Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الدولار يتعزز فوق اليورو ويجتذب "مستثمري الأزمات"

أوجاع أوروبا الاقتصادية تهز سوق عملتها الموحدة في قطاع المدفوعات العالمية 

عزز الدولار تقدمه على اليورو باعتباره العملة الأولى في العالم للمدفوعات (أ ف ب)

تضاءل استخدام اليورو كعملة دفع عالمية الشهر الماضي ووصل إلى أصغر حصة منذ أكثر من عامين، إذ تتعرض العملة الأوروبية الموحدة لضغوط وسط ارتفاع الدولار الأميركي.

وانخفضت المدفوعات باستخدام اليورو إلى 34.5 في المئة في أغسطس (آب)، بتراجع نقطة مئوية كاملة عن الشهر السابق، هابطة إلى أدنى مستوى منذ عام 2020، وفقاً لبيانات من جمعية الاتصالات المالية العالمية بين البنوك (سويفت) وهي شركة عالمية للرسائل المالية.

في غضون ذلك، كان الدولار يكتسب نصيبه منذ مايو (أيار) وظل في صدارة الشهر الخامس عشر على التوالي بحصة 42.6 في المئة. وعزز الدولار تقدمه على اليورو باعتباره العملة الأولى في العالم للمدفوعات الشهر الماضي. 

نحو الأزمات الصعبة

ويأتي الانخفاض بنقطة مئوية كاملة من يوليو (تموز) وسط ارتفاع قيمة الدولار الأميركي وهبوط اليورو بأكثر من 12 في المئة مقابل الدولار، وفقاً لبيانات "سويفت". 

وبينما يكافح الاتحاد الأوروبي مع ارتفاع قياسي في التضخم وأزمة طاقة تلوح في الأفق، يتحول المستثمرون بعيداً من اليورو إلى عملة أكثر أماناً. ويظهر التقرير أن استخدام اليورو انخفض لمدة ثلاثة أشهر متتالية، في حين أن الدولار زاد حصته كعملة مفضلة منذ مايو، محتفظاً بالصدارة للشهر الخامس عشر على التوالي. 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ارتفاع حصة الدولار من إجمالي المعاملات يوسع الفجوة بين المدفوعات في العملتين إلى أوسع نطاق منذ عام 2020، وفقاً للتقرير، إذ ارتفع الفارق في مدفوعات الدولار مقابل اليورو من واحد في المئة في فبراير (شباط) إلى أكثر من ثمانية في المئة في أغسطس. 

كما أشار التقرير إلى أن حصة اليوان الصيني في المعاملات ارتفعت إلى 2.3 في المئة على رغم التباطؤ الاقتصادي في البلاد، في حين أن الين الياباني، الذي انخفض إلى أدنى معدل له منذ 1998 في أوائل سبتمبر (أيلول) لم يمثل سوى 2.7 في المئة من جميع المدفوعات العالمية. 

وكان الدولار الأميركي هو السائد إلى حد كبير في المعاملات منذ عام 2013، وفقاً لــ"سويفت". 

الارتفاع الأكبر من عقدين 

شهد الدولار ارتفاعاً إلى أعلى مستوى خلال عقدين، يوم الأربعاء، بعد أن رفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس أخرى وأشار إلى مزيد من الزيادات الكبيرة في اجتماعاته المقبلة. 

وكانت مكاسب الدولار محدودة منذ أن كان قرار الاحتياطي الفيدرالي متوقعاً على نطاق واسع. ومع ذلك، نظراً إلى أن أسعار الفائدة الأميركية ستكون أعلى لفترة أطول فإن الاتجاه لا يزال داعماً للدولار لبعض الوقت، كما قال محللون لـ"رويترز". 

وأظهرت التوقعات الجديدة لمجلس الاحتياطي الفيدرالي ارتفاع معدل سياسته إلى 4.4 في المئة بحلول نهاية العام، قبل أن يبلغ ذروته عند 4.6 في المئة في عام 2023 للحد من التضخم المرتفع بشكل غير مريح. ومن غير المتوقع قطع سعر الفائدة حتى عام 2024.

وسجل مؤشر الدولار أعلى مستوى له في 20 عاماً عند 111.63 في أعقاب رفع سعر الفائدة الفيدرالية، وكان آخر ارتفاع بنسبة 0.7 في المئة عند 110.97. 

وكان شون أوزبورن، رئيس استراتيجيي الفوركس في "سكوتي بانك" في تورونتو قال في تصريحات لـ"رويترز"، "نتوقع أن يظل الدولار الأميركي ثابتاً على المدى القصير، لكننا لا نزال مترددين في التعامل مع مكاسب إضافية ومستدامة للدولار الأميركي، ونعتقد أنه سيكون راضياً عن استبعاد أخطار الهبوط هنا". 

وقال إن قيمة الدولار أصبح مبالغاً فيها بشكل كبير منذ بداية العام، حيث ارتفع مؤشر العملة بنحو 16 في المئة، وهو أكبر مكسب سنوي بالنسبة المئوية منذ عام 1972 في الأقل، عندما بدأت "ريفينيتيف" سلسلة البيانات. 

حان وقت التصحيح

وأضاف أوزبورن أيضاً أن توقعات الأسعار المرتفعة في الولايات المتحدة قد تم تسعيرها بالفعل بالدولار، مع ارتفاع سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية، أو سعر سياسة البنك المركزي الأميركي، بأكثر من 100 نقطة أساس منذ أغسطس. 

وكان اليورو، المكون الأكبر في مؤشر الدولار، انخفض إلى أدنى مستوى في 20 عاماً، كما تحملت العملات الأوروبية وطأة البيع في أسواق الصرف الأجنبي، إذ أدت تعليقات بوتين في شأن احتمال الاستخدام النووي إلى تفاقم القلق في شأن التوقعات الاقتصادية لمنطقة تضررت بشدة من ضغط روسيا على إمدادات الغاز إلى أوروبا. 

وأشار أوزبورن إلى أن الأخطار الجيوسياسية المرتفعة قد دعمت الدولار كملاذ آمن والبدائل نادرة في العالم المتقدم. وقال "نعتقد أن الوقت قد حان لتصحيح الدولار الأميركي".