Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مغربيات ضحايا الانتقام العاطفي 

نشرت صورهن الخاصة بمنصات إباحية وبعضهن انتحرن بسبب الفضيحة

يعد العنف الرقمي شكلاً جديداً من أشكال العنف ضد المرأة (أ ف ب)

قد تعرض مشاركة النساء في المغرب لصورهن الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي للعنف الرقمي، وذلك عبر إعادة نشرها على صفحات "الفضائح" أو المواقع الإباحية وكتابة تعليقات مسيئة لهن. 

ويعد العنف الرقمي من أخطر أنواع العنف لأنه مستمر ولا يمكن تجاوزه أو تحديد هوية مرتكبه، كما من الصعب على الضحايا محو صورهن من "المواقع الإباحية"، ما يدفع بعضهن إلى الانتحار خوفاً من نظرة المجتمع.
 
"النظر إليك كسلعة"
 
عاشت هند تجربة العنف الإباحي، بعدما أعاد أحدهم نشر صورها الخاصة في "إنستغرام" على إحدى صفحات "فيسبوك" الخاصة بالفضائح الجنسية. تقول "نشرت صوري الخاصة على صفحة مختصة في الفضائح، وتم التعليق على الصور بكلمات نابية كانت تشتمني، مع تضمينها إيحاءات جنسية".
وتضيف الشابة المغربية البالغة من العمر 24 سنة "كانت تجربة صعبة للغاية، أن يتم النظر إليك كسلعة وتتم استباحة جسدك، لقد شعرت بالصدمة، لم أكن أتخيل أن هناك أشخاصاً بهذا السوء يسرقون الصور الخاصة ويعيدون نشرها مع إضافة تعليقات إباحية، وتتم مشاركة الصور من طرف أشخاص لا يعرفونني ويكتبون عني كلمات نابية".
على رغم أنها بلغت عن الصفحة وحذفت من "فيسبوك"، بيد أن هند لا تزال تشعر بالخوف، وتوضح "في السابق كنت أشارك صوري الخاصة في البحر أو في الحفلات على إنستغرام، لكن حالياً أصبحت أشعر بالخوف، لأن هذا الفضاء بالفعل غير آمن ويمكن لأي شخص أن يعيد نشر صورك ويكتب عليها تعليقات مسيئة لك، فهو لا يهتم لما تشعرين به لهذا حذفت حساباتي على مواقع التواصل الاجتماعي".

الانتحار

وأثار حساب على "فيسبوك" تحت اسم عائشة أمل الجدل في المغرب، بسبب نشره لصور لنساء وفتيات مغربيات بلباس البحر، وتجاوباً مع شكاوى الضحايا أغلقت الشركة الحساب، وفتحت السلطات المغربية تحقيقاً في الموضوع.
وسبق أن انتحرت شابة مغربية (18 سنة) في ضواحي مدينة أكادير، ورمت بنفسها من أعلى الجبل في منطقة نائية، بسبب تسريب صورها وهي شبه عارية على إحدى صفحات "فيسبوك".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي عام 2019 كان على موقع التواصل الاجتماعي مراجعة وإزالة أكثر من نصف مليون منشور إباحي انتقامي على منصته شهرياً، ويعد العنف الرقمي شكلاً جديداً من أشكال العنف ضد المرأة يعمل فيه الجاني على تسليع جسدها.

في المقابل أظهر استطلاع أميركي أجرته مبادرة الحقوق المدنية على الإنترنت أن 93 في المئة من ضحايا المنشورات الإباحية الانتقامية عانوا اضطرابات عاطفية كبيرة و41 في المئة يفكرون في الانتحار.
"العنف المستمر"                               
 من جهته يقول حكيم الهشومي الخبير في مواقع التواصل الاجتماعي "في السابق كان الانتقام العاطفي بالمغرب عبر كتابة اسم المرأة ونشر معطياتها على جدار الحي، للتشهير بها وفضحها، حالياً حلت مواقع التواصل محل هذا الجدار، وأصبحت منصة للانتقام من المرأة والتشهير بها وممارسة العنف ضدها".
ويشير إلى "أن مواقع التواصل منحت مساحة أكبر لممارسة العنف ضد النساء، لأن نشر الصور الخاصة بالنساء على الصفحات والمواقع الإباحية هو عنف لا يمكن لضحية تجاوزه لأنه مستمر". 
ويتابع الهشومي "إنه عنف جديد ضد المرأة ولا يمحى ويمكن أن يؤثر سلباً فيها وفي أبنائها وأحفادها في المستقبل، لأنه عنف متواصل، وأيضاً يصعب تحديد هوية مرتكبه، لأن مواقع التواصل الاجتماعي تمنح مساحة أكبر للجاني، بارتكاب جريمته وعدم محاسبته".
 
فقدان النساء لحريتهن بالعالم الافتراضي
 
ويوضح "مشاركة المرأة صورها الخاصة على مواقع التواصل يجعلها تفقد جزءاً من حريتها وتمنح لشخص آخر فرصة استغلالها عبر إعادة نشر خصوصيتها على المواقع الإباحية، ومنح أشخاص آخرين فرصة استباحة جسدها".
ويضيف "تعتقد بعض النساء أن الفضاء الافتراضي هو فضاء خاص، وينشرن صورهن الخاصة أو يبعثنها إلى شركائهن على تطبيقات، لكنهن بذلك يعرضن أنفسهن لخطر الابتزاز والتشهير إما من طرف شركائهن السابقين بسبب الانتقام، أو التطبيقات غير المحمية والمخترقة، وهنا من الصعب تحديد هوية الجاني".
وبحسب الهشومي العنف الرقمي ترتكبه المواقع الإباحية ضد النساء أيضاً، "لأنها تسهل عملية النشر من دون التحري والتقصي، وهذا ما يظهر لنا أن الحياة الافتراضية على الإنترنت غير مقننة، مما يفرض علينا احترام خصوصيتنا".
ويرى الخبير في مواقع التواصل الاجتماعي أن "التكنولوجيا باتت تنتهك خصوصيتنا، وتمارس عنفاً رمزياً ضد النساء، هذا العنف قد يؤدي إلى الانتحار أو أزمات نفسية".
ويشدد "أن هذه المواقع تعنف المرأة وسهلت عملية تسليعها، ونحن نعيش تناقضاً كبيراً بين ما يسمى مواقع التواصل الاجتماعي كتقنية ترمز إلى الحداثة ومحتوياتها الاستعبادية التي تمارس عنفاً رهيباً ضد النساء، وهو عنف أشد مما عانته النساء قبل عصر التكنولوجيا".
ويدعو الهشومي "إلى ضرورة مراقبة هذه المواقع وخلق وعي لدى الإناث بأهمية حماية خصوصيتهن وعدم مشاركتها في العالم الافتراضي، لأن أجساد النساء ليست سلعة تجني منها المنصات الإباحية الأموال".
اقرأ المزيد

المزيد من متابعات