Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بعد عملية "شعفاط"... إسرائيل تتأهب أمنيا ضد الفلسطينيين

الأجهزة الأمنية في حال إرباك وحديث عن خطة لمواجهة الأوضاع في الضفة وجنين

فلسطينيون يقفون خلف إطارات محترقة أثناء إلقاء الحجارة على القوات الإسرائيلية خلال اشتباكات بمخيم شعفاط للاجئين في القدس الشرقية (أ ف ب)

أبقت قيادة الجيش الإسرائيلي معظم عناصر وحداتها في الضفة الغربية والقدس على أهبة الاستعداد، ومنعت خروج معظمهم بسبب عيد العرش لدى اليهود الذي بدأ مساء الأحد التاسع من أكتوبر (تشرين الأول)، ويستمر حتى الإثنين المقبل، وذلك في ظل احتدام الأوضاع بالضفة، خصوصاً جنين والقدس.

واعتبرت المؤسسة العسكرية مقتل المجندة عند حاجز شعفاط في منطقة القدس نقلة في نوعية العمليات التي يواجهها الجيش بمختلف مناطق الضفة، التي تعكس نوعاً من الأعمال الفردية التي تبقي الجنود في حال قلق.

واستغل الجيش اليوم الأول من عيد العرش، حيث حالة الهدوء عند الحواجز العسكرية المغلقة، ليقوم بعمليات اقتحام واعتقال بالتعاون مع الشاباك وحرس الحدود في مختلف المناطق، بذريعة مشاركتهم في تخطيط وتنفيذ عمليات ضد أشخاص وأهداف إسرائيلية.

وتزود الجيش بمختلف المعدات الدفاعية عند تنفيذ الاقتحامات أو الاعتقالات، بما في ذلك وسائل تفريق التظاهرات، إذ تعرضت الدوريات التي انتشرت بمختلف أرجاء الأراضي الفلسطينية لإلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة، وتمكن الفلسطينيون من منع وحدات من اقتحام مناطق وأحياء.

غانتس عند حاجز جنين

في زيارة نادرة لوزير أمن في الحكومة الإسرائيلية، كان بيني غانتس وصل إلى حاجز الجملة عند مدخل جنين للاطلاع على التطورات الأمنية، حيث ارتفعت حدة المواجهات بين الشبان الفلسطينيين ووحدات الجيش الإسرائيلي وحرس الحدود.

وأصدر غانتس تعليماته بتعزيز الحراسة في الحواجز وتشديد الفحوص الأمنية، سواء لفلسطينيي الضفة أو فلسطينيي 48، إذ يشكل هذا الحاجز نقطة دخول وخروج لهم من وإلى جنين.

إرباك العمليات المفاجئة

أدت عملية مقتل المجندة عند حاجز شعفاط إلى حال استنفار داخل الأجهزة الأمنية والمؤسسة السياسية، مما استدعى عقد اجتماعات مكثفة للبحث والتشاور في كيفية التعامل مع الوضعية الجديدة التي آلت إليها الأوضاع الأمنية في الضفة.

واعتبرت جهات أمنية عدم نجاح القوات الموجودة عند الحاجز في صد منفذ العملية يشكل نقطة ضعف من شأنها تشجيع الفلسطينيين على تنفيذ عمليات وإظهار ضعف الجيش.

وادعى الجيش والشاباك أن الشاب عدي التميمي (22 سنة) من مخيم شعفاط للاجئين هو من نفذ عملية إطلاق النار وقتل المجندة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وعدم وجود أية خلفية أمنية للتميمي يزيد القلق لدى الأجهزة من انضمام شرائح شبابية مختلفة إلى تنفيذ عمليات ضد إسرائيل من دون انتماء إلى تنظيم فلسطيني معين.

وبحسب ادعاءات الشاباك فقد استقل التميمي مركبة مع أربعة شبان ووصلوا إلى الحاجز، وبشكل مفاجئ خرج التميمي من المركبة وأطلق سبع رصاصات على قوات الجيش الموجودة في المكان مما أدى إلى مقتل المجندة وإصابة آخرين.

ووفق ما تبين فإنه عند لحظة وصول المنفذ إلى حاجز شعفاط، وجدت في الميدان دورتيان تابعتان لقوات "حرس الحدود"، إحداهما انتهى عملها والثانية كانت ستبدأ.

وأفاد تقرير للجيش بأن "عنصر المفاجأة شل أربع دوريات في موقع عسكري في أيام استنفار أمنية وعسكرية واستخباراتية بمنطقة تعتبر الأكثر التهاباً في القدس".

وعند إطلاق الرصاص عاد الأربعة داخل السيارة من حيث قدموا، فيما نجح التميمي في الفرار سيراً على الأقدام، وحتى كتابة هذه السطور لم ينجح الجيش في إلقاء القبض عليه.

لغز العمليات العفوية

خلال الأسبوعين الأخيرين تعرض أكثر من حاجز عسكري لإطلاق رصاص، بما في ذلك حاجز "الجلمة"، كما أن توقعات جهاز الأمن أن السيارة التي كانت تنقل منفذ العملية في شعفاط كانت في طريقها إلى داخل البلدات الإسرائيلية بهدف تنفيذ عملية، خلال عيد العرش، وهو أمر يشكل قلقاً متواصلاً بين الإسرائيليين من انتقال العمليات إلى داخل بلداتهم والمستوطنات.

 وما بين هذا التقدير وعفوية إطلاق النار على الحاجز ومقتل مجندة، تستصعب أجهزة الأمن حل ما سماه بعضهم "لغز الشبكات المسلحة العفوية في الضفة".

وفي تقرير حول الموضوع، جاء أن المشكلة الأساسية في جهاز الأمن ومعه الشرطة والجيش أن جميع هذه الأجهزة تجد صعوبة في تنفيذ القانون والنظام، ودوائر الكراهية والعنف آخذة في الاتساع فقط.

وأشار التقرير إلى أن الجيش ومنطقة لواء الضفة، وعلى مدار فترة طويلة، رأوا بالهدوء الواضح في المنطقة أهمية كبيرة "كمصلحة أمنية واضحة"، وتغيير الواقع الأمني بمثابة فشل ويقف بمثابة التحدي الأهم أمام أجهزة الأمن.

إلى جانب العمليات التي نفذها فلسطينيون كأفراد مسلحين تجد أجهزة الأمن في رفع الأعلام الفلسطينية بمختلف الطرقات والمناطق تحدياً أيضاً لإسرائيل.

وجاء في التقرير "على مدى سنوات طويلة تتصدى إسرائيل بنجاح لمنظمات مؤطرة مثل حماس والجهاد، فالتوغل الاستخباري والقدرات التكنولوجية والأعمال العملياتية في الميدان واعتقالات المطلوبين المتواصلة منذ سنين كل ليلة تؤدي إلى أن يحبط الجيش والشاباك مئات العمليات القاسية كل سنة.

دعاية انتخابية

وكأي ملف سياسي وأمني آخر في إسرائيل، استغل قادة الأحزاب العمليات الفردية الفلسطينية للتحريض على متخذي القرار من خلال الترويج الانتخابي لأحزابهم.

وكان أبرز المهاجمين اليميني المتطرف ايتمار بن غفير، الذي قال إن "تكرار الهجمات ونوعياتها المختلفة يؤكد عدم وجود منقذ للإسرائيليين، وإن الحكومة لا تستخلص العبر وتواصل سياسة الضعف تجاه العدو الذي يفرك يديه بسرور وهو ينظر نحو حكومة ضعيفة معادية للمستوطنات ووجودها".

وأطلق بن غفير دعوة إلى اتخاذ قرار باغتيال قادة جميع التنظيمات الفلسطينية.

زميله الأكثر يمينياً وتطرفاً منه، زعيم حزب "الصهيونية الدينية" بتسلئيل سموطريتش قال "نحن في خضم انتفاضة، وقد رأينا في شعفاط النتائج الرهيبة، فيما يدعي لبيد وغانتس أن الهجمات تتراخى وتضعف، لكن الوقت حان للتصرف بكل الطرق والقوة ضدها".

في مقابل هذه الأصوات هناك من حذر من تداعيات عملية عسكرية، لأن "من يقود الموجة الحالية من الهجمات هم الشباب ونشطاء شبكات التواصل، بالتالي فإن عملية عسكرية واسعة النطاق قد تضيف مزيداً من الشبان إلى قائمة منفذي الهجمات، وتحول سلسلة الأحداث إلى انتفاضة شعبية عارمة".

ونشرت صحيفة "يسرائيل هيوم" تقريراً جاء فيه "هجوم شعفاط كشف عن سلسلة معضلات تواجه المستويين السياسي والأمني، الذين حاولا منع خروج الوضع عن السيطرة، لكن نجاح الهجوم قد يغير الصورة، وبسبب نجاحه فإنه يتوقع حدوث محاولات تقليد، على رغم أننا كنا أمام عملية متوقعة، حذرت خلال الأسبوعين الأخيرين أجهزة الأمن من تنفيذها".

ويبقى القلق الأكبر بعد بث الفيديو لعملية مقتل المجندة الإسرائيلية، حيث العدد الكبير من الجنود وقوات الأمن لم يمنع فلسطينياً من قتل وإصابة جنود عند الحاجز من مسافة قصيرة، من دون أن تصدر عن الجنود أية محاولة لمنعه، ولم يرد أي منهم بإطلاق النار، مما يظهر ضعفاً كبيراً لدى الجيش"، وفق مسؤول أمني اعتبر مشاهد الفيديو ونجاح منفذ العملية في مقابل ما سماه "جبن" الجنود تشجيعاً لمزيد من العمليات.

المزيد من متابعات