأنه "سياسي تعب من القيام بأعمال غير مثمرة ضد إيران خلال السنوات الماضية"، مؤكداً أن طهران ستكبد واشنطن "فشلاً إضافياً".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ونقلت الوكالة عن كنعاني قوله "يوم السبت... تدخل بايدن في شؤون الدولة الإيرانية من خلال دعم الشغب... في الأيام الماضية. حاولت الإدارة الأميركية باستماتة تأجيج الاضطرابات في إيران تحت ذرائع مختلفة".

وكان الرئيس الإيراني إبراهيم رئيس اتهم الولايات المتحدة بالعمل على زعزعة استقرارها في ظل الاحتجاجات، معتبراً أن "الأمة الإيرانية أفشلت الخيار العسكري الأميركي، وبحسب ما أقروا بأنفسهم، ألحقت هزيمة نكراء بسياسة العقوبات والضغوط القصوى".

أخطر التحديات

وتشكل الاحتجاجات أحد أخطر التحديات التي تواجه النظام الإيراني منذ ثورة عام 1979، إذ امتدت التظاهرات إلى جميع أنحاء البلاد وردد البعض هتاف "الموت لخامنئي"، في إشارة للمرشد الأعلى آية الله علي خامنئي.

هذا وحذرت منظمات حقوقية، الأحد، من أن حياة بعض السجناء في خطر في سجن إيفين بطهران، بعد أن اندلع حريق فيه على خلفية حركة الاحتجاج التي أشعلتها وفاة الشابة مهسا أميني مع دخولها أسبوعها الخامس.

وسمعت طلقات نارية ودوي انفجارات خلال حريق السبت من داخل المجمع الكبير في شمال طهران، الذي تصاعد منه الدخان بحسب مقاطع فيديو نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي.

ويأتي الحريق الذي لم تعرف أسبابه، مع مرور شهر على حركة الاحتجاج في طهران التي أثارتها وفاة الشابة الإيرانية الكردية مهسا أميني (22 عاماً).

واعتقلت "شرطة الأخلاق" أميني في 13 سبتمبر في طهران لانتهاكها قواعد اللباس الصارمة في طهران خصوصاً ارتداء الحجاب. وأثار موتها في 16 سبتمبر بعد ثلاثة أيام على اعتقالها، أكبر موجة تظاهرات في إيران منذ احتجاجات عام 2019 ضد رفع أسعار الوقود.

وهذا السجن الواقع في شمال طهران معروف بإساءة معاملة السجناء السياسيين، كما أنه يضم سجناء أجانب، وقد أفادت تقارير بأن المئات ممن اعتقلوا خلال التظاهرات أودعوا فيه.

وقالت مجموعة "حقوق الإنسان في إيران" مقرها في أوسلو، إن "سجن إيفين في طهران يشتعل ويمكن سماع طلقات نارية بوضوح. حياة كل سجين سياسي أو سجين عادي في خطر شديد".

وأضافت أن "السلطات أغلقت الطرقات المؤدية إلى السجن في محاولة واضحة لوقف الاحتجاجات أمامه".

وتوجه البعض إلى هناك سيراً فيما سمعت هتافات "الموت للديكتاتور"، أحد الشعارات الرئيسة للحركة الاحتجاجية، في مقاطع فيديو نشرتها قناة التواصل الاجتماعي.

وقال هادي قائمي، مدير مركز حقوق الإنسان في إيران الذي يتخذ من نيويورك مقراً له، "السجناء وبينهم المعتقلون السياسيون، لا يملكون وسائل للدفاع عن أنفسهم داخل ذلك السجن"، معبراً عن قلقه من تعرضهم للقتل.

وقالت مجموعة "حرية التعبير المادة 19"، إنها سمعت بقطع اتصالات الهاتف والإنترنت في السجن، وإنها "قلقة جداً على سلامة سجناء إيفين".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

"اشتباك مع حراس الأمن"

وأفادت وسائل إعلام إيرانية رسمية، الأحد، بأن الحريق اندلع خلال "اضطرابات" في السجن تم إخمادها.

وقال مسؤول أمني كبير كما نقلت عنه وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "شهد القسم المخصص للبلطجية اضطرابات ونزاعاً بينهم أدى إلى اشتباك مع حراس السجن".

وأضاف أن "الوضع الآن تحت السيطرة تماماً والهدوء مستتب في السجن، ورجال الإطفاء يعملون على إخماد النيران"، مشيراً إلى أنه "تم فصل السجناء الذين تسببوا بالحادث عن السجناء الآخرين".

ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية عن مدعي طهران، أن هذه الاضطرابات "ليس لها علاقة بأعمال الشغب الأخيرة في البلاد".

وقال أحد رجال الإنقاذ الموجودين في الموقع في تصريح أدلى به لوكالة "إرنا" "تم احتواء الحريق الآن وفرق الإطفاء تؤمن محيط الحادث". وأضاف "أصيب ثمانية أشخاص لغاية الآن جراء الحادث، ولم تكن هناك أي حالة وفاة".

ويضم سجن "إيفين" سجناء أجانب بينهم الأكاديمية الفرنسية الإيرانية فاريبا عادلخاه، والمواطن الأميركي سياماك نمازي، الذي قالت عائلته إنه أعيد إلى "إوين" هذا الأسبوع بعد فترة إفراج مؤقت.

قلق على سلامة النزلاء

وفي رد فعل على الحريق، أعربت عائلة نمازي في عن "قلقها العميق"، لا سيما أنه لم يحصل أي اتصال معه.

وحضت العائلة السلطات الإيرانية على منحه وسائل "فورية" للاتصال بأسرته، وإطلاق سراحه "لأنه من الواضح أنه ليس آمناً في سجن إيفين".

وقالت شقيقة عماد شرقي، وهو مواطن أميركي آخر مسجون في "إيفين"، إن عائلته "متشنجة وينتابها الخوف"، وذلك في تغريدة على "تويتر".

وقالت الأكاديمية الأسترالية كايلي مور غيلبرت التي احتجزت في "إيفين" لأكثر من 800 يوم سجنت فيها في إيران، إن أقارب سجينات سياسيات معتقلات هناك أكدوا لها أن "كل النساء في جناح السجينات السياسيات في إوين سالمات وبأمان".

وأعلن المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس في تغريدة، أن واشنطن تراقب الوضع عن كثب، محملاً "إيران المسؤولية الكاملة عن سلامة مواطنينا المحتجزين من دون وجه حق، الذين يجب إطلاق سراحهم فوراً".

وأفادت تقارير بأن المخرج الإيراني المعارض جعفر بناهي صاحب الجوائز السينمائية الدولية، والسياسي الإصلاحي مصطفى تاج زاده، محتجزان أيضاً في "إيفين".

وتحدثت مجموعات حقوقية عن تظاهرات تضامناً مع سجناء "إيفين" في طهران ليلاً، بعد أن نزل متظاهرون غاضبون إلى الشوارع السبت على الرغم من انقطاع الإنترنت.

وتتقدم الشابات الإيرانيات الموجة الحالية من احتجاجات الشوارع، وهي الأضخم من نوعها التي تشهدها البلاد منذ سنوات.

وغرب طهران، ألقى محتجون مقذوفات على قوات الأمن بالقرب من دوار رئيس في مدينة همدان، وفق صور تحققت منها وكالة الصحافة الفرنسية.

وعلى الرغم من تعطيل شبكة الإنترنت على نطاق واسع وحجب السلطات تطبيقات مثل "إنستغرام" و"واتساب"، تجمع إيرانيون، السبت، في شوارع مدينة أردابيل في شمال غربي البلاد، وفق ما أظهرت مقاطع فيديو نشرت على "تويتر".

"بداية النهاية"

ونفذ التجار إضراباً في مدينة سقز مسقط رأس مهسا أميني في محافظة كردستان (شمال غرب) ومهاباد (شمال) وفق موقع "1500 تصوير".

وكان هناك نداء من أجل المشاركة في الاحتجاجات، السبت، تحت شعار "بداية النهاية".

وأعلن نشطاء "علينا أن نكون حاضرين في الساحات، لأن أفضل (في بي أن) هذه الأيام هو الشارع"، في إشارة إلى الشبكات الخاصة الافتراضية المستخدمة للالتفاف على قيود الإنترنت.

وقتل 108 أشخاص على الأقل في الاحتجاجات منذ 16 سبتمبر، وفقاً لمنظمة "حقوق الإنسان في إيران"، ومقرها أوسلو.

من جهتها، أعربت منظمة العفو الدولية عن أسفها لمقتل 23 طفلاً على الأقل "بأيدي قوات الأمن الإيرانية"، موضحة أن أعمارهم تراوح بين 11 و17 عاماً، إضافة إلى توقيف مئات الأشخاص.

ونقلت وكالة أنباء "إرنا" الرسمية عن قيادي في الحرس الثوري قوله خلال التجمع، إن "ثلاثة من أفراد ميليشيات الباسيج شبه العسكرية قتلوا وأصيب 850 بجروح في طهران منذ بدء الفتنة".

وأثارت حملة القمع إدانات دولية وعقوبات على إيران من بريطانيا وكندا والولايات المتحدة.

واتفقت دول الاتحاد الأوروبي هذا الأسبوع على فرض عقوبات جديدة، ومن المقرر أن تتم المصادقة على هذه الخطوة في اجتماع وزراء خارجية التكتل، الإثنين، في لوكسمبورغ.

المزيد من الأخبار