Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إشاعات ومؤامرات أحاطت بموت إليزابيث الثانية

عدم صدور شهادة وفاة تحدد السبب فتح الباب لتكهنات وصلت حد الشطط

صورة للملكة إليزابيث الثانية بين الزهور في حفل تكريم خارج قلعة وندسور (أ ف ب)

مع اهتمام مئات الملايين حول العالم بخبر وفاة ملكة بريطانيا الراحلة إليزابيث الثانية، انتشرت عبر المواقع الإخبارية والتواصل الاجتماعي وحتى في الصحف الشعبية البريطانية والأميركية عشرات الإشاعات والتفسيرات التي تعتمد نظرية المؤامرة حول وقت وسبب موتها.

صحيح أن الإشاعات والتلفيقات تحيط بالمشاهير طوال الوقت في حياتهم وبعد وفاتهم، لكن إليزابيث الثانية التي توفيت عن 96 سنة، قضت 70 عاماً منها على عرش المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وإيرلندا الشمالية، أثارت تكهنات وصل بعضها إلى حد الشطط والخرافة التي لا يقبلها عقل سليم.

ومثلما أن الملكة لا تحمل جواز سفر ولا رخصة قيادة، فغالباً ما تكون الحال الصحية للعاهلة البريطانية موضع كتمان إلا في أضيق الحدود وبقدر يبلغ عامة الناس بالوضع العام من دون تفاصيل.

وفي اليوم التالي لاستقبال الملكة رئيس الوزراء المستقيل بوريس جونسون ورئيسة الوزراء التي خلفته ليز تراس صدر بيان عن القصر الملكي بأن أطباء الملكة قلقون في شأن صحتها ووضعوها تحت الرعاية الطبية.

وفي اليوم التالي، الخميس الثامن من سبتمبر (أيلول)، أعلن قصر باكنغهام في بيان مقتضب أن الملكة توفيت بسلام في قلعة بالمورال باسكتلندا ظهر ذلك اليوم.

ولم يذكر سبب الوفاة ولا ما إذا كانت عانت مرضاً ما قبل وفاتها، وإن كانت تصريحات متكررة تحدثت عن ضعف صحتها في الآونة الأخيرة وأنها أصبحت تواجه مشكلات في الحركة.

زرقة اليد

ربما كان التكهن المنطقي الوحيد هو ما ذكرته معظم الصحف الشعبية البريطانية حول "زرقة يد" الملكة التي بدت واضحة في صورة استقبالها لليز تراس في قلعة بالمورال يوم الثلاثاء، فلون الجلد الداكن جداً لظهر يد الملكة وهي تصافح ليز تراس كان واضحاً تماماً في الصورة التي نشرتها كل الصحف يوم الأربعاء، أي قبل وفاتها بيوم واحد.

موقع "ديلي بيست" الإخباري عدد مجموعة من الأمراض التي قد تكون سبب وفاة الملكة إليزابيث، ومنها سرطان العظام وتفاقم مشكلة في الحوض وحتى مشكلات القلب.

وانتشرت عبر مواقع التواصل تكهنات عدة في شأن صحة الملكة خلال الآونة الأخيرة والأمراض التي يمكن أن تكون أصيبت بها وكانت سبب الوفاة، ومن بين تلك الإشاعات أن الملكة عانت سرطان الدم، لكن كل البيانات الرسمية حول صحتها لم تشر من قريب أو بعيد إلى أي احتمال لإصابتها بمرض عضال.

صحيفة "ديلي ميل" نقلت عن الدكتور جاكوب كوهين جونز من أستراليا تفسيره للون الداكن في يد الملكة بأنه "من المحتمل أن يكون أحد علامات تدهور الحال الصحية، أو ربما عرض لمرض أصاب الأوعية الدموية الطرفية".

أسباب عادية ومنطقية

لكن اللون الداكن على ظهر اليدين قد يكون لأسباب عادية ومنطقية أخرى، فالملكة كانت في بالمورال والقلعة في منطقة مرتفعة من اسكتلندا، حيث الطقس بارد عما هو عليه في إنجلترا.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويمكن للبرد أن يسبب احمراراً وزرقة في الجلد خصوصاً عند كبار السن، ثم هناك أيضاً احتمالات نقص الأوكسجين في الدم الذي قد يسبب تغير لون جلد الأطراف.

وحتى تصدر شهادة وفاة الملكة مبينة سبب الوفاة، ربما بعد أسابيع كما حدث مع زوجها الأمير فيليب العام الماضي، هذا إن أعلنت شهادة الوفاة أصلاً، تظل كل هذه مجرد تكهنات.

ويذكر أن أطباء القصر الملكي لم يصدروا شهادة وفاة للأمير فيليب الذي توفي عن 100 عام إلا بعد نحو شهر، وكان سبب الوفاة فيها هو "التقدم في العمر".

الإجهاد والأزمات

ولم تقف التكهنات عند العرض الوحيد الذي بدا في آخر صورها الرسمية الأسبوع الماضي، بل عاد الناس لتقارير صحافية سابقة عن معاناة الملكة من الإجهاد الشديد الذي أدى إلى تدهور سريع في صحتها مع سلسلة الأزمات التي واجهتها العائلة المالكة.

وتراوحت تلك الأزمات من أحاديث حفيدها الأمير هاري وزوجته الأميركية ميغان ميركل التي انتقدوا فيها العائلة المالكة إلى اتهام الأمير أندرو ابن الملكة بغواية القاصرات ضمن فضائح الأميركي المنتحر جيفري إبستين.

وفي نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الماضي نشرت "ذي ناشونال إنكوايرر" تقريراً عن تأثير تلك الأزمات في صحة الملكة التي بدأت تشعر بأن "أيامها في الدنيا معدودة".

ونقلت الصحيفة وقتها عن مصدر لم تسمه قوله "بصراحة فإن هجمات الأمير هاري وميغان العنيفة على العائلة وخلافات هاري مع أخيه الأمير ويليام وفضيحة الاغتصاب التي نفاها الأمير أندرو، كلها تعجل بوفاة الملكة، فالقصر في غاية الانزعاج وهم لا يريدون أن تعرف الجماهير كم أن الوضع خطر، لكن الحقيقة أن جلالة الملكة تصارع للبقاء على قيد الحياة".

كما ذكرت تقارير تالية أن الحزن والإرهاق الشديدين نالا من صحة الملكة بعد أن فقدت اثنتين من أقرب موظفاتها اللتين خدمتاها مدة طويلة، وهما ديانا ماكسويل والدوقة آن فورتسن فيتزروي.

وربطت التقارير بين تمكن الحزن من الملكة مما أدى إلى ضعف صحتها وإلغاء العديد من المناسبات التي كان مقرراً أن تحضرها في الفترة الأخيرة.

خرافات ومؤامرات

وقد تبدو التكهنات السابقة معقولة إلى حد ما على رغم أن أياً منها لا يمكن تدقيقه والتأكد من صحته، طالما البيانات الرسمية لقصر باكنغهام لم تذكره، إنما المثير هو تفسيرات المؤامرة التي انتشرت بقوة خلال الأيام الماضية، وبعضها وصل من الخرافة إلى حد لا يقبله المنطق بالأساس.

وربما أشهر تلك الإشاعات التي اعتمدت نظرية المؤامرة ما روجه متابعو موقع "كيو أنون" الأميركي المقرب من الرئيس السابق دونالد ترمب ومستشاره السابق ستيف بانون.

وانتشر عبر موقع التواصل "فيسبوك" بقوة ادعاء قناة "كيو أنون" أن الملكة إليزابيث توفيت قبل الإعلان عن وفاتها بمدة، لكن صورة الملكة مع بوريس جونسون وليز تراس قبل وفاتها بيومين تدحض تلك الإشاعة تماماً.

أما الادعاء الذي سرى كالنار في الهشيم على موقع "تويتر" فهو أن الملكة توفيت بسبب فيروس "كوفيد-19"، وتداولت كل الصفحات والمجموعات المشككة في وباء كورونا تعليقات عن أن سبب وفاة الملكة هو اللقاح الذي تلقته ضد فيروس كورونا.

لكن الملكة تلقت التطعيم ضد فيروس كورونا مطلع العام الماضي، ثم أصيبت بفيروس كورونا مطلع هذا العام وبقيت في الحجر المنزلي المدة المقررة صحياً إلى أن شفيت تماماً من الإصابة، وعادت للظهور وشاركت في أكثر من مناسبة عامة، إذ رآها الناس وصوّرتها كاميرات التلفزيون في تلك المناسبات.

وبالطبع هناك إشاعات ونظريات مؤامرة أخرى عدة، لكنها تتسم بالطابع الخرافي ومن قبيل الإثارة من دون أي منطق، ومعظمها تلفيقات عبر مواقع التواصل ولم تتصد لها وسائل إعلام.

المزيد من تقارير