Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل سحبت الدراما التلفزيونية "بساط الجمهور" من السينما؟

أعمال الفانتازيا الأكثر رواجاً وحضور ملحوظ للسياسة ومسلسل عن بوريس جونسون يثير جدلاً قبل عرضه

مسلسل "خواتم القوة" يحظى بجماهيرية كبيرة مستمدة من شعبية أفلام "سيد الخواتم" (حسابات المسلسل على إنستغرام)

إنه عصر الدراما التلفزيونية أو على الأقل فإن صيف وخريف 2022 يمكن وصفهما في عبارة مختصرة بـ"موسم المسلسلات"، حيث تتسابق المنصات الإلكترونية إلى عرض إنتاجاتها الكبرى ذات الميزانيات الضخمة والتاريخ الحافل من النجاحات.

وعلى مدار الأسابيع الماضية شهدت الخريطة عروضاً ضخمة لأجزاء جديدة من أعمال إبداعية منتظرة بعضها وصلت ميزانيته إلى مليار دولار أميركي في المقابل فإنه خلال الفترة الأخيرة شهدت دور العرض موسماً سينمائياً متواضعاً ولم يكن على قدر التوقعات بالمرة.

وفي أقصى الطموحات يمكن وصف عروضه بالمتوسطة بأفلام مثل ""Bullet Train، و"The Invitation"، و"DC League of Super-Pets"، حيث لم ينقذ شباك التذاكر سوى فيلمي ""Top Gun: Maverick، و"Spider-Man: No Way Home" بعد إعادة طرحه احتفالاً بمرور 60 عاماً على ابتكار شخصية سبايدر مان.

حتى الأفلام التي حظيت بإشادات نقدية اقتصر عرض بعضها على التطبيقات فقط فيما تتنافس المسلسلات بقوة وتحاول كل منصة الارتفاع بسقف الإنتاج سواء في ما يتعلق بالموضوعات المطروحة أو مستوى التنفيذ والتنوع والميزانيات بالطبع، فهل تصبح السلاسل التلفزيونية هي ذاكرة العالم أو حتى ذاكرة شريحة لا بأس بها من المشاهدين لا سيما من يفضلون متابعة المنصات الإلكترونية عوضاً عن الذهاب للسينما؟

ميزانيات غير مسبوقة

فبعد سنوات من السلسلة السينمائية الناجحة "ملك الخواتم" للمخرج بيتر جاكسون، التي كانت نقلة نوعية في عالم الأساطير التاريخية وشكلت هوساً لدى عشاقها الذين أنعشوا سياحة نيوزيلندا باعتبارها الموقع الرئيس لتصويره عاد هذا العالم مجدداً، لكن هذه المرة كمسلسل عبر "أمازون".

المسلسل انطلق عرضه أخيراً، بعنوان ""The Rings of Power، وتجاوز عدد مشاهدي حلقته الأولى 25 مليوناً حول العالم فيما تكلفته التقريبية تصل إلى مليون دولار أميركي وهي الميزانية الأعلى بالنسبة لعمل درامي تلفزيوني في التاريخ ومن المقرر أن تقدم الشبكة منه أربعة مواسم تالية.

 

وحاز العمل في بداية حلقاته على إعجاب الجمهور، حيث أعاد لهم ذكريات شخصيات شعب الهوبيت الشهير في "الأرض الوسطى" بخاصة أن الأحداث تدور قبل آلاف السنين من قصص الأفلام التي يحفظها عن ظهر قلب والعمل مأخوذ عن رواية الكاتب البريطاني جون رونالد رويل تولكين، فيما الأحداث تمزج بين شخصيات جديدة للغاية وأخرى كانت قد ظهرت في السلسلة التي بدأ عرضها للجمهور مع بداية الألفية الثالثة.

عالم الفانتازيا يسيطر

بشكل مباشر ينافس مسلسل "خواتم القوة" في الموسم نفسه، الجزء الأول من ""House of the Dragon من إنتاج "HBO"، وهو عمل ملحمي آخر أو هكذا يطمح مبدعوه حيث إنه مشتق من المسلسل الشهير "لعبة العروش" وتدور أحداثه أيضاً قبل قصة المسلسل حاصد كبرى جوائز التلفزيونية وصاحب الشعبية غير المسبوقة.

العمل الجديد مستند إلى قصة لجورج مارتن وتجاوزت ميزانيته 200 ألف دولار ويتم التحضير حالياً لموسم جديد، وذلك رغم أن الحلقات الأولى للفانتازيا التاريخية التي ترصد درامياً الصراعات الأهلية في مملكة تارجارين لاقت انتقادات قوية ووصفت بأنها استغلال ضعيف المستوى والحبكة لنجاح "لعبة العروش"، بشخصيات أقل جاذبية مع مبالغة في مشاهد العنف.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لدى المسلسلات التلفزيونية دوماً فرص أكبر في تقديم السير الذاتية بصورة تبدو أسرع كثيراً مما يحدث في السينما وأيضاً إنتاج أعمال تعتمد على أحداث سياسية قريبة بالتالي كان من السهل أن تُنجز ست حلقات من "This England" المعروف أيضاً بـ"This Sceptred Isle" بعد أسابيع قليلة من استقالة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون.

المسلسل يتناول الصعوبات التي مر بها السياسي المثير للجدل خصوصاً إبان فترة إغلاق كورونا، التي بسببها أصبح جونسون في مهب الانتقادات والهجوم وتدريجياً خسر منصبه نتيجة لتصرفاته الشخصية أثناء هذه الأزمة.

المسلسل المرتقب سيعرض خلال أيام قليلة عبر "سكاي أتلانتيك" ويؤدي دور جونسون فيه الممثل كينيث براناه الذي كان يستغرق ساعتين لوضع المكياج ليبدو شبيهاً برئيس الوزراء الإنجليزي السابق المثير للجدل، حتى إن بعضاً من طاقم العمل الذي يخرجه مايكل وينتربوتوم لم يكتشفوا شخصيته الحقيقية بسهولة وقد أثار العمل جدلاً كبيراً قبيل عرضه، حيث أبدى المتابعون قلقهم من أن يكون قد تسرع صناعه في الحكم على هذه الفترة وأن عرضه في هذا التوقيت يعتبر سابقاً لأوانه.

سياسة وجرائم قتل

أما الموسم الخامس من "The Handmaid"s Tale" فينتظره عشاق كثر، حيث بدأوا بالفعل التدوين باسم العمل الذي يحمل لمحة سياسية خيالية حتى من قبيل انطلاق عرضه بأيام عبر "Hulu"، من بطولة إليزابيث موس وجوزيف فينيس وإيفون ستراهوفسكي.

العمل يدور في عالم خيالي قاتم حينما تتحول الولايات الأميركية لنظام قمعي تصبح فيه النساء مواطنات من الدرجة الثانية ويكون نصيبهن العقاب القاسي إذا ما حاولن التمرد، فيما جين أوسبورن التي كانت تعمل محررة أدبية تجد نفسها خادمة وأماً بديلة لبعض المسؤولين المستبدين وتبدأ رحلتها في هذا العالم المظلم، والعمل من إخراج ريد مورانو ومايك باركر.

وشهدت الأسابيع الماضية عرض مسلسلات عدة خطفت الانتباه بشدة من أجيال مختلفة سواء تلك التي تصدى لبطولتها نجوم مخضرمون أو حتى التي كانت تعتمد على الوجوه الصاعدة ومن بين الأعمال التي حققت حضوراً نقدياً وجماهيرياً أخيراً أيضاً "Only Murders in the Building" التابع لمنصة "Hulu" في موسمه الثاني من بطولة ستيف مارتن وسيلينا غوميز ومارتن شورت.

وتدور أحداثه حول مجموعة من الأصدقاء الفضوليين الذين يعيشون في مبنى واحد يجدون أنفسهم وسط ألغاز تتعلق بجرائم قتل ومن المقرر أن ينضم لموسمه الثالث النجم بول رود الذي كان له ظهور سريع في الموسم الثالث.

 

كما حقق الموسم الرابع من مسلسل‏stranger things" " نجاحاً ضخماً ومشاهدات قياسية حينما عرض قبل شهرين تقريباً عبر منصة "نتفليكس"، وتدور أحداثه في عالم غرائبي وفانتازي وتتصدى لبطولته ميل بوبي براون التي وضع هذا العمل قدميها على طريق النجومية الحقيقية، بخاصة أنها بدأته حينما كانت لا تزال طفلة صغيرة.

الملاحظ أيضاً أن هناك اتجاهاً قوياً للغاية إلى تقديم قصص خيالية مغرقة في الغرابة والأسطورية والعنف في بعض الأوقات، حيث ينتظر الجمهور أيضاً عرض الموسم الثالث من" The Witcher" لهنري كافيل على "نتفليكس" وتدور أحداثه أيضاً في عالم فانتازي في العصور الوسطى عن بطل يعرف بأنه صائد الوحوش يصادف ساحرة ذات قدرات هائلة.

كما أن النجاح غير العادي الذي حققه المسلسل الكوري " Squid Game ـ لعبة الحبار" جعل "نتفليكس" تجدد لموسم ثان مرتقب، وأجواؤه أيضاً كانت خيالية مغرقة في العنف فيما كان للعمل حضور مميز في حفل جوائز "إيمي" 2022.

لا شك أن المنصات هي التي تقول كلمتها في لعبة الإنتاج والملاحظ أنه خلال هذا الموسم استقبل الجمهور أكثر من مسلسل كبير، حيث إن دورة الإنتاج في هذا المجال أسرع بكثير من السينما لأن وسائط العرض الإلكتروني صاحبة الجمهور الشاسع تستهلك تلك الأعمال بصورة أكبر وسط التنافس الطاحن بين التطبيقات.

المزيد من ثقافة