Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

آثار تعذيب على جثث عُثر عليها في بلدة أوكرانية محررة

في ليمان التي استعادتها أوكرانيا من قبضة روسيا تم رصد الدلائل على الفظائع الروسية وسط استعداد القادة العسكريين الأوكرانيين إلى إحلال العدالة بأنفسهم

المحققون يحملون جثة من المقابر الجماعية من ليمان، وهي منطقة كانت محتلة من القوات الروسية (رويترز)

تنزلق تلال من التراب البني نحو صف القبور المتراصف في يومٍ ممطر بارد شهد رياحاً عاتية فيما يعمل محققو الطب الشرعي على استخراج الجثث عن سفح التل تزامناً مع صوت إطلاق قذائف في الوديان الواقعة خلفها.

تم العثور على موقعي مقابر جماعية منفصلين، أحدهما للمدنيين وآخر للعسكريين، على حافة مقبرة في هذه البلدة التي تم تحريرها أخيراً من سيطرة القوات الروسية. ووُجدت على الجثث البالغ عددها 78 التي تم استخراجها حتى الساعة مؤشرات تدل على أنها تعرضت للتعذيب. فهنالك أعضاء مبتورة من الجسم، وجروح ناتجة من أعيرة نارية وشظايا، فضلاً عن أضلعٍ وجماجم محطمة وإصابات بالغة. بعض الذين لقوا حتفهم صغار جداً ومن بينهم طفلة تبلغ عاماً واحداً دُفنت مع والديها.

ومن بين الجثث التي استُخرجت ووضعت بإحكام في أكياسٍ سوداء مخصصة للجثث، تم العثور على جنود أوكرانيين بزيهم القتالي الممزق والبالي. وأفاد مسؤولون بأن بعض الجثث تحمل آثاراً على أنه تم تكبيل يديها وعُصبت عينيها وفيها فجوات في الرأس ناجمة عن إطلاق الرصاص.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقالت السلطات الأوكرانية أنها تتوقع العثور على حوالى 200 جثة في ذلك الموقع وهو واحد من العديد من المواقع الأخرى التي اكتُشفت في المناطق التي كانت محتلة. وتم العثور على جثث 534 مدنياً في المنطقة المحيطة بخاركيف وحدها. وفي هذا السياق، أشار سيرغي بولنيفوف رئيس المحققين في المنطقة بأنه تم العثور على "غرف تعذيب" في "كافة المدن والبلدات الكبيرة تقريباً حيث كانت تتمركز الوحدات العسكرية الروسية".

ويقول بافلو كيريلنكو، مدير الإدارة المدنية والعسكرية في منطقة دونيتسك الشرقية، وهو يقف قرب المقابر هنا في ليمان أن هنالك آثار تعذيب واضحة، مضيفاً أن "بعض الجنود لديهم شرائط لاصقة على أيديهم وعلى عيونهم. كما أن هنالك إصابات بالغة على عدد من الجثث الأخرى". وتابع قائلاً: "بيد أنه يجب أن تخضع كل تلك الحالات للتحقيق الدقيق قبل الإعلان عن سبب الوفاة. نعرف أماكن تم اصطحاب الناس إليها والاعتداء عليهم وتعذيبهم. إنها مواقع جريمة سنستخرج منها أدلة وسنرسلها إلى مكتب المدعي العام. نود ضمان القيام بكل شيء على النحو الصحيح في حال أُجريت المحاكمات هنا أو في الخارج".

وفي هذا الإطار، تم تدمير أجزاء شاسعة من ليمان في القتال طوال أشهر من الاحتلال الروسي، ولم يُحدد بعد عدد الوفيات الناجمة عن القتل المتعمد والتعذيب أو جراء هجمات بالصواريخ والمدفعية -أو حتى لأسباب طبيعية في بلدةٍ افتقرت للكهرباء والمياه وأبسط الخدمات الطبية. وقال المسؤولون إن بعض العجائز والمرضى تضوروا جوعاً حتى الموت.

ويروي بعض السكان المحليين وقائع عن عمليات الإعدام التي حصلت. وقال نيكولاي يورشينكو، وهو نجار سابق يبلغ 59 سنة من العمر: "أعرف أباً وابنه تم اقتيادهما للتحقيق. اندلع شجار وقُتل الرجل رمياً بالرصاص. حاول الابن إنقاذ والده وقُتل هو أيضاً. لا نعرف ماذا حل بجثتيهما".

وفي بلدة سفياتوهيرسك المجاورة، يصف السكان كيف قام المقاتلون العاشقون لإطلاق النار من قوات جمهورية دونيتسك الشعبية" الانفصالية (DNR) وجمهوريات لوهانسك الشعبية (LNR) المدعومة من روسيا بفتح النار عند أدنى الاستفزازات وفي بعض الاحيان لأنهم كانوا خائفين.

وتقول سفيتلانا (38 سنة) إنها حرصت على إبقاء أولادها في الداخل بعد حظر التجول الذي تزامن أحياناً مع إطلاق نيران متكرر ليلاً. وقالت: "كانت هنالك قوات من جمهورية دونيتسك الشعبية يرتدون ملابس مدنية ولكنهم يحملون أسلحة. لا أعتقد أنهم حظوا بتدريب مناسب وغالباً ما كانوا يطلقون النار من دون سبب مما يؤدي إلى إصابة الأشخاص".

وزعمت يوليا زوربار وهي مقيمة أخرى في المنطقة أن شاباً قُتل على يد القوات الروسية بعد أن تم اعتقاله خلال الأسبوع الأول من يونيو (حزيران) الماضي.

وقال بوهدان الذي اعتُقل على يد القوات الروسية لثلاثة أيام أنه على رغم أنه كان يتم إجبار السجناء على حفر المقابر ودفن الجثث، فهو لا يعرف كيف قُتلوا. "من المحتمل أن يكونوا قد قُتلوا في القصف، كان هنالك الكثير من الجثث في الطرقات والمباني التي تم تنظيفها على مدى أسابيع. لا يمكنني القول إنني رأيت أحداً يُقتل عمداً. ولكن الواقع أن بعض الذين قُتلوا كانوا سيبقون على قيد الحياة لو أن الروس لم يجتاحوا بلادنا".

وشكلت استعادة ليمان التي تُعتبر معقلاً عسكرياً أساسياً ومركزاً للنقل، انتصاراً استراتيجياً ورمزياً لأوكرانيا وضربة كبيرة لهدف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الساعي إلى "إعادة توحيد دونباس" من خلال الاستحواذ على الجزء الذي تسيطر عليه أوكرانيا في المنطقة.

كما أدى ذلك إلى تخفيف الضغط عن المدينتين الرئيسيتين في المنطقة، كراماتورسك وسلوفيانسك وعزز بشكل ملحوظ احتمال التقدم نحو دونيتسك ولوهانسك الانفصاليتين. بيد أن الهجوم على هاتين المنطقتين سيعني تجاوزاً إضافياً "للخط الأحمر" الذي وضعه بوتين والذي هدد بوقوع عواقب وخيمة في حال حصوله.

وفي سياق متصل، يقول الكولونيل سيرغي شيريفاتي وهو متحدث باسم القيادة الشرقية للجيش الأوكراني: "تمثل هذه التهديدات مجرد نكات بالنسبة إلينا الآن. ليس بوسع بوتين إخافتنا، وسنستمر في القيام بما يتوجب علينا فعله واستعادة أرضنا. نتمتع الآن بزخم قوي علينا الحفاظ عليه. أين سنتجه بعد ذلك؟ لندع الروسيين يخمنون. بالطبع، نجد الفظائع المرتكبة في المنطقة التي حررناها. ونأمل في أن يواجه الذين ارتكبوها العدالة أمام المحاكم. في هذا الوقت، يتولى الجيش الأوكراني إحلال عدالته الخاصة على بعض المسؤولين عن ذلك، من خلال قتلهم".

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات