Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

صاروخ كوري شمالي يحلق فوق اليابان وطوكيو تدعو السكان إلى الاحتماء

البيت الأبيض: نتشاور مع حلفائنا لبلورة رد "دولي مناسب وقوي" 

دعت السلطات اليابانية، صباح الثلاثاء الرابع من أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، سكان منطقتين في شمال شرقي الأرخبيل للاحتماء بعد إطلاق بيونغ يانغ صاروخاً باليستياً حلق فوق اليابان قبل أن يسقط في المحيط الهادئ في تجربة صاروخية لم تسفر عن إصابات بشرية أو أضرار مادية.

وكان هذا أول صاروخ كوري شمالي يتبع مثل هذا المسار منذ عام 2017، وقالت طوكيو إن مساره البالغ 4600 كيلومتر ربما كان أطول مسافة تقطع في اختبارات كوريا الشمالية، التي غالباً ما تكون على ارتفاع كبير لتجنب التحليق فوق الدول المجاورة.

من جانبه أعلن الجيش الكوري الجنوبي أن كوريا الشمالية أطلقت صاروخاً باليستياً غير محدد في حلقة جديدة من مسلسل التجارب التي تجريها بيونغ يانغ في وقت تكثف فيه سيول مناوراتها العسكرية المشتركة مع واشنطن.

وقالت رئاسة الأركان في سيول إن "كوريا الشمالية أطلقت صاروخاً باليستياً غير محدد باتجاه الشرق"، من دون مزيد من التفاصيل.

حدث نادر

وفي حدث نادر تسببت هذه التجربة الصاروخية الكورية الشمالية بتفعيل نظام الإنذار المبكر "جي - أليرت" في اليابان، إذ ظهر على شاشات التلفزيون الوطني "أن أتش كي" تحذير يدعو سكان المناطق الشمالية والشمالية الشرقية للاحتماء داخل مبان أو تحت الأرض.

وقال المتحدث باسم الحكومة هيروكازو ماتسونو للصحافيين إن "كوريا الشمالية أطلقت صباح اليوم صاروخاً باليستياً باتجاه الشرق". وأضاف "نحن نحلل التفاصيل، لكن الصاروخ حلق فوق منطقة توهوكو اليابانية (شمال شرقي اليابان)، ثم سقط في المحيط الهادئ خارج المنطقة الاقتصادية الخالصة لليابان". وأكد المتحدث أن التجربة الصاروخية الكورية الشمالية لم تتسبب بأي إصابات بشرية أو أضرار مادية.

ولفت وزير الدفاع ياسوكازو هامادا إلى أن اليابان لن تستبعد أي خيارات، ومنها قدرات الهجوم المضاد، لأنها تتطلع إلى تعزيز دفاعاتها في مواجهة عمليات إطلاق الصواريخ المتكررة من جانب كوريا الشمالية.

"عمل عنف"

وسارع رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا إلى التنديد بتحليق الصاروخ فوق أراضي بلاده، وقال كيشيدا للصحافيين إن "صاروخاً باليستياً عبر على الأرجح فوق بلدنا قبل أن يسقط في المحيط الهادئ. إنه عمل عنف يأتي عقب عمليات إطلاق متكررة وحديثة لصواريخ باليستية. نحن ندين بشدة هذا الأمر".

وإثر إطلاق الصاروخ، فعلت اليابان نظام الإنذار المبكر من الصواريخ في الساعة 07:29 (22:29 ت غ، الإثنين).

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تحذير للسفن

وجاء في الإنذار أن "كوريا الشمالية أطلقت على ما يبدو صاروخاً. رجاء احتموا داخل مبان أو تحت الأرض".

وبعد قرابة نصف ساعة من صدور هذا التحذير، قال مكتب رئيس الوزراء في تغريدة على "تويتر" إن "مقذوفاً يبدو أنه صاروخ باليستي كوري شمالي، حلق على الأرجح فوق اليابان".

بدوره، قال خفر السواحل اليابانية، في بيان، إن الصاروخ الكوري الشمالي سقط على مايبدو في المحيط الهادئ، ودعوا السفن إلى عدم الاقتراب من الأجسام التي تسقط من الجو.

"رد حازم"

وتعهد رئيس كوريا الجنوبية يون سوك - يول "رداً حازماً" على إطلاق كوريا الشمالية صاروخاً باليستياً متوسط المدى.

وقالت الرئاسة الكورية الجنوبية في بيان، إن هذه التجربة الصاروخية الكورية الشمالية هي "استفزاز" جديد "ينتهك بوضوح المبادئ الدولية ومعايير الأمم المتحدة، وقد أمر (يون) برد حازم، و(باتخاذ) إجراءات مناسبة بالتعاون مع الولايات المتحدة والمجتمع الدولي".

"الخطير والمتهور"

أميركياً، قالت الولايات المتحدة إنها تستنكر بشدة قرار كوريا الشمالية "الخطير والمتهور" إطلاق صاروخ باليستي طويل المدى فوق اليابان.

وأعلن البيت الأبيض أن الولايات المتحدة تتشاور مع اليابان وكوريا الجنوبية للرد "بقوة" على إطلاق كوريا الشمالية صاروخاً باليستياً حلق فوق اليابان وسقط في المحيط الهادئ.

وقالت أدريان واتسون المتحدثة باسم مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، في بيان، إن الأخير أجرى محادثتين منفصلتين مع نظيريه الياباني والكوري الجنوبي لبلورة رد "دولي مناسب وقوي" وأعاد تأكيد "الالتزام الراسخ" للولايات المتحدة الدفاع عن اليابان وكوريا الجنوبية.

ولفت كبير الدبلوماسيين الأمريكيين لشؤون شرق آسيا دانييل كريتنبرينك خلال مؤتمر عبر الإنترنت استضافه معهد الدراسات الأميركية الكورية إلى أن إطلاق صاروخ فوق اليابان "مؤسف" و"ليس طريقاً مثمراً للمضي قدماً".

رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال ندد بدوره "بقوة" بإطلاق كوريا للصاروخ، معتبراً أنه "عدوان غير مبرر". وكتب في تغريدة أن هذه التجربة "محاولة متعمدة لتعريض أمن المنطقة للخطر"، مضيفاً "الاتحاد الأوروبي متضامن مع اليابان وكوريا الجنوبية".

ظروف أكثر واقعية

وقال أنكيت باندا من مؤسسة "كارنيغي" للسلام الدولي، ومقرها الولايات المتحدة، إن إطلاق صاروخ لمسافة طويلة يسمح لعلماء كوريا الشمالية باختبار الصواريخ في ظل ظروف أكثر واقعية. وأضاف "مقارنة بالمسار المعتاد المرتفع للغاية، فإن هذا يسمح لهم بتعريض مركبة بعيدة المدى للأحمال الحرارية وضغوط معاودة الدخول في الغلاف الجوي التي تعد أكثر تمثيلاً للظروف التي قد تواجهها إذا ما استخدمت في العالم الحقيقي (الإطلاق الفعلي لا التجريبي)".

واعتبر محللون أن سلسلة تجارب الصواريخ التي تجريها كوريا الشمالية تساعد في جعل مزيد من أسلحتها جاهزة للعمل، وفي تطوير قدرات جديدة، وتبعث برسالة مفادها بأن التطوير حق سيادي.

وبرامج الأسلحة النووية والصاروخية لكوريا الشمالية محظورة بموجب قرارات مجلس الأمن الدولي التي فرضت عقوبات على بيونغ يانغ.

وهذه هي خامس عملية إطلاق تقدم عليها بيونغ يانغ خلال عشرة أيام، وسط استعراض الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية قوتهما العسكرية.

تدريبات ثلاثية

وأجرت سيول وطوكيو وواشنطن في 30 سبتمبر (أيلول) تدريبات ثلاثية ضد غواصات، في سابقة من نوعها منذ خمس سنوات. وأتت هذه التدريبات بعيد أيام من مناورات واسعة النطاق أجرتها القوات البحرية الأميركية والكورية الجنوبية قبالة شبه الجزيرة.

وفي 29 سبتمبر الماضي أجرت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس زيارة إلى سيول تفقدت خلالها المنطقة منزوعة السلاح بين الكوريتين، في رحلة هدفت إلى تأكيد التزام الولايات المتحدة "الثابت" الدفاع عن كوريا الجنوبية في مواجهة الشمال.

وكثفت بيونغ يانغ برامج أسلحتها المحظورة في ظل تعثر المفاوضات مع الولايات المتحدة، فأجرت عدداً قياسياً من التجارب العسكرية هذه السنة وأقرت قانوناً جديداً يجيز لها تنفيذ ضربات نووية وقائية بما في ذلك رداً على هجمات بأسلحة تقليدية، في خطوة جعلت من قوتها النووية أمراً "لا رجعة فيه".

وكوريا الشمالية التي تخضع لعقوبات أممية بسبب برامج أسلحتها المحظورة، تسعى في العادة إلى زيادة التأثير الجيوسياسي لتجاربها العسكرية من خلال القيام بها في توقيت يبدو لها مناسباً للغاية.

المزيد من دوليات