Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

البرلمان الروسي يصادق على قانون ضم المناطق الأوكرانية

زيلينسكي سيتقدم بطلب انضمام عاجل لـ"الناتو" ولافروف يجدد اتهام واشنطن بتحشيد الغرب ضد موسكو

صادق النواب الروس، اليوم الإثنين الثالث من أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، بالإجماع على قانون ضم أربع مناطق أوكرانية، بعدما أقره الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وأثار إدانة دولية.

وصوت أعضاء الدوما (مجلس النواب) جميعهم لصالح ضم منطقتي دونيتسك ولوغانسك (شرق) ومنطقتي خيرسون وزابوريجيا (جنوب)، بحسبما أظهر البث المباشر لجلسة التصويت عبر التلفزيون الروسي. ولم يتم تسجيل أي اعتراض أو امتناع عن التصويت.

ووقع بوتين الجمعة على معاهدة لضم أربع مناطق أوكرانية تحتلها القوات الروسية جزئياً أو بالكامل، هي لوغانسك ودونيتسك وخيرسون وزابوريجيا خلال حفل كبير أقيم في الكرملين.

من جهته هاجم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي المراسم التي أقامتها موسكو معلناً أن كييف لن تتفاوض مع روسيا ما دام بوتين رئيسها، وكشف عن أنه سيتقدم بطلب من أجل انضمام "معجل" لبلاده إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو).

قبل دقائق من تصويت البرلمان، توجه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى النواب، طالباً منهم التصويت على القانون الذي يحمي، وفق قوله الثقافة واللغة والحدود الروسية.

وقال "نحن لا نرد على تهديدات وهمية، نحن نحمي حدودنا ووطننا وشعبنا".

واتهم لافروف الولايات المتحدة بحشد كل الدول الغربية لدعم كييف ضد موسكو.

وأضاف "لقد أخضعت الولايات المتحدة الغرب كله تقريباً، وحشدته لتحويل أوكرانيا إلى أداة حرب ضد روسيا".

ويأتي ضم هذه المناطق الأوكرانية بعد سبعة أشهر على بداية الحرب الروسية ضد أوكرانيا و"استفتاءات" نظمتها موسكو على عجل في المناطق الواقعة تحت سيطرتها. وكانت روسيا قد ضمت في عام 2014 شبه جزيرة القرم الواقعة في جنوب أوكرانيا.

إطلاق سراح مدير محطة زابوريجيا النووية

أطلق سراح المدير العام لمحطة الطاقة النووية في زابوريجيا، الواقعة تحت سيطرة روسيا التي أوقفته الجمعة، على ما أعلنت الاثنين، الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي يوجد لديها خبراء في الموقع.

وكتب المدير العام للوكالة الدولية رافايل غروسي في تغريدة، "أرحب بالإفراج عن إيغور موراتشوف"، مضيفاً "لقد تلقيت تأكيداً بأنه عاد إلى المنزل سالماً وبصحة جيدة".

وكانت "دورية روسية" اعتقلت موراتشوف الجمعة أثناء توجهه من المصنع إلى بلدة إرنوغودار التي تسيطر عليها روسيا، كما أعلنت شركة الطاقة النووية الأوكرانية "اينرغو-اتوم".

وأوضحت أنه تم توقيف السيارة التي تنقل مدير المصنع وإخراجه منها ونقله "معصوب العينين إلى جهة مجهولة".

ودان وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا السبت "الاحتجاز غير القانوني" لسبب مجهول، مندداً بـ"عمل إرهابي جديد من جانب روسيا".

وسيطرت القوات الروسية محطة زابوريجيا للطاقة النووية، الأكبر في أوروبا، في مطلع مارس (آذار)، وهي ليست بعيدة من خط التماس بين الأراضي التي تسيطر عليها كييف وتلك التي تستحوذ عليها موسكو.

وتقع محطة الطاقة النووية في منطقة زابوريجيا وهي من الأراضي الأوكرانية التي ضمتها روسيا رسمياً الجمعة.

وزار وفد من الوكالة الدولية للطاقة الذرية المحطة في سبتمبر (أيلول)، إذ لا يزال اثنان من المفتشين التابعين لها هناك.

في مواجهة القصف المنتظم الذي يثير مخاوف من وقوع حادثة نووية كبيرة، تدعو الوكالة التابعة للأمم المتحدة إلى إنشاء منطقة أمنية حول الموقع.

وفي هذا السياق، بدأ غروسي مشاورات مع كييف وموسكو اللتين سيقوم بزيارتهما هذا الأسبوع، بحسب الوكالة.

أوكرانيا تستعيد ليمان 

أعلنت أوكرانيا، الأحد، أنها استعادت السيطرة الكاملة على بلدة ليمان، وهي مركز للنقل والإمداد في شرق البلاد، في ما يمثل أكبر انتصار لكييف في ميدان المعركة منذ أسابيع. وقد يشكل ذلك التطور نقطة انطلاق لمزيد من المكاسب في الشرق، بينما يزيد من الضغوط على الكرملين.

وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، الأحد، إن استعادة أوكرانيا السيطرة على بلدة ليمان ورفع العلم الأوكراني فوق المباني المدنية، تظهر أن بوسع أوكرانيا دحر القوات الروسية، كما تظهر تأثير نشر أوكرانيا للأسلحة الغربية المتقدمة على الصراع.

وقال الرئيس فولوديمير زيلينسكي، الأحد، إن القوات الأوكرانية حررت بلدتي أرخانهيلسكي وميروليوبيفكا الصغيرتين في منطقة خيرسون.

وأشار زيلينسكي لاسم البلدتين في خطابه المسائي أثناء توجيهه الشكر لوحدات محددة من القوات الأوكرانية أدت أداءً "متميزاً" على خط المواجهة.

وفي الخطاب نفسه، قال زيلينسكي إن نجاح جنود بلاده لا يقتصر على استعادة بلدة ليمان في شرق البلاد.

وأضاف "أصبحت قصة تحرير ليمان في منطقة دونيتسك الآن الأكثر شعبية في وسائل الإعلام". وأردف من دون الخوض في تفاصيل "لكن نجاحات جنودنا لا تقتصر على ليمان".

وأعلنت أوكرانيا أنها استعادت السيطرة الكاملة على ليمان، في ما يمثل أكبر انتصار لكييف في ميدان المعركة منذ أسابيع، وربما نقطة انطلاق لمزيد من المكاسب في الشرق وزيادة الضغط على الكرملين.

انسحاب روسي

وقالت وزارة الدفاع الروسية، السبت، إنها ستسحب قواتها من منطقة ليمان "بسبب تهديد يتعلق بمحاصراتها".

ولم تذكر الوزارة ليمان في تحديثها اليومي للقتال في أوكرانيا، الأحد، على رغم أنها قالت إن القوات الروسية دمرت سبعة مستودعات لأسلحة المدفعية والصواريخ في مناطق خاركيف وزابوريجيا وميكولايف ودونيتسك الأوكرانية.

ومن ناحية أخرى، قال زيلينسكي إن خطف المدير العام لمحطة زابوريجيا للطاقة النووية التي تحتلها روسيا في أوكرانيا هو "عمل إرهابي روسي".

وأضاف في الخطاب "هذا مثال آخر على عمل من الأعمال الإرهابية الروسية الواضحة، والذي يجب أن تتعرض الدولة الإرهابية لعقاب متزايد بسببه".

وكانت الشركة المملوكة للدولة والمسؤولة عن المحطة قالت، السبت، إن دورية روسية احتجزت إيهور موراشوف، وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن روسيا أكدت ذلك.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

صد التقدم الروسي

وقال الجيش الأوكراني في بيانه المسائي، الأحد، إن قواته صدت التقدم الروسي في عدة مناطق، لا سيما في منطقة دونيتسك بالقرب من باخموت وسبيرن، داخل منطقة دونيتسك بالقرب من ليسيتشانسك، وهي مركز رئيس في منطقة لوغانسك المجاورة.

وسقطت ليمان في مايو (أيار) في يد القوات الروسية التي استخدمتها كمركز للوجيستيات والنقل لعملياتها في شمال منطقة دونيتسك. وتمثل خسارتها أكبر هزيمة لروسيا في ساحة المعركة منذ الهجوم المضاد الخاطف الذي شنته أوكرانيا في منطقة خاركيف بالشمال الشرقي الشهر الماضي.

وقال حاكم منطقة لوغانسك المجاورة لدونيتسك سيرهي غايداي إن السيطرة على ليمان ستكون "عاملاً رئيساً" لمساعدة أوكرانيا على استعادة أراض كانت خسرتها في منطقته، التي أعلنت موسكو السيطرة عليها بالكامل مطلع يوليو (تموز) بعد معارك طاحنة على مدى أسابيع.

وقالت وزارة الدفاع البريطانية إن أهمية ليمان للعمليات ترجع إلى سيطرتها على طريق رئيس يعبر نهر سيفرسكي دونيتس والذي تحاول روسيا من خلفه تعزيز دفاعاتها.

وأضافت الوزارة أن روسيا تعرضت على الأرجح لخسائر فادحة خلال الانسحاب. وقال متحدث عسكري أوكراني إن روسيا كان لديها ما بين خمسة آلاف و5500 جندي في المدينة قبل الهجوم الأوكراني.

ضم المناطق

وتشكل المناطق التي أعلن بوتين ضمها، وهي دونيتسك ولوغانسك، اللتان تشكلان إقليم دونباس بالإضافة لخيرسون وزابوريجيا في الجنوب، رقعة من الأراضي تساوي نحو 18 في المئة من إجمالي مساحة أراضي أوكرانيا.

وقال رئيس مجلس النواب الروسي فياتشيسلاف فولودين إن البرلمان الروسي سينظر، الإثنين، في مشاريع قوانين ومعاهدات تصديق لضم المناطق.

ولم تنجح مراسم احتفال الكرملين مع قادة المناطق الذين عينتهم روسيا، الجمعة، في وقف موجة الانتقادات داخل روسيا لكيفية إدارة عمليتها العسكرية. وقالت وزارة الدفاع البريطانية إن ذلك من المرجح أن يشتد مع مزيد من الانتكاسات.

ودعا زعيم منطقة الشيشان في جنوب روسيا رمضان قديروف، السبت، إلى تغيير في الاستراتيجية يصل إلى "إعلان الأحكام العرفية في المناطق الحدودية واستخدام أسلحة نووية منخفضة القوة". وتقول واشنطن إنها سترد بشكل حاسم على أي استخدام للأسلحة النووية.

وانتقدت شخصيات روسية بارزة، السبت، قادة الجيش الروسي ووزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو على مواقع التواصل الاجتماعي لمسؤوليتهم عن الانتكاسات، لكنها لم تهاجم بوتين.

أميركا "متحمسة بشدة"

قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، الأحد، إن الولايات المتحدة "متحمسة بشدة" للمكاسب الأوكرانية.

وقال البيت الأبيض إن مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان التقى أندري يرماك، رئيس المكتب الرئاسي الأوكراني في إسطنبول، الأحد، وتعهد دعم واشنطن الثابت لسيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها.

ووجه البابا فرنسيس، الأحد، نداءً إلى بوتين لوقف "دوامة العنف والموت" في أوكرانيا، كما ناشد زيلينسكي للانفتاح على "اقتراحات السلام الجادة".

وقال زيلينسكي، الجمعة، إن محادثات السلام مع روسيا في ظل وجود بوتين رئيساً ستكون مستحيلة. وأضاف "نحن مستعدون للحوار مع روسيا، ولكن مع رئيس آخر لروسيا". 

اجتماع لزعماء القارة الأوروبية في براغ

في التحركات، يلتقي قادة دول الاتحاد الأوروبي مع نظراء لهم من خارج التكتل، الخميس والجمعة في براغ، للبحث في سبل الاستجابة للتداعيات المأسوية للحرب الروسية في أوكرانيا، بحسب ما أعلن رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال الذي قال "اتفقنا على إطلاق المجموعة السياسية الأوروبية بهدف التقريب بين دول القارة".

وشدد ميشال على أن "الطموح هو الجمع بين القادة على قدم المساواة وتعزيز الحوار السياسي والتعاون في شأن القضايا ذات الاهتمام المشترك حتى نعمل معاً على تعزيز الأمن والاستقرار والازدهار في أوروبا بكاملها". واعتبر أن "المفتاح سيكون قدرتنا على البقاء متحدين وتنسيق استجابتنا السياسية بروح من التضامن والدفاع عن مصالحنا المشتركة".

المزيد من دوليات