Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الروس يفرون من قرار التعبئة والغرب يرفض "الابتزاز النووي"

زيلينسكي يطالب بـ"القصاص" وتراس تتعهد مواصلة الدعم العسكري وماكرون يدعو لمواجهة الابتزاز

لا تزال المعارك في شرق أوكرانيا دائرة على أشدها، إذ أعلن مسؤولون انفصاليون عينتهم روسيا أن ستة مدنيين على الأقل قتلوا وأصيب ستة آخرون في ضربة صاروخية استهدفت سوقاً في وسط دونيتسك الخميس.

وقال الجيش في جمهورية دونيتسك الشعبية، التي أعلنت انفصالها، في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي إن "الجيش الأوكراني يقصف وسط دونيتسك".

وقال أليكسي كولمزين رئيس بلدية دونيتسك الذي عينته روسيا، في منشور على "تلغرام"، "وفقاً لما وردنا من معلومات، قتل ستة أشخاص وأصيب ستة آخرون".

في سياق آخر وصف الكرملين الخميس التقارير عن نزوح الرجال في سن التجنيد من روسيا، بعد إعلان الرئيس فلاديمير بوتين عن تعبئة جزئية، بأنها "مبالغ فيها".

وأحجم المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، في اتصال هاتفي مع صحافيين، عن نفي تقارير إعلامية روسية عن أن بعض المحتجين المناهضين للتعبئة الذين اعتقلوا، ليل الأربعاء 21 سبتمبر (أيلول) الحالي، تلقوا استدعاء للخدمة العسكرية، قائلاً إن "هذا ليس ضد القانون".

الأسلحة النووية

من جهة أخرى، قال الرئيس الروسي السابق ديميتري ميدفيديف الخميس، إن أي أسلحة في ترسانة موسكو، بما في ذلك الأسلحة النووية الاستراتيجية، يمكن أن تُستخدم للدفاع عن الأراضي التي تنضم لروسيا من أوكرانيا.

وذكر ميدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، أن الاستفتاءات التي تنظمها السلطات التي عينتها روسيا وتلك الانفصالية في مساحات شاسعة من الأراضي الأوكرانية التي تحتلها روسيا ستُجرى وأنه "لا عودة إلى الوراء".

وتابع "ستقبل روسيا ضم جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك في دونباس وأراضي أخرى".

وأوضح أن القوات المسلحة الروسية ستعزز حماية جميع الأراضي بشكل كبير، مضيفاً أن "روسيا أعلنت أنها يمكن أن تستخدم لتحقيق هذه الحماية قدرات التعبئة وأي أسلحة روسية أيضاً، بما في ذلك الأسلحة النووية الاستراتيجية والأسلحة القائمة على أساس المبادئ الفيزيائية الجديدة".

ومن المتوقع على نطاق واسع أن تسفر الاستفتاءات، التي من المقرر إجراؤها اعتباراً من يوم الجمعة 23 سبتمبر الحالي، في الأجزاء التي تسيطر عليها روسيا بأقاليم دونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزابوريجيا وجزء من إقليم ميكولايف في أوكرانيا، عن نتائج تؤيد بغالبية ساحقة الانضمام إلى روسيا.

ماكرون ومواجهة الابتزاز

من جهة أخرى، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في مقابلة أجرتها معه شبكة (بي أف أم تي في) التلفزيونية أن "واجبنا يحتّم علينا التمسك بخطنا، بمواجهة الابتزاز، أي مساعدة أوكرانيا مثلما نفعل على حماية أراضيها، وليس على مهاجمة روسيا إطلاقاً. لسنا في حرب مع روسيا"، الرئيس الفرنسي قال أيضاً إن هدف التفاوض على تسوية سلمية للصراع الدائر بين روسيا وأوكرانيا لا يزال قائماً.

كاشفاً "أن فرنسا تريد أن تصد أوكرانيا هجمات روسيا وأن تستعيد سيادتها".

وقال ماكرون مؤكداً "لن أدلي بأي كلام يمكن أن يكون تصعيدياً". الموقف الفرنسي جاء بعد سلسلة مواقف غربية مماثلة، بعد التصعيد الروسي وإعلان بوتين التعبئة الجزئية. وكشف الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الأربعاء 21 سبتمبر، أن الدول الـ27 الأعضاء في التكتل تبحث فرض عقوبات جديدة على موسكو بعد "التصعيد" الروسي الأخير.

وقال بوريل في اختتام اجتماع استثنائي غير رسمي عقده على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي، إن الوزراء اعتمدوا بياناً "يدين بشدة التصعيد الروسي الأخير".

وأضاف للصحافيين "سنستمر في زيادة مساعدتنا العسكرية والبحث في فرض إجراءات تقييدية جديدة" ضد روسيا.

وتابع بوريل "سندرس ونقر إجراءات تقييدية جديدة ضد أشخاص وكيانات في آن معاً".

وأوضح أنه لم يكن ممكناً فرض العقوبات على روسيا خلال اجتماع الأربعاء لأنه لم يكن اجتماعاً رسمياً، مشيراً إلى أن قراراً نهائياً بهذا الصدد يفترض أن يصدر خلال اجتماع رسمي للتكتل.

تراس تتعهد مواصلة الدعم العسكري

في الأثناء، تعهدت رئيسة الوزراء البريطانية ليز تراس في خطاب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، الأربعاء، أن يواصل بلدها تقديم الدعم العسكري لأوكرانيا إلى حين انتصارها على روسيا.

وقالت تراس من على منبر المنظمة الدولية إنه "في هذه اللحظة الحرجة من النزاع أعد بأننا سنواصل أو نزيد دعمنا العسكري لأوكرانيا طالما لزم الأمر (...) لن نستكين إلا عندما تنتصر أوكرانيا".

وبذلك تكون تراس قد حذت حذو العديد من القادة الغربيين الذين شنوا من على منبر الجمعية العامة هجوماً حاداً على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي أمر في اليوم نفسه بتعبئة جزء من قوات الاحتياط، في إشارة واضحة إلى أنه ليس في عجلة من أمره لإنهاء النزاع.

وقالت تراس، إن قرار بوتين استدعاء جزء من احتياطي جيشه يعكس "الفشل الذريع" الذي منيت به قواته في محاولتها غزو أوكرانيا ويعزز تصميم الحلفاء الغربيين على دعم كييف للتصدي لهذا الغزو.

وأضافت "بينما أنا أتحدث، هناك أسلحة بريطانية جديدة تصل إلى أوكرانيا".

وأكدت زعيمة حزب المحافظين التي تولت رئاسة الوزراء، أخيراً، أن بلادها تتعهد إنفاق ثلاثة في المئة من إجمالي ناتجها المحلي على موازنة الدفاع بحلول 2030، وهي نسبة أعلى بكثير من الحد الأدنى البالغ 2 في المئة والمفترض بالدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي إنفاقه على الأغراض الدفاعية.

وأتى هذا التصريح في الوقت الذي تتزايد فيه بأنحاء مختلفة من العالم النامي الأصوات المنددة بكميات الأموال الهائلة التي ينفقها الغرب لمد أوكرانيا بالأسلحة.

وفي خطابها دعت تراس إلى الوحدة الاقتصادية بصفتها أداة فعالة للتصدي للعدوان.

وقالت "ينبغي على مجموعة السبع وشركائنا الذين يفكرون مثلنا أن يعملوا كما لو كانوا ضمن حلف ناتو اقتصادي، ويدافعوا بشكل جماعي عن ازدهارنا".

وأضافت "إذا كان اقتصاد أحد الشركاء مستهدفاً من قبل نظام عدواني، فعلينا أن نتحرك لدعمه: الكل للواحد والواحد للكل".

وفي السياق، ذكر متحدث باسم الحكومة البريطانية، الأربعاء، أن تراس ناقشت مكاسب أوكرانيا في استرداد أراض من روسيا خلال الآونة الأخيرة أثناء اجتماع مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وأضاف المتحدث في أعقاب الاجتماع الثنائي الذي عقد على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك "قالت رئيسة الوزراء إن الرسالة واضحة: أوكرانيا تستطيع الفوز وسوف تفوز، ويجب على المجتمع الدولي دعم سيادة كييف". وذكر البيان أن تراس هنأت أردوغان على دوره في تأمين صادرات الحبوب الحيوية عبر البحر الأسود.

موقف بكين "موضوعي" و"عادل"

وعلى صعيد المواقف أيضاً، قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي لنظيره الروسي سيرغي لافروف على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، الأربعاء، إن موقف الصين بشأن أوكرانيا سيظل "موضوعياً" و"عادلاً".

ونقل بيان لوزارة الخارجية الصينية، الخميس، عن وانغ قوله إن الصين تأمل في ألا تتخلى الأطراف كافة عن جهود الحوار.

زيلينسكي يطالب بـ"القصاص العادل"

في الأثناء، أبلغ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الأربعاء، الأمم المتحدة بأن هناك جريمة ارتكبت ضد الشعب وأن كييف تريد "القصاص العادل" من روسيا، وفقاً لـ"رويترز".

