Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

جويل الفرن: الجمهور لا يفرق بين الممثل وأدواره الشريرة

وفاة والدها أثرت فيها ولا تحبذ الركض وراء المنتجين والظهور على السوشيال ميديا

الممثلة جويل الفرن خريجة الجامعة اللينانية (صفحة الممثلة - فيسبوك)

يضم رصيد الممثلة جويل الفرن أكثر من 50 مسلسلاً تلفزيونياً من بينها "حنين الدم" و"الباشا"، وهند خانم" و"ذات ليلة" وغيرها. بدأت التمثيل في سن مبكرة عندما خضعت لتجربة أداء خلال دراستها المسرح عام 2008 واختيارها للمشاركة في مسلسل "للحب وجه آخر".

تتنوع تجربتها بين الأعمال اللبنانية والأعمال المشتركة مثل مسلسلي "صبايا خمس" و"أبو خليل القباني" مع الممثل باسل خياط، أما في مصر فشاركت في مسلسل "طلقة حظ" وأطلت كضيفة شرف في مسلسل "فرقة ناجي عطا الله" لعادل إمام. كذلك كانت لها مشاركة مع الممثل اللبناني إيلي شالوحي في المسلسل التونسي "الأكابر"، وخاضت تجربة سينمائية وحيدة من خلال فيلم "شرعوا الحشيشة".

لفتت الأنظار إليها بفضل أدائها المتميز وبرعت بأدوار الشر ولمع اسمها بدور "أماني" في مسلسل "عندما يبكي التراب". آخر أعمالها المسلسل اللبناني "الزمن الضائع" وهي حالياً بصدد تصوير مسلسل جديد بعنوان "أسماء من الماضي" للمنتج والمخرج إيلي معلوف ويفترض أن يعرض خلال الفترة القريبة المقبلة.

حظ وموهبة وكاريزما

ومع أن الفرن تحب التمثيل كثيراً إلا أنها ابتعدت عن المجال أكثر من مرة لأنه "لا يؤمن للممثل مستقبلاً لائقاً ولا أمان له ولا استقرار فيه" كما تقول. وتضيف "بعد الانتهاء من تصوير مسلسل يمكن أن أبقى لمدة عام كامل من دون عمل، وهذا الأمر يجعلني أفكر بماذا يمكن أن يحل بي عندما أتقدم في السن! ولكنني أدمنت التمثيل وهو يجري في دمي، كما أنني أملك الموهبة وأشعر أنني ولدت لكي أكون ممثلة، لذلك عندما أبتعد لا ألبث أن أحن إليه لأنني لا أستطيع أن أكمل حياتي من دونه". وتشير إلى أنها لا تعرف الدوافع التي جعلت كثيرين يتجهون نحو هذه المهنة، وتقول "ربما هم يفعلون ذلك من أجل الشهرة أو لكي يصلوا إلى مجالات وأماكن أخرى، مع أن البعض لا يملكون الموهبة. وحتى الذين درسوا وتدربوا وتعبوا من المستحيل أن يتطوروا في المهنة إذا لم يكونوا موهوبين، ولكن الجمهور هو الذي يقرر من يستمر ومن لا يستمر، بخاصة أن الحظ يلعب دوره أيضاً وكذلك الكاريزما والقبول عند الناس".

هل تعتبر أنها كممثلة تملك كل هذه المواصفات؟ تجيب "في بداياتي كنت ألعب دور الشريرة دائماً، وهذا الدور لازمني وانطبعت فيه. وفي ما بعد سألني كثيرون لماذا تحصرين نفسك في أدوار معينة مع أنني كنت أنوع في أدواري، ولكن أدوار الشر تترك أثراً عند الناس أكثر من غيرها. الناس الذين يتعرفون إلي يؤكدون بأن شخصيتي الحقيقية لا تشبه الشخصيات التي ألعبها، مما يعني أنني أجيد تقديمها وأن أدواري تستفز المشاهد، وهذا الأمر يفرحني كثيراً. في فترة من الفترات ابتعدت لمدة ثلاث سنوات ولكن الناس لم ينسوني، بل هم حرصوا على التواصل معي، وسألوني عن سبب ابتعادي، مع أنني كنت بعيدة جداً عن السوشيال ميديا. وعندما عدت لمست محبة كبيرة لي وانتظاراً منهم لإطلالاتي. ويومها غبت بسبب وفاة والدي التي أثرت في كثيراً وجعلتني أشعر بأنني فارغة داخلياً، وغير قادرة على العطاء. ولغاية اليوم لست كما كنت عليه قبل عام 2016".

على قدر المسؤولية

وعما إذا كان وضعها الحالي يؤثر في قدراتها وعطائها كممثلة تؤكد الفرن "أنا عدت عندما شعرت بأنني أستطيع الوقوف في موقع التصوير ووراء الكاميرا، ولكن في الوقت نفسه تغير إحساسي وصرت أعتمد على التقنيات، كما كنت أفعل خلال دراستي الجامعية. عندما أقبل بدور معين، فيجب أن أكون على قدر المسؤولية وإلا لا داعي له. عندما رحل والدي كنت أشارك في مسلسل (كل الحب كل الغرام) وكنت قد أنجزت يومين من التصوير، فتحدثت إلى المنتج إيلي معلوف واعتذرت إليه وأخبرته أنني غير قادرة على العطاء، ولا يمكنني أن أكمل التصوير، وهو تفهم وضعي، ثم غادرت لبنان لفترة من الزمن لأنني شعرت بأنني لا أستطيع البقاء فيه".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في المقابل تؤكد الفرن أنها لم تنل حقها كممثلة مع أنها تحافظ على وجودها في الساحة الفنية، وتعيد السبب إلى الفرص لكونها تعتمد على الحظ، وتعتبر أنها غير محظوظة وليست نشيطة بما يكفي، موضحة ذلك بقولها "أنا لا أوجد في المناسبات الفنية ولا أذكر المنتجين بوجودي، كما أنني لا أتواصل مع شركات الإنتاج كما يفعل غيري. ولا أحب التنازل لأحد ومن يرغب بالتعامل معي فأنا موجودة. هكذا هي شخصيتي ولطالما كنت كذلك منذ الطفولة، ولا أجيد لغة المسايرة و(تبييض الطناجر). حتى إنني نادراً ما أخضع لجلسات تصوير وأنشر صوري عبر السوشيال ميديا كما يفعل غيري من الفنانات، لأنني لم أدخل المجال طمعاً بالشهرة والأضواء، بل لأنني أحب التمثيل، ولا أقبل إلا بالدور الذي يعجبني وعندما أنتهي من العمل أغادر إلى بيتي فوراً". وهل تقصد أن الممثلات الكفؤات والجديرات لا يحصلن على الفرص التي يستحققنها؟ تجيب "طبعا، يوجد في لبنان ممثلات رائعات ولكنهن قابعات في بيوتهن من دون عمل، وهذا أمر محزن جدا، بينما توجد أخريات على الشاشة بشكل دائم مع أنهن لا يملكن إلا جزءاً يسيراً من موهبة الممثلات الحقيقيات، خصوصاً مع انتشار موجة الدراما المشتركة".

بين الحقيقة والتمثيل

الفرن التي حصرها المنتجون في أدوار الشر تحدثت عن التأثير السلبي لهذه الأدوار في مسارها الفني، وشكرت الله لأن دورها في عملها الجديد "أسماء من الماضي" لا علاقة له بالشر. وقالت "هو دور أساسي أقدم من خلاله شخصية فتاة اسمها (زينة) تحب إخوتها كثيراً، وتبدأ مشكلاتها بسبب رجل مهووس بها ولكنه يرفض زواج شقيقها بأخته. أدوار الشر لم تؤذني مهنياً، ولكنها أذتني من ناحية محبة الناس لي. وعندما أطل عليهم مباشرة يقولون لي إن شخصيتي الحقيقية لا تشبه الشخصيات التي ألعبها لأن فيها لؤماً. أدوار الشر أصعب بكثير من غيرها لأنها مركبة وتستفز بطريقة لا شعورية، خصوصاً عندما تكون المحرك الأساسي لأي مسلسل. كان يستهويني أن أتحدى نفسي من خلال تقديم شخصيات لا تشبهني، ولكن في مرحلة لاحقة تبين لي أن الناس لا يفرقون بين التمثيل والحقيقة، ويمكن أن يصدقوا الشخصية التي يرونها على الشاشة، وهذا أمر مزعج جداً. مثلاً، كان الناس يصدقون بأن الممثل الراحل محمود المليجي شخص شرير جداً وكانوا يحكمون عليه انطلاقاً من أدواره، مع أنه كان شخصاً طيباً جداً في الحياة. ولذلك أنا لا ألوم الناس، لأنني أنا أيضاً أنفر بطريقة لا شعورية عندما أشاهد مسلسلاً يلعب فيه أحد الممثلين شخصية الشرير".

اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة