Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"كوب 27": الغابات تموت والأطفال أوائل الضحايا

رئيس وزراء الكونغو الديمقراطية يدعو إلى تفادي الوقوع في نهج اعتباطي بعد استخدام دول أوروبية مصادر الطاقة الملوثة

طالبت الدول الفقيرة بآلية تأخذ في الاعتبار الخسائر والأضرار الناجمة عن التغير المناخي (رويترز)

"بذل المزيد" لمكافحة التغير المناخي ومساعدة الدول الفقيرة على مواجهته، تلك هي الدعوة التي صدرت فور بدء أعمال الاجتماع التحضيري، الإثنين الرابع من أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، في كينشاسا تمهيداً لمؤتمر المناخ السنوي "كوب 27" المقرر في نوفمبر (تشرين الثاني) في مصر.

وحضر وزراء البيئة من نحو 60 دولة واختصاصيون كبار إلى عاصمة جمهورية الكونغو الديمقراطية للمشاركة على مدى يومين في هذا الاجتماع التحضيري لمؤتمر الأطراف الدولي للمناخ بدورته الـ 27.

وستتناول المحادثات المواضيع التي تطرح عادة مثل التكيف والتخفيف من حدة مفاعيل التغير المناخي والتمويل و"الخسائر والأضرار". كما ستجري لقاءات ثنائية عديدة بين الأوروبيين والأفارقة والآسيويين والأميركيين الذين أرسلوا موفدهم الخاص للمناخ جون كيري.

ولا يعد هذا النوع من الاجتماعات إطاراً لمفاوضات رسمية، لكنه سيسمح باستعراض نقاط التقدم والعرقلة المرتقبة خلال مؤتمر "كوب 27" الذي سيعقد في شرم الشيخ بين 6 و18 نوفمبر.

ومع انعقاد الاجتماع التمهيدي ومؤتمر المناخ في القارة الأفريقية، تم التركيز منذ المداخلات الأولى على وجوب أن تساعد الدول الصناعية والملوثة دول الجنوب على مكافحة التغير المناخي.

وشدد رئيس وزراء جمهورية الكونغو الديمقراطية جان ميشال سما لوكوندي ووزيرته للبيئة إيف بازايبا في خطابي افتتاح الاجتماع على أن أفريقيا ليست "مسؤولة سوى عن أربعة في المئة من الانبعاثات العالمية" للكربون وعلى أنها "تحتجز منه أكثر مما تبعث".

ولفتا إلى أن القارة ستجد على غرار كل المناطق النامية الأخرى صعوبة متزايدة في "الاختيار" ما بين مكافحة "الفقر المدقع الذي يقوضها" و"الفاتورة الفادحة المترتبة للتكيف مع التغير المناخي" ما لم توفر لها الدول الصناعية "بدائل تكنولوجية ومالية مناسبة".

وقالت إيف بازايبا "نحن بحاجة إلى الأوكسجين، ونحن بحاجة أيضاً إلى الخبز". وبعد لقائه بازايبا، قال كيري إنه على قناعة بإمكانية حماية البيئة "لكن مع المحافظة على تنمية مناسبة وخلق فرص عمل في المنطقة".

بدوره، حض الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من نيويورك العالم على التحرك في محادثات كينشاسا في إطار ما وصفها "معركة حياة أو موت من أجل سلامتنا اليوم وبقائنا على قيد الحياة غداً".

وقال "غمرت الفيضانات ثلث مساحة باكستان. شهدت أوروبا صيفاً كان الأشد حرارة منذ 500 عام. تأثرت الفيليبين بشدة. الطاقة مقطوعة عن كوبا بأكملها. وهنا في الولايات المتحدة، أوصل الإعصار إيان رسالة تذكير قاسية مفادها أن أي دولة أو اقتصاد لن يكونا محصنين بمواجهة أزمة المناخ".

وكانت الأسرة الدولية أكدت مرة جديدة خلال مؤتمر المناخ السابق في نوفمبر 2021 في غلاسكو هدف إبقاء الاحترار العالمي عند 1,5 درجة مئوية مقارنة مع مستويات ما قبل الثورة الصناعية، وهو الهدف الذي حددته "اتفاقية باريس" عام 2015، غير أنه بات مستحيلاً مع وصول الاحترار حالياً إلى نحو 1,2 درجة مئوية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

من جانبها، طالبت الدول الفقيرة العام الماضي بآلية خاصة تأخذ بالاعتبار "الخسائر والأضرار" الناجمة عن التغير المناخي، في حين أنها الأكثر عرضة لعواقبه.

ورفضت الدول الغنية التي تتسبب بصورة عامة بأكبر قدر من انبعاثات الغازات ذات مفعول الدفيئة، هذا الاقتراح ولم توافق سوى على إجراء "حوار" سنوي حتى 2024 "لمناقشة سبل تمويل النشاطات".

وصرح وزير الخارجية المصري سامح شكري الذي تترأس بلاده مؤتمر كوب27 أن كل المسائل المدرجة على جدول الأعمال "مهمة"، لكن "الصورة غير مطمئنة" في ما يتعلق بالتمويل.

وأقرت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة أمينة محمد هي أيضاً بأنه لا بد من تحقيق "تقدم" في ما يتعلق بجميع النقاط على جدول الأعمال، ولا سيما حول مسألة "الخسائر والأضرار"، وذلك تحت شعار "التضامن الدولي" و"الثقة".

ونددت وزيرة البيئة الكونغولية بـ "ميل إلى التقليل من شأن عدم الالتزام بالتعهدات الدولية" مثل التعهد برفع المساعدة المخصصة للدول النامية للسماح لها بمكافحة التغير المناخي إلى مئة مليار دولار في السنة.

وتطرقت بازايبا إلى مسألة "حصول البلدان الحرجية على المساعدات المخصصة للمناخ" فلفتت إلى أن الشروط المطروحة من أجل ذلك تمثل "حواجز" حقيقية.

وتغتنم جمهورية الكونغو الديمقراطية تنظيمها الاجتماع التمهيدي لمؤتمر "كوب 27" لتطرح نفسها على أنها "البلد الحل".

فإلى امتلاكها احتياطات ضخمة من معادن أساسية للانتقال في مجال الطاقة مثل النحاس والكوبلت والليثيوم، تضم هذه الدولة الشاسعة من وسط أفريقيا نحو 155 مليون هكتار من الغابات الاستوائية، مما يجعل منها "رئة خضراء" حقيقية قادرة على امتصاص الكربون والمساهمة في مكافحة التغير المناخي، غير أن الحكومة تدافع في المقابل عن حق البلد في استغلال نفطه وفق مشروع يواجه انتقادات شديدة من المنظمات المدافعة عن البيئة.

وأشار رئيس وزراء الكونغو الديمقراطية إلى أن بعض الدول الأوروبية "عادت إلى استخدام مصادر الطاقة الملوثة التي كانت حظرتها" للتعويض عن تراجع موارد الطاقة جراء الهجوم الروسي على أوكرانيا.

وقال إنه يجب تفادي "الوقوع في نهج اعتباطي، حيث تكون لبعض الدول حرية مواصلة انبعاثاتها لا بل زيادتها، ومنع دول أخرى من استغلال مواردها الطبيعية".

وتضمن حفل الافتتاح مشاركة من نحو 50 طفلاً أعلنوا "غاباتنا تموت بوتيرة جنونية، ونحن الأطفال أوائل الضحايا"، طالبين من المسؤولين الحاضرين "بذل المزيد" لترك عالم نظيف لهم يمكنهم تنفس هوائه.

المزيد من بيئة