Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بعد المأزق الأوكراني فلاديمير بوتين يشن هجوماً تبعاته فادحة

في غضون ساعات، انتقل الرئيس الروسي من التصالح إلى الهجوم العالي المخاطر

فلاديمير بوتين يخاطب الروس عبر التلفزيون يوم الأربعاء مع إعلان التعبئة الجزئية (أ ب)

الأسبوع الماضي، وقعت مجموعة تطورات مهمة شكلت بارقة أمل بإحلال السلام في أوكرانيا، إذ أقرّ فلاديمير بوتين بأن شي جين بينغ عبّر عن قلقه البالغ بشأن الحرب، فيما انتقد ناريندرا مودي الزعيم الروسي علناً بسبب عملية الغزو.

تفادت الصين والهند، القوتان الاقتصاديتان والعسكريتان الضخمتان، حتى الآن إدانة موسكو على خلفية هذا الصراع، وأضعفتا العقوبات الدولية المفروضة عليها بشرائهما النفط الروسي بسعر منخفض. وفسّر الغرب هذا التغيير في موقفهما على أنه تراجع شديد للدعم، قد يدفع الكرملين إلى القبول بأن الانتصار العسكري ما عاد ممكناً والسعي للتوصل إلى هدنة.

رد الرئيس بوتين على الانتقادات التي وُجهت له بنبرة ليّنة خلال مؤتمر قمة عُقد في أوزبكستان، إذ قال لرئيس الوزراء مودي "سوف نبذل قصارى جهدنا لوقف (الحرب) بأسرع وقت ممكن" والتعامل مع "الهواجس التي تعبرون عنها". وقال للرئيس شي إنه يتفهم "أسئلتكم وهواجسكم" بشأن الحرب".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويوم الثلاثاء، أعلن رجب طيب أردوغان أن بوتين يسعى لإنهاء النزاع وأن "خطوة مهمة" تلوح في الأفق من أجل تحقيق هذه الغاية. وقال الرئيس التركي إن بوتين "يبيّن لي فعلاً استعداده لإنهاء هذا الوضع بأسرع وقت ممكن، لأن مسار الأمور حالياً إشكالي جداً".

بعد مرور 24 ساعة على هذه التصريحات، أعلن بوتين التعبئة الجزئية لجنود الاحتياط من أجل المشاركة في "عمليته العسكرية الخاصة"، فيما أضاف وزير الدفاع سيرغي شويغو أن 300 ألف روسي لديهم خبرة قتالية سيُستدعون الآن للمشاركة في القتال.

كما أدلى بوتين بأعنف خطاباته منذ إرسال قواته إلى أوكرانيا، إذ ضاعف احتمال توجيه ضربات نووية. وقال "عندما يطاول التهديد وحدة أراضي بلادنا وسيادتها، لا شك في أننا سوف نسخّر كل الوسائل المتاحة بين أيدينا لحماية روسيا وشعبها. وهذه ليست خدعة، على من يحاول ابتزازنا بالسلاح النووي أن يعلم بأنّ السحر قد ينقلب على الساحر".

يلقي بوتين ومناصروه باللوم على الغرب لطرحه ورقة السلاح النووي في موضوع أوكرانيا. لكن كافة التهديدات بشن هجمات نووية جاءت من صقور موسكو. وآخرها من مارغريتا سيمونيان، رئيسة تحرير هيئة البث التي تملكها الدولة، "آر تي"، التي قالت "بالنظر إلى ما يحدث وما يوشك أن يحدث، إما يسجّل هذا الأسبوع خطوة باتجاه انتصارنا القريب أو خطوة باتجاه حرب نووية. لا أرى أي حل ثالث".   

وفي كلام سيمونيان عمّا "يوشك أن يحدث" إشارة إلى الوضع الميداني، والمكاسب الضخمة التي أحرزها الهجوم الأوكراني الحالي، وجنود الاحتياط الروس الذين اعتبرهم أردوغان "إشكالية".

تفاجأ الجميع، الأوكرانيون ضمناً، بسرعة تقدمهم وبتداعي الخطوط الروسية في بعض المناطق. إذ لم يستولوا على معاقل روسية عسكرية أساسية في الشمال الشرقي فحسب، بل استرجعوا مستوطنات في دونباس كذلك.

وتزمناً مع إعلان بوتين عن التعبئة الجزئية، أعلن الكرملين عن إجراء استفتاء شعبي في دونيتسك ولوغانسك وزابوريجيا وخيرسون. وسوف يستتبع ذلك ضمّها إلى روسيا، بلا أي شك. 

لكن بعض المعارك قد اقتربت الآن من حدود جمهوريتي لوغانسك ودونيتسك اللتين تسيطر عليهما روسيا منذ حرب عام 2014.

وكان بوتين قد صرّح بأن أحد الأهداف الرئيسية للعملية العسكرية هو السيطرة على- "إعادة توحيد"- أجزاء دونباس الواقعة بأيدي الأوكرانيين. وتسيطر موسكو في الوقت الحالي على نصف الأراضي تقريباً، بما فيها بلدات مثل سيفيرودونيتسك وليسيشانسك.

لكن الآن، يبرز احتمال حقيقي في أن يسترجع الأوكرانيون هذه المناطق، وأن يعيدوا السيطرة على الأراضي التي أخدتها منهم روسيا عام 2014.

وهذا الضرب من الإذلال محال بالنسبة لروسيا. أوقع بوتين نفسه في مأزق. وهو يشن هجوماً لهذا السبب وقد أضيف مستوى جديد من الشك والخطر إلى حرب أوكرانيا، سيخلّف تبعات على أوروبا والعالم.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من تحلیل