Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الجنيه مقابل الدولار: ما هي أسباب ضعف الاسترليني الكبير؟

العملة البريطانية هبطت إلى أدنى مستوى أمام الدولار منذ عام 1971 بعد إصدار كوازي كوارتنغ موازنته المصغرة

وزير المالية كشف عن موازنته المصغرة الجمعة الـ 23 من سبتمبر (عبر رويترز)

هبط الجنيه الاسترليني إلى أدنى مستوى له أمام الدولار منذ عام 1971 بعدما أعلن وزير المالية كوازي كوارتنغ مجموعة من التخفيضات الضريبية، وعند أدنى سعر له سجل الاسترليني 1.0327 دولار مع افتتاح التداول بخسارة بلغت نسبتها 4.9 في المئة، لكنه ارتفع منذئذ إلى نحو 1.14 دولار.

لكن ماذا يعني تراجع قيمة الجنيه للاقتصاد؟ يمكن قراءة التفاصيل الكاملة أدناه

لماذا انخفض الجنيه إلى مستوى قياسي متدن؟

نظرت الأسواق المالية فعلياً في الخطة الاقتصادية الجديدة التي وضعها وزير المالية وقررت أنها لا تعجبها، وعمد تجار العملات الدولية إلى بيع الاسترليني لمصلحة الدولار الأميركي الأكثر متانة تقليدياً، ذلك أن التجار خلال أوقات الاضطراب الاقتصادي يشترون عادة الدولار بفضل قوته.

ويشار إلى أن انخفاض صباح الإثنين في الـ 25 من سبتمبر (أيلول) حصل في الأسواق الآسيوية التي لم تفتح أبوابها للتداول خلال عطلة نهاية الأسبوع، وكان ذلك أول رد فعل على إعلان السيد كوارتنغ تخفيضات ضريبية بقيمة 45 مليار جنيه (51 مليار دولار)، أعلنها في الموازنة المصغرة الطارئة الجمعة 23 سبتمبر.

كذلك شكل الهبوط رد فعل على تعليقات أدلى بها السيد كوارتنغ لبرنامج "السياسة الأحد" خلال عطلة نهاية الأسبوع، فقد أكد وزير المالية أنه سينظر في خفض أكبر للضرائب، مشيراً إلى أن ما أعلنه الجمعة كان مجرد البداية، وقال "لقد تولينا السلطة قبل 19 يوماً فقط. أريد أن أرى على مدى السنة المقبلة أن الناس احتفظوا بمزيد من مداخيلهم [تمكنوا من الادخار]، لأنني أعتقد بأن البريطانيين هم من سيوجهون هذا الاقتصاد ويحركون عجلته".

لماذا يشعر التجار بالقلق؟

قالت جاين فولي من "رابوبنك" Rabobank إن تجار العملة قلقون من أن التخفيضات الضريبية التي أعلنها السيد كوارتنغ غير ممولة بالكامل [لا يتوفر في الموازنة ما يعوضها من أموال]، مضيفة "سيسفر ذلك عن قدر كبير من الديون، في حين من المقرر أن يبيع بنك إنجلترا بعض سنداته من ديون حكومة المملكة المتحدة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وحذر خبراء اقتصاديون مثل العضو السابق في لجنة السياسة النقدية في بنك إنجلترا آدم بوزن، من أن تدخلاً أكبر من قبل بنك إنجلترا قد يكون مطلوباً الآن، الأمر الذي فرض مزيداً من الضغوط على الجنيه.

وقال كريس ويستون، رئيس البحوث في "بيبرستون" Pepperstone للوساطة في تداول العملات: "لقد تعرض الاسترليني إلى ضربات قوية للغاية، ويتطلع المستثمرون إلى رد من بنك إنجلترا. ويقولون إن هذا الوضع ليس مستداماً".

ولفت نعيم أسلم، كبير محللي الأسواق في "أفاترايد" Avatrade إلى أن مزيداً من الهبوط للجنيه يعني "أن التجار بدأوا التعاملات الإثنين تماماً، حيث توقفت الجمعة".

وأضاف، "يبدو الاسترليني وكأنه عملة من عملات الأسواق الناشئة، لا سيما عندما ينظر المرء إلى سعر العملة البريطانية قبل بضعة أشهر ويقارنه بما هو عليه الآن".

ماذا يحدث عندما يهبط الجنيه أمام الدولار؟

سيرفع الجنيه الهابط أسعار البضائع المستوردة مثل الطاقة والأغذية والملابس، وهذا من شأنه أن يفاقم أزمة كلف المعيشة ويزيد معدل التضخم.

ورجح صموئيل تومبس، الخبير في مؤسسة "اقتصاديات بانثيون" Pantheon Economics، أن يزيد معدل التضخم بحوالى 0.5 نقطة مئوية عام 2024 بسبب الانخفاضات الأخيرة التي طرأت على الجنيه.

وقال بول داليس من "كابيتال إيكونوميكس" Capital Economics إن بنك إنجلترا يجب أن يتدخل ويطبق رفعاً لمعدلات الفائدة "كبيراً وفورياً" بما لا يقل عن 100 نقطة أساس إلى 3.25 في المئة لمنع الجنيه من تكبد مزيد من الهبوط.

كيف سيؤثر ذلك في إنفاق الأسر؟

تندرج فواتير الطاقة من بين الفواتير التي من المرجح أن تزيد مع هبوط الجنيه، ذلك أن سعر الغاز كله الذي تستخدمه المملكة المتحدة يستند إلى الدولار، حتى في حال الغاز المنتج في المملكة المتحدة، وعلى نحو مماثل يعني استناد أسعار النفط إلى الدولار أن البنزين قد يكون أكثر كلفة لسائقي السيارات في المملكة المتحدة مع ارتفاع كلف استيراده من قبل شركات الوقود.

وسيعني ارتفاع معدل التضخم أيضاً ازدياد كلفة التسوق الأسبوعي، وسيكون الحصول على رهن عقاري أكثر كلفة أيضاً.

ما هي تداعيات الأمر بالنسبة إلى العطل؟

يكتب سيمون كالدر، مراسل شؤون السفر لدى "اندبندنت" قائلاً إن تراجع الاسترليني منذ أصدر وزير المالية الموازنة المصغرة الجمعة 23 سبتمبر، يفرض بالفعل ضغطاً كبيراً على المسافرين.

لقد بات الجنيه يساوي مبلغاً أقل باليورو أو الدولار في المكاتب الدولية العاملة في تبادل العملات، وهذا يعني أن المضي في عطلة خارج البلاد بات الآن يكلف أكثر من ذي قبل، فقبل الساعة 8:00 من صباح الإثنين كان مكتب "مجموعة الصرافة" الواقع في محطة لندن سانت بانكراس إنترناشيونال St Pancras International للقطارات، يبيع كل 100 يورو مقابل 108.84 جنيه، مقيماً سعر الجنيه بأقل من 0.92 يورو.

والمحطة مركز لقطارات "يوروستار" التي تتوجه إلى باريس وليل وبروكسل وأمستردام.

ما هي تداعيات الأمر بالنسبة إلى الاقتراض الحكومي البريطاني؟

أدى هبوط الجنيه إلى ارتفاع كلف اقتراض حكومة المملكة المتحدة إلى حد كبير، في وقت تسعى فيه إلى تمويل سياساتها بالاستدانة، وارتفع العائد أو معدل الفائدة على السندات البريطانية التي تستحق بعد سنتين وخمس سنوات و10 سنوات في شكل كبير الإثنين، وفق "غارديان".

وتقيس العوائد معدل الفائدة على السندات، لذلك حين تقفز العوائد تصبح كلفة الاقتراض أكبر بكثير.

وارتفع العائد على السندات التي تستحق بعد سنتين بمقدار 0.37 نقطة مئوية في بداية التداول ليصل إلى 4.365 في المئة، وهو أعلى مستوى منذ سبتمبر 2008.

 نشر في اندبندنت بتاريخ 5 أكتوبر 2022

© The Independent

اقرأ المزيد