Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ترمب لم يبذل مجهودا كبيرا في حملته السابقة التي غيرت وجه أميركا... لكنه سيحتاج إلى بذل الكثير ليفوز في 2020

شطب كثيرون الرئيس الاميركي من قائمة خياراتهم الانتخابية، لكن خسارته وثيقة الصلة بما سيقدم عليه

احتفل الرئيس دونالد ترامب بمرور أربع سنوات منذ إعلانه عن ترشحه للرئاسة لدى نزوله من الأدراج الكهربائية في يونيو 2015 (غيتي)

بطريقة ما، مرت أربع سنوات منذ أن قام دونالد ترمب، رجل الأعمال الفاشل ونجم تلفزيون الواقع ذي النجاح الماحق، بالهبوط على تلك السلالم المتحركة المحاطة بالأضواء في نيويورك ليعلن ترشحه لبلوغ البيت الأبيض.

في ذلك الوقت، لم نعرف على أي وجه سيغير ذلك الرجل الذي كان يرتدي قميصاً أبيض وربطة عنق قرمزية ويرفع إبهاميه، السياسات الرئاسية الأميركية.

وللمفارقة، لم يكن الناس متأكدين حتى من أنه سيرشح نفسه بالفعل. عُرض على ماغي هابرمان، المراسلة العريقة في صحيفة نيويورك تايمز، أن تقدم سبقاً صحفياً عن إعلان ترشحه. لكن وبناء على معرفتها بمحاولات ترمب السابقة المترددة لخوض السباق الرئاسي - تحديداً في أعوام 1987 و2000 و2003 و2011 - قررت ماغي الانتظار لمعرفة ما إذا كان جاداً، قائلة "لن أقوم بتغطية الخبر مرة أخرى، إلا في اليوم الذي سيعلن ترشيحه".

سرعان ما اتضح أن دونالد ترمب كان جاداً في ترشحه عام 2015، وأن ناخبين كثيرين انجذبوا لتبجحه الأرعن وخطابه الذي كان عنصرياً في بعض الأحيان، وإعلانه أنه دون غيره قادر على حل مشكلات أميركا.

وقال أمام الحشود المتجمهرة في الساحة المحيطة ببرج ترمب بينما كانت أغنية موسيقى الروك "تأرجح في العالم الحر" للفنان نيل يونغ تصدح عبر مكبرات الصوت "بلدنا يمر بمشكلة خطيرة ... لم نعد نحقق انتصارات. كانت لدنيا انتصارات، لكن جعبتنا صارت خاوية من الانتصارات".

في وقت يمتحن ترمب رسمياً حظه في إعادة انتخابه، تبدو الأمور مختلفة نوعاً ما. لم يعد الرجل البالغ من العمر 73 عاماً ذلك الثائر الصريح، لكنه الرئيس التنفيذي، والزعيم الذي تحمّل فضائح ونوبات غضب عديدة، وشهد تراجع معدلات تأييده إلى أدني مستوياتها التاريخية. تشير استطلاعات الرأي إلى أنه سيُهزم أمام أي من المرشحين الديمقراطيين، ويبلغ عددهم نحو عشرين مرشحاً، وهم يتقاطرون ويصطفون لإطاحته.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لذا يحتاج ترمب إلى العمل بشكل استراتيجي يتجاوز المنهج الشخصي الذي حقق له الفوز بترشيح الجمهوريين، وبالبيت الأبيض لاحقاً. تشير التقارير إلى أن شخصاً ما في منظمة "ترمب وورلد" فكر بالفعل في هذه المسألة.

قالت صحيفة نيويورك تايمز هذا الأسبوع إن لدى الرئيس 40 مليون دولار، ما يعادل 31 مليون جنيه استرليني، في خزائن حملته، وإنه يأمل في جمع ما يصل إلى مليار دولار. على خلاف باراك أوباما الذي لم يكن لديه سوى مليوني دولار في هذه المرحلة.

وتمكن موظفو ترمب، وهم يعملون في المكاتب التي كانت تشغلها اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري في ولاية فرجينيا الشمالية، من مضاعفة قائمة أسماء الناخبين البالغ عددهم 10 ملايين شخص ثلاث مرات في نهاية انتخابات 2016. وقالت الصحيفة إنهم يأملون في زيادة هذا العدد إلى 50 مليون بحلول يوم الانتخابات. ويتفوق ترمب على جميع المنافسين في الترويج على الإنترنت.

بعض الناس شطبوا ترمب بالفعل من خياراتهم متأثرين بالتحقيق الذي أجراه روبرت مولر لمدة عامين في التواطؤ المزعوم مع روسيا. وإذا كانت نتائج الانتخابات النصفية في 2018 مؤشراً فإن الكثير من الناخبات اللواتي صوتن لصالحه عام 2016 قد تخلين عنه. ومع استطلاعات الرأي التي أظهرت تدني شعبيته في ولايات رئيسية مثل بنسلفانيا، فإن بعض كارهي ترمب، متحمسون بالفعل لفكرة أنه سيكون زعيماً لولاية رئاسية واحدة.

الدليل على ذلك ظاهر وغير مستتر، كما يقول هؤلاء الناس. في الأسبوع الماضي، طرد ترمب كثير من مُعدي استطلاعات الرأي بعد تسريب معلومات من داخل البيت الأبيض تظهر أن الرئيس يأتي في الاستطلاعات بّعد جو بايدن وآخرين.

كما أشار هؤلاء إلى قدرة بايدن الواضحة على ازعاج ترمب، ورد الرئيس على ذلك بإطلاق لقب جديد هو "واحد في المئة جو" على الرجل الذي يخشى مستشارو الرئيس أنه منافسه الاكبر ومصدر الخطر الأعظم من طريق جذبه للعمال البيض الذين ساعدوا ترمب في 2016.

أبرز ما يخدم مصلحة ترمب، وغالباً ما تُغفل الإشارة له جراء بداهته، هو أنه سيكون مرشح الحزب الجمهوري ما لم يفلح حاكم ماساتشوستس السابق بيل ويلد - المنافس الجمهوري الرئيسي الوحيد – في اجتراح معجزة.

كُتب الكثير عن الطبقة العاملة البيضاء المحبطة التي صوتت لصالح ترمب في 2016، كما فعل ملايين وملايين الأشخاص الآخرين. صوت مصرفيو وول ستريت لصالحه، وصوتت النساء من حملة الشهادات الجامعية له. أيدته أعداد هائلة من المسيحيين الإنجيليين، كما فعل المحافظون الاجتماعيون. صحيح أن هيلاري كلينتون فازت في التصويت الشعبي بأكثر من 3 ملايين، لكن 60 مليون أميركي صوتوا لصالح رجل لم يحمله كثيرون على محمل الجد.

ينظر كثيرون منهم بعين الرضى الى رئاسته، وهو أمر يتجاهله الليبراليون في فورات غضبهم. وأحب هؤلاء التخفيض الضريبي الجمهوري الضخم، والتراجع عن حماية البيئة من أجل مساعدة الأعمال التجارية. استساغوا أنه قابل كيم جونغ أون، هم فخورون بأن الرجل الذي صوتوا لصالحه يقف في وجه الصين، حتى لو أن التعرفة الجمركية تضر بهم شخصياً على الأمد القصير. والأهم من ذلك، هم سعداء بأن ترمب متمسك بكلمته، وبأنه عيّن قاضيين محافظين في المحكمة العليا، في وقت بدأت ولايات كثيرة تتراجع عن الحق في الإجهاض وتسعى إلى الطعن في قضية "رو ضد ويد" الشهيرة التي منحت المرأة حرية البت في موضوع الإجهاض.

علينا أن ننتظر ونرى ما إذا كان بإمكان ترمب فعل أي شيء لتوسيع قاعدته واستقطاب أشخاص جدد إلى صناديق الاقتراع. إذا لم يكن الأمر كذلك، فمن المحتمل أن نشهد معركة ضارية يركز فيها على تجييش نحو 40 في المئة من الأميركيين الذين ما زالوا على تأييده. هل سيكون هذا كافياً ليتجاوز هذه المحنة؟ ربما، لا تقللوا من شأن كونه في ولايته الأولى. وقلما تقتصر ولاية الرؤساء في الولايات المتحدة على واحدة.

ما هي حظوظ ترمب في انتخابه من جديد؟ لا أحد يعلم في وقت تفصلنا أشهر كثيرة عن موعد الانتخابات الرئاسية القادمة عن نوفمبر/تشرين الثاني 2020، وفي وقت لم ينتخب الديمقراطيون بَعد مرشحهم، وفي ظل جهلنا المطلق بطبيعة الاقتصاد في العام المقبل.

غياب اليقين كبير شأن الحيرة والشكوك، ولكن الشعور السائد اليوم هو أن دونالد ترمب سيمنى بالخسارة في الانتخابات.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات