Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"سي آي أي" تكشف خفايا عملها المثير في متحف غير مخصص للعموم

من بين معروضات كثيرة هناك مجسم بيت الظواهري ومتعلقات المنشق العراقي الذي نسج حكايات حول امتلاك صدام حسين أسلحة بيولوجية

 

 مدخل متحف وكالة المخابرات المركزية ومتاح الدخول إليه من قبل ضباط الوكالة وشركاء الوكالة الأجانب (سي أي آي)

في مكان يجمع كثيراً من التاريخ الخفي والمثير، أعادت وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي أي) افتتاح متحفها بعد تجديد دام قرابة العام، بالتزامن مع الذكرى الـ75 لإنشاء الوكالة والتي تصادف هذا الشهر.

المتحف، وهو غير مخصص للعموم، يروي قصص بعض المخططات التجسسية الجريئة، منها الناجحة وأخرى أقل نجاحاً إلى جانب بعض الإخفاقات التامة.

من المعروضات التي يمكن نسبها إلى الفئة الأولى، هو نموذج المنزل الآمن في كابول حيث عثرت وكالة الاستخبارات المركزية على زعيم القاعدة أيمن الظواهري وقتلته في 31 يوليو (تموز) في غارة بطائرة من دون طيار الذي ظل سرياً حتى قبل أيام قليلة، عندما رفعت عنه السرية هو وغيره من مقتنيات الوكالة مثل كاميرات التجسس ومسدسات ذات الطلقة الواحدة ومئات من القطع المهمة الأخرى في المتحف الواقع في مقر الوكالة في ضواحي فيرجينيا.

وقالت "وول ستريت جورنال" في تقريرها حول المتحف إن نموذج المنزل الذي يصور مبنى من ثلاثة طوابق مع شرفة ومحاطاً بجدران مغطاة بالأسلاك الشائكة، استخدم لإطلاع الرئيس جو بايدن على العملية المخطط لها. وكان من الأهمية بمكان أيضاً إثبات أن الوكالة قادرة على قتل الظواهري، النائب السابق لمؤسس تنظيم "القاعدة" أسامة بن لادن، بصاروخين من طراز "هيلفاير" Hellfire من دون أن ينهار المنزل ويقتل أفراد الأسرة أو غيرهم.

أوضح روبرت باير، مدير متحف وكالة الاستخبارات المركزية، "هذا حرفياً النموذج الذي استخدم في جلسات مناقشة الاستراتيجية في البيت الأبيض".

ولم تكن كل مآثر الوكالة على قدرٍ من النجاح مثل مطاردة الظواهري التي استمرت 21 عاماً، الذي ساعد في التخطيط لهجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001 والهجوم الانتحاري في أفغانستان عام 2009 الذي أسفر عن مقتل سبعة موظفين ومتعاقدين في وكالة الاستخبارات المركزية.

ومن بين الجهود الأقل نجاحاً كانت "آلة طائرة صغيرة على شاكلة حشرة" Insectohopter، وهي نوع من طائرات المراقبة الصغيرة من السبعينيات على شكل حشرة اليعسوب التي صممت بقدرات تتبع هدفها بالليزر. لكن من الناحية العملية، كان قليل من الريح بسرعة 8 كلم/ الساعة كافياً لإزاحتها عن مسارها. ثم كان هناك مسدس "دير" DEAR (DEnied ARea)، وهو سلاح يستهلك مرة واحدة، يمتلك طلقة واحدة ووزع على أفراد القوات المدعومة من وكالة الاستخبارات المركزية التي كان من المفترض أن تستخدمها في مواجهة عدو يمتلك سلاحاً أكبر ونزع سلاحه. اعترف السيد باير بأنها لم تكن فاعلة للغاية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

يروي المتحف نجاحات مذهلة ومواقف محرجة للوكالة منذ إنشائها عام 1947. فالوكالة جندت عملاء سوفياتيين لا يقدرون بثمن خلال الحرب الباردة وساعدت المتمردين الأفغان على إطاحة حركة "طالبان" عام 2001. لكنها شاركت أيضاً في تجسس داخلي غير قانوني في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، وتعرضت لانتقادات شديدة بسبب برنامج ما بعد 11 سبتمبر لاستجواب المشتبه في أنهم إرهابيون الذي وافق عليها الرئيس جورج دبليو بوش وهو برنامج كان ينظر إليه على نطاق واسع على أنه ينطوي على تعذيب.

وقال السيد باير لمجموعة صغيرة من الصحافيين دعيت إلى جولة في المتحف إن الأخير يلعب دوراً في خدمة الوكالة، فهو مفتوح لضباطها "لكي يتعرفوا على دروس الماضي"، ولشركاء الوكالة الأجانب، ويعمل أيضاً كأداة جذب للتوظيف في الوكالة.

وتتطرق إحدى المعروضات إلى قصة جيمس جيسوس أنغلتون الذي أدت مطاردته الحثيثة لعميل سوفياتي مفترض داخل الرتب العليا في الوكالة بين عامي 1954 و1974، إلى تدمير الحياة المهنية لكثر وإحداث اضطرابات داخل "سي آي أي".

تحت عنوان "أين حدث الخطأ؟"، هناك معروضة أخرى تتناول غزو "خليج الخنازير" عام 1961 الذي وافق عليه الرئيس جون كينيدي، إذ قتل أو ألقي القبض على المنفيين الكوبيين المدعومين من وكالة الاستخبارات المركزية الذين حاولوا إطاحة الديكتاتور فيديل كاسترو. يتتبع عدد من المؤرخين علاقة مباشرة بين هذا الفشل الذريع وقرار القيادة السوفياتية نشر صواريخ نووية على كوبا، مما أدى إلى اندلاع أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962.

المعروضة الثالثة تتعلق بالمنشق العراقي "كيرفبول" curveball الذي نسج حكايات حول امتلاك الزعيم صدام حسين أسلحة بيولوجية متنقلة في الفترة التي سبقت الغزو الأميركي عام 2003. على رغم التحذيرات المتكررة من أجهزة الاستخبارات الحليفة حول مصداقية المنشق، استخدمت "سي آي أي" معطياته في تقييمها لبرامج أسلحة صدام، مما ساعد على تبرير قرار السيد بوش بالغزو.

وتكشف المعروضات الأخرى عن سلسلة من أعمال الوكالة، ومنها لافتة سوداء كانت تخص القيادي في "القاعدة" أبو مصعب الزرقاوي وللتذكير بهجمات 11 سبتمبر. أحد أركان المتحف يعرض حقيبة رياضية تخص طالبة جامعية توفيت على متن الرحلة 93 المختطفة أثناء هجمات 11 سبتمبر 2001 التي تحطمت بالقرب من شانكسفيل، بنسلفانيا. كان من المفترض أن تكون الطالبة في رحلة لاحقة، ولكنها وصلت إلى المطار مبكراً واستقلت الطائرة المنكوبة.

في حين أن المتحف ليس مفتوحاً للعموم، كشف السيد باير عن أن بعض محتوياته سيتم عرضها على موقع وكالة الاستخبارات المركزية، لافتاً إلى أن هناك أيضاً خططاً لبناء جولة افتراضية للمتحف ثلاثية الأبعاد.

ولفت المدير إلى أن الركن المفضل لديه يتعلق بقيام وكالة الاستخبارات المركزية بتمويل بناء سفينة ضخمة، "غلومار إكسبلورير" Glomar Explorer التي كان هدفها المعلن علانية هو الجيولوجيا البحرية. لكن هدفها الحقيقي كان استخراج الغواصة السوفياتية النووية K-129 التي غرقت في المحيط الهادئ ورست في قعر البحر على عمق 4500 متر. ولكن أثناء سحب الغواصة إلى السطح، حدث خلل وغرق قسم كبير من الغواصة.

وعلق السيد باير قائلاً "أعتقد بأن المهمة كانت تستحق العناء"، مضيفاً أنها أدت إلى مآثر أخرى "فالأبواب تفتح دائماً أبواباً أخرى هنا وهناك".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير