Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

رحيل شوقي متى المخرج والممثل الذي حلم بسينما شعبية

انطلق في مصر في فيلم مع نور الشريف حاز عليه جائزة ثم عاد إلى وطنه ومات محتاجاً

المخرج والممثل شوقي متى (صفحة الممثل - فيسبوك)

سقط الفنان اللبناني شوقي متى عن صهوة جواده، وهو كان حقاً بمثابة فارس، ورحل عن هذه الدنيا عن عمر يناهز 74 سنة، بعدما صارع المرض لفترة وجيزة؛ إذ باغتته جرثومة رئوية أدت إلى وفاته بسرعة بعد توقف كل أعضائه.

وكان رواد مواقع التواصل الاجتماعي قبل أيام، قاموا بمناشدة الدولة "الغائبة" لمؤازرة عائلته في تكاليف العلاج كنوع من المساهمة في تقدير أحد رواد الفن السينمائي اللبناني، ولكن لا حياة لمن تنادي. فالفنان اللبناني عموماً لا يلقى أي تكريم في حياته من قبل المسؤولين إلا في ما ندر، ولا يكون التكريم إلا عبارة عن وسام أو شهادة تقدير يعلقان على الجدار. يعتبر شوقي متّى شخصاً أو فناناً متعدداً، فهو منتج ومخرج وممثل. وبرع جداً كمخرج لأفلام شعبية أو تجارية تتوجه للجمهور العريض، بجو تشويقي منفتح على الحب والمغامرة. ثم كان ممثلاً بارعاً ولمع في معظم الأدوار التي أداها سينمائياً أو في المسلسلات اللبنانية. فهو ممثل يملك إطلالة فريدة وقدرة على الانتقال من شخصية إلى أخرى. ثم هو من أبرز المنتجين اللبنانيين الذين ساهموا بتفعيل صناعة السينما الشعبية في لبنان.

وهو الذي قدم أول إنتاج له في عام 1980 فيلم "حسناء وعمالقة"، من ثم كرت السبحة، ولأجل شغفه باع قسماً من أملاكه بهدف تقديم مجموعة من الأفلام السينمائية. وقد شارك في بعض الأفلام المصرية، ومنها مع صديقه الممثل الراحل نور الشريف في فيلم "قطة على نار"، حيث لعب دوراً جريئاً. أما في فيلم "ناجي العلي" فلعب شخصية المسؤول الفلسطيني ياسر عبد ربه. وكانت له مشاركة في عدد من المسرحيات والمسلسلات التلفزيونية، ومنها مسلسل "عشرة عبيد زغار" في عام 2014. وبعدها غاب عن الساحة الفنية بسبب عدم إتاحة الفرص له، على رغم أنه ممثل يعشق مهنته، وأصدقاؤه المقربون يطلقون عليه لقب "آخر الرجال المحترمين" لدماثة أخلاقه في التعامل مع زملائه وكل المحيطين به.

أفلام ومسلسلات

إذاً في أرشيف متى نحو 35 فيلماً؛ منهم ثمانية من إنتاجه وست مسرحيات وعشرة مسلسلات. نقيب الممثلين اللبنانيين نعمة بدوي قال عن صديقه الراحل: "التحدث عن فنان زميل ورفيق نضال كبير رحل، أمر صعب جداً، فالفراق مؤلم وموجع". ويضيف: "شوقي متى لمع نجمه في مصر مع نور الشريف في فيلم "قطة على نار" حيث لعب دوراً نال عنه جائزة أحسن ممثل وأصبح مطلوباً. لكنه أصر على العودة إلى وطنه ليعمل ويسهم في خلق سينما لبنانية. وهكذا، لعب في المسرح والتلفزيون والسينما معشوقته الوحيدة. هذا الفنان الأنيق والشهم الأصيل والنبيل الفارس الذي ترجل عن صهوة الحياة كان دوماً شامخاً كالرمح" .

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

أما صديقه السيناريست جان خالد فقال: "تعرفت إلى متى شخصياً في عام 1986، على رغم أني كنت متابعاً نشاطه الفني، وكان اللقاء الأول في حضرة المخرج جورج غياض الذي كان يعمل على تنفيذ مسلسل من تأليفي بعنوان "النفق"، وكنا نبحث عن بطل. وبأسلوب المزاح هددنا بأن البطولة لن تذهب لسواه وهكذا حصل. ومن هذا المشهد نشأت بيني وبينه صداقة وطيدة وصلت لكل أفراد عائلته. ولا شك أنه إنسان وفيّ وصريح، يحب عائلته وبيته، شغوف بالفن، رياضي ويحافظ على صحته، وذو شخصية قوية. وفي السنوات الأخيرة عندما أقمت "مهرجان السينما التونسية" في بيروت، اتفقنا أن أكتب له فيلماً بوليسياً، لكن الأزمات التي عصفت بالبلد ألغت كل المشاريع وجعلته يعتكف في منزله، وتفرغ لأعماله التجارية. وغيابه حتماً سيترك فراغاً عند أهله وعائلته وأصحابه."

وتقول الإعلامية والكاتبة منى غندور التي تجمعها مع الراحل صداقة عمر: "لا أستطيع أن استجمع أفكاري لأتحدث عن رجل طيب ونظيف وخلوق مثل شوقي متى، فهو رفيق دربي وعشنا معاً أجمل الأيام، وتربطني بزوجته ملك وولديه علاقة متينة. قلبي يوجعني على هذا الرجل الذي ضحى كل حياته في سبيل الفن لكنه لم ينل أي تقدير يستحقه".

اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة