Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أدوار السود كانت محدودة على الشاشة الصغيرة لكن الوضع اليوم أصبح مختلفا

بصفتي مذيعة، أنا محظوظة لأنني كنت جزءاً من فريق برنامج "نساء متحررات" Loose Women وأخوض نقاشات استفزازية مع جمهور نهاري

عندما بدأت مسيرتي التمثيلية للمرة الأولى اقتصرت الأدوار السوداء على البلطجية والمجرمين (أي تي في داي تايم)

ها نحن نحتفل بـ"شهر تاريخ السود" Black History Month (BHM) وسط مشهد ملتهب من انعدام الاستقرار الاقتصادي والاضطرابات السياسية، لنقف ونتأمل ونحتفي بما حققه السود في الماضي والحاضر وما سيحققونه مستقبلاً.

تأسست مبادرة "شهر تاريخ السود" عام 1969 على يد كارتر جي وودسون الذي أسسها بسبب تجاهل حكاية تاريخ السود في التعاليم والسرديات التاريخية العامة. ومع ازدياد بروز حقيقة أن تاريخ السود جزء أساسي من التاريخ يزداد البروز الإيجابي للسود. ولكن هل تغير أي شيء في الواقع؟

من الجدير طرح هذا السؤال الآن، في مرحلة أصبح فيها المجتمع اليوم أشبه ببركان من عدة نواح. وجميعنا بحاجة إلى التنهد والاعتراف بما أنجزناه معاً.

كان احتكاكي الأول بمسألة الانقسام العرقي في سن السادسة أو السابعة عندما انتابني شعور خاص بأنني مختلفة، مثل الحاجة إلى أن أكون تابعة لأحدهم. وقد درست في مدرسة ابتدائية كاثوليكية تديرها راهبات، (وهو قرار اتخذ لمنحي أفضل تعليم ممكن جغرافياً) وهناك فقدت براءتي.

أضعت حقيبتي المدرسية وبداخلها كل كتبي ثم وجدتها مرمية في المرحاض. كان التنابذ بالألقاب والعزلة هما العرف السائد، ولم تزد قيمتي بين زملائي والمعلمين حتى اكتشفت موهبتي في الأداء.

وبالانتقال سريعاً في الزمن، انضممت إلى فرقة "إتيرنال" الموسيقية  Eternal، كانت التسعينيات حقبة حافلة بالأعمال التجارية الكبرى وظهور أغنية "ليفن لا فيدا لوكا" (أعيش حياة جنونية) Livin’ La Vida Loca. وكوني في الفرقة التي عملت وشقت طريقها إلى النجاح كان أمراً لا يصدق. وإلى جانب الراحلة ويتني هيوستن العظيمة، دعينا للغناء للبابا الراحل يوحنا بولس الثاني وللعائلات الملكية ومن بينهم ابنة سلطان بروناي. لقد منحتني تلك اللحظات نظرة خارجية للسعادة المطلقة والإنجازات المهنية، ولكن خلف الكواليس كان الفصل العنصري مستمراً.

لم تكن المجلات تضع صورنا على الأغلفة الأمامية لمنشوراتها لأننا كنا فرقة أغلب أعضائها من السود. وكنا نصل إلى دول مثل أستراليا ليفاجئونا بقولهم إنهم لن يكونوا قادرين على توفير مصففي الشعر والماكياج المناسبين لنا. أما الصحافيون فكانوا يوجهون أسئلتهم فقط إلى لويز [البيضاء الوحيدة في الفرقة]. ومع ذلك، في بعض الولايات الجنوبية في أميركا، كان الأمر أشبه بالعنصرية العكسية.

على أية حال كانت لدينا أوقات من الفرح المطلق، مثل الدعوة إلى الغناء في جنوب أفريقيا عندما ألغي نظام الفصل العنصري، حيث غنينا لمئات الآلاف من الناس الذين تحرروا من القمع.

وبصفتي مذيعة، أنا محظوظة لأنني حظيت بدور في برنامج "نساء متحررات" Loose Women إذ تمكنت وبفضل فريق جيد من المنتجين والباحثين من خوض بعض المناقشات الاستفزازية مع جمهور نهاري بلغت ذروتها في الفوز بـ جائزة "جمعية التلفزيون الملكي" Royal Television Society في عام 2021 لأول عرض على الإطلاق يقدمه مقدمون سود.

كان وجودي في دور المنتج الإبداعي لبرنامج "يوم السود إلى الواجهة" على القناة الرابعة، وهو يوم مخصص لمواهب السود خلف الكاميرا وأمامها، لحظة رائعة أخرى في البث. كما كانت اللحظة التي بثت فيها هوليوكس Hollyoaks [مسلسل بريطاني طويل] أول حلقة من نوعها بكادر تمثيل كل أفراده من السود.

كل هذه الأمور هي خطوات إلى الأمام، تزيد من تسليط الضوء على مواهب السود. ما تغير هو السماح بإجراء "النقاش" حول العرق والاختلاف الثقافي وكيفية عملنا معاً، إضافة إلى القدرة على الانفتاح، سواء في موقع التصوير أو في مكان العمل.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

فتح النقاش يشابه طلب توفير أمور مطلوبة، مثل حجز موعد لتصفيف الشعر والماكياج لفنان أسود من دون التسبب في إهانة لفنان مكياج أبيض. لا يتعلق الأمر بكون المرء أفضل، إنها مجرد مجموعة مهارات مختلفة. هل سيذهب المرء إلى طبيب عام لإجراء جراحة في القلب بدلاً من الذهاب إلى جراح، عندما يكون كلاهما مدرباً ومؤهلاً، ولكن أحدهما متخصص في منطقة معينة؟

عندما بدأت مسيرتي التمثيلية لأول مرة، اقتصرت أدوار السود على البلطجية والمجرمين، لقد أدى ذلك إلى هجرة جماعية للممثلين الموهوبين إلى الولايات المتحدة لتعزيز حياتهم المهنية وتقديرهم على رغم لون بشرتهم.

لقد شهدت تغيرات في الأعمال التجارية، كذلك أنشأت شركة إدارة المواهب الخاصة بي عام 2000 لتوفير الفرص للممثلين المهمشين. ولم تكن حقيقة أنني من السود وأنثى ونجمة بوب سابقة أفضل ما يميزني عند التعامل بين زملائي. ما زلت في كثير من الأحيان صاحبة البشرة السوداء الوحيدة في الغرفة. هذه ليست محاولة شفقة بل مجرد ملاحظة.

أنا أيضاً ألاحظ التغيير ما بعد حركة "حياة السود مهمة" Black Lives Matter. لقد شعرت بوجود أجواء احتفالية بالإنجاز والتكامل الإبداعي المفرح، وهو ما يتضح الآن في البث التلفزيوني اليومي عبر المنصات التجارية والسائدة القائمة على الاشتراكات.

هذه القصص هي جزء من نسيج تاريخ السود، جنباً إلى جنب مع العظماء من ماضينا الذين نحن هنا اليوم بفضل جهودهم. غالباً ما أتأمل في قصة ماثيو هينسون، المستكشف الذي ساعد في اكتشاف القطب الشمالي في عام 1909. كان حرفياً ونجاراً صنع الزلاجات المستخدمة للتنقل عبر التضاريس القطبية الشمالية.

لكنني أضعكم أمام تحد، إذا ما بحثتم في غوغل عن مكتشف القطب الشمالي، من المحتمل أن تفضي النتيجة إلى روبرت بيري و "مساعده"، بدلاً من شريكه في الاكتشاف. كان ماثيو هينسون يتيماً من الجيل الأول بعد إلغاء العبودية كل ما أراد القيام به هو استكشاف العالم بحرية، لكن الأمر استغرق 20 عاماً قبل أن ينسب إليه الفضل أو يعترف به لإنجازاته.

لماذا نهتم بشهر تاريخ السود؟ لأننا من دونه سنبقى على حالنا، سعداء بالوضع الراهن. لا يمكن أن تكون هذه رغبتنا الحقيقية. بالتأكيد تتوق هذه الأمة العظيمة ورعاتها إلى إنجازات كبيرة. ما مدى الضرر الذي قد يلحق بالمملكة "المتحدة" في المستقبل إذا تجاهلنا تضحيات أولئك الذين مضوا قبلنا؟ لقد تعلمنا التاريخ البريطاني في المدرسة، ألم نتعلم من إيميلين بانكهيرست أو الملك هنري الثامن أو غاي فوكس؟

إن الكشف عن قصص التاريخ البريطاني البديلة ليس أقل حيوية وتأثيراً في نسيج الحياة الحديثة. في الواقع، تتشابك حيوية قصصهم وقدرتها على الصمود في حياتنا اليومية من دون أن نعرفها، وهي محفورة على وجوه أمثال البطل الأولمبي حامل وسام الإمبراطورية البريطانية بدرجة قائد السير محمد فرح، وحامل وسام الإمبراطورية البريطانية السير تريفور ماكدونالد، وحاملة وسام الإمبراطورية البريطانية البارونة دورين لورانس، إنه أمر لا مفر منه.

التاريخ الأسود يمثل حالات الصمت المقموعة التي يجب كسرها. التبادل الموزون لهذه القصص يجب أن يستدعي التغيير فينا جميعاً، هذه هي الهدية التي توحدنا جميعاً. أنا فخور بكوني بريطانية، وفخورة أكثر من أي وقت مضى بالخطوات التي نواصل اتخاذها.

كيلي برايان هي ممثلة ومذيعة في برنامج "نساء متحررات"، ورئيس تنفيذية حائزة على جائزة وكالة "أدفوكايت" وناشطة كبيرة في جمعية "لوبوس".

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات