Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

وثائقي "ملفات حزب العمال" يكشف عن ثقافة يمينية ضارة تسمم حزبنا

الأعضاء يستحقون إجابات عما كشف عنه فيلم والحزب لم يقدم حتى الآن أية إجابة

يظهر الوثائقي أن المسؤولين المقربين من كير ستارمر يملكون هوساً في مهاجمة أعضاء حزبهم الخاص (أ ف ب)

في حين كان حزب المحافظين ينهار الأسبوع الماضي، كان كير ستارمر يرحب بالتصفيق له في مؤتمر حزب العمال الموحد ظاهرياً. لكن تحت الطاولة، كانت قصة أكثر إثارة للانقسام والقلق تتكشف من خلال سلسلة من الوثائقيات الصادمة التي بثت على قناة "الجزيرة" الإخبارية وعلى موقع "يوتيوب".

ذلك أن "ملفات حزب العمال" الذي يستند إلى ما يقول المنتجون إنه "أكبر تسريب للوثائق السرية في التاريخ السياسي البريطاني"، تناول بالتفصيل التنمر المروع الممارس على أعضاء في الحزب من قبل البيروقراطية العمالية والتزوير الجاري للعمليات الديمقراطية. وأكثر ما يدعو إلى القلق أن هذه السلسلة كشفت عن وجود تيار من العنصرية المعادية للسود ورهاب الإسلام في الحزب الذي يتزعمه ستارمر، بتشجيع في بعض الأحيان على ما يبدو من كبار المسؤولين الحزبيين.

تبدأ القصة التي يرويها "ملفات حزب العمال" مع مسؤولين كبار في الحزب، غالبيتهم الساحقة من يمين الحزب، أصابهم الهلع من تقلد جناح اليسار القيادة بزعامة جيريمي كوربين إلى حد أنهم استخدموا كل حيلة ممكنة لتقويضه هو وأنصاره. لكن ما كشف عنه ليس صادماً فحسب، يظهر الوثائقي أن المسؤولين المقربين من ستارمر، الذين يحكمون الآن سيطرتهم على الحزب، يملكون الحماسة المهووسة نفسها لمهاجمة أعضاء حزبهم الخاص. والنتيجة؟ رحيل ما يقرب من 100 ألف من الناشطين العماليين الجادين، وانتهاء برنامج السياسات التحويلية المطلوب بشدة لمعالجة التفاوت المستشري والخدمات العامة الفاشلة وأزمة المناخ.

وتفصل حلقات الوثائقي بعداً عنصرياً بغيضاً في هذا المشروع الجاري ينبغي أن يشغل الناس من مختلف ألوان الطيف السياسي. نقرأ رسائل أرسلها عبر "واتساب" مسؤولون كبار كتبوا أن دايان أبوت "تقرفني حرفياً"، ويتكهنون بما إذا كان مرض السكري الذي تعاني منه هو نتيجة لـ"نظام غذائي سيئ". ونسمع أبوت، أول امرأة سوداء تنتخب عضواً في البرلمان على الإطلاق، ترد بأن "حزب العمال ليس مكاناً آمناً للنساء السوداوات"، وتتهم الحزب "بالتواطؤ في هذا النوع من العنصرية".

وتستكشف السلسلة "التسلسل الهرمي للعنصرية" الذي ورد وصفه في تقرير فورد الأخير حول الانشقاقات العمالية، وهو وثيقة دامغة لكنها لم تحصل على تغطية كافية. وتتناول حليمة خان، المسؤولة السابقة عن التحقيقات في وحدة الحوكمة بحزب العمال، كيف أن التقارير عن رهاب الإسلام "تبقى غالباً قابعة في صندوق الشكاوى الواردة"، في حين يطلب منها أن تعمل حتى ساعة متأخرة للتعامل مع الشكاوى في حالات معاداة السامية. وتروي كيف تعرض أعضاء مسلمون في حزب العمال في نيوهام لـ"ملاحقة ترهيبية" من قبل رجل محلي قدم ملفاً يفصل المدارس التي يرتادها أطفالهم والأماكن التي يوقفون فيها سياراتهم. وعلى رغم أن الملف استخدم التنميط العنصري، ومن المحتمل أن يكون مستنداً إلى انتهاك للبيانات، لم يبلغ الحزب السلطات عنه، بل علق بدلاً من ذلك عمل فروعه في نيوهام، ما حرم خمسة آلاف من الأعضاء المسلمين من فرصة التعبير عن أنفسهم في الحزب.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تردد قصص كهذه أصداء التعامل مع أبسانا بيغوم، أول نائبة في المملكة المتحدة ترتدي الحجاب، التي تحدثت عن الحملة المستمرة من الانتهاكات والمضايقات التي واجهتها داخل الحزب، وربطت ذلك صراحة بهويتها كامرأة مسلمة اشتراكية تنتمي إلى الطبقة العاملة. وعادت بيغوم إلى العمل أخيراً بعدما أصدر طبيبها العام في وقت سابق تقريراً يفيد بأنها كانت مريضة، لكن بدلاً من عرض الدعم، اختار حزب العمال مساندة الحملة الداعية إلى إلغاء تصنيفها كنائبة.

ويبرز "ملفات حزب العمال" حالة تلو حالة من تعرض أعضاء محليين إلى التنمر من قبل الحزب الذي كرسوا حياتهم له. وبصفتي عضواً شاباً مشاركاً في الحزب، ليس ذلك بالأمر المستغرب من قبلي. لقد رأيت مباشرة الأثر المحبط الذي تخلفه هذه التكتيكات في الأشخاص الذين ينضمون إلى حزب العمال لشن حملات من أجل التغيير السياسي الجريء.

الأكثر إثارة للشعور بالإحباط أن قيادة الحزب كانت لديها فرصة ذهبية لوضع حد لانتهاكات كهذه مع نشر تقرير فورد في يوليو (تموز). في شكل مفاجئ، كان التقرير الذي كلف بإعداده المحامي مارتن فورد في عهد ستارمر نفسه نقدياً، فقد استنكر "الفشل في وضع أولوية لرد قوي ومناسب" للعنصرية المعادية للسود ورهاب الإسلام. وخلص فورد إلى أن حزب العمال اليوم "ينطوي على مشكلات خطيرة في مجال التمييز"، وألمح ضمناً إلى أن الحزب لم يحاسب مسؤولين كبار، انخرطوا في عهد كوربين في دردشات في مجموعة على "واتساب" كشفت عن "مواقف فئوية وخالية من الإحساس في شكل مستنكر وأحياناً تمييزية"، بما في ذلك "تعبيرات عن الاشمئزاز الشديد" من دايان أبوت اعتمدت على مجازات عنصرية.

ومنذ نشر تقرير فورد، يشعر الأعضاء بعدم الرضا العميق عن رد الفعل. ويشعر كثر منا، ولا سيما الملونون، بالاستبعاد والقلق، إذ يقال لنا إن هذه الروايات باتت من التاريخ، بدلاً من كونها المشكلة المستمرة التي نعرفها. رداً على التقرير قال ستارمر "لم أكن بحاجة إلى التقرير لكي أدرك حاجتنا إلى اتخاذ إجراء، فأنا أتخذ إجراءات بالفعل". وعلى هذا يبقى عديد من توصيات تقرير فورد على الرف، حتى في حين تكشف وثائقيات "الجزيرة" عن المشكلات التي قد تكون متجذرة أعمق بكثير مما يعتقد. وليس من المستغرب أن يصف نواب حزب العمال السود استجابة ستارمر بأنها "نكسة".

من المناسب أن تتجاهل قيادة حزب العمال هذه المسائل. مع معارضة عامة الناس بأغلبية ساحقة لموازنة كوازي كوارتنغ وفشل سياسات ليز تراس الاقتصادية المحابية للأغنياء، يستمتع حزب العمال بتقدمه على حزب المحافظين بواقع 30 نقطة في الاستطلاعات. ما مبرر تخصيص الوقت والموارد لهذه المسائل؟ الإجابة بسيطة، العنصرية والديمقراطية أكثر أهمية من أن نخفيهما ببساطة وراء ستار، يتعين علينا أن نرتب شؤون بيتنا الداخلية.

تتمثل نقطة الانطلاق في أن الأعضاء يستحقون إجابات عما كشف عنه الوثائقي، وحزب العمال لم يقدم حتى الآن أية إجابة. ويجب أن يحاسب المسؤولون عن المخالفات، ويجب أن يواجه أي شخص شارك في الدردشات العنصرية على "واتساب" عواقب. بعد ذلك، لا بد من تنفيذ توصيات تقرير فورد بالكامل. ويجب وقف إساءة استغلال النظام التأديبي في حزب العمال من أجل شن المعارك السياسية ويجب إبطال تعليقات الأعضاء الفئوية وطرد أعضاء، بدءاً بإعادة تكليف جيريمي كوربين بالمسؤولية عن الانضباط الحزبي، واتخاذ الإجراءات اللازمة لدعم أبسانا بيغوم.

وعلى نطاق أوسع، نحن في حاجة إلى إنهاء التسلسل الهرمي للعنصرية الذي عرضه فورد، وهذا أمر لا يمكن تحقيقه إلا من خلال تنفيذ وعد حزب العمال بإنشاء بنى ديمقراطية حزبية تخص السود والآسيويين والإثنيات الأقلوية. وأفضل حصن ضد العنصرية هو التمثيل الديمقراطي للملونين وغيرهم من المجتمعات الصغيرة الأقلوية. وفي ضوء ذلك، ربما نشهد معارضة شديدة من جانب حزب العمال لخطة [حزب المحافظين] الهمجية الهادفة إلى ترحيل اللاجئين إلى رواندا، بدلاً من الدعوات إلى مزيد من عمليات الترحيل.

حزب العمال لم يجب على طلب التعليق.

محمد سهيل هو مسؤول الاتصالات الدولية في القطاع الشبابي لحزب العمال

نُشر في اندبندنت بتاريخ 9 أكتوبر 2022

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من سياسة