Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

انتفاضة الإيرانيين في أسبوعها الثالث والعالم يتضامن مع التظاهرات

الطلاب يخرجون من أسوار الجامعة إلى الشوارع والعالم وأنباء عن إضرابات المنطقة الكردية بالبلاد

لم يطفئ قمع الشرطة الإيرانية والرصاص الحي لهيب الاحتجاجات الليلية التي دخلت أسبوعها الثالث اعتراضاً على وفاة مهسا أميني في منتصف سبتمبر (أيلول) بعد أن اعتقلتها شرطة الأخلاق بطهران، بحسب ما ذكر الإعلام الإيراني ومنظمات حقوقية.

وكانت عدة جامعات في مدن إيرانية شهدت، السبت الأول من أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، تظاهرات في إطار حركة الاحتجاج الجارية بالبلاد، فيما أعلنت "رويترز" أنباء عن إضرابات في المنطقة الكردية.

وبحسب "رويترز"، أعلن حساب "تصوير 1500" على "تويتر" الذي يحظى بعدد كبير من المتابعين، أن السلطات احتجزت العشرات من طلاب جامعة طهران خلال تظاهرة السبت. وقالت وكالة أنباء فارس شبه الرسمية إن بعض المحتجين اعتقلوا في ساحة قرب جامعة طهران.

ونشر حساب تصوير 1500 أيضاً ما قال إنه مقطع مصور تم التقاطه عند أبواب جامعة أصفهان، سمع خلاله إطلاق نار. ولم يتسن التحقق من تقارير مواقع التواصل الاجتماعي. وكان موقع إلكتروني حكومي قد أفاد في وقت سابق بإطلاق سراح معظم الطلاب المحتجزين، نقلاً عن متحدث باسم وزارة التعليم.

وفي مدن عدة حول العالم، سارت تظاهرات تضامناً مع الحركة الاحتجاجية في إيران. وتظاهر أشخاص في لندن وباريس وأماكن أخرى اليوم السبت تضامناً مع المتظاهرين الإيرانيين، وحمل بعضهم صوراً لأميني.

وبدأت التظاهرات التي تسبب قمعها والمواجهات التي تخللتها إلى مقتل 83 شخصاً على الأقل، وفق منظمات حقوقية، إثر الإعلان عن وفاة مهسا أميني التي تبلغ من العمر 22 سنة، بعد ثلاثة أيام من اعتقالها لانتهاكها قواعد اللباس المشددة في إيران التي تفرض بشكل خاص على النساء ارتداء الحجاب.

 

 

انتفاضة طلاب الجامعات 

وأفادت وكالة أنباء "فارس"، السبت، بأن "طلاباً أقاموا احتجاجات في بعض الجامعات ضد تصرف الشرطة إزاء التظاهرات الأخيرة".

وذكرت أن "ساحة انقلاب" بالقرب من جامعة طهران وسط العاصمة شهدت احتجاجات أيضاً، "واشتبكت قوات الشرطة مع المتظاهرين الذين رددوا شعارات، واوقفت عدداً منهم".

ونشر "مركز حقوق الإنسان في إيران" الذي يتخذ من نيويورك مقراً، مقاطع فيديو على حسابه على "تويتر" تظهر محتجين بجامعة خوازمي في كرج غرب طهران، يصرخون "المدينة تغرق في الدماء، لكن أساتذتنا صامتون"، وفق الترجمة التي وردت في التغريدة.

ونشر المركز مقاطع أخرى لمتظاهرين بكلية الصيدلة في مشهد شمال شرقي البلاد.


وانتشرت العشرات من مقاطع الفيديو والصور على وسائل التواصل الاجتماعي لم تتمكن وكالة الصحافة الفرنسية من التحقق من صحتها. ويمكن فيها رؤية تجمعات بجامعات مختلفة بما في ذلك مشهد وطهران وكرج وجامعة الزهراء (المخصصة للبنات قرب طهران)، وفقاً للتغريدات المصاحبة لها. وبدا المتظاهرون يرددون شعارات بالفارسية فيما ظهرت فتيات من دون حجاب على رؤوسهن، وقد تم تصويرهن من الخلف.

الشرطة تقمع المتظاهرين والعالم يتضامن

وتنفي السلطات أي تورط للشرطة في وفاة الشابة مهسا أميني، وتصف المتظاهرين بأنهم "مثيرون للشغب" و"إرهابيون". وأعلنت اعتقال المئات منهم.

ودعت منظمات حقوقية ومنظمات تضم إيرانيين معارضين في الخارج إلى تظاهرات تضامن بمدن عدة حول العالم في عطلة نهاية الأسبوع.

في روما، سار نحو ألف شخص على قرع الطبول. ونقلت وكالة الصحافة الإيطالية، عن سيمونا فيولا، زعيمة حزب الوسط الصغير "أوروبا" قولها أثناء مشاركتها في المسيرة، "نطالب بالعدالة لمهسا أميني وجميع ضحايا العنف الوحشي والأعمى للسلطات، فضلاً عن حرية الاختيار لأخواتنا الإيرانيات".

وفي طوكيو، رفع المتظاهرون صورة مهسا أميني ولافتات كتب عليها "لن نتوقف"، إضافة إلى صور لنساء يحرقن حجابهن ويقصصن شعرهن.

 

 

ووسط برلين، تجمع قرابة ألف شخص تحت شعار "نساء، حياة، حرية". ورفع المتظاهرون، ومعظمهم من الإيرانيين، لافتات كتب عليها "كونوا صوتنا"، و"أزيلوا وانينكم عن جسدي".

وقال الموفد الأميركي إلى إيران روبرت مالي على "تويتر"، "حان الوقت كي يسمع الزعماء الإيرانيون هذه الدعوة العالمية ويضعوا حداً للعنف ضد شعبهم". وتدين المنظمات غير الحكومية القمع الذي تمارسه قوات الأمن وموجة الاعتقالات منذ بداية الاحتجاجات.

وأفادت وكالة أنباء "فارس" الإيرانية بأن نحو 60 شخصاً قتلوا منذ بدء الاحتجاجات، بينما تحدثت "منظمة حقوق الإنسان في إيران" التي تتخذ من أوسلو مقراً لها، عن مقتل ما لا يقل عن 83 شخصاً.

كذلك، أفادت السلطات عن اعتقال أكثر من 1200 متظاهر منذ 16 سبتمبر (أيلول)، بينما أشارت منظمات غير حكومية إلى اعتقال ناشطين ومحامين وصحافيين أيضاً.


دعوات إيرانية لوقف العنف

ودعا رئيس الوزراء الإيراني السابق المعارض حالياً مير حسين موسوي، قوات الأمن إلى وقف العنف، في رسالة نشرت على حساب موقع "كلمة" المقرب منه على "إنستغرام"، السبت.

وقال المسؤول السابق الذي يخضع للإقامة الجبرية "أحب أن أذكر قوات الأمن بقسمها على حماية أرضنا وإيران وحياة الناس، والممتلكات وحقوق الشعب". وأضاف "دماء المظلومين أقوى من عنف الطغاة".

ونددت منظمة العفو الدولية باستخدام قوات الأمن العنف "بلا رحمة"، مشيرة إلى استخدام الذخيرة الحية والضرب في قمع التظاهرات.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتتهم السلطات الإيرانية المتظاهرين بنشر "الفوضى"، وقوات خارجية، بينها الولايات المتحدة بالوقوف وراء الاحتجاجات أو بالتحريض عليها.

وأعلنت السلطات، الجمعة، اعتقال "تسعة مواطنين من ألمانيا وبولندا وإيطاليا وفرنسا وهولندا والسويد، وغيرها". وأشارت طهران إلى القبض عليهم "في مكان أحداث الشغب أو كانوا متورطين في الأمر". وقالت وزارة الخارجية الهولندية، السبت، إنها طلبت من طهران مقابلة مواطن هولندي موقوف لديها.

هجوم في زاهدان

في الخارج، تبث وسائل إعلام معارضة صوراً للتجمعات داخل إيران. ونشرت قناة "إيران إنترناشيونال"، الناطقة بالفارسية، ومقرها لندن، الجمعة، مقاطع فيديو، أظهر أحدها تعرض أشخاص لإطلاق النار بينما كانوا يلقون الحجارة على مركز للشرطة في زاهدان الواقعة بمحافظة سيستان - بلوشستان جنوب غربي إيران على الحدود مع باكستان وأفغانستان، والتي شهدت مراراً هجمات أو اشتباكات بين قوات الأمن ومجموعات مسلحة.

فيما أعلن "الحرس الثوري" في بيان نقلته وسائل إعلام إيرانية، أن أربعة من أفراد قواته وميليشيات الباسيج المتطوعة قتلوا، الجمعة، بهجمات في زاهدان، عاصمة إقليم سيستان - بلوشستان الواقع في جنوب شرقي البلاد.

وكان التلفزيون الرسمي قد ذكر أمس أن 19 شخصاً، بينهم أفراد من قوات الأمن، قتلوا في زاهدان بعد أن فتح مسلحون مجهولون النار على مركز للشرطة مما دفع قوات الأمن للرد، بحسب "رويترز".

وذكرت وكالة أنباء شبه رسمية أن عضواً في البرلمان من زاهدان قال إن الأمن عاد للمدينة، السبت.

 

 

وحملت السلطات مسؤولية تبادل إطلاق النار في زاهدان على مجموعة انفصالية من أقلية البلوخ. وقالت وسائل إعلام رسمية إن اثنين من المسلحين البارزين المرتبطين بتلك الجماعة قتلا.

ونشرت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء لقطات مصورة تظهر فيها سيارات مدمرة ومقطورة أو حافلة مقلوبة ومحترقة وحرائق في مبان ومتاجر، ووصفتها بأنها لقطات "لما فعله الإرهابيون بمتاجر الناس الليلة الماضية في زاهدان. ولم يتسن التحقق من تلك اللقطات.

الأقلية الكردية

والاحتجاجات شديدة بشكل خاص في إقليم كردستان الإيراني، حيث أخمدت السلطات في السابق اضطرابات من الأقلية الكردية التي يصل تعدادها إلى 10 ملايين نسمة.

وخوفاً من اندلاع انتفاضة عرقية وفي استعراض للقوة، أطلقت إيران صواريخ وطائرات مسيرة لمهاجمة أهداف في المنطقة الكردية بشمال العراق خلال الأيام الماضية بعد اتهام المعارضين الأكراد الإيرانيين بالمشاركة في الاضطرابات.

وأضربت المتاجر والشركات في 20 مدينة وبلدة في شمال غربي البلاد، السبت، احتجاجاً على الهجمات التي شنها الحرس الثوري الإيراني على أحزاب المعارضة الكردية المسلحة المتمركزة في العراق، بحسب ما أفادت منظمة هنجاو الكردية الحقوقية.

 

 

وقالت أيضاً إن قوات الأمن أطلقت النار على المتظاهرين في دهكلان وسقز.

وأظهر مقطع مصور نشرته منظمة هنجاو رجالاً على متن دراجات نارية تنطلق سريعاً في شارع به متاجر مغلقة، ووصفتهم بأنهم "قوات قمعية في شوارع سقز"، مسقط رأس أميني.

وفي السياق، أشار قائد شرطة سيستان - بلوشستان في حديث للتلفزيون الرسمي، إلى تعرض ثلاثة مراكز للشرطة في المحافظة لهجمات، من دون ذكر أي إصابات، كما أفادت وكالة "تسنيم" للأنباء، السبت، بأن جماعة "جيش العدل" السنية المتمردة أعلنت مسؤوليتها عن هجوم على مركز للشرطة.

وفاة عقيد ثان في الحرس الثوري أثناء اشتباكات

وذكر محافظ المنطقة حسين خياباني، الجمعة، عبر التلفزيون الحكومي، أن 19 شخصاً بينهم عقيد في الحرس الثوري قتلوا في "حوادث" في المحافظة ذاتها، في حين أعلن الحرس الثوري مقتل عقيد آخر متأثراً بجروح أصيب بها في اشتباكات مع "إرهابيين" جنوب شرقي البلاد، كما أعلن الحرس الثوري، في بيان، السبت. ولم يتضح على الفور ما إذا كانت هذه الاشتباكات مرتبطة بالاحتجاجات.

وأضاف البيان أن "العقيد حميد رضا هاشمي وهو عضو آخر في جهاز استخبارات الحرس الثوري توفي متأثراً بجروح أصيب بها في اشتباكات الجمعة مع إرهابيين".

وبذلك يرتفع عدد الذين قتلوا، الجمعة، في سيستان - بلوشستان (جنوب شرقي إيران) إلى 20 بينهم عقيدان من الحرس الثوري، في اشتباكات وصفها محافظ سيستان - بلوشستان حسين مدرس خيباني بأنها "حوادث". وقال خيباني، إن 20 شخصاً جرحوا في الاشتباكات أيضاً.

وسيستان - بلوشستان منطقة فقيرة على الحدود مع باكستان وأفغانستان. وتشهد هجمات أو اشتباكات متكررة بين قوات الأمن ومجموعات مسلحة.

وكانت وسائل إعلام إيرانية رسمية قد ذكرت أن قوات الأمن أطلقت النار على مسلحين هاجموا مركزاً للشرطة في عاصمة المحافظة زاهدان.

وتعد هذه التظاهرات الأكبر في إيران منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2019 حين اندلعت احتجاجات رفضاً لارتفاع أسعار البنزين، تم قمعها بشدة.

المزيد من دوليات