Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بوتين وشي يلتقيان في قمة الدول الاستبدادية التي تحتضن إيران

تتزامن قمة منظمة شنغهاي للتعاون مع وقت محفوف بالمخاطر عبر أوراسيا

مسرور بلقائك: الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الصيني شي جينغ بين في بكين عام 2018 (أ ب)

يتجه تكتل أمني واقتصادي كبير خطوة إضافية باتجاه قبول إيران في صفوفه كعضو كامل هذا الأسبوع، وهو تحالف يمكن أن يخفف من تأثير أية عقوبات على طهران، ويعزز موقعها الاستراتيجي ويقوي التحالف الذي تقوده موسكو وبكين.

سعت طهران منذ سنوات للانضمام إلى منظمة شنغهاي للتعاون Shanghai Cooperation Organisation (SCO)، وهو تحالف تجاري وأمني يضم دولاً استبدادية في الغالب تطمح إلى أن تكون بديلاً أوروآسيوياً لمجموعة السبع الكبار.

وعقدت القمة في مفترق طرق تاريخي على طريق الحرير بمدينة سمرقند في أوزبكستان.

كتب الرئيس الأوزبكي شوكت ميرزيوييف في مقالة قبل انعقاد القمة "هناك طريق وحيدة فقط للخروج من دوامة المشكلات الخطيرة في عالم مترابط حيث نعيش جميعاً اليوم، من خلال الحوار البناء والتعاون متعدد الأطراف القائم على مراعاة مصالح الجميع واحترامها".

وفي أول رحلة خارجية له منذ تفشي جائحة "كوفيد-19"، زار الرئيس الصيني شي جين بينغ كازاخستان يوم الأربعاء، قبل لقائه الشخصي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في القمة يوم الخميس، وهو الأول له منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا.

أتي ظهور بوتين المنتظر بعد أن تكبدت قواته خسائر عسكرية فادحة في شمال شرقي أوكرانيا وازدياد في الانتقادات العامة في الداخل بشأن تكلفة حربه المستمرة من سبعة أشهر.

وتكافح منظمة شنغهاي للتعاون التي تعقد قمتها الـ22 هذا الأسبوع، من أجل إيجاد غاية لوجودها منذ تشكلها قبل أكثر من عقدين، فهي تفتقر إلى آليات التنفيذ [القرارات]، وحجم التجارة داخل الكتلة لا يذكر، إذ لا تزال معظم الدول الأعضاء تعتمد على الغرب في التجارة والتكنولوجيا.

لكنها قد تكتسب أهمية جديدة مع تصاعد الأعمال العدائية بين الغرب والقوى الأوروآسيوية روسيا والصين بسبب حرب أوكرانيا، و[أزمة] تايوان ومجموعة واسعة من القضايا الجيوسياسية والتجارية الأخرى.

وينضوي في منظمة شنغهاي للتعاون كل من الهند وباكستان وكازاخستان وقيرغيزستان وطاجيكستان وأوزبكستان، تضم الكتلة معاً 40 في المئة من سكان العالم وما يقرب من ثلث اقتصاده.

وإلى جانب الأعضاء فإن الدول التي لديها صفة المراقب هي أفغانستان وبيلاروس ومنغوليا، أما شركاء المنظمة فهم أرمينيا وأذربيجان وكمبوديا ونيبال وسريلانكا وتركيا وسيرسلون رؤساء دول أو مبعوثين رفيعي المستوى. لا يمكن اعتبار أي من هذه البلدان نموذجاً للديمقراطية وسيادة القانون، ومعظمها ينحو أكثر نحو الاستبداد.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقالت آنا جوردانوفا الباحثة التي تركز على سياسات آسيا الوسطى في "مؤسسة الشؤون الدولية"، وهي مؤسسة بحثية مقرها براغ، "إنها منظمة تتكون من أنظمة غير ديمقراطية"، مضيفة "تساعد منظمة شنغهاي للتعاون في تمثيل الأنظمة بهيئتها الحالية. إنها تساعد في ترسيخ الوضع الراهن".

قد يؤدي ظهور بوتين إلى جانب زعماء العالم الآخرين إلى تحسين موقفه بين الروس القلقين من أن حرب موسكو ضد أوكرانيا تضر بمكانتها الدولية. من ناحية أخرى قد يعامل القادة الآخرون بوتين ببرود في القمة، مما يزيد من إضعافه.

في حين أن أهميتها الاقتصادية ضعيفة قالت السيدة جوردانوفا إن منظمة شنغهاي للتعاون يمكن أن تتحد حول أهمية استقرار أفغانستان حيث سيطرت حركة طالبان على البلاد العام الماضي، وكانت الموضوع الرئيس لقمة 2021.

وأضافت جوردانوفا إن انضمام إيران إلى منظمة شنغهاي للتعاون لا يمنح المنظمة موطئ قدم في الشرق الأوسط وعلى طول الخليج الفارسي حصراً، بل يمكن أن يساعد أيضاً في جهود تحقيق الاستقرار في أفغانستان.

وتقف إيران حالياً عند مفترق طرق دبلوماسي بشأن العودة إلى الالتزام بالاتفاق النووي المتضعضع، وهو ما من شأنه أن يحسن علاقاتها الاقتصادية والسياسية مع الغرب، أو يزيد من توتر العلاقات إذا انهارت المحادثات.

وأوضحت السيدة جوردانوفا "من وجهة نظر طهران، يمكن لعضوية منظمة شنغهاي للتعاون أن تساعد في إضفاء الشرعية على النظام الحالي وتقوية موقف الحكومة".

وأضافت "يمكن أن تكون رسالة إلى الغرب مفادها بأن إيران لديها بدائل. لا يمكن لإيران أن تقطع كل العلاقات مع الغرب وتتجه بالكامل إلى الشرق، لكن عضوية منظمة شنغهاي للتعاون يمكن أن تمنح إيران مزايا على المدى الطويل".

نشر في اندبندنت بتاريخ 15 سبتمبر 2022

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات