Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل تجعل الجزائر المصالحة الفلسطينية "اسما على مسمى"؟

حوار وطني موسع من دون آمال بإنهاء الانقسام وروح التشاؤم تغلب جميع الأطراف

الرئيس الفلسطيني يلتقي نظيره عبد المجيد تبون في الجزائر ديسمبر 2021 (وكالة وفا)

بعد نحو 10 أشهر على إعلان الجزائر استضافتها لقاء وطنياً فلسطينياً موسعاً لاستعادة الوحدة الوطنية يجتمع ممثلو 14 فصيلاً يومي الثلاثاء والأربعاء المقبلين في محاولة جديدة لإنهاء الانقسام بين حركتي "فتح" و"حماس" المستمر منذ 15 عاماً.

وبقي الانقسام بين الحركتين على حاله منذ سيطرة "حماس" على قطاع غزة عام 2007، على رغم عشرات جولات الحوار واتفاقات عدة بدءاً من اتفاق مكة 2007 وحتى تفاهمات إسطنبول 2020 وما بينهما اتفاق القاهرة والدوحة والشاطئ والقارة مجدداً.

ومع استعداد بلاده لاستضافة القمة العربية مطلع شهر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل دعا الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون أواخر العام الماضي إلى مؤتمر جامع للفصائل الفلسطينية، وخلال العام الحالي شهدت العاصمة الجزائرية عشرات الحوارات الثنائية بين مسؤولين في الخارجية الجزائرية وممثلين عن الفصائل الفلسطينية، كان آخرها الشهر الماضي خلال زيارة وفدين من حركتي "فتح" و"حماس" إلى الجزائر حيث ناقشا مع المسؤولين هناك الورقة التي تعتزم الجزائر طرحها خلال  المؤتمر الوطني الموسع لتحقيق الوحدة الوطنية.

وقالت مصادر فلسطينية لـ"اندبندنت عربية" إن الحركتين طلبتا إدخال تعديلات على الورقة مشيرة إلى أن بعض التعديلات ربما "تنسف الحوار الوطني والجهود الجزائرية لإنهاء الانقسام".

وبينما تصر حركة "فتح" على تشكيل حكومة وحدة وطنية تلتزم الاعتراف بإسرائيل قبل إجراء الانتخابات وتشكيل مجلس وطني جديد، تطالب "حماس" بإصلاح منظمة التحرير الفلسطينية والتنصل من التنسيق الأمني مع تل أبيب.

توحيد النظام السياسي

عضو اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية والمركزية لـ"فتح" عزام الأحمد الذي يقود وفد الحركة إلى الجزائر قال إن إنهاء الانقسام يبدأ "بتوحيد النظام السياسي الفلسطيني ووجود سلطة واحدة وقانون موحد في قطاع غزة والضفة الغربية"، مضيفاً لـ"اندبندنت عربية" وهو في طريقه إلى الجزائر أن "انضمام حركتي الجهاد الإسلامي وحماس إلى منظمة التحرير يصبح تلقائياً بعد إنهاء الانقسام"، رافضاً فكرة إصلاح منظمة التحرير التي تطالب بها "حماس"، وأوضح أن المؤتمر الوطني في الجزائر سيناقش فقط الورقة الجزائرية مشيراً إلى أن "الدولة المستضيفة سترفض طرح أي أفكار من خارجها".

مواجهة إسرائيل

ويقود رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية وفد الحركة إلى الجزائر.

وقال عضو الوفد عن "حماس" صلاح البردويل إن الورقة الجزائرية تشكل "أرضية تتضمن القواسم المشتركة لاستئناف حوار من شأنه أن يقود إلى بيان ختامي يدعم خيار الوحدة وإنهاء الانقسام"، وأضاف أن الحركة تريد من حوارات الجزائر "مصالحة حقيقية تقوم على إصلاح منظمة التحرير بما يضمن مشاركة الكل الفلسطيني وبرنامج وطني مشترك لمواجهة الاحتلال وأن تغادر السلطة مربع التنسيق الأمني وتدخل مع شعبها في مواجهة إسرائيل".

عدم الجاهزية

بدوره عبر عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أحمد مجدلاني عن تشاؤمه من فرص نجاح حوارات الجزائر متهماً حركة "حماس" بعدم الجاهزية لتحقيق المصالحة الوطنية ومشيراً إلى أن "إعلان الجزائر سيتضمن بنوداً عامة غير قابلة للتطبيق"، وقال لـ"اندبندنت عربية" إن حركة "حماس" ترفض تشكيل حكومة وحدة وطنية لإدارة الضفة الغربية وقطاع غزة وتسعى إلى إبقاء سيطرتها على القطاع مع دخول منظمة التحرير.

وأضاف أن "حماس" تطالب "بمنظمة التحرير أولاً من دون إنهاء الانقسام وبأن يبقى الوضع على ما هو عليه"، مشيراً إلى أن حركة "الجهاد الإسلامي" والجبهة الشعبية والجبهة الشعبية القيادة العامة تؤيد "حماس" في ذلك.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

نسف الورقة الجزائرية

بينما كشف رئيس الملتقى "الوطني الديمقراطي" ناصر القدوة عن طلب حركة "فتح" إدخال بنود تنسف الورقة الجزائرية مشيراً إلى أنه "مقتنع بأن حوارات الجزائر لن تؤدي إلى أي تحرك جدي لإنهاء الانقسام"، وأضاف لـ"اندبندنت عربية" أن حركة "فتح" طلبت إضافة فقرة تؤكد التزام حكومة الوحدة الوطنية بالشرعية الدولية وإزالة جملة "ستة أشهر من البند الذي يدعو إلى إجراء انتخابات".

وأوضح أنه لم يقابل أي شخص من الفصائل الفلسطينية يتوقع نتائج إيجابية من تلك الحوارات، لكنه أشار إلى أن لا أحد يريد أن "يظهر أنه يخرب الجهد الجزائري".

مبادرة لجسر الهوة

في السياق ذاته كشف الأمين العام لـ"المبادرة الوطنية الفلسطينية" مصطفى البرغوثي عن مبادرة سيطرحها على حركتي "فتح" و"حماس" خلال حوارات الجزائر "لجسر الهوة بينهما تنص على تشكيل حكومة وحدة وطنية ودخول حماس والجهاد الإسلامي إلى منظمة التحرير بشكل متواز مع تشكيل الحكومة"، ونفى وجود اختلافات في البرنامج السياسي بين الحركتين مشيراً إلى أن اجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية عام 2020 توصل إلى إجماع وطني حول البرنامج السياسي.

وشدد على أن نجاح المؤتمر الوطني في الجزائر يعتمد على "موقفي حماس وفتح بقدرتهما على الارتقاء إلى مستوى الوحدة الوطنية الذي يسطره المناضلون على الأرض".

وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس أعلن أن حركة "فتح" ترغب في "التجاوب مع الجهود العربية لتحقيق المصالحة الفلسطينية"، مشدداً على أن ذلك يأتي "لتحقيق المصالحة الفلسطينية المستندة إلى قرارات الشرعية الدولية والإقرار بأن منظمة التحرير هي الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا الفلسطيني".

في المقابل شدد هنية "على ضرورة إنجاح المبادرة الجزائرية للمصالحة وأهمية استعادة وحدة الشعب الفلسطيني في ظل الظروف الخطرة التي تشهدها القدس والمسجد الأقصى والضفة الغربية ارتباطاً بكل مكونات وأبعاد القضية الوطنية".

هل تنجح الجزائر؟

تعليقاً على جهود المصالحة اعتبر رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة "الخليل" بلال الشوبكي أن الجزائر "لن تنجح في ما فشلت فيه دول تحظى بالتأثير السياسي، واصفاً الجولة الحالية من الحوار بـ"المجاملة للجزائر والعلاقات العامة"، وأضاف أن فقدان الثقة بين "حماس" و"فتح"، "يحول دون تسليم حماس السيطرة على قطاع غزة إلى السلطة الفلسطينية في ظل الخلاف حول مرجعية الحكومة المقبلة".

المزيد من تقارير