Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

وول ستريت تخفض توقعات أرباح الشركات الأميركية للربع الثالث

مخاوف زيادة معدل الفائدة والإشارات المبكرة للتدهور في الاقتصاد جعلت المستثمرين أكثر حذراً في شأن آفاق المؤسسات المدرجة

تسلط التوقعات القاتمة الضوء على المخاوف في شأن زيادة معدل الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي (أ ف ب)

خفضت بنوك "وول ستريت" توقعاتها لأرباح الربع الثالث للشركات الأميركية الكبرى بمقدار 34 مليار دولار على مدى الأشهر الثلاثة الماضية، مع توقع مراقبين أكبر ارتفاع في الأرباح منذ أزمة "كوفيد". 

ويتوقع باحثون أن تسجل الشركات المدرجة في مؤشر "أس أند بي 500" نمواً في أرباح الأسهم بنسبة 2.6 في المئة في الربع من يوليو (تموز) إلى سبتمبر (أيلول) الماضي، مقارنة بالفترة ذاتها من العام السابق، وفقاً لبيانات "فاكتسيت" (FactSet). وانخفض هذا الرقم من 9.8 في المئة في بداية يوليو الماضي، وإذا  كان دقيقاً فسيكون أضعف ربع منذ الفترة من يوليو إلى سبتمبر من عام 2020، عندما كان الاقتصاد لا يزال يعاني الإغلاق بسبب فيروس كورونا. 

وتسلط التوقعات القاتمة الضوء على المخاوف في شأن زيادة معدل الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي والإشارات المبكرة للتدهور في الاقتصاد الأميركي وكيف جعلت المستثمرين أكثر حذراً في شأن آفاق الشركات المدرجة. وانخفض مؤشر "أس أند بي 500" في "وول ستريت" بالفعل بنحو الخمس هذا العام مع تكيف مديري الصناديق مع هذا الواقع، لكن عديداً من المحللين يخشون من أن توقعات الأرباح الحالية لا تزال مفرطة في التفاؤل. 

"هناك بعض الإيجابيات في هذا المزيج"، كما قال كريس شيبلي، كبير محللي الاستثمار لأميركا الشمالية في "نورثرن تراست أسيت مانجمنت" لـ"فايننشال تايمز"، "لكن هناك حافزاً ضئيلاً للشركات لرسم نظرة متفائلة بشكل خاص عندما يتجاهل السوق ذلك على أي حال". 
ويقبع الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) في خضم دورة زيادات أسعار الفائدة الأكثر عدوانية منذ الثمانينيات، وقد أوضح رئيسه جيروم باول أنه على استعداد لتحمل التسبب في ألم اقتصادي لخفض التضخم، في حين أدت زيادة أسعار الفائدة إلى ارتفاع تكاليف الاقتراض بالنسبة للمستهلكين والشركات، مما أثر بشدة على أسعار الأصول ومن المتوقع أن يقلل الطلب في أكبر اقتصاد في العالم. 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

موسم تقارير الأرباح 

وعندما يبدأ موسم تقارير الأرباح الأسبوع المقبل، سيراقب المستثمرون عن كثب بحثاً عن دليل على تأثير التضخم على التكاليف وطلب المستهلكين، وكيف تتغير خطط التوظيف، وما هي الشركات التي قامت بعمل أفضل في توقع الشهية لتجنب ترك المستودعات ممتلئة بالأثاث أو الملابس غير المبيعة. 

وستضيف القوة الأخيرة للدولار نقطة ضغط إضافية لعديد من الشركات، حيث يتم تحقيق نحو ثلث عائدات "أس أند بي 500 " في الخارج. 

إذا كانت أرباح "ستاندرد أند بورز 500" تلبي التوقعات وارتفعت بنسبة 2.6 في المئة، فإنها ستظل تمثل انخفاضاً في شروط التضخم المعدلة، مع ارتفاع معدل التضخم السنوي في الولايات المتحدة إلى أكثر من ثمانية في المئة. حتى إن تلك النتائج حققت الرضا بسبب الأداء المتفوق لقطاع واحد وهو الطاقة، الذي استفاد من ارتفاع أسعار السلع الأساسية. وباستثناء الطاقة، يتوقع المحللون انخفاضاً في الأرباح بنسبة 3.8 في المئة. 

ومع ذلك، كانت تقديرات العام المقبل أكثر مرونة حتى الآن، حيث يشير الإجماع إلى نمو بنسبة 6.5 في المئة في الربع الأول و5.5 في المئة في الربع الثاني. 

وهناك بعض الأسباب للتفاؤل، حيث كانت بيانات الإنفاق على البيع بالتجزئة مرنة نسبياً، فيما سيوفر الانخفاض الأخير في أسعار البنزين دفعة إضافية للمستهلكين.

تضرر قدرة الشركات على التنبؤ 

وكانت التحذيرات الأخيرة البارزة من شركات مثل" فيديكس" قد جلبت انتباهاً كبيراً، لكن العدد الإجمالي لتحديثات التداول السلبية على مدار الأشهر الثلاثة الماضية كان في الواقع أقل مما كان عليه في الربعين السابقين، في حين أن عدد التحديثات الإيجابية كان أعلى من متوسط ​​السنوات الخمس.

ومع ذلك، جادل الاستراتيجيون في "مورغان ستانلي" بأن "قدرة الشركات على التنبؤ بالطلب قد تضررت منذ بداية جائحة فيروس كورونا".
أما من منظور سوق الأسهم، فهناك خلاف حول ما إذا كانت الأسهم قد انخفضت بدرجة كافية لتعكس البيئة غير المؤكدة. وكان اتجاه "مورغان ستانلي" هبوطياً بشكل خاص هذا العام، حيث جادل الشهر الماضي بأنه "لا يزال هناك طريق طويل لنقطعه قبل أن يتم تسعير الواقع إلى حد ما". 

ومع ذلك، قال دينيس تشيشولم مدير الاستراتيجية الكمية في شركة الخدمات المالية "فيديليتي"، إنه على الرغم من حقيقة أن "تقديرات العام المقبل ليست منطقية بعد"، فقد انخفضت بالفعل الأسهم في بعض القطاعات الحساسة اقتصادياً مثل السلع الاستهلاكية". وأضاف تشيشولم "هناك اعتقاد شائع أنه إذا كانت الأرباح ضعيفة، فإن الأسهم الدفاعية فقط هي التي ستتفوق في الأداء، ولكن في بعض الأحيان تقوم القطاعات الحساسة اقتصادياً بتسعيرها بشكل أسرع. وبحلول الوقت الذي تنخفض فيه الأرباح، تكون الأسهم في بعض الأحيان قد وصلت بالفعل إلى القاع".

ومع انخفاض متوسط ​​تقييمات الشركات في "أس أند بي 500" من 21 ضعفاً للأرباح المتوقعة خلال العام المقبل في نهاية عام 2021 إلى 16 ضعفاً، قال العديد من المستثمرين والمحللين إن الأسابيع القليلة المقبلة قد توفر فرصة للشركات التي تقوم بعمل أفضل في التنقل، وبخاصة في البيئة الصعبة لتمييز أنفسهم عن المنافسين ذوي الأداء الضعيف بعد البيع العشوائي. 

كما تم تسليط الضوء على احتمال حدوث ارتفاعات حادة خلال السوق الهابطة هذا الأسبوع، حيث تمتع مؤشر "أس أند بي 500" بأكبر ارتفاع له في يومين خلال أكثر من عامين، لكن قليلين يتوقعون أن تكون الأرباح القوية كافية لرفع السوق الأوسع لفترة مستدامة ما لم يغير بنك الاحتياطي الفيدرالي نهجه. 

وقال تشارلز ليمونيدس، كبير مسؤولي الاستثمار في "فاليووركس"، وهو صندوق تحوط مقره نيويورك، "يتم تسعير كثير من الأوراق المالية بشكل جذاب". وأضاف "أعتقد أنه سيكون هناك تمايز بين الرابحين والخاسرين، لكن عندما تنظر إلى السوق ككل، فإن الاحتياطي الفيدرالي لا يزال هو الأفضل وينهي كل شيء".