Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

قسوة الإنسان بطلة وثائقي أتنبورو "الكوكب المتجمد"

الجرائم الفظيعة التي نرتكبها بحق كوكبنا ألحقت الضرر به وتصلح أن تكون مادة للتلفزيون السريالي بسبب غرابتها

كل ما تعانيه هذه الحيوانات في المناخات المزعجة التي تعيش فيها يفاقم ويضخم أزمة المناخ التي تسبب بها الإنسان في الدرجة الأولى. (غيتي)

مشاهد الدبب القطبية والموسيقى الصاخبة والصورة الجوية الرائعة تعني شيئاً واحداً فقط وهو صدور الجزء الثاني من الفيلم الوثائقي الكوكب المتجمد. 

تتضمن البرامج الوثائقية الرائدة لـ بي.بي.سي مشاهد لمبارزة بين كركدن البحر وانهيارات ثلجية هائجة وتقدم لنا مادة إعلامية وثقافية وترفيهية يرويها السير ديفيد أتينبورو. بعد أكثر من عقد من بث السلسلة الأصلية لبي بي سي، وصل الفيلم التابع وهو بعنوان: الكوكب المتجمد الجزء الثاني. السلسلة الجديدة، بالطبع، غنية بالمشاهد البصرية غير العادية التي ستجعلك تحب وتضحك وتبكي، ثم تشعر بالذعر من العدد الكبير من الوفيات التي تسبب بها بنو البشر على وجه الأرض. ولكنك ستبتهج عندما تعلم أن السير ديفيد لا يزال هنا ليشرح لنا كل شيء، أسبوعاً بعد أسبوع.

تتناول أحدث البرامج بعضاً من نفس موضوعات السلسلة الأصلية، ولكن مع ترسانة من التقنيات الجديدة، مثل كاميرات الطائرات بدون طيار ومراقبة بالأقمار الصناعية. فكل شيء يتلألأ ويلمع بشدة بفضل استخدام أدوات مكلفة. بدا كل شيء مثل تجربة غامرة وفي بعض الأحيان يكون أكثر تجريداً. وفي لحظات من العقلانية المفرطة، يجد المشاهد نفسه قد انتقل من سماء القطب الشمالي إلى كتل الجليد الطافي على مسافة قريبة من انف دب قطبي يائس يبحث عن فقمة. تنظر أنثى الدب القطبي إليك، وتهز أذنيها، وتواصل السباحة. 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

خلال مشهد رومانسي مؤثر تتجلى أحداثه على الجليد الطافي في القطب الشمالي، تذهب بك الكاميرا مباشرة من الأوردة الحمراء النابضة لفتحة الأنف اليسرى المنفوخة لفقمة مقنعة جامحة. وذلك يشبه البالون الرهيب وسببه الانتقاء الجنسي ويعكس الجهود التي تبذلها الفقمة لاستمالة رفيق محتمل. ولكنها للأسف، ليست مهتمة بأي رفيق. ونتيجة لأنه قوبل بالرفض من قبل الكائن الذي يكن له عواطف، تُطق فتحة أنف ذكر الفقمة المنكمشة دوامة حزينة من رقاقات الثلج البراقة.

وفي حين أن هناك لحظات هادئة، إلا أن الموضوعات الأساسية التي تخيم على الوثائقي هي الموت واللامبالاة حيث يُظهر البرنامج بلا تردد والد ووالدة البطريق الإمبراطور وهم يخرجون ببساطة بعد ظهر أحد الأيام الجليدية، تاركين فراخهم لمصير الحياة أو الموت.

وفي مشهد مروع آخر، يقوم دب أشيب "جائع للغاية" بإبادة قطيع من ثيران المسك الصغيرة بينما يبدو أن والديهم يفرون من الخط لكن الرسالة الموجهة للمشاهدين ليست ببساطة هي أن العالم الطبيعي وحشي ومفترس. لقد عرضنا فقط هذه الأمثلة المروعة لإثارة غضبنا قبل أن يظهر الأشرار الحقيقيون، وأنبهكم أن المقصود بالأشرار هم نحن بني البشر. فالموت واللامبالاة هما ما يتفوق فيهما بنو البشر. كل ما تعانيه هذه الحيوانات في المناخات المزعجة التي تعيش فيها يفاقم ويضخم أزمة المناخ التي تسبب بها الإنسان في الدرجة الأولى. 

الرسالة الأساسية لـ "الكوكب المتجمد الجزء الثاني" هي مناشدة لكي ندرك أننا بدأنا للتو إظهار نوع من الفهم والتقدير للعالم من حولنا؛ وأنه، بينما يمكننا توثيقه بدقة عالية، في نفس اللحظة بالضبط، إلا أن تهورنا يتسبب في التدمير الشامل لهذه العجائب.

يقول السير ديفيد: "الحيوانات التي تعيش في أراضينا وبحارنا المتجمدة هي في أشد الحاجة لأمر واحد فقط: هو أن يتوقف الكوكب عن الاحترار. والأمر متروك لنا الآن لتحقيق ذلك".

كما تبدو الأمور، فإن المستوى المنخفض بشكل كارثي للإرادة السياسية لوقف انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية يعني أن هذه الأفلام الجميلة معرضة لخطر أن تصبح مقاطع فيديو فاشلة لحضارة توثق الإبادة المروعة للحياة بكلتا يديها.

يٌعرض الكوكب المتجمد الجزء الثاني على قناة بي.بي.سي ون الساعة 8 مساءً. يوم الأحد 11 سبتمبر

نشر في "اندبندنت" بتاريخ 11 سبتمبر 2022.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من بيئة