Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الهجوم العنيف على فيلم "حورية البحر الصغيرة" السوداء سخيف ومتوقع

ستشاهد الصغيرات ذوات البشرة السوداء مثالاً لهن في نسخة تصويرية من فيلم "حورية البحر الصغيرة" العام المقبل، لكن العمل بدأ يواجه انتقادات من أطراف متوقعة

هال بايلي بدور آرييل في "حورية البحر الصغيرة" (ديزني)

بالنسبة إلى أجيال عديدة كانت "ديزني" هي نافذتنا على العالم، ومع ذلك اعتبرت "ديزني" على مدار عقود من الزمن أن الشخصيات بيضاء البشرة هي الوحيدة التي تستحق الظهور في قصصها، لم تبدأ الشركة في تقديم أميرات ملونات بما في ذلك بوكاهونتاس Pocahontas ومولان Mulan وياسمين في فيلم "علاء الدين" Aladdin وإيزميرالدا في "أحدب نوتردام" The Hunchback of Notre Dame إلا في التسعينيات، ولم تضم "ديزني" أميرة سوداء إلى مجموعتها إلا في عام 2009 من خلال شخصية تيانا في فيلم "الأميرة والضفدع" The Princess and the Frog.

بعدما أمضيت طفولتي محاولة ملاءمة شكلي بالفتاة "بيل" من فيلم "الجميلة والوحش" Beauty and the Beast و"بياض الثلج" Snow White في حفلات الأطفال التنكرية، شعرت بسعادة غامرة لرؤية شخصية تمثل الفتيات مثلي على وجه التحديد، بغض النظر عن حقيقة أنني بحلول ذلك الوقت كنت وصلت إلى مرحلة متقدمة من سن المراهقة وقد ولت أيام ولعي بـ "ديزني". قريباً سيكون لدى عدد لا يحصى من الفتيات السوداوات شخصية أخرى ينظرن إليها على أنها بطلتهن، آرييل التي تلعب دورها هال بايلي في النسخة الجديدة من فيلم "حورية البحر الصغيرة" The Little Mermaid الذي سيصدر العام المقبل.

خلال عطلة نهاية الأسبوع تعرف محبو الحكاية بشكل وجيز على آرييل التي تؤديها بايلي، إنها تمتلك ذيل حورية البحر وترتدي صدرية بنفسجية اللون ولديها جدائل حمراء جعداء طويلة جداً، إضافة إلى ذلك نسمعها وهي تغني مقطعاً من أغنية "جزء من عالمك" التي تشتهر بها الشخصية، ونلقي نظرة سريعة على المملكة تحت الماء التي تتوق آرييل إلى الهرب منها.

في الغالب كان المقطع ممتعاً، بدت بايلي التي تشكل ثنائياً غنائياً مع أختها كلوي Chloe x Halle - متألقة في شخصية حورية البحر الحزينة، بينما أضفى غناؤها الجميل لمسة جديدة على الشخصية المحبوبة للغاية، لكن لسوء الحظ أدى المقطع الترويجي أيضاً إلى إحياء الآراء العنصرية التي ظهرت بمجرد إسناد الدور لـ بايلي. متصيدو الإنترنت trolls المرتبطون بفكرة أن النسخة التصويرية من آرييل يجب أن تعكس شكلها في الفيلم الكرتوني الأصلي ذات بشرة بيضاء شاحبة وشعر أحمر أملس، أعلنوا أن بايلي لا تناسب الدور، وأطلقوا هاشتاغ #ليست_هذه_آرييل_الخاصتي #NotMyAriel. ادعى كثيرون أن اختيارها كان مثالاً على أن ثقافة "ووك" woke [ثقافة التنبه إلى التحيز والتمييز العنصريين] اتخذت منحى جنونياً، هل فاجأكم هذا؟

وعلى الفور استهجن آخرون كثر هذه المزاعم، في النهاية هم يتجادلون حول من يمكنه ومن لا يمكنه لعب دور مخلوقة هجينة نصفها سمكة ونصفها إنسان، في فيلم يتضمن سلطعوناً يغني بلكنة جامايكية، وامرأة أخطبوط بنفسجية تسرق الأصوات من الحناجر، لذا فإن الجدل حول ما إذا كان من المهم أن تؤدى الشخصية الرئيسة الآن من قبل ممثلة سوداء هو سخيف للغاية من نواح كثيرة. من المفترض أن يكون العمل برمته حكاية خيالية للمتعة، أليس كذلك؟ لكن في محاولة للتخلص من سخافة ردود الفعل، من السهل التغافل عن مدى أهمية رؤية الفتيات السوداوات من يمثلهن على الشاشة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

أظهرت سلسلة من مقاطع الفيديو المنتشرة على نطاق واسع التي تم تصويرها في أعقاب إصدار المقطع الترويجي لـ"حورية البحر الصغيرة"، عشرات الأطفال معظمهم من الفتيات السوداوات يتفاعلون بسعادة عند رؤية بايلي. قالت فتاة في أحد الفيديوهات "أعتقد أنها سمراء"، من الصعب ألا يتأثر المرء بالسعادة التي يجلبها الأمر للصغيرة.

سيخبرك أي طبيب نفسي للأطفال أن الرسائل التي يتلقاها الطفل تؤثر في تكوين تقديره لذاته، بالنسبة إلى عديد من الأطفال السود فإن مشاهدة تهميش السود في الثقافة الشعبية على مدار سنوات تعزز فكرة أنهم ليسوا "جزءاً من العالم"، إنه درس خاطئ قد يستغرق التخلص منه سنوات.

لقد ثبت منذ فترة طويلة أن الأطفال يدركون مسألة العرق ويربطون معاني مختلفة بألوان البشرة المختلفة، في الأربعينيات استخدم عالما النفس الأميركيان كينيث ومامي كلارك الدمى لإجراء دراسات حول وعي الأطفال بالعرق، على سبيل المثال وضعت دميتان بلونين مختلفين أمام أطفال سود، ووجد العالمان أن الأطفال كانوا أكثر ميلاً إلى ربط سمات إيجابية بالدمية البيضاء، بينما أطلقوا سمات أكثر سلبية على الدمية السوداء على رغم أن الهدف من التجربة في البداية كان إظهار الضرر الناجم عن سياسة الفصل العرقي في التعليم، فقد أعيدت التجربة عدة مرات على مدار 75 عاماً منذ ذلك الحين، إنها مثال بارز لكيفية تأثر الأطفال الصغار بمحيطهم.

لنكن صريحين من المفجع رؤية كم هو مبكر وعميق هذا الإحساس بالتحيز السلبي لدى الأطفال السود، وليس هناك دليل لاحق على مدى انتشار هذا الشعور بالدونية في مرحلة المراهقة والبلوغ، وكم هو مرتبط بالمعلومات التي يتلقونها عن الأشخاص الذين يشبهونهم. وجود وسائل إعلام تظهر بشكل فاعل أنه ليس من المفروض أن يكون بياض البشرة الخيار الافتراضي لخيالنا، هو خطوة نحو جعل الأطفال السود يشعرون بأنهم يتمتعون في قصصهم المفضلة بالأهمية نفسها التي يشعر بها أقرانهم البيض.

عندما يصل "حورية البحر الصغيرة" إلى دور السينما في العام المقبل، من المؤكد أن الحضور سيشمل عائلات من جميع الخلفيات التي أتت لتستمتع. لن يغير فيلم واحد منظومة لطالما اعتبرت البياض المعيار الذي يجب اعتماده. على كل حال بالنسبة إلى الأطفال السود فهذه فرصة ليشعروا بأنهم جزء من الخيال والسحر الذي تقدمه "ديزني". آرييل التي تجسدها هال بايلي لن تقلل من أهمية النسخة المتحركة التي أدتها صوتياً جودي بينسون، وليست شيئاً إيجابياً للأطفال السود فقط، ألا ينبغي أن يتمكن كل طفل من تصور الأبطال بألوان البشرة المختلفة؟

لقد مرت سنوات عدة منذ حضرت حفلة تنكرية بأزياء الأميرات آخر مرة، ولا أتوقع أن أحضر واحدة قريباً، لكن بالنسبة إلى الفتيات السوداوات اللاتي سيفعلن ذلك، أنا سعيدة لأن آرييل لا تبدو غريبة جداً كما كانت في وقت من الأوقات.

نشر في اندبندنت بتاريخ 13 سبتمبر 2022

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات