Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الحقيقة وراء قصة الرجل الذي تركه دب سيبيري "يبدو وكأنه مومياء" بعد احتجازه لمدة شهر

ظهر ذلك الرجل (أليكساندر) في قصة أخرى كمومياء تخرج من إحدى المقابر

الدب البني يتثاءب بعد الاستيقاظ من سبات شتوي في حديقة حيوان موسكو ، 4 أبريل 2006. (أ ف ب).

بدت القصة رائعة جداً وكأنها حقيقة. عن شخص إسمه " أليكساندر" - دون ذكر أي تفاصيل أخرى عنه - يخرج من أعماق براري جمهورية "توفا" في سيبيريا بعد أن قضى شهراً كاملاً في عرين أحد الدببة. وتروي القصة أن أليكساندر نجى بعد أن إحتفظت به الدببة كطعام. وخلال تلك الفترة اعتمد على بوله في الشرب. يالها من "معجزة" إنه لم يمت.

جابت منشورات هذه القصة الرائعة العالم بأسره عن " المومياء الروسية التي عثرت عليها كلاب الصيد" مع فيلم مصور لما بدا وكأنه جسد أليكساندر الهزيل والذي بدا عليه الإعياء الشديد وهو ملقى في المستشفى.

لكن إتضح في الأخير أن هذه القصة لم تكن حقيقية على الإطلاق.

مثلها مثل معظم قصص صحف التابلويد الروسية التي تفوق الخيال غزت قصة رجل الدببة آفاق المملكة المتحدة عبر مؤسسة مشهورة تقدم خدمات نشر وتستقي معظم معلوماتها من الصحف الشعبية الروسية.

وبهذه الطريقة تصل إلينا قصص وأخبار كثيرة عن أكلة لحوم البشر في سيبيريا وجرائم القتل الجماعي وقتلة الأطفال وأطباء أمراض النساء الساديين وعجائز يتم إغتصابهن حتى الموت.

في بعض الأحيان تقدم هذه المصادر قصصا جيدة مقبولة ويمكن تمرريها لكن هذه المرة كانت القصة غير معقولة ماجعل الكل ينقر عليها لقراءة التفاصيل؛ ماجعل أيضاً المصدر الروسي الناقل للقصة يغفل مسألة التحقق منها - هذا المصدر هو موقع أخبار غامض يعمل تحت إسم ’إي آيه دايلي‘ أو أن هذا المصدر له قواعد وإعتبارات أخرى تخصه.

وفي تصريح لصحيفة الاندبندنت قال مدير تحرير الموقع السيد "أليكس ديمين" إنه حصل على الفيلم المصور للرجل عبر أحد المصادر المحلية الذي بدوه تحصل عليه عبر أحد أصدقائة الصياديين "أرسله له عبر شبكة التواصل الإجتماعي". وقال إنه كان بانتظار مزيد من التفاصيل كانت ستصل إليه بعد يومين من النشر.

طار فريق الموقع فرحاً بالنجاح الذي حققة المقال عن رجل الدببة والذي يُعتبر أكثر المواضيع شهرةً على الموقع فقد حاز على 300 ألف مشاهدة.

لكن هذه ليست أول مرة يظهر فيها فيديو " المومياء الحية".

فقد ظهرت قصة أخرى مشابهة في التاسع عشر من يونيو (حزيران) جرت أحداثها على منتجع "سوتشي" في البحر الأسود.

 وبالصدفه كان اسم بطل هذه القصة هو أيضاً " أليكساندر" . وزيادةً في التهريج نجى الرجل بإعجوبة مما لا يمكن النجاة منه فقد خرج من تحت التراب في أحد المقابر. وشارك المراهقيين المحليين عبر شبكات التواصل الاجتماعي مقاطع فيدو يظهر فيها أليكساندر الحي الميت.

إلا أن لقطات هذا المقطع من الفيديو تظهر نفس الصور التي قيل أنها للرجل الذي نجى من الدببة المتوحشة في الأسبوع السابق. 

لا عجب إذاً أن المسؤلين المحليين أكدوا لاحقاً أن القصة مزيفة - فلم يكن هناك مزيد من جثث المومياء الحية او حتى آثار نبش في المقبرة.

كما أقر السيد " ديمين " يوم الخميس بأن الشرطة المحلية في جمهورية توفا تواصلت معهم ووجهت لهم تهمة تزوير قصة رجُل الدب.

بالطبع كانت القصة مخادعة وذات حبكة مقنعة للغاية وهذا ماجر الموقع الإخباري لتصديقها.

تم إنتاج مقاطع الفيديو في القصتين باحترافية شديدة أستخدمت فيها دمية وأعمال مكياج ومؤثرات خاصة متقنة.

وحتى هذه اللحظة لم يتضح بعد من وراء هذه القصة أو ماهي الدوافع لإختلاق هذه الأكاذيب: هل كان الهدف إظهار مدى حماقة الناس في تصديق ونشر الأخبار الزائفة أو أن الغرض كان مجرد التسلية فقط أو بلوغ شئ ما. ربما قريباً نحصل على إجابات عن كل تلك التساؤلات.

© The Independent

المزيد من دوليات