Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مسيرة أميركية مقاتلة تقلع وتهبط من دون مدرجات

لا تحتاج سوى مساحة صغيرة من أرض خالية

نموذج أولي عن طائرة "آنسيلاري" التي صنعتها وكالة داربا في الاستخبارات الأميركية (تويتر)

"أحلق كالفراشة وألسع كالنحلة"، يصعب نسيان تلك الكلمات التي طالما رددها بطل الملاكمة الأسطوري محمد علي كلاي، في فترة صعوده المذهل ليكون رمز تلك الرياضة.

الأرجح أن الاستخبارات الأميركية بإمكانها أن تستخدم الكلمات نفسها تقريباً في وصف مشروع المسيّرة المقاتلة الجديدة التي لم يسبق أبداً وضع تصميم يشبهها، إلا ربما في بعض أفلام الخيال العلمي. ووفق صحيفة "واشنطن بوست" يروج تسمية تلك المسيرة المبتكرة باسم الطائرة "إكس"، فيما يبدو أنه تعبير مختصر عن المشروع الذي يتولى صنعها والذي تروج أيضاً الإشارة إليه بمصطلح "آنسيلاري" ANCILLARY، اختصاراً لعبارة advanced aircraft infrastructure-less launch and recovery X-Plane التي من المستطاع ترجمتها حرفياً بـ "مركبة جوية متطورة بلا بينة تحتية لإطلاق ’الطائرة إكس‘ واستعادتها".

ويتعلق ذلك المشروع الذي لا تزال تفاصيله قيد كتمان شديد، بصنع مسيرة مقاتلة تقدر على تنفيذ مهمات الاعتراض والاشتباك مع طائرات حربية مقاتلة، إضافة إلى عمليات قصف محددة. وبحسب "واشنطن بوست" فلأرجح أن عملها الأهم يتصل بعمليات الرصد وجمع المعلومات.

إنها مسيّرة مقاتلة مؤتمتة بالكامل، وهذا ليس بالأمر الجديد، لا تحتاج مطاراً ولا مدرجاً ولا بنية تحتية في الإقلاع والعودة. وبديهي القول بأن الأسطول وسلاح مشاة البحرية الـ "مارينز" الأميركيين، هما الأشد اهتماماً بتلك الطائرة المبتكرة.

والأرجح أن متابعي المشاريع المتطورة للـ "بنتاغون" قد يكونوا غير متفاجئين بمعرفة أن العقول والأيدي المنخرطة في هذا المشروع التقني الفائق التطور، هي تلك التي تعمل في "وكالة مشاريع البحوث الدفاعية المتقدمة" Defense Advanced Research Projects Agency اختصاراً "داربا" DARPA.

من أين تأتي المفاجأة وقد يعلم أولئك المتابعون أن الوكالة نفسها هي التي أطلقت إلى الحضارة البشرية شبكة الإنترنت التي ابتدأت كمشروع عسكري سري يتولى الربط بين الصواريخ البالستية العابرة للقارات، بما في ذلك تلك التي تحمل رؤوساً نووية، ويعني ذلك أنه من المهد التقني نفسه الذي ولد فيه أحد أضخم مشاريع الربط بين العقول البشرية، ولننس لبرهة أنه استهل بالربط بين أقوى ما يستطيع هدم حضارة البشر ومحوها، قد ولد أخيراً المشروع الذي طالما راود أدمغة صناع الطائرات.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

مسيّرة تهبط على متن مركب مضطرب

واستطراداً، فلعله ليس من المبالغة القول بأن حلم صنع طائرة تستطيع الإقلاع والهبوط مثل الطير أو حتى كالنوارس على سطح الماء، طالما راود أدمغة صناع المركبات الجوية، والأرجح أن كثيرين أيضاً قد وضعوا أفكاراً ومشاريع ومخططات ودراسات لا حصر لها، قبل أن يصل الأمر إلى الطائرة المسيرة التي تقلع وتهبط من دون أن تحتاج إلا إلى  خلاء في الأرض لا يزيد عن 30 متراً مربعاً، ومن دون ضرورة إعداده تقنياً لاستقباله، وبلا حاجة لوجود مدرج لطائرة تقلع وتهبط عمودياً، فيما لا يزيد وزنها على 150 كيلوغرام، مما يشير إلى صغر حجمها.

وبصورة تقريبية تستطيع تلك المسيرة التحليق طوال 16 ساعة متواصلة، وفق ما بينت "واشنطن بوست" أيضاً.

ومرة أخرى تتمثل المهمة المركزية للطائرة "آنسيلاري" في عمليات الرصد وجمع المعلومات من الجو، ويمتلك الجيش الأميركي مجموعة كبيرة ومنوعة من الطائرات التي تنهض بتلك المهمة مستخدمة أجهزة متطورة، وقد نقلت "واشنطن بوست" عن مدير مشروع "آنسيلاري" في وكالة "داربا" ستيف كومادينا أن تلك المسيرة المبتكرة "موجودة فعلياً لكنها لم توضع على متن أي سفينة حتى الآن"، وتتضمن تلك الكلمات تلميحاً إلى وجود صعوبات تقنية جمة تواجه التنفيذ الفعلي لإنتاج تلك المسيرة "آنسيلاري" ووضعها قيد الخدمة الفعلية في الجيش الأميركي، ويتضمن ذلك مجموعة من التعقيدات المتصلة بصنع بطارية قوية وخفيفة ورخيصة، والمواد التي يمكن استعمالها في الإنتاج الموسع للطائرة وأنظمة الاتصالات الكفيلة بمتابعتها والتحكم بها، والتدريب التقني للطيارين على إدارتها وكيفية تنفيذ إنزالها على مركب حربي يعمل في بحر مضطرب وما إلى ذلك.

وفي ذلك الصدد نقلت "واشنطن بوست" عن سينثيا كوك، الاختصاصية في الصناعات الدفاعية والخبيرة في "مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية"، بأنها تستشرف قدرة مشروع "آنسيلاري" في تجنيب الجنود الأميركيين القتال في ظروف خطرة، بسبب قدرة تلك المسيرة المتقدمة على جمع المعلومات من أرض المعركة وسمائها، بصورة مباشرة ولحظة بلحظة.

اقرأ المزيد

المزيد من علوم