Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل تبقى الصين إلى جانب بوتين مع تصعيده في حرب أوكرانيا؟

يرى خبراء أن بكين ستواصل الدعوة إلى الحوار والحل السلمي بينما ترفض إدانة هجوم موسكو

الرئيسان الصيني شي جينبينغ (إلى اليمين) والروسي فلاديمير بوتين خلال قمة منظمة شنغهاي للتعاون (أ ف ب)

قال خبراء إنه من غير المرجح أن يتخلى الرئيس الصيني شي جينبينغ عن "صديقه القديم" الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حتى مع قرار الأخير الخاص بإرسال ألوف من القوات الإضافية إلى أوكرانيا وعبء تهديداته النووية على شراكة بكين التي "بلا حدود" مع موسكو، وأضافوا أن الصين ستواصل بدلاً من ذلك موقفها الغريب الداعي إلى الحوار والحل السلمي بينما ترفض إدانة الهجوم الروسي على أوكرانيا.

وأبلغ وزير الخارجية الصيني وانغ يي نظيره الروسي سيرغي لافروف على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، الخميس 22 سبتمبر (أيلول)، أن بكين تتمسك بموقف "موضوعي" و"عادل".

وزاد التقارب بين شي وبوتين في الأعوام الأخيرة مع غياب ثقة الطرفين بالغرب، وأعادا تأكيد شراكتهما قبل أيام فقط من هجوم روسيا على أوكرانيا، إلا أن الصين تحرص على عدم تقديم أي دعم مادي مباشر ربما يتسبب في فرض عقوبات غربية عليها.

واعترف بوتين بتلك القيود الأسبوع الماضي عندما التقى الرجلان في أوزبكستان للمرة الأولى منذ بدء الحرب، إذ وصف شي بأن لديه أسئلة ومخاوف بخصوص الوضع في أوكرانيا وأشاد بموقفه "المتوازن".

الجغرافيا السياسية

وقال مؤسس "مركز الصين والعولمة" ومقره بكين هنري وانغ هوياو "لا أتصور كيف يمكن أن يتغير الموقف... الصين لا تدعم الحرب ولا تدعم الصراع، كان هذا واضحاً للغاية منذ البداية".

وتعلن روسيا أن ما تقوم به في أوكرانيا "عملية خاصة" تهدف إلى تقويض القدرات العسكرية لجارتها واجتثاث من تصفهم بالقوميين الخطرين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وعلى رغم أن الصين ربما كانت تأمل في حرب قصيرة، فإن تحركات بوتين في ميدان المعركة في أوكرانيا التي تهدف إلى احتواء الهزائم الأخيرة، من غير المرجح أن تثير قلق بكين أو أن تغير الطبيعة الراسخة لعلاقة البلدين، بحسب محللين، ويظل العامل المتحكم في مجريات الأمور هو الجغرافيا السياسية، بما في ذلك تنافس بكين مع واشنطن.

ومن المرجح أن يتعزز التعاون الاقتصادي بين الجارتين العملاقتين، بحيث تستفيد الصين بإمدادات طاقة أكثر وأرخص بينما تعوض روسيا الخسائر الناجمة عن الحظر المفروض من جانب الاتحاد الأوروبي.

وقال مدير معهد الصين في كلية الدراسات الشرقية والأفريقية بلندن ستيف تسانغ "الأمر الأكثر أهمية لشي هو ألا يفشل بوتين أو أن يتسبب الغزو في فوضى قد تلحق أضراراً جانبية بالصين، لا سيما في المجال الاقتصادي... فالمحرك الرئيس في سياسة شي الخارجية هو وضع الصين في المرتبة الأولى".

البقاء بعيداً من الفوضى

وقدمت وسائل الإعلام الصينية الرسمية تغطية مقتضبة لخطاب بوتين الأخير حتى بعدما تسبب في اضطراب الأسواق العالمية وأثار إدانات القوى الغربية، إلا أن التصريحات حظيت بمناقشة مستفيضة بين رواد منصة "ويبو" الصينية، الشبيهة بـ"تويتر"، تراوحت بين الدعم والصدمة والانتقاد من دون أن تقوم الجهات الرقابية بحذفها.

وقال يوان جينغ دونغ الأستاذ المساعد في جامعة سيدني والمتخصص في السياسة الدفاعية والخارجية الصينية إنه يتوقع أن تواصل الصين السير على الخط الرفيع المتمثل في الامتناع عن انتقاد روسيا علانية ولا إظهار التعاطف مع أوكرانيا، بينما تمتنع في الوقت ذاته وقدر الإمكان عن دعم ما يقوم به بوتين، وأضاف "بما أن مستشار بوتين للأمن القومي (كان) في الصين عندما أصدر بوتين هذا الإعلان، فربما يكون هناك بعض الطمأنة من الصين لروسيا بشأن أهمية العلاقات الثنائية ولكن أيضاً إشارة واضحة إلى ما يمكن لروسيا أن تتوقعه فعلياً من الصين".

وأردف "في هذه المرحلة يبدو أن خيار بكين هو البقاء بعيداً من الفوضى والخطر المتزايد الذي يسببه الغزو الروسي".

اقرأ المزيد

المزيد من تحلیل