Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ضاقت غزة على أهاليها فسكنوا المقابر

القطاع بحاجة إلى 14 ألف وحدة سكنية سنوياً

تعيش نحو 45 أسرة داخل مقبرة واحدة في غزة (اندبندنت عربية - مريم أبو دقة)

ضمن حدود المقبرة الأقدم في مدينة غزة تعيش أسر عدة في مساكن من الصفيح، بعدما لم تجد مأوى لها بسبب الاكتظاظ السكاني في القطاع وعجز الجهات الحكومية عن توفير منازل جديدة.

ويعد قطاع غزة الأعلى كثافة سكانية في العالم، إذ يعيش على مساحة 365 كيلومتراً نحو 2.3 مليون نسمة، موزعين على 44 تجمعاً سكنياً بمعدل كثافة تقدر بـ 26 ألف فرد لكل كيلومتر مربع في المدن و55 ألف نسمة لكل كيلومتر مربع في المخيمات.

الحياة داخل المقبرة

وقد اضطر خميس كحيل إلى تشييد بيته فوق ثلاثة قبور ولا تتوافر فيه شبكة مياه ولا صرف صحي ولا كهرباء، وبينما الحمام عبارة عن زقاق صغير متعفن تستخدم الأسرة قبرين لوضع أدوات المطبخ.

 

 

يقول خميس "بعدما ضاقت السبل من توفير الجهات الرسمية منزلاً لنا، كانت المدافن خيارنا الوحيد والعيش في المقبرة ليس سهلاً، هنا كل شيء يذكرنا بالموت، في الصباح ما إن نفتح عيوننا نرى الأضرحة، وفي المساء نغلقها عليها. وربما يراها أولادي وهم نائمون".

تلك الحياة البدائية التي تعيشها أسرة خميس يشاركها فيها أكثر من 45 عائلة بينها 10 عائلات تعيش ضمن حدود المقبرة والبقية عند سورها، وهذا يعكس مدى الحاجة المتزايدة لسكان غزة إلى المباني السكنية، وكذلك يظهر الضغط الهائل على الأرض صغيرة المساحة.

11 ألف نسمة لكل كيلومتر مربع

ويتوقع باحثون في الديموغرافيا أن يرتفع عدد سكان غزة في غضون 15 عاماً إلى 4.8 مليون نسمة، مما يعني أن القطاع يواجه أزمة كارثية من حيث الكثافة السكانية.

يقول المتخصص في التخطيط العمراني والإقليمي في الجامعة الإسلامية بغزة رائد صالحة إن لجوء الأسر إلى السكن في المقابر دليل واضح على عدم توافر أراض في القطاع، وبحسب التقديرات فإن الحلول عبر البناء الطولي ربما لا تنجح في القطاع لعدم توافر أراض كافية لاستيعاب الزيادة السكانية غير المنتظمة"، ويضيف "عدد السكان في زيادة مطردة وستصل الكثافة بعد 15 عاماً إلى 11500 نسمة في الكيلومتر مربع، ويحتاج القطاع إلى نحو نصف مليون وحدة سكنية بمستويات مختلفة لتغطي حاجات السكان ذوي الدخل المحدود والأزواج الشابة، وهذا الأمر مستحيل تحقيقه".

المساحات الفارغة المتبقية في غزة

ويشير صالحة إلى أن المساحة الصغيرة المتبقية في غزة تقدر بحوالى 50 كيلومتراً مربعاً جزء منها لا يصلح للاستخدام لأنه يقع ضمن المناطق الحدودية التي يمنع فيها البناء، ويلفت إلى أنه "في ضوء هذه المعطيات ستظهر لدينا مشكلات بيئية كبيرة، إضافة إلى مشكلات في الغذاء وكل ذلك سيؤثر في جودة الحياة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبحسب وزارة الأشغال العامة والإسكان ووزارة الزراعة فإن نسبة الأراضي العمرانية في غزة المتوافرة حالياً تشكل 0.6 في المئة من إجمالي مساحة القطاع، وتقدر بحوالى 50 كيلومتراً مربعاً، فيما تقلصت مساحة الأراضي الزراعية بنسبة 33 في المئة وبات هناك 170 ألف دونم فقط بسبب التزاحم السكاني.

14 ألف وحدة سكنية سنوياً

يقول وكيل وزارة الإسكان ناجي سرحان إن في غزة تنافساً شديداً على العقارات ولجوء عدد من السكان للعيش في المقابر بسبب عدم توافر المساكن بات حقيقة لا مفر منها، ويضيف "غزة تحتاج سنوياً إلى أكثر من 14 ألف وحدة سكنية جديدة، لكن تنفيذ ذلك مستحيل، خصوصاً في ظل نقص التمويل والأزمة الاقتصادية الكبيرة التي يعيشها القطاع سواء على مستوى السكان أو الحكومة".

ويذكر سرحان أن إسرائيل خلقت أزمة في السكن عن طريق تدمير الوحدات السكنية والمباني متعددة الطبقات، ونتيجة ذلك هناك في غزة أكثر من ألفي أسرة بلا مأوى، وهناك 120 ألف وحدة سكنية مدمرة لا يتوافر لها تمويل لإعادة بنائها.

ويوضح أن اللجوء إلى تحويل المناطق الزراعية إلى مناطق عمرانية كحل لأزمة السكن يعد خطراً لأن السلة الغذائية في غزة هي الضامن الوحيد لبقاء السكان وتهديد هذه الأراضي يضعنا أمام معضلة كبيرة.

ويشكل السكان الذين لجأوا إلى المقابر لتشييد منازل لهم خطراً على توفير مساحة للموتى، يقول المدير العام للأملاك في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية مازن النجار "خلال خمسة أعوام لن تكون هناك قطعة أرض يدفن فيها الموتى بسبب التضخم السكاني الكبير، كل سنة تزداد الحاجة إلى الإنشاءات ونحتاج إلى قبور ومقابر".

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي