Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

علاجات متطورة للسرطان تخفض الوفيات الناجمة عنه

الأدوية المناعية أثبتت فاعلية كبيرة في التعامل مع أنواع مختلفة من المرض في أميركا

السيدة الأميركية الأولى جيل بايدن وملكة إسبانيا ليتيسيا تزوران مركز إيرفينغ الطبي في جامعة كولومبيا بولاية نيويورك، للإضاءة على أهمية أبحاث السرطان، الأربعاء 21 سبتمبر الحالي (أ ف ب)

تتزايد أعداد حالات الشفاء من الإصابة بأمراض السرطان باضطراد في العقدين الأخيرين بفضل أنواع العلاجات الجديدة وتطور أدوات التشخيص وسبل الوقاية من الإصابة. وكشفت دراسة للرابطة الأميركية لأبحاث السرطان عن انخفاض كبير في أعداد حالات الوفاة من الإصابة بالسرطان في السنوات الأخيرة.
ونقلت شبكة "أن بي سي نيوز" عن د. ستيفن أنسيل من مركز السرطان الشامل في "مايو كلينك" بولاية مينيسوتا قوله إن "هذه أوقات مثيرة جداً في ما يخص التعامل مع مرض السرطان... فنحن نشهد انخفاضاً مطرداً في الوفيات من الإصابة بالسرطان".
وبحسب نتائج تقرير الرابطة السنوي وعنوانه "تقرير تطور أمراض السرطان"، فهناك 18 مليون حالة شفاء من المرض حالياً في الولايات المتحدة، مقارنة مع ثلاثة ملايين فقط في 1971. وأعاد الرئيس الأميركي جو بايدن طرح مبادرته "حملة السرطان الكبرى" وأعلن الأسبوع الماضي عن الخطوط العريضة لتوسيع نطاق برنامج الحملة. وتستهدف الحملة زيادة التمويل لأبحاث السرطان خصوصاً في مجال العلاج المناعي.
وقالت رئيسة الرابطة الأميركية لأبحاث السرطان د. ليزا كوسينز "لا يمكنك وقف تمويل أبحاث السرطان الآن على اعتبار أن أشكال العلاج الحالية ستكون كافية، فالاستثمار في الأبحاث العلمية له عائد هائل لصالح الجمهور العام".

العلاج المناعي

من بين أسباب زيادة أعداد المتعافين من الإصابة بأنواع السرطان المختلفة، تطور سبل العلاج المناعي التي تستخدم أدوية حديثة معطلة لمعوقات تصدي الجهاز المناعي الإنساني للخلايا السرطانية. وتقول الدكتورة كوسينز إن "قدرتنا على تنشيط واستغلال قدرة الجهاز المناعي للجسم على محاربة السرطان هائلة... ولهذا السبب نرى أعداداً كبيرة من حالات الشفاء المهمة من الإصابة بأنواع كثيرة من السرطان مثل سرطان الرئة وسرطان الكلى وسرطان الجلد".
وتعمل أدوية العلاج المناعي على جهاز المناعة في جسم المريض ليهاجم خلايا السرطان ويقضي عليها. ويشرح المدير الطبي لمركز سرطان الثدي في مركز "سلون كيترينغ" للسرطان بنيويورك د. لاري نروتون ذلك بالقول إن "خلايا الورم السرطاني خلايا مارقة، لكنها تظل خلايا الجسم نفسه. وجهاز المناعة في الجسم مصمم بالشكل الذي يجعله لا يهاجم خلايا الجسم. إلا أن الأدوية الجديدة التي تسمى مثبطات المناعة المحددة تسمح للجهاز المناعي بالحسم في مهاجمة خلايا الجسم السرطانية".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكانت هيئة الأدوية والأغذية الأميركية صرحت باستخدام أول الأدوية المثبطة للمناعة في عام 2011 وهو دواء اسمه "أيبيليموماب" يستخدم في علاج أخطر أنواع سرطان الجلد (ميلانوما). ومنذ ذلك الحين صرحت الهيئة باستخدام ثمانية أدوية أخرى لعلاج 18 نوعاً من أنواع السرطان.
وفي مارس (آذار) من العام الحالي صرحت هيئة الأدوية والأغذية بدواء مناعي جديد من هذا النوع للمرة الأولى منذ ثماني سنوات. وهو دواء "ريالتليماب" الذي يستخدم في علاج الميلانوما كما وافقت الهيئة على سبعة أدوية أخرى العام الماضي، من بينها أول دواء لعلاج سرطان العين في البالغين (يوفيل ميلانوما)، كما ووافقت على توسيع نطاق استخدام 10 أدوية أخرى لعلاج أنواع مختلفة من السرطان.
وأشارت د. كوسينز إلى التطورات الحديثة في أدوية السرطان التي تعمل بطريقة استهداف طفرات الحمض النووي المحددة في خلايا السرطان، لكنها أكدت أن تلك الأبحاث ما زالت بحاجة لمزيد من العمل والتجارب.

تطور التشخيص

من المعروف أن الاكتشاف المبكر للأورام السرطانية يساعد في العلاج الفعال ويزيد من احتمالات الشفاء. وتقول كوسينز "إن التشخيص المبكر ضروري جداً (للعلاج الفعال والشفاء). فلدى المريض فرص أفضل بكثير للشفاء من السرطان إذا اكتشف المرض قبل مرحلة التكاثر الخبيث أو قبل أن ينتشر المرض الأولي وينتقل إلى أجزاء أخرى من الجسم".
في هذا السياق، أدت الجهود المكثفة للكشف الدوري باختبار سرطان الثدي وسرطان القولون وسرطان عنق الرحم وسرطان البروستاتا إلى الاكتشاف المبكر لأنواع من السرطان ما كان له أثر كبير في زيادة حالات الشفاء وتفادي الوفاة من الإصابة بتلك السرطانات. وبحسب تقرير الرابطة زاد برنامج مراقبة واكتشاف سرطان القولون التابع لمركز الوقاية من الأمراض في الولايات المتحدة من معدلات الكشف بنسبة 12 في المئة في السنوات الأربع الأخيرة.
ويظل الباحثون متفائلين جداً في شأن تطوير وسيلة التشخيص المعروفة بـ"العينة السائلة" وهو اختبار لاكتشاف الإصابة بالسرطان من تحليل عينة من الدم ببساطة بدلاً من الطرق الحالية التي تستخدم التصوير الدقيق وأخذ العينات من الأنسجة المطلوب الكشف عن إصابتها جراحياً.
وأظهرت نتائج أبحاث عرضت في سبتمبر (أيلول) الحالي في "إيسمو 2022" وهو المؤتمر الأوروبي للسرطان، تقدماً واضحاً في تطوير تلك الوسيلة التشخيصية. ويتطلع العلماء حول العالم لتطوير تلك الوسيلة المعروفة باسم "اختبار الدم للكشف المبكر عن أنواع مختلفة من السرطان"، لما سيكون لها من أثر هائل في زيادة حالات الشفاء وتفادي الوفيات.
وتبقى التطورات في مجال الوقاية من الإصابة الأصعب علمياً، خصوصاً في ظل تباين الظروف للشرائح الاجتماعية والسلوكيات الغذائية والصحية. وبما أن السبب المحدد لتطور الأورام السرطانية، أي تحول الخلايا فجأة للانقسام غير المنظم والقضاء على خلايا العضو المصاب السليمة، غير معروف بشكل قاطع بعد فإن إجراءات الوقاية تظل محدودة القدرة على منع الإصابة.
من هنا تأتي أهمية استمرار أبحاث "العلوم الأساسية" للوصول إلى السبب في تحول الخلايا إلى "خبيثة" مسببة الإصابة بالسرطان، وذلك الجانب من البحث العالمي يحتاج أكثر للدعم والتمويل الحكومي لعدم ارتباطه بأي نشاط أعمال مثل إنتاج الأدوية أو وسائل التشخيص.

المزيد من صحة