Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

رايان غرانثام أحد أبطال ريفرديل: من طفل نجم إلى قاتل مدان

في 2020 قتل غرانثام والدته بدم بارد وحكم عليه بالسجن مدى الحياة

رايان غرانثام حينما كان يبلغ من العمر 12 عاماً في فيلم  "مفارقة تاريخية" والذي ترشح من خلاله لجائزة على أدائه (غيتي)

أثناء المثول أمام المحكمة العليا في كولومبيا البريطانية في جلسة الاستماع في يونيو (حزيران) خرج غرانثام عن صمته وقال "لم يكن لدي سبب لقتل والدتي بطريقة أشبه ما تكون بالإعدام".

وبحسب ما ذكرته شبكة "سي بي سي" قال غرانثام للمحكمة "يؤلمني التفكير في كيفية تبديدي حياتي، كما يصعب علي مواجهة الأمر، ويبدو أن قول آسف لا طائل منه، ولكنني آسف من رأسي إلى أخمص قدمي".

وأتى قرار محكمة كولومبيا البريطانية في فانكوفر الشهر الماضي بالسجن المؤبد على الممثل السابق في ريفرديل بحيث لا يمكنه تقديم إفراج مشروط لمدة 14 عاماً.

كان قد أقر غرانثام في وقت مضى بأنه مذنب لارتكابه جريمة قتل من الدرجة الثانية بعد أن اعترف بإطلاق النار على والدته باربرا وايت في مؤخرة رأسها بواسطة بندقية من عيار 22 أثناء عزفها على البيانو في منزلهم الريفي في سكواميش، شمال فانكوفر، في 31 مارس (آذار) 2020.

ووصفت مدعية النيابة ميكائيلا دونيلي في جلسة الاستماع 13 يونيو (حزيران) ما حدث قائلة "لقد صوب المسدس على مؤخرة رأسها وأغمض عينيه وأطلق النار".

والتفسير الذي قدمه غرانثام للشرطة هو أنه لا يريد من والدته أن تشهد العنف الذي كان ينوي ارتكابه على العالم ونفسه.

قالوا إن غرانثام كان يعاني نزعات الانتحار والقتل في الأشهر التي سبقت الجريمة. كان يخطط لاغتيال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو منذ أشهر، موضحاً بالتفصيل خططه في مذكرات استعادتها الشرطة لاحقاً.

بعد أن أصبح غرانثام أحد الممثلين الأطفال الأكثر نجاحاً في بلده كندا، أصيب غرانثام بذهان من الماريجوانا الثقيلة وتعاطي الكحول، بحسب ما وجدت تقارير الطب النفسي لاحقاً.

ذكر رايان غرانثام الممثل السابق في ريفرديل في جلسة الاستماع أن والدته "باربرا وايت" كانت أماً مثالية (وفقاً لتقرير المرصد الكندي).

في الأول من أبريل (نيسان)، بعد يومين من مقتل والدته، قام غرانثام بتعبئة سيارة عائلته بثلاث بنادق وعشرات من عبوات المولوتوف، وبعض من أدوات التخييم و"ما يكفي من الذخيرة لإشعال حرب صغيرة"، وفقاً لصحيفة "فانكوفر صن".

 قاد سيارته قرابة 200 كيلومتر شرقاً إلى بلدة هوب قبل أن يعود ويفكر في ارتكاب جريمة من جرائم العنف الجماعي في جسر ليونز جيت في فانكوفر أو في جامعة سيمون فريزر حيث كان طالباً.

وخلال جلسة النطق بالحكم يحكي غرانثام قصته، حيث قبل أن يسلم نفسه، كان جالساً في سيارته مصوباً المسدس على رأسه. وقال "الشيء الوحيد الذي منعني من الانتحار هو أنني كنت أعتقد أنني مدين للعالم بحياة"، مضيفاً "لقد سلبت من العالم روحاً جميلة لذا أنا مدين للعالم بواحدة". حينها توجه إلى مركز شرطة فانكوفر وأخبر أحد الضباط "قتلت أمي".

 

"كانت لتعرف أنني قاتلها" 

وفي صفحة النعي على الإنترنت، ذكر عن السيدة وايت المعروفة عند الأصدقاء والعائلة باسم باربي، أنها أم محبوبة وأخت وصديقة كانت شخصاً فرحاً بالسليقة. وكانت روحها حيوية حيث كانت تستمتع بالأنشطة الخارجية مثل التزلج على الثلج وركوب الدراجة والمشي لمسافات طويلة. وأحد التعليقات تقول "وإنها على الرغم من صغر جسمها، فإنها كانت تتصف بالقوة والشجاعة، وتصارع التحديات بنظرة إيجابية لا هوادة فيها". وقبل مقتلها تدرب غرانثام على تنفيذ جريمته، حيث قام بتصوير ما يسمى "البروفات" على GO-Pro وهو يقترب منها من الخلف حاملاً المسدس وهي جالسه تعزف على البيانو.

وفي 30 مارس (آذار) 2020، صعد إلى والدته وأطلق النار عليها من الخلف في مؤخرة رأسها.

وفي مقطع تم تصويره بعد جريمته الذي عرض على المحكمة، كان غرانثام يقول "لقد أطلقت عليها النار في مؤخرة رأسها. في اللحظات التي تلت ذلك، كانت تود أن تعرف أنه أنا".

وبعد أن قتلها، قيل إن غرانثام اشترى الماريجوانا والبيرة، وشاهد "نتفليكس" لمدة ساعتين ونصف الساعة، وحاول صنع عبوات المولوتوف. وقبل أن تشرق شمس اليوم التالي، وضع ملاءة على جسد والدته، وعلق مسبحة على البيانو وأشعل الشموع حول جسدها. ووفقاً لـ"سي بي سي"، كتب غرانثام في إحدى الصحف ذلك اليوم "أنا آسف جداً يا أمي، آسف جداً يا ليزا... بالفعل أكره نفسي. هناك كثير من الأعمال التلفزيونية الخاصة بي، الأفلام والبرامج، مئات الساعات لي تعرض على الشاشة يمكن مشاهدتها وشرحها... ولن يفهمها أحد". واكتشفت ليزا جثة والدتها ظهر يوم 1 أبريل (نيسان) عندما لم تجب عن رسائلها أو مكالماتها الهاتفية وهرعت إلى المنزل لتفقدها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

"حالة عقلية مضطربة"

 وفي أثناء حديثها أثناء جلسة النطق بالحكم، قالت ليزا أخت الجاني إن "والدتها كانت تكافح السرطان وقت وفاتها، وأنها كانت بلا حول ولا قوة". وأردفت أن "رايان لم يمنحها الفرصة للدفاع عن نفسها" مؤكدة أن شقيقها يشكل خطراً على العامة. وقالت "كيف يمكنني الوثوق بأي شخص عندما اختار شقيقي الوحيد إعدام أمي حين أدارت ظهرها له؟".

وأفادت تقارير الطب النفسي أن غرانثام كان في حالة عقلية مضطربة وكانت تراوده أفكار انتحارية قبل الشروع بالقتل، وتم تشخيص حالته بأنه يعاني من اضطراب مزاجي واضطراب في تعاطي المخدرات مما أسهم في القتل. لكن الخبراء أكدوا أن هذه الظروف لا تعفيه من المسؤولية الجنائية عن الجريمة.

ووفقًا لصحيفة "فانكوفر صن" فإن محامي رايان، كريس جونسون، أخبر المحكمة بأن رايان كان في "دوامة من التدهور" لأشهر قبل مقتل والدته.

وأضاف محاميه أنه "كان يدخن الماريجوانا بكثرة ويقضي كثيراً من الوقت على الإنترنت". وبحسب ما ذكرته "سي بي سي" قال جونسون "في وقت ارتكاب الجريمة، لم تكن الدوافع ناتجة عن الكراهية والعداء، بل بسبب الاضطراب الذي كان يعاني منه، وإلا لم يمنعها من رؤية ما كان على وشك القيام به".

وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، فإن الأرقام الصادرة تشير إلى نحو 3 من كل 10 مدخنين للماريجوانا يصابون بـ"اضطراب تعاطي القنب"، أي أنهم لا يستطيعون التوقف عن تعاطي المخدرات حتى عندما تسبب لهم مشكلات صحية واجتماعية.

عند إصدار حكم بالسجن المؤبد لمدة 14 عاماً كحد أدنى، وصفت القاضية كاثلين كير القضية بأنها مأساوية ومفجعة قبل أن تقول، إن بيانات تأثير الضحية، خصوصاً من أخته، تحدثت عن الآثار "المدمرة للحياة" لجرائمه.وبعد النطق بالحكم قال محامي غرانثام، كريس جونسون لموقع "تي أم زد" أنه "يخشى على سلامة غرانثام في سجن شديد الحراسة، ربما يظهر بشكل أصغر بكثير من عمره البالغ 24 عاماً نظراً لطوله 5.2 قدم وبنيته النحيلة، وسيكون معرضاً لخطر التهديد الجسدي والنفسي والجنسي". ستحدد السلطان الإصلاحية المكان الذي يقضي فيه غرانثام عقوبته.

تاريخ رايان غرانثام في التمثيل

ظهر غرانثام لأول مرة في إعلان تجاري عندما كان يبلغ من العمر 8 سنوات، حينها كسب إشادة من النقاد للأفلام القصيرة والروائية المبكرة في كندا، وحصل على قائمة طويلة من التقييمات الإيجابية بإدائه في السينما والتلفزيون في سن التاسعة وترشح لعدة مرات لجوائز ليو في كولومبيا البريطانية عن الفيلم القصير في The Anachronism 2010، وفاز بجائزة أفضل ممثل في مهرجان فانكوفر للأفلام القصيرة عن فيلم ليز Liz في 2011. وحصل غرانثام على أجزاء صغيرة في أفلام مثل فيلم The Imaginarium of Doctor Parnassus وفيلم Diary of a Wimpy Kid. وكان آخر دور له في المسلسل ريفرديل "Riverdale"، حيث قام بأداء دور Jeffrey Augustine في حلقة واحدة تم إذاعتها عام 2019.

نشر في "اندبندنت" بتاريخ 9 اكتوبر 2022.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات