Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أفضل الكتب عن حياة الملكة إليزابيث الثانية

تقدم حقائق عمن حكمت البلاد سبعة عقود وتحكي قصتها من الشباب إلى اليوبيل الماسي

اشتهر عنها أنها لم تجر مقابلات وبالتالي فإننا لم نعرفها إلا عبر خطاباتها (اندبندنت)

لطالما تمَلَّكَ كثيرون منا إحساس بأننا نعرف الملكة [إليزابيث الثانية]. إنها من ثوابت حياتنا. إذ توجد صورتها على العملة التي نستخدمها وكنا نشاهدها حينما تطل علينا في بيوتنا عبر شاشات التلفزيون كل سنة لإلقاء خطاب أعياد الميلاد، وبالتالي فمن السهل فهم سبب تأثر الناس بوفاتها في الثامن من سبتمبر (أيلول) 2022.

كانت شخصية محترمة وتحظى بشعبية وتعتبر قوة تلاحم بالنسبة إلى الأمة، أثبتها نجاح احتفالات اليوبيل البلاتيني لجلوسها على العرش والطمأنينة التي بعثتها في القلوب حينما اقتبست عبارة [المغنية البريطانية الراحلة] فيرا لين في خطابها الموجه للناس في ذروة وباء كورونا "سنلتقي مرة أخرى"، التي أصبحت الآن مؤثرة للغاية من مناح كثيرة.

في عام 2015 حينما صار حكمها لبريطانيا هو الأطول [في تاريخ الملكية]، قالت بطريقتها الهادئة المعتادة "حتماً ستمر الحياة الطويلة بالعديد من العلامات الفارقة، ولا تستثنى حياتي من ذلك". وكم هي كثيرة العلامات الفارقة التي مرت بها، إذ شاهدت هذه الملكة وصول البشرية إلى سطح القمر وسقوط جدار برلين والتصويت على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

لقد بدأ عهدها بالمشاركة ببرنامج أذيع على الراديو بمناسبة أعياد الميلاد، لكن آخر خطاباتها كانت متاحة للمشاهدة بواسطة الهواتف الذكية، وأسهم عهدها في تشكيل وتوثيق ونظم العالم بالشكل الذي نعرفه اليوم.

لم تكن إليزابيث الثانية مجرد متفرجة على الحوادث التاريخية، فقد كانت هي وعائلتها في قلب العديد من المناسبات التي لا تنسى. يشمل ذلك الحوادث الإيجابية مثل اليوبيلات المتعددة أثناء حكمها وحفلات زفاف أحفادها، من ويليام إلى بياتريس.

على كل حال شهدت العائلة وبقية البلاد أيضاً أثناء تلك الحقبة نفسها وفاة ديانا عام 1997، وقرار دوق ودوقة ساسكس [الأمير السابق هاري وزوجته ميغان مركل] التنحي عن منصبيهما كفردين من كبار أفراد العائلة المالكة والانتقال إلى الولايات المتحدة، بينما شهد عام 2019 مقابلة الأمير آندرو الصادمة ضمن برنامج "نيوزنايت" التي أثرت كثيراً في موقعه وادعاءات الاعتداء الجنسي الموجهة إليه.

لكن هل كنا نعرف فعلاً من هي إليزابيث الحقيقية؟

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

من المعروف أنها لم تجر مقابلة حقيقية على الإطلاق، وكانت دائرتها المقربة منيعة. لطالما كان التحفظ ولا يزال شعار العائلة المالكة. أقرب تواصل معها حدث أثناء الخطابات السنوية بمناسبة أعياد الميلاد وقد كانت تكتبها بنفسها، ومع ذلك فقد رأينا حسها الفكاهي الذي تجسد في المقطع الترويجي مع جيمس بوند في حفل افتتاح "أولمبياد لندن" 2012، وقد أتيح لنا اكتشاف بعض جوانب شخصيتها الحقيقية حينما سعت الصحافة إلى اقتباس أقوال أولئك الذين التقوا بها وقضوا وقتاً معها، أو عبر الموظفين السابقين الذين تجرأوا على تدوين كتبهم الخاصة.

في المقابل لا يشكل ذلك كله سوى جزء صغير من قصة المرأة الحقيقية التي كانت ترتدي التاج، وبالتالي فإن أفضل المصادر عن الملكة هي الكتب التي ألفها أشخاص عرفوها أو عملوا معها أو لديهم الحماسة للبحث ورواية القصص.

ينصح بقراءة الكتب التالية لإلقاء نظرة أفضل على الحياة الشخصية للملكة والتأمل في مجريات تحدث خلف الأبواب المزخرفة للقصور والمعاطف ذات الألوان المشرقة التي كانت "زي العمل الرسمي" بالنسبة إليها، إضافة إلى تقديم فهم أعمق لعملها كملكة، وهي وظيفة أدتها على مدى 70 عاماً.

 

"الوجه الآخر للعملة" The Other Side of the Coin، تأليف أنجيلا كيلي، صادر من دار "هاربر كولينز"

لا بد من قراءة هذا الكتاب الذي صاغته منسقة ملابس الملكة والموثوقة المقربة منها للتعرف عليها من خلال شخص من الواضح أنه عرفها بطريقة حميمة، وفي حين أن الكتاب يحمل إلى حد كبير صبغة السيرة الذاتية لمؤلفته أنجيلا كيلي التي تتناول رحلتها من ليفربول إلى القصر وعملها مع العائلة المالكة الذي استمر مدة 25 عاماً، فإنها تشاركنا بصور من الداخل عن آلية العمل في خزائن الملابس الملكية، وكذلك تقدم لنا نظرة حقيقية على الملكة عندما لا تكون تؤدي وظيفتها: إنها امرأة مرحة وبسيطة وتهتم بالآخرين.

كيلي التي كانت تلقب بـ "حارسة بوابة الملكة" بفضل أسلوبها الصريح وطبيعتها الحمائية للملكة، لا تشارك القراء صوراً شخصية وحسب، بل حكايات تمس جوهر شخصية الملكة. كان الرابط بينهما متيناً لدرجة أن الملكة أذنت لمنسقة ملابسها الخاصة بتأليف ثلاثة كتب، وكذلك ضمنت أن كيلي ستحتفظ بشقتها التي وهبتها الملكة لها في "وندسور" بعد وصول تشارلز إلى العرش، وهو خروج ملحوظ عن المألوف.

"ملكة العالم" Queen of the World للكاتب روبرت هاردمان، صادر من دار "راندوم هاوس

أجرى الكاتب الملكي المخضرم روبرت هاردمان كثيراً من البحث من أجل هذا الكتاب الذي يركز على الحياة الدبلوماسية الهادئة للملكة وتأثيرها الدولي.

إن ما يجعل هذا العمل مقنعاً للغاية هو أننا لا نرى أو نفهم في كثير من الأحيان تأثير الملكة الذي يأتي على شكل تعليق عابر هنا ودعوة في التوقيت المناسب هناك، والتأثير الذي يمكن أن تحدثه مثل هذه الأعمال التي تبدو بسيطة.

في المقابل يظهر هاردمان لنا النجاحات التي حققتها إليزابيث الثانية، لا سيما مع الكومنولث الذي يقترح أنه لم يستمر إلا بسبب شعبية الملكة.

يعد هذا الكتاب بمثابة دليل حقيقي على تأثير القوة الناعمة التي يمكن أن يمارسها النظام الملكي، وكيف كانت إليزابيث الثانية بارعة في معرفة كيف ومتى توزعها.

بعد قراءة الكتاب تشعر أن لدى الملك تشارلز الثالث فراغاً كبيراً حقاً يتوجب عليه أن يملأه.

 

"الملكة" The Queen للمؤلف ماثيو دينيسون، صادر من دار "هيد أوف زيوس"

تستحق السيرة الذاتية التي كتبها دينيسون عناء القراءة على رغم اللغة التي تكون متقعرة أحياناً، من أجل التعرف على إليزابيث الحقيقية عن قرب.

إنه ينسج بمهارة مصادر لا تقدر بثمن، ويرسم الملكة الراحلة كموظفة في القطاع العام متفانية ومتواضعة تتبع في عملها نهجاً براغماتياً، ولقد استخدمت بمهارة القوة الناعمة التي تمتعت بها، ولم تتعامل أبداً مع حب الناس وولائهم على أنهما أمر مفروغ منه.

يبدي المؤلف رغبته في التحقيق بقضايا عائلية على غرار فشل ثلاث من أصل زيجات أبنائها الأربعة، ونظراً إلى أن هذا الكتاب أنجز في وقت قريب من الحاضر، فقد استطاع التلميح إلى العلاقة بين تراجع تأثير الملكة على أسرتها منذ عام 2017، بعد تقاعد الأمير فيليب ورحيل سكرتيرها الخاص السير كريستوفر جيدت، وحوادث مثل المقابلة التلفزيونية التي أضرت كثيراً بدوق يورك، ومغادرة دوق ودوقة ساسكس العائلة الملكية بشكل مفاجئ.

 

"الأميرات الصغيرات" The Little Princesses للكاتبة ماريون كروفورد، صادر من "دار أوريون للنشر"

نشر هذا الكتاب عام 1950 بتوقيع المؤلفة ماريون كروفورد المعروفة أيضاً باسم كروفي والتي كانت مربية للأميرة إليزابيث والأميرة مارغريت.

يقدم هذا التقييم المتعاطف وشبه المتزلف لطفولتهما من خلال عيون شخص ساعد في تشكيلهما، حكايات ثاقبة عن شخصية إليزابيث التي كانت عموماً طفلة مطيعة ومرتبة وحسنة التصرف، وهي سمات ساعدتها كثيراً.

رأت كروفورد ليليبيت (إليزابيث) أثناء تحولها إلى مراهقة أخذت على عاتقها الواجبات الملكية الموكلة إليها "بجدية وحماسة هائلتين"، لكن كروفورد نبذت لأنها تجرأت على الكتابة وحاولت الانتحار لاحقاً.

لا بد من قراءة هذا العمل بالنسبة إلى أولئك الذين لديهم اهتمام بالملكة وكيف أصبحت الشخص الذي كانته.

 

"الملكة، إليزابيث الثانية والنظام الملكي" The Queen: Elizabeth II and the Monarchy للكاتب بن بيملوت، صادر من "دار هاربر برس"

إن كتاب بن بيملوت ضخم لكنه ممتع ويغطي حكم الملكة على مدى عقود وصولاً إلى عام 2002، مع تركيز واضح على الجانب السياسي في الحياة الملكية.

تم تحديث الكتاب بمناسبة الاحتفالات باليوبيل الماسي، إذ يقيم بيملوت كيف شكلت الملكة الرابط بين دول الكومنولث، ويمكن القول بإنه إرثها الأعظم، وكذلك يسلط الضوء على أجزاء من الدور الملكي ننساها أحياناً، على غرار العبء الذي يأتي مع هذه المسؤولية والملل الحقيقي الذي يرافق المصافحات والمحادثات السريعة أسبوعاً بعد آخر، وبالنسبة إلى أولئك الذين يهتمون أكثر بالجانب الرسمي للحياة الملكية بدلاً من الثرثرة والدراما العائلية، يجب أن يكون هذا الكتاب في مكتبتكم الخاصة.

 

"في المنزل مع الملكة، الحياة عبر ثقب المفتاح في المنزل الملكي" At Home with The Queen: Life Through the Keyhole of the Royal Household للمؤلف بريان هوي، صادر من "دار هاربر كولينز".

لم يتغير شيء يذكر في العالم الملكي منذ كشف بريان هوي عن تعقيدات الحياة الملكية وآليات عمل القصر أوائل الألفية، وعلى رغم أن كتابه لا يتعلق بالملكة نفسها تحديداً، إلا أن التعرف على العالم الذي عاشت فيه يساعد في فهمها كشخص بشكل أفضل.

نطلع على معلومات طريفة من قبيل أن ملاءات سرير الملكة كانت أطول من تلك التي لدى الأمير فيليب، لأنها كانت تفضل "الغوص أكثر" في سريرها (كانا ينامان في غرفتين منفصلتين لتخفيف عبء جداولهما المزدحمة)، وأنها كانت تتوق إلى سماع عازف القربة الذي يوقظها كل صباح.

يُمكننا الكتاب من رؤية تفاصيل صغيرة للشخصيات الملكية على غرار اهتمام الملكة بكلابها والطبيعة المباشرة للأميرة آن، إضافة إلى طريقة سير العمل في القصر الذي يضم مئات الموظفين وعديداً من الإدارات، وهو أمر غير مألوف جداً بالنسبة إلى كثيرين منا.

 

تقييم الكتب حول الملكة اليزابيث الثانية

كل عامين تقريباً يحاول كتاب السيرة الذاتية والمؤرخون تناول حياة الملكة من زاوية جديدة، وبالتالي فثمة مؤلفات كثيرة حول ذلك الموضوع، ولا شك في أنه بعد رحيلها المحزن قبل أسبوعين يجري العمل الآن على مزيد من الإصدارات التي ستشمل حياتها بالكامل.

نوصي بشدة بقراءة "الأميرات الصغيرات"، وهو تصوير حميم لفتاة أرستقراطية لم تكن تعرف أنها ستصبح في المستقبل زعيمة قوية لبريطانيا، وكذلك الأمر بالنسبة إلى تقييم روبرت هاردمان للقوة الناعمة التي كانت إليزابيث الثانية تمارسها، وقد اعتقدنا غالباً أنها محدودة للغاية، ومع ذلك فإن كتابنا المفضل بين المختارات السابقة يتمثل في "الجانب الآخر للعملة" الذي كتبته أنجيلا كيلي، ويرجع ذلك إلى أن المؤلفة استطاعت الوصول بصورة شخصية إلى الملكة طوال 25 عاماً، وبسبب التفاصيل التي تقدمها عن كيفية سير الأمور في الجانب الخاص من الحياة الملكية.

إن احتواء الكتاب على عناصر السيرة الذاتية المخصصة لتقديم كيلي، وهي شخصية غير معروفة إلى حد ما، يجعل قراءته الآن مسلية وكئيبة بعض الشيء، إذ يعرض حياة الملكة في كتاب من تأليف سيدة كانت تجلس لمشاهدة التلفزيون رفقة أشهر امرأة في العالم ربما.

 

 نشر في "اندبندنت" بتاريخ 16 سبتمبر 2022

© The Independent

المزيد من كتب