وفي كلمة مسجلة، حدد زيلينسكي ما قال إنها "خمسة شروط غير قابلة للتفاوض من أجل السلام. وتضمنت معاقبة روسيا على جرائمها، وإعادة الأمن لأوكرانيا، وسلامة أراضيها وضمانات أمنية".

تبادل الأسرى بوساطة سعودية

وأعلنت كييف أنها تبادلت، الأربعاء، مع موسكو عدداً قياسياً من أسرى الحرب بلغ 215 عسكرياً، بينهم قادة في كتيبة مصنع آزوفستال للصلب في مدينة ماريوبول التي أصبحت أحد رموز مقاومة الحرب الروسية.

وقال رئيس الإدارة الرئاسية الأوكرانية أندري ييرماك عبر التلفزيون "لقد نجحنا في تحرير 215 شخصاً".

وهذه أضخم عملية تبادل أسرى تجري بين الطرفين منذ بدأ الهجوم الروسي على أوكرانيا في 24 فبراير (شباط).

من جهته قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في رسالته المصورة المسائية اليومية، إن روسيا استعادت بموجب صفقة التبادل هذه 55 أسيراً، بينهم فيكتور ميدفيدتشوك النائب الأوكراني السابق المقرب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وأوضح زيلينسكي أنه "في إطار عملية التبادل هذه التي استغرق الإعداد لها فترة طويلة أطلقت القوات الروسية سراح خمسة قادة عسكريين، بينهم قادة في كتيبة آزوفستال، مشيراً إلى أن هؤلاء نقلوا إلى تركيا.

وأضاف أن "المفرج عنهم سيظلون في تركيا بأمان تام وفي ظروف مريحة إلى أن تنتهي الحرب بحسب اتفاق بهذا الشأن تم مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان".

وبحسب زيلينسكي فإن "صفقة التبادل بين بلاده وروسيا تشمل أسرى الحرب الأجانب العشرة، وهم خمسة بريطانيين وأميركيان وسويدي وكرواتي ومغربي، الذين كانت السعودية قد أعلنت في وقت سابق الثلاثاء أنهم وصلوا إلى أراضيها آتين من روسيا".

وشكر البيت الأبيض، الأربعاء، كلاً من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان على صفقة تبادل الأسرى التي أبرمتها كييف مع موسكو بوساطة الرياض وأطلقت بموجبها روسيا سراح 10 أسرى حرب بينهم أميركيان.

وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان في بيان على "تويتر" إن "البيت الأبيض شكر زيلينسكي ومساعديه وحكومته على إدراجهم مواطنين أميركيين في تبادل الأسرى الذي أعلن عنه اليوم". وأضاف "نشكر ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وحكومة الرياض على وساطتها في الصفقة".

بوتين يعلن التعبئة الجزئية

وفي السياق، أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأربعاء، بأول تعبئة في بلاده منذ الحرب العالمية الثانية بعد انتكاسة كبيرة في ساحة المعركة بأوكرانيا، في محاولة للتغلب على المد العسكري في صراع يعتبره فاصلاً بين الشرق والغرب.

وتصف روسيا رسمياً التعبئة حتى الآن بأنها جزئية سيتم فيها استدعاء 300 ألف جندي من قوات الاحتياط على مدى أشهر بدلاً من استدعاء كامل يعتمد على قوة احتياطية هائلة يبلغ قوامها 25 مليوناً على حد قول وزير الدفاع الروسي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ووفقاً للتشريعات الروسية، يمكن من الناحية النظرية استدعاء من تتراوح أعمارهم بين 18 و60 سنة، سواء كانوا رجالاً أو نساء، ضمن قوات الاحتياط وفقاً لرتبهم.

وقال محللون عسكريون غربيون مراراً إن روسيا تعاني نقصاً بالغاً في القوة البشرية بساحة المعركة في أوكرانيا بسبب تكبدها خسائر فادحة، ويدعو القوميون الروس منذ أشهر إلى نوع من التعبئة لبث روح جديدة في حملة يصفونها بأنها متعثرة.

أما أوكرانيا فقد أطلقت برنامج تعبئة قبل يومين من الهجوم الروسي ثم أعلنت بعد ذلك بقليل الأحكام العرفية التي تمنع الذكور الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و60 سنة من مغادرة البلاد، وهي الآن في المرحلة الرابعة من التعبئة، والعدد الدقيق للجنود الذين تمت تعبئتهم من قوات الاحتياط في أوكرانيا سري لكن التصريحات الرسمية تشير إلى أنه لا يقل عن 400 ألف.

موسكو تعتقل ألف متظاهر ضد التعبئة     

والأربعاء، اعتقل 1026 شخصاً على الأقل في روسيا خلال تظاهرات في أنحاء البلاد احتجاجاً على إعلان الرئيس فلاديمير بوتين تعبئة جزئية للمدنيين للقتال في أوكرانيا بحسب ما أعلنت منظمة "أو في دي - إنفو" التي قالت إن تظاهرات خرجت في 38 مدينة روسية على الأقل في أكبر احتجاجات منذ تلك التي أعقبت قرار موسكو إرسال جنود إلى أوكرانيا في فبراير (شباط) الماضي.

وكانت المعارضة الروسية دعت إلى احتجاجات ضد بوتين بعد أن أمر بتعبئة 300 ألف جندي من قوات الاحتياط من أجل ما وصفها أليكسي نافالني المعارض للكرملين بأنها حرب إجرامية فاشلة.

ووجه الرئيس الأميركي جو بايدن انتقادات حادة إلى نظيره الروسي فلاديمير بوتين، الأربعاء، في كلمته التي ألقاها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، قائلاً إن "الرئيس الروسي انتهك بوقاحة" ميثاق الأمم المتحدة عندما هاجم أوكرانيا، مضيفاً أن بوتين ألقى بتهديدات نووية متهورة.

وقال بايدن "روسيا انتهكت بوقاحة المبادئ الأساسية لميثاق الأمم المتحدة"، مضيفاً أن القوات الروسية هاجمت المدارس وسكك الحديد والمستشفيات الأوكرانية كجزء من هدفها "إلغاء حق أوكرانيا في الوجود كدولة".

وحذر الرئيس الأميركي من أنه "لا يمكن الانتصار" في الحروب النووية، مبدياً استعداد واشنطن للتفاوض على إجراءات للحد من التسلح.

وقال بايدن في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة "لا يمكن الانتصار في حرب نووية ولا يجب خوضها أبداً"، بينما وجه انتقادات لروسيا "لتوجيهها تهديدات نووية غير مسؤولة".

وأضاف أن "الولايات المتحدة مستعدة للتفاوض على إجراءات أساسية للحد من التسلح"، متعهداً أيضاً بأن واشنطن لن تسمح لطهران بحيازة أسلحة نووية.

 

 

بوتين: استخدام السلاح النووي ليس خداعاً
 
وفي قرار من شأنه زيادة التصعيد العسكري في أوكرانيا  أكد بوتين خطة قد تفضي إلى ضم مساحات شاسعة من أوكرانيا وأنذر الغرب بأنه لم يكن يخادع عندما قال إنه مستعد للجوء إلى الأسلحة نووية للدفاع عن روسيا.
 
وفي أكبر تصعيد للحرب في أوكرانيا منذ بدء الاجتياح العسكري الروسي زاد بوتين صراحة من احتمالات الصراع النووي وأقر خطة قد تفضي إلى ضم مساحات شاسعة من أوكرانيا تصل إلى ما يوازي حجم المجر، واستدعى نحو 300 ألف من جنود الاحتياط.

وفي خطاب بثه التلفزيون الروسي قال بوتين "إذا تعرضت وحدة أراضينا للتهديد فسنستخدم كل الوسائل المتاحة لحماية روسيا وشعبنا، هذا ليس خداعاً".

وأشار الرئيس الروسي إلى أن "الغرب تجاوز كل الخطوط في سياسته العدوانية المناهضة لموسكو وهذا ليس خداعاً ومن يحاولون ابتزازنا بالأسلحة النووية عليهم أن يعلموا أن الأمر يمكن أن ينقلب عليهم".

الخطاب الذي جاء بعد هزيمة لروسيا في ميدان المعركة بشمال شرقي أوكرانيا، أثار تكهنات حول مسار الحرب ومستقبل بوتين (69 سنة)، وأظهر أن الرئيس الروسي يضاعف رهاناته على ما وصفها بأنها "عملية عسكرية خاصة".

ويراهن بوتين في الأساس على أن زيادة أخطار اندلاع مواجهة مباشرة بين روسيا وحلف شمال الأطلسي، التحالف العسكري الغربي الذي تقوده الولايات المتحدة، ربما يشكل خطوة إضافية صوب اندلاع حرب عالمية ثالثة، وسيدفع الغرب لمراجعة موقفه من دعم أوكرانيا، وهو أمر لم يظهر الغرب أي مؤشر عليه حتى الآن.

وتسببت الحرب التي أدت إلى أسوأ مواجهة مع الغرب منذ أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962 في مقتل عشرات الآلاف كما أطلقت العنان لتضخم جامح أثر بشدة في الاقتصاد العالمي.

خطوة متوقعة

من جانبه قال مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخايلو بودولاك إن "التعبئة الروسية كانت خطوة متوقعة وستثبت أنها لا تحظى بشعبية كبيرة، وتؤكد أن الحرب لا تسير وفقاً لخطة موسكو"

وأضاف بودولاك في رسالة نصية، أن بوتين يحاول تحميل الغرب مسؤولية بدء "حرب غير مبررة" والوضع الاقتصادي المتدهور في بلاده.

العالم لن يسمح

بدوره قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مقابلة مع محطة "بيلد" التلفزيونية الألمانية الأربعاء، إنه لا يعتقد أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيستخدم هذا السلاح في الحرب بعد أن لوح به، مضيفاً "لا أعتقد أن هذه الأسلحة ستستخدم ولا أعتقد أن العالم سيسمح له باستخدامها".

 وقال زيلينسكي، إن فرص إجراء محادثات مع بوتين لإنهاء الحرب تتضاءل، مضيفاً أن ذلك قد يحدث فقط إذا سحب الزعيم الروسي قواته من الأراضي الأوكرانية.

وأضاف، أن أوكرانيا ليس لها أي تأثير على موعد انتهاء حكم بوتين في روسيا، لكنها تريد التحدث إلى موسكو من موقع قوة.

وكرر الرئيس الأوكراني دعوات لألمانيا لتزويد كييف بالأسلحة وأنظمة الدفاع الجوي، قائلاً إنها ضرورية لإنقاذ أرواح.

"على محمل الجد"

وقالت الولايات المتحدة، الأربعاء، إنها "تأخذ على محمل الجد" تهديد فلاديمير بوتين باستخدام الأسلحة النووية في الحرب الأوكرانية، معلنة أن عليه أن يتوقع "عواقب وخيمة" إذا لجأ إلى ذلك.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي خلال مقابلة مع شبكة "أيه بي سي" إن "هذا خطاب غير مسؤول من قوة نووية ونحن نراقب وضعهم الاستراتيجي بأفضل ما نستطيع حتى نتمكن من تغيير موقفنا إذا لزم الأمر ولا شيء يقول حالياً إن هذا الأمر ضروري".

حال يأس

وفي السياق قالت المفوضية الأوروبية الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي، الأربعاء، إن قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في شأن التعبئة الجزئية للجيش من أجل القتال في أوكرانيا يثبت أنه "في حال يأس" ولا يسعى إلا إلى تصعيد الأزمة.

وقال المتحدث باسم السياسة الخارجية للمفوضية الأوروبية بيتر ستانو خلال مؤتمر صحافي "هذا مجرد دليل آخر على أن بوتين غير مهتم بالسلام وإنه مهتم بتصعيد حرب العدوان هذه".

وأضاف "هذه أيضاً علامة أخرى على يأسه من الطريقة التي يسير بها هجومه على أوكرانيا، إنه مهتم فقط بمزيد من التقدم ومواصلة حربه المدمرة التي كان لها بالفعل عديد من العواقب الوخيمة في أنحاء العالم".

كوريا الشمالية تنفي إمداد موسكو بالسلاح

وأعلنت كوريا الشمالية أنها لم تزود روسيا مطلقاً بأسلحة أو ذخيرة ولا تخطط للقيام بذلك في المستقبل، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء المركزية الرسمية في بيان.

ونقلت الوكالة عن نائب المدير العام لمكتب العتاد بوزارة الدفاع الوطني، في بيان من دون ذكر اسمه، "تحدثت الولايات المتحدة وغيرها من القوى المعادية في الآونة الأخيرة عن انتهاك قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ونشروا إشاعة عن اتفاقات أسلحة بين كوريا الشمالية وروسيا، ونؤكد أننا لم نصدر أبداً أسلحة أو ذخيرة إلى روسيا من قبل ولا نعتزم فعل ذلك".

كان نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيدنت باتيل ذكر هذا الشهر أن روسيا "بصدد شراء ملايين الصواريخ والدروع المضادة للمدفعية من كوريا الشمالية لاستخدامها في أوكرانيا".

وقال جون كيربي المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض إنه لا توجد "أي مؤشرات على أن هذه الصفقة اكتملت وقطعاً لا توجد مؤشرات على أن هذه الأسلحة تستخدم في أوكرانيا"، ووصف الأمر بأنه "صفقة شراء محتملة".

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات