Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

قرغيزستان تتهم طاجيكستان باستئناف القصف بعد اتفاق لوقف إطلاق النار

طلب رئيسا البلدين انسحاب قواتهما بعد اشتباكات حدودية أوقعت أكثر من 30 جريحاً

حشود أمام مقر الحكومة القرغيزستانية في بشكيك للمطالبة بإرسالهم إلى جبهة القتال مع طاجيكستان (أ ب)

اتهمت قرغيزستان طاجيكستان باستئناف القصف، في ساعة متأخرة من مساء الجمعة 16 سبتمبر (أيلول) بالتوقيت المحلي، على الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار الذي توصل إليه رئيسا البلدين، فيما اضطر الآلاف للنزوح تحت وطأة النزاع الدامي على الحدود.

والتقى رئيس طاجيكستان إمام علي رحمن نظيره القرغيزستاني صدر جباروف، الجمعة 16 سبتمبر (أيلول)، خلال قمة منظمة شنغهاي للتعاون في أوزبكستان، وطلبا من قوات بلديهما وقف إطلاق النار والانسحاب عقب مواجهات حدودية أسفرت عن عشرات الجرحى.

وقالت الرئاسة القرغيزستانية في بيان، إن "زعيمي البلدين اتفقا على الطلب من الهيئات ذات الصلة وقف إطلاق النار وسحب القوات والعتاد من خط المواجهة"، وذلك بعد إعلان سلطات قرغيزستان عن التوصل لوقف لإطلاق النار.

وكانت روسيا دعت في وقت سابق الجمعة، طاجيكستان وقرغيزستان إلى اتخاذ "تدابير عاجلة" لوقف التصعيد عند الحدود بين البلدين الواقعين في آسيا الوسطى. وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان، "ندعو الطرفين إلى اتخاذ تدابير شاملة وعاجلة... لوضع حد لأي محاولة تصعيد ولاستفزازات أطراف أخرى".

قصف باتكين

وأعلن جهاز حرس الحدود في قرغيزستان، في بيان، أن "رئيسي لجنتي الأمن القومي في قرغيزستان وطاجيكستان كامتشي بيك تاشييف وسايمومين ياتيموف توصلا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار" اعتباراً من الساعة 16:00 بالتوقيت المحلي (10:00 بتوقيت غرينتش).

غير أن قرغيزستان قالت إن قريتين على جانبها من الحدود تعرضتا للقصف مرة أخرى بعد دخول الاتفاق حيز التنفيذ.

وكانت قرغيزستان قد اتهمت الجمعة طاجيكستان بقصف مدينة حدودية بالأسلحة الثقيلة، في تصعيد أوقع أكثر من 30 جريحاً.

وعادةً ما تشهد الحدود بين طاجيكستان وقرغيزستان اشتباكات دامية. فالجمهوريتان السوفياتيتان السابقتان منخرطتان في نزاع حدودي منذ سنوات، لكن التطورات الأخيرة تشكل تصعيداً كبيراً.

وبحسب العاصمة القرغيزستانية بشكيك، قصفت القوات الطاجيكية الجمعة مدينة باتكين الحدودية الواقعة في جنوب غربي البلاد، في منطقة متنازع عليها بين البلدين.

وأعلنت قوات حرس الحدود القرغيزستانية في بيان، "تعرّض محيط مطار باتكين و(مناطق) في ضواحي المدينة للقصف بواسطة راجمات صاروخية"، مشيرةً إلى "تدمير بنى تحتية مدنية".

فرار إلى مراكز إيواء

وأعلنت قرغيزستان مقتل شخص وإصابة 55 الجمعة في إقليم باتكين الجنوبي المتاخم لمنطقة صغد في شمال طاجيكستان ويحيط بفوروخ، وهو جيب طاجيكي في قرغيزستان ويمثل نقطة رئيسة في الصراعات الأخيرة.

وبحسب السلطات الإقليمية، تعرّض أربعة عسكريين على الأقل لـ"إصابات من جراء أسلحة نارية".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأفادت اللجنة الحكومية للأمن القومي في قرغيزستان، بـ"اشتباكات كثيفة" و"عنيفة" دارت في المنطقة الحدودية، متهمةً طاجيكستان بـ"قصف الأراضي القرغيزستانية بكل ترسانتها المتاحة" وبمواصلة نشر "آليات ثقيلة".

وأفادت باستخدام طاجيكستان "مدرعات ثقيلة وراجمات صاروخية وطائرات". وقالت اللجنة إن "الجانب القرغيزستاني يرد على كل الهجمات الأرضية والجوية ما يمنع الاستيلاء على أي أراض".

وأشارت وزارة حالات الطوارئ في قرغيزستان إلى أن سكان قرى حدودية عديدة فروا من المنطقة التي تشهد معارك، وأعلنت فتح مراكز إيواء.

ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن الصليب الأحمر قوله إن نحو 18500 شخص غادروا المنطقة بالفعل.

طاجيكستان اتهمت من جهتها القوات القرغيزستانية بفتح النار في وقت مبكر الجمعة على مواقع طاجيكية، من دون ذكر سقوط ضحايا لديها حتى الساعة. ووقالت إن قوات قرغيزستان قصفت أحد مواقعها الأمامية وسبع قرى باستخدام "أسلحة ثقيلة" في المنطقة نفسها التي تشتهر باختلافاتها السياسية والعرقية والتي أصبحت موقعاً لأعمال عدائية مماثلة كادت تؤدي إلى نشوب حرب العام الماضي.

وقالت السلطات في مدينة أسفرة في طاجيكستان، إن مدنياً قتل وأصيب ثلاثة. وقُتل اثنان من أفراد حرس الحدود في طاجيكستان في وقت سابق من الأسبوع الجاري.

خلافات حدودية

ويأتي التصعيد في حين يشارك رئيسا البلدين منذ الخميس في قمة لمنظمة شنغهاي للتعاون في سمرقند في أوزبكستان. ومساء الخميس جمعتهما الصورة التذكارية للقادة المشاركين في القمة.

وترجع قضايا الحدود في آسيا الوسطى بدرجة كبيرة إلى العصر السوفياتي عندما حاولت موسكو تقسيم المنطقة بين الجماعات العرقية التي بقيت مناطق سكانية تابعة لها وسط مناطق عرقيات أخرى في الغالب.

ويستضيف البلدان قواعد عسكرية روسية، وأسفرت اشتباكات بينهما مطلع الأسبوع عن قتيلين في صفوف حرس الحدود الطاجيكيين وإصابات لدى الجانبين.

ويتنازع البلدان بشأن نحو نصف الحدود التي تمتد على 970 كيلومتراً بينهما، وسُجل تقدم بطيء في ما يتعلق بترسيم الحدود خلال السنوات الأخيرة.

وشهد عام 2021 عدداً غير مسبوق من الاشتباكات بين الجانبين خلفت أكثر من 50 قتيلاً وأثارت مخاوف من اتساع رقعة الصراع.

ويحكم إمام علي رحمن البالغ 69 سنة، طاجيكستان منذ 30 عاماً، ما يجعله صاحب أطول فترة حكم في المنطقة. أما جباروف فتولى رئاسة قرغيزستان في 21 يناير (كانون الثاني) 2021، وهو شغل قبل ذلك منصب رئيس الوزراء بالوكالة بعد تنحي سورونباي جينبيكوف على خلفية احتجاجات ضد حكومته.

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات