Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

5 رسامين مصريين يجسدون أحوال الهجرة والتغير المناخي

حوار بصري بين تجارب متعددة تبحث عن أجوبة بالشكل واللون

لوحة في المعرض للرسام نبيل بطرس (خدمة المعرض)

في عمله المعروض تحت عنوان "رشيد" يسلط الفنان المصري أسامة داوود الضوء على تأثير التغير المناخي في حياة الأفراد وعلاقته بالهجرة والنزوح والاغتراب والبطالة، عبر مجموعة من الصور الفوتوغرافية يستعرض الفنان جانباً من حياة عدد من سكان مدينة رشيد المصرية الواقعة على ساحل البحر الأبيض المتوسط، ما يجمع بين هؤلاء الأفراد هو تجربة السفر والهجرة بطرق غير شرعية، وكلها تجارب باءت بالفشل تاركة أثرها في حياة أصحابها وملامح وجوههم المرهقة. تلخص الصور الفردية لهؤلاء الشباب معاناتهم المستمرة بعد أن خسروا مدخراتهم في رحلة بحث عن حياة أفضل على الجانب الآخر من المتوسط. لا يجد هؤلاء الشباب اليوم كما يقول الفنان أسامة داوود غير الجلوس على المقهى واجترار هذه التجربة المريرة مع الهجرة.

يجمع العمل الذي يعرضه الفنان أسامة داوود على نحو مباشر بين الهجرة والتغير المناخي، فأصحاب هذه الصور التي يعرضها الفنان يتشاركون سردية واحدة حول أسباب لجوئهم للهجرة. في هذه المدينة الساحلية التي تعتمد على الصيد والزراعة تتضاءل فرص العمل بشكل متسارع مع ازدياد تآكل السواحل. تزداد وتيرة هذا التآكل مع الوقت نظراً إلى انخفاض الرواسب النيلية وارتفاع مستوى سطح البحر وغيرها من الظواهر البيئية المرتبطة بأزمة التغير المناخي. غالباً ما يلجأ هؤلاء الشباب إلى محاولة الهجرة إلى أوروبا عن طريق السواحل الليبية، ولكن يمنى عديد منهم بالفشل ويعودون من حيث أتوا.

بين القاهرة وبرلين

يشارك داوود بهذه الحكايات المصورة ضمن معرض جماعي في مدينة كايزرسلاوترن الألمانية. يضم المعرض أربعة فنانين آخرين خلافاً لداوود وهم نبيل بطرس وأحمد كامل وعز منعم إضافة إلى منسق العرض الفنان حمدي رضا. يقام المعرض تحت عنوان "المتاخم البعيد" ويستمر حتى العاشر من أكتوبر (تشرين الأول) كأحد أنشطة الدورة الأولى لمهرجان الصورة الذي تنظمه المدينة والذي وضع فكرته الفنان حمدي رضا، وهو فنان مصري يعيش ويعمل بين القاهرة وبرلين. يوضح رضا في تقديمه للعرض أن دافعه لجمع هذه التجارب في مكان واحد هو تلك التساؤلات التي طالما راودته حول الهجرة والاندماج والثقافة والهوية، وهي نوعية من الأسئلة لا يجد لها إجابة محددة كما يقول. فلكونه يعيش في مجتمع مختلف وثقافة مغايرة عن ثقافته كان عليه أن يحاول العثور على فنانين وأصدقاء آخرين يعيشون في وضع مماثل حتى يتمكن من مشاركة أفكاره معهم. يقول رضا "إن المعرض هو مجرد وسيلة لبدء حوار بصري بين مجموعة الفنانين المهاجرين حول مفاهيمنا وأفكارنا وأوهامنا المتعلقة بالاختلاف والهجرة والاندماج الثقافي".

من الهجرة والنزوح إلى الفروق بين الثقافات في عمل الفنان نبيل بطرس المعروض تحت عنوان "كائن غامض". في هذا العمل يذهب بطرس إلى أن هذه الاختلافات الثقافية قد تنشأ في أحيان كثيرة داخل المجتمع الواحد. يسلط الفنان هنا في بحثه البصري على فكرة الاختلاف بين الرجل والمرأة ونظرة الناس المتباينة لدوريهما داخل المجتمع. يستعيد الفنان هنا كما يقول هذه التساؤلات البريئة التي كانت تراوده وهو صغير حول اختلاف الملابس التي يرتديها كل من الرجل والمرأة، وكيف قوبلت تساؤلاته تلك بإجابات مختلفة في حينها تعكس تباين التفكير والرؤية بين شرائح المجتمع الواحد حول الحدود المجتمعية المرسومة لأدوار الرجل والمرأة. يعرض نبيل بطرس مجموعة من الصور الفوتوغرافية لرجال يتخذون أوضاعاً استعراضية تشبه عارضي الأزياء. في هذه الصور يستعير هؤلاء العارضون غطاء الرأس كعنصر جمالي، وكوسيلة لطرح هذه التساؤلات التي طالما شغلت الفنان وهو صغير والمتعلقة بالتعامل مع الملابس كإطار محدد للهوية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وحول إشكالية التنميط الثقافي التي يواجهها المهاجرون في بلدان المهجر يعرض الفنان حمدي رضا مجموعة أعماله المشاركة في هذا المعرض تحت عنوان "الجمل" وهي نماذج منتقاة من معرضه الأخير تحت العنوان نفسه. يثير الفنان هنا تساؤلات حول طبيعة هذا التنميط وأسبابه من طريق تسليط الضوء على عدد من الرموز والعناصر التي يتم التعامل معها كإشارات دالة على ثقافة بعينها. بصفته مهاجراً إلى ألمانيا يتأمل رضا محاولاته للانخراط في المجتمع الألماني، محاولاً البحث عن نقاط التلاقي والخلاف ومتأملاً أسبابهما.

في المقابل يلتقط الفنان أحمد كامل ملامح الاغتراب من داخل مجتمعه عبر تسليطه الضوء على المدن الجديدة التي يتم إنشاؤها على أطراف العاصمة المصرية. يلتقط كامل صوراً للبنايات المهجورة والشوارع الخالية من المارة في أجواء ليلية تكسر ظلمتها أضواء النيون المتناثرة. وفي عمله التجهيزي يوظف الفنان عز منعم اسم (محمد) في صياغات بصرية وصوتية كوسيلة للفت الانتباه إلى التعامل النمطي مع الاسم كهوية، كما يلفت الانتباه كذلك إلى ما يحمله ذلك الاسم من دلالات وردود فعل متباينة في كثير من الأحيان داخل المجتمعات الغربية. يعتمد الفنان في عمله على مقاطع صوتية مأخوذة من عشرات الأفلام السينمائية المصرية مع التركيز على طريقة نطق الاسم وسياقه عبر وسائط بصرية وصوتية.

اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة