Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

وفاة عقيد ثان في الحرس الثوري باشتباكات جنوب شرقي إيران

مواجهات مسلحة بين البلوش وقوات الأمن وسقوط عشرات القتلى

توفي ضابط ثان كبير في الحرس الثوري الإيراني متأثراً بجروح أصيب بها في اشتباكات مع "إرهابيين" في جنوب شرقي البلاد، كما أعلن الحرس الثوري، في بيان، السبت الأول من أكتوبر (تشرين الأول).

مهسا أميني

ولم يعرف ما إذا كانت هذه الاشتباكات مرتبطة بالتظاهرات التي اندلعت في مختلف أنحاء البلاد منذ مقتل الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني في 16 سبتمبر (أيلول) بعد أن اعتقلتها "شرطة الأخلاق".

أضاف البيان أن "العقيد حميد رضا هاشمي وهو عضو آخر في جهاز استخبارات الحرس الثوري توفي متأثراً بجروح أصيب بها في اشتباكات الجمعة مع إرهابيين".

"حوادث"

وبذلك يرتفع عدد الذين قتلوا، الجمعة، في سيستان بلوشستان (جنوب شرق) إلى 20 بينهم عقيدان من الحرس الثوري، في اشتباكات وصفها محافظ سيستان بلوشستان حسين مدرس خيباني بأنها "حوادث". وقال خيباني، إن 20 شخصاً جرحوا في الاشتباكات أيضاً.

وسيستان بلوشستان منطقة فقيرة على الحدود مع باكستان وأفغانستان. وتشهد هجمات أو اشتباكات متكررة بين قوات الأمن ومجموعات مسلحة.

وكانت وسائل إعلام إيرانية رسمية ذكرت أن قوات الأمن أطلقت النار على مسلحين هاجموا مركزاً للشرطة في عاصمة المحافظة زاهدان.

مقتل العشرات

وأدى قمع التظاهرات التي تهز إيران، منذ 16 سبتمبر، إلى مقتل عشرات المتظاهرين، كما قتل خلالها عدد من أفراد قوات الأمن، واعتقل أكثر من 1000 شخص في مختلف أنحاء البلاد.

البلوش والأمن الإيراني

وأدت المواجهات بين البلوش والأمن الإيراني، الجمعة 30 سبتمبر، إلى سقوط عشرت القتلى وكان التلفزيون الحكومي الإيراني قد أعلن أن مسلحين فتحوا النار وألقوا زجاجات حارقة على مركز للشرطة في محافظة سيستان بلوشستان بجنوب غربي إيران.

وقال محافظ المنطقة، حسين خياباني، إن "19 شخصاً قتلوا وأصيب 20 آخرون في الحادثة"، فيما أكد نشطاء من البلوش مقتل حوالى 80 شخصاً.

وأضاف التلفزيون "قتل قائد استخبارات حرس الثورة الإسلامية في سيستان بلوشستان العقيد علي موسوي".

وذكر أن "عدداً من أفراد الشرطة والمارة أصيبوا في تبادل إطلاق النار" في زاهدان عاصمة المحافظة، فيما تحدثت وسائل إعلام فارسية عن وجود عدد متزايد من الصور التي تشير إلى عصيان مدني داخل إيران.

وذكرت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي أن قوات الأمن والشرطة أطلقت النار تجاه المحتجين أمام مقر الشرطة، لكن السلطات المحلية ووكالات الأنباء الإيرانية الرسمية نفت ذلك متحدثة عن مواجهات مع مسلحين قالت إنهم اعتدوا على المقر.

 

 

عشرات القتلى ومئات الجرحى

وقالت منظمة العفو الدولية، الجمعة، إن قمع الحكومة للتظاهرات تسبب حتى الآن في وفاة ما لا يقل عن 52 شخصاً، إلى جانب إصابة المئات.

وذكرت المنظمة في بيان أنها حصلت على نسخة من وثيقة رسمية تظهر إصدار القيادة العامة للقوات المسلحة أوامر للقادة في جميع الأقاليم "بالتصدي بحزم" للمتظاهرين الذين وصفتهم بأنهم "مثيرو شغب ومعادون للثورة".

وأعلنت السلطات الإيرانية أنها أوقفت تسعة أجانب على صلة بالتظاهرات الاحتجاجية، وقالت وزارة الاستخبارات الإيرانية في بيان "أوقف تسعة مواطنين أجانب من ألمانيا وبولندا وإيطاليا وفرنسا وهولندا والسويد في أماكن التظاهرات أو ضالعين في اعمال الشغب".

وعلى رغم ارتفاع عدد القتلى والقمع الشرس من جانب السلطات، فإن مقاطع فيديو منشورة على "تويتر" تظهر قيام محتجين بالمطالبة بإسقاط المؤسسة الدينية.

ونشر حساب "1500 تصوير" على "تويتر" الذي يتابعه أكثر من 150 ألف مستخدم، مقاطع فيديو قال إنها لمحتجين في مدن من بينها الأهواز جنوب غربي البلاد ومشهد في الشمال الشرقي وزاهدان في الجنوب الشرقي، حيث تردد أنهم هاجموا مركزاً للشرطة. ولم يتسن لـ"رويترز" التحقق من صحة مقاطع الفيديو.

ودعا أحد رجال الدين النافذين في إيران اليوم إلى التعامل بحزم مع المحتجين الغاضبين لوفاة شابة إثر احتجاز شرطة الأخلاق لها ويطالبون بإسقاط حكم رجال الدين.

وقال محمد جواد حاج علي أكبري الذي أم صلاة الجمعة في طهران "أمننا هو سمتنا المميزة. الشعب الإيراني يطالب بأقسى عقوبة لمثيري الشغب الهمجيين هؤلاء".

وأضاف "الشعب يريد توضيح ملابسات مقتل مهسا أميني حتى لا يستغل الأعداء هذا الحادث".

غيبوبة

واحتجزت شرطة الأخلاق التي تطبق القيود التي تفرضها إيران على ملابس النساء، أميني (22 عاماً)، وهي من مدينة سقز الكردية شمال غربي البلاد، في طهران هذا الشهر بسبب "ملابسها غير اللائقة".

وتوفيت بعد ثلاثة أيام في المستشفى إثر دخولها في غيبوبة. وأثارت وفاتها أول ظهور كبير للمعارضة في شوارع إيران منذ أن سحقت السلطات احتجاجات ضد ارتفاع أسعار البنزين في عام 2019. وسرعان ما تحولت التظاهرات إلى انتفاضة شعبية ضد المؤسسة الدينية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ومن ناحية أخرى، رفضت إيران انتقادات ضد هجماتها بصواريخ وطائرات مسيرة على إقليم كردستان العراق حيث تتمركز مجموعات كردية إيرانية معارضة مسلحة. ووصفت الولايات المتحدة الهجمات بأنها "انتهاك غير مبرر لسيادة العراق وسلامة أراضيه".

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ناصر كنعاني للإعلام الرسمي إن إيران طلبت مراراً من مسؤولي الحكومة المركزية والسلطات الإقليمية في العراق منع عمليات الجماعات الانفصالية والإرهابية الناشطة ضد الجمهورية الإسلامية.

وأوقفت السلطات الإيرانية امرأة انتشرت صورتها على وسائل التواصل الاجتماعي وهي تجلس في مطعم من دون أن تضع الحجاب، وفق ما ذكرت شقيقتها. وأظهرت الصورة دنيا راد وهي جالسة في مطعم في طهران تتناول وجبة الإفطار على ما يبدو، برفقة امرأة أخرى كانت أيضاً من دون حجاب.

وتم تداول الصورة بشكل واسع على وسائل التواصل الاجتماعي بينما أشاد مستخدمون بتحدي المرأتين قواعد اللباس الصارمة التي تفرضها إيران.

وقالت دينا، شقيقة دنيا، على "تويتر"، "بعد أن نشرت هذه الصورة بالأمس، اتصلت الأجهزة الأمنية بشقيقتي وطلبت منها توضيحات".

وأضافت "اليوم، وبعد أن توجهت إلى حيث طلب منها الذهاب، تم توقيفها. بعد ساعات من الصمت، أبلغتني دنيا في اتصال مقتضب أنه تم نقلها إلى العنبر 209 في سجن إيوين"، في إشارة إلى قسم ذائع الصيت في السجن الواقع في طهران الذي تديره وزارة الاستخبارات. وتابعت "تشعر عائلتنا بقلق بالغ على سلامتها".

عصيان مدني

وتحدثت وسائل إعلام فارسية خارج إيران في الأيام الأخيرة عن وجود عدد متزايد من الصور التي تشير إلى عصيان مدني داخل إيران، إذ تنشر نساء صوراً لأنفسهن وهن يمشين أو يتسوقن أو يجلسن في المقاهي من دون حجاب.

وعلق الصحافي والناشط البارز المقيم في الولايات المتحدة أوميد ماماريان على "تويتر" بالقول "كل ما قامتا به هو الذهاب لتناول وجبة الإفطار من دون حجاب. تم توقيفهما. سياسة الحجاب في إيران وحشية ومريضة إلى هذا الحد".

في الأثناء، شبه البعض على وسائل التواصل الاجتماعي سلوك راد بما قامت به روزا باركس، الناشطة الأميركية سوداء البشرة المدافعة عن الحقوق المدنية والتي قاومت الفصل العنصري على متن الحافلات، فنشروا صوراً لباركس في حافلة وراد في مقهى.

كما تم توقيف مؤلفة الأغاني والشاعرة منى برزويي، وفق ما أفاد ناشطون، بعد أن نشرت تسجيلاً مصوراً لنفسها وهي تقرأ قصيدة جاء فيها "سنستعيد هذا الوطن من أيديكم".

ويفيد ناشطون بأن إيران تشهد حملة أمنية تعد الأشرس منذ سنوات لقمع الاحتجاجات التي اندلعت غداة وفاة أميني، وتم على أثرها توقيف نحو 20 صحافياً إضافة إلى ناشطين وشخصيات ثقافية.

والجمعة، تم توقيف لاعب كرة القدم الدولي الإيراني السابق حسين مناحي بعد أن عبر عن دعمه للتظاهرات على حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، بحسب ما ذكرت وكالة "إرنا" الرسمية.

كما أوقفت القوات الأمنية المغني شروين حاجي بور بعد انتشار أغنيته "باراي" (من أجل) التي تتألف من تغريدات في شأن التظاهرات، على تطبيق "إنستغرام" ومشاهدتها ملايين المرات، بحسب المنظمة الحقوقية "المادة 19" ووسائل إعلام إيرانية في الخارج. وحذفت الأغنية لاحقاً من على حسابه.

وسائل قاتلة

من جهتها، قالت منظمة العفو الدولية، الجمعة، إن إيران تستخدم عمداً وسائل قاتلة لقمع الاحتجاجات التي اندلعت بعد وفاة مهسا أميني، مؤكدة أنه من دون تحرك دولي يمكن أن يقتل أو يعتقل مزيد من الأشخاص.

وجاء التحذير بينما أعلنت منظمة غير حكومية أخرى هي "إيران هيومن رايتس" (حقوق الإنسان الإيرانية) ومقرها أوسلو أن 83 شخصاً قتلوا خلال نحو أسبوعين من الاحتجاجات على وفاة الإيرانية مهسا أميني (22 عاماً) بعد اعتقالها من قبل شرطة الأخلاق.

وقالت منظمة العفو في بيان إن "السلطات الإيرانية حشدت جهازها القمعي الجامح المكلف إنفاذ القانون لقمع الاحتجاجات بلا رحمة في جميع أنحاء البلاد، في محاولة لسحق أي تحد لسلطتها".

وأضافت "من دون تحرك متضافر من قبل المجتمع الدولي، أقوى من مجرد التعبير عن الإدانة، يمكن أن يتعرض عدد لا يحصى من الأشخاص للقتل والتشويه والتعذيب والاعتداء الجنسي والزج بهم خلف القضبان".

وأكدت المنظمة أنها فحصت صوراً ومقاطع فيديو تظهر أن معظم "الضحايا قتلوا على يد قوات الأمن التي أطلقت الذخيرة الحية".

وقالت منظمة العفو إنها حصلت في 21 سبتمبر على وثيقة رسمية مسربة تطلب من الضباط الذين يقودون القوات المسلحة في المحافظات "التصدي بعنف" للمتظاهرين.

وفي وثيقة أخرى مؤرخة في 23 سبتمبر، أمر قائد القوات المسلحة في محافظة مازندران، حيث وقعت بعض أعنف الاشتباكات، قوات الأمن "بالتصدي لأي تظاهرة للمشاغبين بلا رحمة، وحتى التسبب في الموت" بحسب المنظمة غير الحكومية.

وقالت منظمة العفو إنها تستطيع تأكيد مقتل 52 شخصاً في الاحتجاجات، لكن الحصيلة أكبر على الأرجح.

وتأتي دعوة منظمة العفو الدولية بينما تتواصل حملة قمع متصاعدة أسفرت أيضاً عن اعتقال عدد كبير من الصحافيين والناشطين وغيرهم من الشخصيات العامة.

 

المزيد من متابعات