Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

طهران تعتقل فائزة رفسنجاني والإيرانيون يواصلون تظاهراتهم

اشتباكات بين قوات الأمن ومحتجين في عشرات المدن... والشوارع تحولت إلى "ساحات قتال"

واصل الإيرانيون الثلاثاء تظاهراتهم لليلة الثانية عشرة توالياً احتجاجاً على وفاة مهسا أميني بينما كانت قيد الاحتجاز لدى "شرطة الأخلاق"، في تحد لحملة قمع تقول جماعة حقوقية إنها أسفرت عن مقتل أكثر من 75 شخصاً.

واعتقلت السلطات الإيرانية الثلاثاء ابنة الرئيس الأسبق أكبر هاشمي رفسنجاني بسبب دعمها للاحتجاجات، وفق ما أفادت وكالة "تسنيم" للأنباء، وسط موجة تظاهرات تعم البلاد.

وذكرت الوكالة أن "فائزة هاشمي اعتقلت في شرق طهران من قبل جهاز أمني" لدعمها الاحتجاج في الشوارع، من دون إعطاء مزيد من التفاصيل.

وسبق لفائزة هاشمي، النائبة السابقة والناشطة في مجال حقوق المرأة، أن دخلت في مواجهات مع السلطات الإيرانية.

ففي يوليو (تموز) وجهت إليها تهمة القيام بأنشطة دعائية ضد البلاد والتجديف في تعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي، وفق ما أفاد القضاء في ذلك الوقت.

ونقل عنها يومها قولها على تطبيق "كلوب هاوس" إن مطالبة إيران بإزالة الحرس الثوري من قائمة الإرهاب الأميركية "يضر" بـ"المصالح الوطنية" للبلاد.

وكان والدها الرئيس الراحل رفسنجاني معتدلاً، وقد دعا إلى تحسين العلاقات مع الغرب والولايات المتحدة. وفي عام 2012 حُكم على فائزة هاشمي بالسجن ستة أشهر بتهمة "الدعاية ضد الجمهورية الإسلامية".

 

قوات الأمن تشتبك مع المحتجين

وقالت وسائل إعلام رسمية ومستخدمون على مواقع التواصل الاجتماعي، يوم الثلاثاء، إن شرطة مكافحة الشغب الإيرانية وقوات الأمن اشتبكت مع محتجين في عشرات المدن مع استمرار الاحتجاجات على وفاة أميني.

وعلى الرغم من ارتفاع حصيلة القتلى وشن السلطات حملة قمع شرسة ضد الاحتجاجات، أظهرت مقاطع مصورة على "تويتر" خروج متظاهرين يطالبون بإسقاط المؤسسة الدينية أثناء اشتباكهم مع قوات الأمن في طهران وتبريز وكرج ويزد والعديد من المدن الإيرانية الأخرى.

وقالت منظمة العفو الدولية على "تويتر" إن قوات الأمن الإيرانية ردت على الاحتجاجات باستخدام "القوة غير المشروعة، بما في ذلك استخدام الذخيرة الحية والخرطوش وطلقات معدنية أخرى مما أسفر عن مقتل العشرات وإصابة مئات آخرين".

ووصف الإعلام الرسمي المحتجين بأنهم "منافقون ومثيرون للشغب ومخربون ومحضرون على الفتنة"، وقال التلفزيون الرسمي إن الشرطة اشتبكت مع "مثيري الشغب" في بعض المدن وأطلقت الغاز المسيل للدموع لتفريقهم.

وأظهرت مقاطع مصورة بُثت على مواقع التواصل الاجتماعي من داخل إيران محتجين يهتفون "امرأة... حياة... حرية"، بينما لوح بعض النساء بحجابهن وأحرقنه وأقدمن على قص شعرهن.

وأظهرت مقاطع مصورة على "تويتر" محتجين يهتفون "الموت للديكتاتور"، في إشارة إلى المرشد الأعلى علي خامنئي. وأظهرت مقاطع أخرى إطلاق قوات مكافحة الشغب النار على متظاهرين في مدينتي سنندج وسردشت الكرديتين.

ساحات قتال

وسُمعت هتافات للمحتجين في أحد مقاطع الفيديو من طهران "سأقتل من قتلوا أختي". وجاء في تغريدة على حساب "1500 تصوير" على "تويتر" إن "الشوارع صارت ساحات قتال".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأظهرت مقاطع مصورة أخرى على مواقع التواصل الاجتماعي استمرار الاحتجاجات في عشرات المدن بعد غروب شمس يوم الثلاثاء. وقال حساب "1500 تصوير" على "تويتر"، "هناك إطلاق نار مستمر يمكن سماعه في جابهار وسيستان وبلوخستان".

وأصدر أكثر من 300 مسيحي إيراني بياناً لدعم الاحتجاجات.

وفرضت السلطات قيوداً على الاتصال بالإنترنت في عدة أقاليم، وفقاً لمرصد "نتبلوكس" لمراقبة انقطاعات الإنترنت على "تويتر" ومصادر في إيران، حتى تجعل من الصعب على المتظاهرين نشر مقاطع الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي. 

دعم متزايد

ودعت متحدثة باسم المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان الثلاثاء رجال الدين الذين يحكمون في إيران إلى "الاحترام الكامل للحق في حرية الرأي والتعبير والتجمع السلمي وتكوين الجمعيات".

وقالت رافينا شمدساني في بيان إن التقارير تشير إلى "اعتقال المئات، منهم مدافعون عن حقوق الإنسان ومحامون ونشطاء مجتمع مدني وما لا يقل عن 18 صحافياً".

وجاء في البيان أن "الآلاف انضموا إلى التظاهرات المناهضة للحكومة في أنحاء البلاد على مدار الأحد عشر يوماً الماضية. وردت قوات الأمن في بعض الأحيان بالذخيرة الحية".

وقال مسؤولون إن 41 شخصاً، بينهم أفراد من الشرطة وفصيل مسلح موال للحكومة، قُتلوا خلال الاحتجاجات. لكن جماعات حقوق الإنسان الإيرانية كشفت عن حصيلة أعلى للضحايا.

وقالت منظمة هنجاو المدافعة عن حقوق الإنسان في إيران إن "18 قتلوا وأصيب 898 آخرون في حين اعتقل أكثر من ألف متظاهر كردي في الأيام العشرة الماضية"، مشيرة إلى أن الأرقام قد تكون أعلى.

وذكرت "هنجاو" اليوم أنه خلال الفترة "من الاثنين إلى الجمعة، أُلقي القبض على أكثر من 70 سيدة في كردستان إيران... أربعة منهن على الأقل تحت سن 18 سنة".

وأفادت وسائل إعلام رسمية بأن القضاء الإيراني أنشأ محاكم خاصة لمحاكمة "مثيري الشغب".

إضراب عام

ودعا بعض النشطاء بجانب منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي إلى تنظيم إضراب على مستوى البلاد. وعبر أساتذة جامعيون ومشاهير ولاعبو كرة قدم عن دعمهم للاحتجاجات على وفاة أميني، بحسب تصريحات نشروها على مواقع التواصل الاجتماعي.

ورفض الطلاب في عدة جامعات الانتظام في المحاضرات احتجاجاً على حملة اعتقالات واسعة للطلاب وعنف المواجهات مع قوات الأمن في الجامعات.

وأثارت وفاة أميني إدانات دولية واسعة، بينما اتهمت إيران "مخربين" على صلة "بأعداء خارجيين" بإثارة الاضطرابات. وتتهم طهران الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية باستغلال الاضطرابات لمحاولة زعزعة استقرار إيران.

غوتيريش يطالب بـ"ضبط النفس"

دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اليوم الأربعاء إيران إلى ممارسة "أقصى درجات ضبط النفس" في مواجهة التظاهرات الاحتجاجية.

وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم غوتيريش في بيان إن "الأمين العام يدعو سلطات إنفاذ القانون إلى الامتناع عن استخدام أي قوة غير ضرورية أو غير متناسبة، ويحض الجميع على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس لتجنب تصعيد" الوضع في إيران.

وأضاف "نحن نشعر بقلق متزايد إزاء التقارير التي تتحدث عن عدد متزايد من الوفيات، بمن فيهم نساء وأطفال، على خلفية الاحتجاجات".

كما شدد الأمين العام في بيانه على ضرورة إجراء "تحقيق سريع ونزيه وفعال" في ملابسات موت مهسا أميني.

المزيد من دوليات